امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب الثالث عشر : قطرة من بحار مناقب الإمام العسکري عليه السلام

 

الباب الثالث عشر

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الحادي عشر وسبط سيّد البشر ووالد الخلف

المنتظر، وشافع المحشر، الرضيّ الزكيّ،

أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري

صلوات اللَّه عليهما

 

 1/497- الراوندي قدس سره: عن أبي هاشم أ نّه سأل الزكيّ عليه السلام عن قوله تعالى: «ثُمَّ أوْرَثْنَا الكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُم ظالِمٌ لِنَفْسِه وَمِنْهُم مُقْتَصِد وَمِنْهُم سابِقٌ بِالْخَيْرات بِإذْنِ اللَّه ذلكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبيرُ ».(1)

 قال عليه السلام: كلّهم من آل محمّد عليهم السلام، الظالم لنفسه: الّذي لايقرّ بالإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والسابق بالخيرات: الإمام.

 فجعلت اُفكّر في نفسي عظم ما أعطى اللَّه آل محمّد عليهم السلام وبكيت، فنظر إليّ وقال: الأمر أعظم ممّا حدّثت به نفسك من عظم شأن آل محمّد عليهم السلام فاحمداللَّه أن جعلك متمسّكاً بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم، إذا دعي كلّ اُناس بإمامهم، إنّك على خير.(2)

 أقول: وقال الرضا صلوات اللَّه عليه: لو أراد الاُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللَّه: «فمنهم ظالم» إلى آخر الآية، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال: «جَنّات عَدْن يَدخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فيها مِنْ أساوِرَ مِن ذَهَب» الآية،(3) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.(4)

---------------------------------------

 2/498- الإمام أبومحمّد العسكري عليه السلام في تفسيره: رواه أبو يعقوب يوسف بن زياد و عليّ بن سيّار رضى الله عنه قالا: حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن عليّ بن محمّد عليهم السلام وقد كان ملك الزمان له معظّماً وحاشيته له مبجّلين، إذ مرّ علينا والي البلد - والي الجسرين - ومعه رجل مكتوف، والحسن بن عليّ عليهما السلام مشرف من روزنته، فلمّا رآه الوالي ترجّل عن دابّته إجلالاً له.

 فقال الحسن بن عليّ عليهما السلام: عد إلى موضعك فعاد، وهو معظّم له، وقال: يابن رسول اللَّه أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صيرفيّ فاتّهمته بأ نّه يريد نقبه والسرقة منه فقبضت عليه.

 فلمّا هممت بأن أضربه خمسمائة سوط - وهذا سبيلي فيمن أتّهمه ممّن آخذه -  ]لئلّا يسألني، فيه من لا اُطيق مدافعته(5)] ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني ] ويسألني فيه(6)] من لا اُطيق مدافعته.

 فقال لي اتّق اللَّه ولاتتعرّض لسخط اللَّه فإنّي من شيعة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وشيعة هذا الإمام أبي القائم بأمر اللَّه، فكففت عنه، وقلت: أنا مارٌّ بك عليه، فإن عرفك بالتشيّع أطلقت عنك، وإلّا قطعت يدك ورجلك بعد أن أجلدك ألف سوط، وقد جئتك به يابن رسول اللَّه، فهل هو من شيعة عليّ عليه السلام كما ادّعى؟

 فقال الحسن بن عليّ عليهما السلام: معاذ اللَّه، ما هذا من شيعة عليّ عليه السلام وإنّما ابتلاه اللَّه في يدك لاعتقاده في نفسه أ نّه من شيعة عليّ عليه السلام فقال الوالي: الآن كفيتني مؤونته الآن أضربه خمسمائة ضربة لا حرج عليّ فيها.

 فلمّا نحّاه بعيداً قال: أبطحوه فبطحوه وأقام عليه جلّادين، واحداً عن يمينه وآخر عن شماله وقال: أوجعاه، فأهويا إليه بعصيّهما، فكانا لايصيبان إسته شيئاً إنّما يصيبان الأرض، فضجر من ذلك وقال: ويلكما تضربان الأرض؟ اضربا إسته فذهبا يضربان إسته فعدلت أيديهما فجعلا يضرب بعضهما بعضاً ويصيح ويتأوّه.

 فقال لهما: ويحكما أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضاً؟! اضربا الرجل فقالا: ما نضرب إلّا الرجل وما نقصد سواه ولكن تعدل أيدينا حتّى يضرب بعضنا بعضاً.

