4- العمل بما يقرؤ في الزيارات
الأمر الرابع الّذي يؤثّر في حياة الإنسان ويحوّله إلى حياة طيّبة ويبعدّه عن أمر الجاهليّة ويقرّبه إلى الله تعالى وإلى ولاية أهل البيت عليهم السلام، هو العمل بما يقرئه في الزيارات فانّ فيها أموراً مهمّة يوجب العمل بها الصعود إلى أعلى مراتب الإنسانية.
من الأمور المهمّة إنّ في الأدعية والزّيارات مطالب عظيمة من العلوم والمعارف؛ فعلى الزائر التوجّه إليها مهما امكن حتّى يعتقد بهذه الأمور ويعمل بها ليصل إلى مقام المحبّة الشديدة الّتي توجب القرب إلى الله وإلى الأئمّة الأطهار عليهم السلام وهي المودّة الّتي هي أجر الرسالة كما قال الله تعالى: «قُلْ لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»(1) والمودّة كما في الرواية عن أميرالمؤمنين عليه السلام: المودّة قرابة مستفادة(2) فإذا عرفنا انّه لا يقال لكلّ محبّة انّها مودّة، بل المحبّة إذا كانت شديدة بحيث تقرّب الإنسان إلى المحبوب فهذه هي المودّة.
فإذا كانت المحبّة لأهل بيت النبوّة بهذه الدّرجة توجب التقرّب إليهم وذلك يستلزم التبعّد عن أعدائهم.
ومن لوازم هذه المودّة المأمور بها أن يكون الإنسان جاهزاً لنصرة ذوي القربى حتّى يحكم الله بدينه وهذا أمر نقرئه في الزيارات الكثيرة، منها في زيارات مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام الواردة عن أهل البيت عليهم السلام:
ونصرتي لكم معدّة حتّى يحكم الله بدينه.
وفي بعض زياراته عليه السلام:
فنصرتي معدّة حتّى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين.
وفي بعض زياراته عليه السلام:
فنصرتي لكم معدّة حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين لديني.
وفي زيارة مولانا أبي الفضل العبّاس عليه السلام:
ونصرتي لكم معدّة حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
فعلى هذا يلزم على الزّائر أنْ يتوجّه إلى هذا الأمر بأن يكون جاهزاً لنصرة صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف حتّى يحكم الله بدينه فإذا كان كذلك يكون مؤدّياً لأجر الرسالة وهو مودّة ذوي القربى عليهم السلام، وهذا من آثار الدّقة في الزّيارات والعمل بما فيها.
ومن الأمور الّتي تعدّ نصرة للإمام الحجّة صلوات الله عليه هي الدّعاء لتعجيل ظهوره في الأزمنة الشريفة والأماكن المقدّسة وبالأخص في حرم الإمام الحسين صلوات الله عليه تحت قبّته الشريفة الّتي جعل الله إجابة الدعاء تحت قبّته وعلى كلّ الزّائرين أنْ يعلموا إنّ أفضل الأدعية وألزمها الدعاء لتعجيل الفرج فعليهم تقديم هذا الدّعاء على أدعيتهم وحوائجهم تحت قبّته الشّريفة وفي كلّ العتبات المقدّسة، حتّى ينظر الله تعالى إليهم بدعائهم لولّيه الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
(1) الشورى: 23.
(2) بحارالأنوار: 165/74.
بازديد امروز : 25486
بازديد ديروز : 108362
بازديد کل : 138261776
|