بكاء السماء والأرض و...
على مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام
قال زرارة: قال أبوعبدالله عليه السلام:
يا زرارة إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم، وإنّ الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت وإنّ البحار تفجرت وإنّ الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين عليه السلام، وما اختضبت منا امرأة ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتّى أتانا رأس عبيدالله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي إذا ذكره بكي حتّى تملأ عيناه لحيته، وحتّى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.
وان الملائكة الّذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة، ولقد خرجت نفسه عليه السلام فزفرت جهنّم زفرة كادت الأرض تنشق لزفرتها، ولقد خرجت نفس عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا انّ الله حبسها بخزّانها لاحرقت من على ظهر الارض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شيء الا ابتلعته، ولكنّها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزّان غير مرّة حتّى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت، وإنّها لتبكيه وتندبه وأنّها لتتلظى على قاتله، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض واكفئت بما عليها، وماتكثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة.
وما من عين أحبّ إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة عليها السلام وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلاّ وعيناه باكية إلاّ الباكين على جدّي الحسين عليه السلام، فإنّه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه، والسرور بيّن على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين عليه السلام تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنّة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه.
وانّ الحور لترسل إليهم إنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وانّ أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النّار، ومن قائل ما لنا من شافعين ولا صديق حميم، وانّهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم، ولايصلون إليهم.
وانّ الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خدّامهم على ما أعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم إن شاء الله، فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقاً إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين عليه السلام، فيقولون: الحمد لله الّذي كفانا الفزع الاكبر وأهوال القيامة، ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرّحال على النجائب، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمّد وآله حتّى ينتهوا إلى منازلهم.(1)
(1) كامل الزيارات: 167 ح 8، عنه البحار: 208 - 207/45 ذح 13، المستدرك: 313/10.
بازديد امروز : 25207
بازديد ديروز : 108362
بازديد کل : 138261497
|