 قال: فقال: يا فلان ويا فلان حتّى دعا أربعة وصاروا مع الأوّلين ستّة وقال: أحيطوا به فأحاطوا به، فكان يعدل بأيديهم، وترفع عصيّهم إلى فوق، وكانت لاتقع إلّا بالوالي، فسقط عن دابّته وقال: قتلتموني قتلكم اللَّه ما هذا؟ قالوا: ما ضربنا إلاّ إيّاه.

 ثمّ قال لغيرهم: تعالوا فاضربوا هذا، فجاؤوا فضربوه بعد فقال: ويلكم إيّاي تضربون؟ قالوا: لا واللَّه لانضرب إلّا الرجل، قال الوالي: فمن أين لي هذه الشجّات(7) برأسي ووجهي وبدني إن لم تكونوا تضربوني؟ قالوا: شلّت أيْماننا إن كنّا قد قصدناك بضرب.

 فقال الرجل للوالي: يا عبداللَّه، أما تعتبر بهذه الألطاف الّتي بها يصرف عنّي هذا الضرب؟! ويلك ردّني إلى الإمام وامتثل في أمره، قال: فردّه الوالي بعد ] إلى  [بين يدي الحسن بن عليّ عليهما السلام فقال: يابن رسول اللَّه عجباً(8) لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم، ومن لم يكن من شيعتكم فهو من شيعة إبليس وهو في النار، وقد رأيت له من المعجزات ما لاتكون إلّا للأنبياء! فقال الحسن بن عليّ عليهما السلام: قل: أو للأوصياء، فقال: أو للأوصياء.

 فقال الحسن بن عليّ عليهما السلام للوالي: يا عبداللَّه إنّه كذب في دعواه - أ نّه من شيعتنا كذبة لو عرفها ثمّ تعمّدها لابتلي بجميع عذابك له، ولبقي في المطبق ثلاثين سنة ولكنّ اللَّه تعالى رحمه لإطلاق كلمة على ما عنى(9) لا على تعمّد كذب، وأنت يا عبداللَّه فاعلم أ نّ اللَّه عزّوجلّ قد خلّصه من يديك، خلّ عنه فإنّه من موالينا، ومحبّينا وليس من شيعتنا. فقال الوالي: ما كان هذا كلّه عندنا إلّا سواء فما الفرق؟

 قال له الإمام عليه السلام: الفرق أ نّ شيعتنا هم الّذين يتّبعون آثارنا، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا، فأولئك من شيعتنا. فأمّا من خالفنا في كثير ممّا فرضه اللَّه عليه فليسوا من شيعتنا.

 ثمّ قال الإمام عليه السلام للوالي: وأنت فقد كذبت كذبة لو تعمّدتها وكذبتها لابتلاك اللَّه عزّوجلّ بضرب ألف سوط، وسجن ثلاثين سنة في المطبق. قال: وما هي يابن رسول اللَّه؟

 قال عليه السلام: بزعمك أ نّك رأيت له معجزات، إنّ المعجزات ليست له إنّما هي لنا أظهرها اللَّه تعالى فيه إبانة(10) لحججنا(11)، وإيضاحاً لجلالتنا وشرفنا ولو قلت: شاهدت فيه معجزات لم اُنكره عليك، أليس إحياء عيسى الميّت معجزة؟ أهي للميّت أم لعيسى؟ أو ليس خلق من الطين كهيئة الطير فصار طيراً بإذن اللَّه؟ أهي للطائر أو لعيسى؟ أو ليس الّذين جعلوا قردة خاسئين معجزة؟ أفهي معجزة للقردة أو لنبيّ ذلك الزمان؟ فقال الوالي: أستغفر اللَّه ربّي وأتوب إليه.

 ثمّ قال الحسن بن عليّ عليهما السلام للرجل الّذي قال إنّه من شيعة عليّ عليه السلام: يا عبداللَّه لست من شيعة عليّ عليه السلام إنّما أنت من محبّيه، وإنّما شيعة عليّ عليه السلام الّذين قال اللَّه تعالى فيهم: «وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحات اُولئِكَ أصْحابُ الجَنَّة هُم فيها خالِدُون » (12) هم الّذين آمنوا باللَّه ووصفوه بصفاته، ونزّهوه عن خلاف صفاته وصدّقوا محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم في أقواله وصوّبوه في كلّ أفعاله، ورأوا عليّاً بعده سيّداً إماماً وقرماً(13) هماماً لايعدله من اُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أحد، ولا كلّهم إذا جمعوا في كفّة يوزنون بوزنه، بل يرجّح عليهم كما ترجح السماء والأرض على الذرّة.

