رواية مهمّة تدلّ على ادامه عزاء
أبي عبدالله الحسين عليه السلام في عصر الظهور
قال أبوعبدالله عليه السلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبة من نور وأقبل الحسين عليه السلام رأسه على يده فإذا رأته شهقت شهقة لايبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلاّ بكى لها فيمثل الله عزّوجلّ رجلاً لها في أحسن صورة وهو يخاصم قتلته بلا رأس فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في قتله فيقتلهم حتّى يأتي على آخرهم ثمّ ينشرون فيقتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسن عليه السلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسين عليه السلام ثمّ ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم قتلة فعند ذلك يكشف الله الغيظ وينسى الحزن، ثمّ قال أبوعبدالله عليه السلام رحم الله شيعتنا، شيعتنا والله المؤمنون فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.(1)
من المطالب المهمّة في الرواية الشريفة انّ الله يكشف الغيظ وينسي الحزن عن الشيعة وذلك بعد أن يقتل أميرالمؤمنين عليه السلام والإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام وجميع ذراري أهل البيت عليهم السلام، يقتل قتلة مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام ومن اجهز عليه أو شرك في قتله. وهذا قبل ورود الشيعة في الجنّة.
وهذا النسيان ليس لقصاصهم وانتقامهم وإلاّ يدوم الحزن في الجنّة بل الله يكشف الغيظ وينسى الحزن عنهم ويلزم الدقّة في هذه النكتة وهي إنّ هذا النسيان ليس لإنتقامهم عن الأعداء بل يكون بأمر الله وإلاّ يدوم الحزن حتّى في الجنّة لأنّه لابدّ أن لا يكون حزن في الجنّة لأهل الجنّة فيكشف الله الغيظ وينسي الحزن عنهم. والإنتقام في عصر الظهور لا يوجب نسيان الشيعة الحزن لشهادة مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وإدامة الغيظ والحزن موحبة لإقامة البكاء والعزاء عليه صلوات الله عليه في عصر الظهور و نقلنا عن مولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه:
انّ يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا و.... وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء....(2)
وأعلم أنّ لله غير الجنّة المعهودة جنان كثيرة لا نعلم عن خصوصيتها شيء وجد بخطّ مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام:
...وروح القدس في الجنان الصاغورة ذاق من حدائقنا الباكورة...(3)
صرّح الإمام عليه السلام انّ لله جنان كثيره وروح القدس ذاق من حدائق الباكورة لأهل البيت عليهم السلام في الجنان الصاغورة فهل في هذه الجنان وفي غيرها العزاء والمراثي والبكاء والتباكي لمولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام أم لا؟ هذا من الأسرار الّتي يكشف للنّاس في الدّولة الفاطميّة القائميّة إنشاء الله تعالى.
وإن سئلت إنّ عصر الظهور، عصر السرور ولايكون في هذا العصر همّ وغمّ نجيب نعم: إنّ عصر الظهور عصر السرور والفرح ولايكون فيه همّ وغمّ لأمور الدّنيا كالأمراض والأقراض ولكنّه يكون فيها البكاء لخشية الله فكما يكون الحزن والبكاء في عصر الظهور لخشية الله، يكون فيه، الحزن والبكاء على مصائب أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
ثمّ اعلم كما انّ عصر الظهور، عصر الفرح والسرور يكون على كثير من الناس عصر الحسرة والنّدامة في ابتداء الظهور، لأنّهم بعد نومهم في عصرالغيبة وبعد غفلتهم عن الإمام الحجّة صلوات الله عليه يقيظون في عصر الظهور فيرون أنّ سنيناً كثيرة قد ذهبت من عمرهم وكانوا هم غافلين عن إمامهم وصاحبهم، لم يذكروه ولم يدعوا له في صلواتهم وزياراتهم ولم يبكوا له لغيبته عنهم وبُعدهم عنه صلوات الله عليه.
ولم ينصروه بأنفسهم وأموالهم شيئاً وهي الحسرة الكبيرة لمن كان في هذه الغفلة العظيمة اعاذنا الله من هذه الحسرات ونجّانا من هذه الغفلات وأيّدنا بالدّعاء له ونصرته بأنفسنا وأموالنا، آمين يا ربّ العالمين.
(1) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 216.
(2) البحار: 284/44.
(3) بحارالأنوار: 265/26.
بازديد امروز : 27897
بازديد ديروز : 108362
بازديد کل : 138264187
|