الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
هل أنّ الدعاء في طلب تعجيل ظهور الإمام (عليه السلام) تتنافى مع جملة دعاء الغيبة... أم لا؟

سؤال من الأخ ... الى موقع المنجي

هل أنّ الدعاء في طلب تعجيل ظهور الإمام (عليه السلام) تتنافى مع جملة دعاء الغيبة التي تقول «وصبّرني على ذلك حتّى لا أحب تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت» أم لا؟

----------------------

الجواب :

إن الدعاء من أجل التعجيل في ظهور مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قد جرى نقله من خلال عبارة ومقطع من دعاء الغيبة في الوقت الذي لايتنافى عندما نأخذ بنظر الأعتبار معنى الدعاء الخاص بتعجيل الظهور .

ولأجل توضيح هذا الموضوع أكثر نقول : ان الشخص الذي يقوم بالدعاء في امر تعجيل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان (ارواحنا فداه) فإن مقصوده من الدعاء لايخرج عن حالتين اما :

1- يالله عجل في ظهور الإمام في أقرب وقت ممكن حتى وإن لم تتوفر الشروط والظروف في ذلك .

2- يالله عجل في ظهور الإمام وذلك من خلال تهيئة الأرضية المناسبة والشروط اللأزمة .

فإذا كان مقصود الداعي هو النوع الأول يعني يرغب في ظهور الإمام (عليه السلام) والتشرف في خدمته والنظر الى طلعته الميمونة مع عدم تهيئة الظروف والشروط اللازمة وعدم الإكتراث الى العواقب والآثار لمثل هذا الظهور والتي تسبب في استشهاده ففي الواقع فإنه هو من يتعجل في تعجيل الظهور وليس ان يطلب ذلك من الله تعالى _ من خلال تهيئة ارضية الظهور – ذلك الأمر .

ومن الطبيعي فليس صحيحاً ان يدعو الشخص بمثل هذا الدعاء ويستعجل في حدوث الظهور وسوف تكون نهايته الهلاك والضلالة ويصبح من ضمن دائرة اولئك الذين يشملهم «هلك المستعجلون» .

ولهذا فإن مثل هذا الإستعجال والدعاء بالظهور النابع من الميول النفسية للشخص – وليس بالإرادة الإلهية- فإنه ينافي مع ماجاء في جملة «وصبرني على ذلك حتى لا أحب ...» «جمال الأسبوع : 315» .

النوع الثاني : وهو الداعي الذي يريد من الله تبارك وتعالى التعجيل في امر ظهور الإمام (ارواحنا له الفداء) يعني الدعاء والطلب من الله الواحد القهار تهيئة الأرضية والظروف المناسبة لعملية الظهور ولاشك فإن مثل هذا الدعاء والطلب لايتنافى قطعاً مع الجملة التي تم نقلها من دعاء الغيبة باعتبار إن الداعي يتوسل بالله تعالى ويطلب تهيئة الأمور والأسباب لحصوله ومن الواضح فإن تعجيل الظهور له شروط وأرضية لابد ان يرتضيها البارئ عز وجل فيقول في محكم كتابه العزيز: «فقل إنما الغيب لله فإنتظروا اني معكم من المنتظرين»  ( سورة يونس : الآية 20 ) .

إذن فإذا طالت مدة الظهور وتأخرت تلك العملية فالامر يعود الى الله تعالى والسبب هو عدم تهيئة أرضية الظهور حيث إن الأمة افتقدت الى الأسس والمباني الصحيحة للدعاء العام والشامل أو لم يكتمل عدد أعوان وأنصار الإمام وهو 313 نفراً أو لم تكتمل الظروف والمناخات الآخرى لها ولكن إذا قامت الأمة بتهيئة احد الأرضيات والظروف اللازمة والمطلوبة وذلك من خلال الدعاء والتضرع الى الله تعالى فإن هذا الموضوع لن يعجل في الظهور الذي آخره الله فحسب وإنما قاموا بأحد الوظائف المهمة التي وقعت على عاتقهم لانهم طلبوا من الله الذي له القدرة على التعجيل في تهيئة أرضية الظهور وليس من غيره وعملوا بالوسيلة التي عينها الله تعالى ولم يطلبوا منه التعجيل في الظهور الذي لم تتهيأ اسبابه ولم يكن مورد لرضاه وعلى اساس ذلك فإن الله جلا وعلا لم يأخر الظهور الذي تهيئة ظروفه حتى يكون دعاء الداعي لمثل هذا الظهور يتنافى مع رضا الله تعالى في تأخيره . وبما إن مقصود وهدف الداعي في التعجيل بالظهور هو حصول ذلك الظهور الذي هيأ مقدماته وظروفه البارئ عز وجل فمن هنا لاتنافي بإي حال من الأحوال مع رضاه في التعجيل . وفي الواقع فإن الدعاء هو بمثابة احدى الاستثناءات المهمة جداً في الامور التي قدرها وأبرمها الله عز وجل : «إن الدعاء يرد القضاء ولو أبرم إبراماً» .

فإذا كان رضا البارئ سبحانه وتعالى ينصب في فقر أو مرض الشخص وإن ذلك في صالحه فإن الله يفتح له ذلك الطريق ويمكن من خلال الإلحاح في الدعاء والمواظبة عليه يعمل على النجاة منها وذلك بعد كسب رضا الله تعالى ووجود الصلاح في الخلاص منهما .

وبنفس هذا الشكل فإذا كانت المشيئة الإلهية تتجلى في تأخير امر ظهور مولانا الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فإنه يمهد لذلك الطريق ويجعله ميسوراً ولاشك فإن تلك المشيئة والرضا الإلهي تتغير في تعجيل ظهور الإمام (عليه السلام) من خلال الدعاء لاجل حصول ذلك الظهور .

موقع المنجی العلمی

 

 

 

 

 

 

زيارة : 6641
اليوم : 28194
الامس : 28544
مجموع الکل للزائرین : 128434496
مجموع الکل للزائرین : 89307191