 وشيعة عليّ عليه السلام هم الّذين لايبالون في سبيل اللَّه أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت، وشيعة عليّ عليه السلام هم الّذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهم الّذين لايراهم اللَّه حيث نهاهم ولايفقدهم حيث أمرهم.

 وشيعة عليّ عليه السلام هم الّذين يقتدون بعليّ عليه السلام في إكرام إخوانهم المؤمنين، ما عن قولي أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فذلك قوله تعالى «وَعَمِلُوا الصالِحات» قضوا الفرائض كلّها، بعد التوحيد واعتقاد النبوّة والإمامة وأعظمها فرضاً(14) قضاء حقوق الإخوان في اللَّه، واستعمال التقيّة من أعداء اللَّه عزّوجلّ.(15)

---------------------------------------

 3/499- في المجلّد السابع عشر من البحار، قال بعض الثقات: وجدت بخطّ الحسن العسكري عليه السلام مكتوباً على ظهر كتاب: قد صعدنا ذرى الحقائق(16) بأقدام النبوّة والولاية، ونوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوّة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث(17) الندى(18) وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، وأسباطنا خلفاء الدّين وحلفاء اليقين(19) ومصابيح الاُمم، ومفاتيح الكرم.

 فالكليم اُلبس حلّة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة(20) ذاق من حدائقنا الباكورة(21) وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، الّذين صاروا لنا ردءاً وصوناً، وعلى الظلمة إلباً وعوناً، وسينفجر(22) لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الطواوية والطواسين من السنين.(23)

 أقول: هذه حكمة بالغة ونعمة سابغة تسمعها الآذان الصمّ وتقصر عليها الجبال الشمّ صلوات اللَّه وسلامه عليهم.(24)

 وفي بعض النسخ بدل الطواوية «الروضة» وفي كتاب الأربعين في حديث السابع والعشرين ذكر الحديث، وذكر فيه بدل الطواوية «لتمام الم وطه والطواسين من السنين» وذكر في تفسيره وجوه:

 الأوّل: على النسخة الاُولى، وخروج الألف واللام من الطواسين عن الحساب كونها للعهد الخارجي، يصير مجموعه ألف وثلثمائة وخمسة وثلاثون سنة.

 الثاني: أن يعدّ كلّ «الم» في القرآن سواء انضمّ معها غيرها أم لا، وبعد ما انضمّ إليها أيضاً كالصاد في المص، والراء في المر، فيرتقي مجموعها مع طه والطواسين إلى ألف ومائة وتسعة وخمسين.

 الثالث: أن يعدّ كلّ «الم» وقع في القرآن مع عدم ضمّ ما انضمّ إليها في الحساب فيرتقي إلى ثمانمائة وثمانية وخمسين، ويكون ابتداء التاريخ من زمان تكلّمه بهذا الكلام. فإن كان في أواخر زمانه كان بعد مضيّ المأتين وستّين من الهجرة فيراد سنة ألف ومائة وثمان عشر من الهجرة.

 الرابع: أن يعدّ «الم» مرّة بحركاتها وبيّناتها، وكذا طه والطواسين فيوافق عدداً وتوجيهاً مع الوجه الثالث.

 الخامس: أن يكون من الأخبار المشروطة البدائيّة، ولم يتحقّق لعدم تحقّق شرطه، كما يدلّ عليه بعض أخبار هذا الباب.

 السادس: أن تؤخذ جملة «لتمام الطواوية والطواسين من السنين» بياناً للظى الّتي هي الحرب والشدّة والفتن في العالم، فيكون الفرج حينئذ بعد ذلك، فيخرج عن التوقيت وينتظر الفرج قريباً إلى أن تخلص هذه الفتن، وهذا أقرب اعتباراً من الوجوه السابقة.

