قال الشيخ المفيد رحمه الله: وروي عن عليّ بن الحسين عليه السلام أنّه قال: لمّا أصبحت الخيل تقبل على الحسين عليه السلام رفع يديه وقال:
أَللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ، وَرَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيْهِ الْعَدُوِّ. أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ.
قال: فأقبل القوم يجولون حول بيت الحسين، فيرون الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الّذي كان اُلقي فيه، فنادى شمر بن ذي الجوشن بأعلا صوته: يا حسين أتعجّلت بالنار قبل يوم القيامة؟ فقال الحسين عليه السلام: من هذا كأنّه شمر بن ذي الجوشن؟ فقالوا: نعم، فقال له: يابن راعية المعزى أنت أولى بها صِليّاً، ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين عليه السلام من ذلك، فقال له: دعني حتّى أرميه فانّ الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبّارين، وقد أمكن الله منه، فقال له الحسين عليه السلام: لا ترمه فانّي أكره أن أبدءهم بقتال.(1)
أقول يقرء الدعاء في الكرب والشدّة ولايختصّ الدعاء بيوم عاشوراء.
(1) بحارالأنوار: 4/45، ارشاد المفيد: 217، وقعة الطف لأبي مخنف: 205.
بازديد امروز : 51381
بازديد ديروز : 103604
بازديد کل : 143770113
|