---------------------------------------

 4/500- في الخرائج: روي عن محمّد بن عبداللَّه قال: وقع أبو محمّد عليه السلام وهو صغير في بئر الماء وأبوالحسن عليه السلام في الصلاة والنسوان يصرخن، فلمّا سلّم قال: لا بأس. فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر، وأبومحمّد عليه السلام على رأس الماء يلعب بالماء.(25)

---------------------------------------

 5/501- في عيون المعجزات: عن أبي هاشم قال: دخلت على أبي محمّد عليه السلام وكان يكتب كتاباً، فحان وقت الصلاة الاُولى، فوضع الكتاب من يده وقام إلى الصلاة، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتّى انتهى إلى آخره فخررت ساجداً فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذن للنّاس.(26)

---------------------------------------

 6/502- في كتاب تاريخ قم للحسن بن محمّد القمي قال: رويت عن مشايخ قم: أ نّ الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام كان بقم يشرب الخمر علانية فقصد يوماً لحاجة باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان وكيلاً في الأوقاف بقم، فلم يأذن له ورجع إلى بيته مهموماً.

 فتوجّه أحمد ابن إسحاق إلى الحجّ، فلمّا بلغ إلى سرّ من رأى استأذن على أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام فلم يأذن له، فبكى أحمد لذلك طويلاً وتضرّع حتّى أذن له.

 فلمّا دخل قال: يابن رسول اللَّه لِمَ منعتني الدخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك؟ قال عليه السلام: لأ نّك طردت ابن عمّنا عن بابك، فبكى أحمد، وحلف باللَّه أ نّه لم يمنعه عن الدخول عليه إلاّ لأن يتوب من شرب الخمر، قال: صدقت ولكن لابدّ عن إكرامهم وإحترامهم على كلّ حال، وأن لاتحقرهم ولاتستهين بهم لإنتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين.

 فلمّا رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان الحسين معهم فلمّا رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس، فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه فذكر ما جرى بينه وبين العسكري عليه السلام في ذلك.

 فلمّا سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منها، ورجع إلى بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها، وصار من الأتقياء المتورّعين، والصلحاء المتعبّدين وكان ملازماً للمساجد معتكفاً فيها، حتّى أدركه الموت، ودفن قريباً من مزار فاطمة عليها السلام.(27)

---------------------------------------

 7/503- في البحار: روي في بعض مؤلّفات أصحابنا عن عليّ بن عاصم الكوفيّ الأعمى(28) قال: دخلت على سيّدي الحسن العسكري عليه السلام فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام وقال: مرحباً بك يابن عاصم اجلس هنيئاً لك، يابن عاصم أتدري ما تحت قدميك؟ فقلت: يا مولاي إنّي أرى تحت قدمي هذا البساط كرم اللَّه وجه صاحبه. فقال لي: يابن عاصم إعلم أ نّك على بساط جلس عليه كثير من النبيّين والمرسلين، فقلت: يا سيّدي ليتني كنت لا اُفارقك ما دمت في دار الدنيا.

 ثمّ قلت في نفسي: ليتني كنت أرى هذا البساط، فعلم الإمام عليه السلام ما في ضميري فقال: اُدن منّي فدنوت منه فمسح يده على وجهي فصرت بصيراً بإذن اللَّه.

 ثمّ قال: هذا قدم أبينا آدم، وهذا أثر هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسى، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر ذي‏القرنين، وهذا أثر عدنان، وهذا أثر عبدالمطّلب، وهذا أثر عبداللَّه، وهذا أثر عبد مناف، وهذا أثر جدّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أثر جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 قال عليّ بن عاصم: فأهويت على الأقدام كلّها فقبّلتها وقبّلت يد الإمام عليه السلام قلت له: إنّي عاجز عن نصرتكم بيدي ولست أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيّدي؟

 فقال عليه السلام: حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعداءَنا بلّغ اللَّه صوته إلى جميع الملائكة فكلّما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لايلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللّهمّ صلّ على روح عبدك هذا الّذي بذل في نصرة أوليائه جهده، ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل اللَّه تعالى يقول: يا ملائكتي إنّي قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا، وسمعت نداءكم وصلّيت على روحه مع أرواح الأبرار وجعلته من المصطفين الأخيار.(29)

 وروى نظيره البرسي رحمه الله في مشارقه.(30)

---------------------------------------

 8/504 ـ في البحار: عن أبي هاشم قال: كتب إليه بعض مواليه يسأله أن يعلّمه دعاء فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء: «يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين ويا عزّ الناظرين(31) ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين صلّ على محمّد وآل محمّد، وأوسع لي في رزقي، ومدَّ لي في عمري، وامنن عليّ برحمتك، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك ولاتستبدل بي غيري».

 قال أبوهاشم: فقلت في نفسي: اللّهمّ اجعلني في حزبك وفي زمرتك، فأقبل عليَّ أبو محمّد عليه السلام فقال: أنت في حزبه وفي زمرته، إذ كنت باللَّه مؤمناً، ولرسوله مصدّقاً، ولأوليائه عارفاً، ولهم تابعاً، فأبشر ثمّ أبشر.(32)

---------------------------------------

 9/505- وفيه أيضاً: عن محمّد بن الحسن بن ميمون قال: كتبت إليه أشكو الفقر ثمّ قلت في نفسي: أليس قد قال أبوعبداللَّه: الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا.

 فرجع الجواب: إنّ اللَّه عزّوجلّ يخصّ(33) أولياءنا إذا تكاثفت(34) ذنوبهم بالفقر وقد يعفو عن كثير منهم. كما حدّثتك نفسك، الفقر معنا خير من الغنى مع عدوّنا  ]والقتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا(35)] ونحن كهف لمن إلتجأ إلينا، ونور لمن إستبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبّنا كان معنا في السنام الأعلى، ومن انحرف عنّا فإلى النار.(36)

---------------------------------------

 10/506- كتاب الحسين بن حمدان - وهو غير كتاب الهداية - قال: حدّثني جعفر بن محمّد الرامهرمزي قال: نظرت إلى سيّدي أبي محمّد عليه السلام أنا وجماعة من إخواننا فقلت في نفسي: إنّي لاُحبّ أن أرى من فضل سيّدي أبي محمّد بن عليّ عليهما السلام برهاناً تقرّ به عيني، فرأيته قد ارتفع نحو السماء بحيث سدّ الاُفق، فقلت لأصحابي: أما ترون ما أرى؟ فقالوا: ما هو؟ فأشرت إليه فإذا هو قد رجع بهيئته الاُولى ودخل المسجد.

---------------------------------------

 11/507- في الكافي: عن إسحاق قال: أخبرني محمّد بن الربيع الشيباني(37) قال: ناظرت رجلاً من الثنويّة(38) بالأهواز، ثمّ قدمت سرّ من رأى وقد علّق بقلبي شي‏ء من مقالته، فإنّي لجالس على باب أحمد بن الخضيب، إذ أقبل أبو محمّد عليه السلام من دار العامّة يوم الموكب، فنظر إليَّ وأشار بسبّابته وقال: أحد أحد فرد(39) فسقطت مغشيّاً عليَّ.(40)

---------------------------------------

 12/508- في المناقب: عن إدريس بن زياد الكفرتوثائي(41) قال: كنت أقول فيهم قولاً عظيماً، فخرجت إلى العسكر للقاء أبي محمّد عليه السلام فقدمت وعليَّ أثر السفر ووعثاؤه(42)، فألقيت نفسي على دكّان حمّام فذهب بي النوم، فما انتبهت إلّا بمقرعة(43) أبي محمّد عليه السلام قد قرعني بها حتّى استيقظت، فعرفته، فقمت قائماً اُقبّل قدميه وفخذه وهو راكب، والغلمان من حوله.

 فكان أوّل ما تلقّاني به أن قال: يا إدريس، »بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُون × لايَسْبِقُونَه بِالْقَوْل وَهُمْ بِأمْرِه يَعْمَلُون «(44)، فقلت: حسبي يا مولاي، وإنّما جئت أسألك عن هذا، قال: فتركني ومضى.(45)

---------------------------------------

 13/509- في الخرائج: عن إسحاق بن يعقوب، عن بدل مولاة أبي محمّد عليه السلام(46) قالت: كنت رأيت من عند رأس أبي محمّد عليه السلام نوراً ساطعاً إلى السماء، وهو نائم.(47)

---------------------------------------

 14/510- عن دلائل الحميري: قال: رأيت الحسن بن عليّ السراج(48) عليه السلام يمشي في أسواق سرّ من رأى ولا ظلّ له.(49)

---------------------------------------

 15/511- عنه أيضاً قال: قلت للحسن بن عليّ عليهما السلام: أرني معجزة خصوصية اُحدِّث بها عنك فقال: يابن جرير، لعلّك ترتدّ فحلفت له ثلاثاً فرأيته غاب في الأرض تحت مصلاّه، ثمّ رجع ومعه حوت عظيم فقال: جئتك به من البحر السابع(50) فأخذته معي إلى مدينة السلام، وأطعمت ] منه[ جماعة من أصحابنا.(51)

---------------------------------------

 16/512- عن القطب الراوندي قال: وأمّا الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام فقد كانت أخلاقه كأخلاق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكان رجلاً أسمر، حسن القامة جميل الوجه جيّد البدن، حدث السنّ، له جلالة وهيبة حسنة، تعظّمه العامّة والخاصّة اضطراراً، يعظّمونه لفضله، ويقدّمونه لعفافه وصيانته وزهده وعبادته وصلاحه وإصلاحه، وكان جليلاً نبيلاً فاضلاً كريماً، يحمل الأثقال ولايتضعضع للنوائب أخلاقه خارقة للعادة على طريقة واحدة.

---------------------------------------

 17/513- كتابه عليه السلام إلى الشيخ الجليل عليّ بن الحسين بن بابويه القمي رحمه الله المدفون بقم: بسم‏اللَّه الرحمن الرحيم، الحمدللَّه ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين والجنّة للموحدين والنار للملحدين، ولا عدوان إلّا على الظالمين، ولا إله إلّا اللَّه أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمّد وعترته الطاهرين.

 أمّا بعد، اُوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي أبا الحسن عليّ بن الحسين القمي - وفّقك اللَّه لمرضاته وجعل من صلبك أولاداً صالحين برحمته - بتقوى اللَّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فإنّه لاتقبل الصلاة من مانع الزكاة.

 واُوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقّه في الدين والتثبّت في الاُمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال اللَّه تعالى: «لا خَيْرَ في كَثيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إلّا مَنْ أمَرَ بِصَدَقَةٍ أوْ مَعْرُوف أوْ إصلاحٍ بَيْنَ الناس »(52)، واجتناب الفواحش كلّها، وعليك بصلاة الليل، فإنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أوصى عليّاً عليه السلام فقال: يا عليّ، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل عليك بصلاة الليل، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا. فاعمل بوصيّتي وأمُر جميع شيعتي بما أمرتك به حتّى يعملوا عليه.

 وعليك بالصبر وإنتظار الفرج، فإنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أفضل أعمال اُمّتي إنتظار الفرج»، ولاتزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الّذي بشَّر به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم «أ نّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».

 فاصبر يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن، وأمُر جميع شيعتي بالصبر، ف «إنَّ الأرْضَ للَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقين »(53)، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة اللَّه وبركاته، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.(54)

 

----------------------------------

1) فاطر: 32.

2) الخرائج: 687/2 ح9، عنه البحار: 258/50 ح 18، ومدينة المعاجز: 634/7 ح 101، وإثبات الهداة: 423/3 ح 83 ، وأورده في كشف الغمّة: 418/2، عنه البحار: 218/23 ح 18.

3) فاطر: 33.

4) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 126/1، عنه البحار: 220/25 ضمن ح 20، وأورده الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 228.  

5) من البحار.        

6) ليس في البحار.

7) الشجّات: الجراحات، وهي في الرأس خاصّة.

8) عجبنا، خ.      

9) عنى بما قاله كذا: أراده وقصده.

10) في الأصل: آية.      

11) لحجّتنا، خ.

12) البقرة: 82 .       

13) القرم: العظيم، السيّد.

14) في مدينة المعاجز والبرهان: فرضان.

15) تفسير الإمام العسكرى عليه السلام: 316، عنه البحار: 160/68، والبرهان: 23/4، ومدينة المعاجز: 589/7 ح 61.

16) ذرى الحقائق: أعلاها.

17) الغيث: المطر أو الخاصّ منه بالخير، ويطلق مجازاً على السماء والسحاب. وجمعه غيوث.

18) الندى: الجود، والسخاء.

19) وفي البحار: 264/26 ح 49 : حلفاء الدين وخلفاء النبيّين.

20) الصاقورة: السماء الثالثة.

21) الباكورة: اوّل ما يدرك من الفاكهة، وأوّل كلّ شي‏ء.

22) وسيسفر، خ.

23) في البحار: 121/52 ح 50 : لتمام «الم» و «طه» و «الطواسين» من السنين، وقال العلّامة المجلسى رحمه الله في ذيل الحديث: يحتمل أن يكون المراد كلّ «الم» وكلّ ما اشتمل عليها من المقطّعات أي «المص» والمراد جميعها مع طه والطواسين ترتقي إلى ألف ومائة وتسعة وخمسين. وله رحمه الله شرح طويل ذيل خبر أبي لبيد حول الحروف المقطّعة وإشاراتها، فراجع واغتنم.

24) البحار: 378/78 س4. ورواه في ج 264/26 ح 50 و121/52 ح 50 عن كتاب المحتضر وعنه مسند الإمام العسكرى عليه السلام: 289 ح6.

25) الخرائج: 451/1 ذ ح 36، عنه البحار: 274/50 ح 45.

26) عيون المعجزات: 134، عنه البحار: 304/50 ح 80 ، وإثبات الهداة: 430/3 ح 117، ومدينة المعاجز: 597/7 ح 63.

27) تاريخ قم: 211، عنه البحار: 323/50 ح 17.

28) كان شيخ الشيعة ومحدّثهم في وقته، وقال السيّد العلّامة الخوئى رحمه الله: لاريب في جلالة الرجل.

29) البحار: 316/50 س5 .

30) مشارق الأنوار: 100، عنه البحار: 304/50 ح 81 ، والبحار: 33/11 ح 27، ومدينة المعاجز: 594/7 ح 62.

 أقول: وفي تفسير الإمام‏العسكري عليه السلام: 47 ح 21: قال الإمام العسكري عليه السلام: إنّ رجلاً قال للصادق عليه السلام: يابن رسول اللَّه إنّي عاجز ببدني عن نصرتكم ولم أملك إلّا البراءة من أعدائكم - الحديث (مثله) عنه البحار: 222/27 ح 11، وإرشاد القلوب: 328/2.

31) في إعلام الورى: يا أنظر الناظرين.

32) كشف الغمّة: 421/2 س6، عنه البحار: 298/50 ضمن ح 72، مناقب ابن شهراشوب: 439/4 إعلام الورى: 374.

33) هكذا في البحار والمناقب، وفي المصدر: محّص، وفي الإثبات: يمحّص.

34) تكاثفت: كثرت مع التراكب.

35) من المصدر، وليس في الأصل والبحار.

36) كشف الغمّة: 421/2، رجال الكشّي: 533 الرقم 1018، عنهما البحار: 299/50 س3، وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 435/4، والراوندي رحمه الله في الخرائج: 739/2 ح 54، عنه إثبات الهداة: 423/3 ح 86 .

37) في المصدر: الشائي، وقال السيّد الخوئي‏رحمه الله في رجاله: 81/16 : محمّد بن الربيع السائي (الشائي) (الشيباني) روى عن العسكري‏ عليه السلام.

38) الثنويّة: من يثبت مع القديم قديماً غيره، قيل: وهم فرق المجوس يثبتون مبدأين، مبدءاً للخير ومبدءاً للشرّ.

39) في بعضى المصادر: «أحداً، أحداً، فرداً»، وفي الخرائج والبحار: «أحد، أحد، فوحّده»، وفي المناقب: «أحداً فوحّده».

40) الكافي: 511/1 ح 20، عنه إثبات الهداة: 405/3 ح 24، ومدينة المعاجز: 556/7 ح 24 وأورده الراوندي في الخرائج: 445/1 ح 28، والإربلي رحمه الله في كشف الغمّة: 425/2، عنهما البحار: 293/50 ح 67، وأخرجه في المناقب: 429/4 مختصراً.

41) كفرتوثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة.

42) الوعثاء: المشقّة والتعب.

43) المِقْرَعة: خشبة يضرب بها، وكلّ ما قرعت به.

44) الأنبياء: 27 و 26.

45) مناقب ابن شهراشوب: 428/4، عنه البحار: 283/50 ضمن ح 60، ومدينة المعاجز: 643/7 ح 112.

46) في البحار: «بذل مولى أبي محمّدعليه السلام قال».

47) الخرائج: 443/1 ح 25، كشف الغمّة: 426/2، عنهما البحار: 272/50 ح 39، وأخرجه في إثبات الهداة: 428/3 ح 105 عن كشف الغمّة.

48) السراج: من ألقاب الإمام العسكري عليه السلام. أضفناه من المصدر وليس في الأصل.

49) دلائل الإمامة: 426 ح 387، عنه إثبات الهداة: 432/3 ح 126.

50) في الدلائل: الأبحر السبعة. وفي نسخة: أبحر السبع.

51) نوادر المعجزات: 191، دلائل الإمامة: 426 ح5، عنه مدينة المعاجز: 574/7 ح 47، وإثبات الهداة: 432/3 ح 127.

52) النساء: 114.  

53) الأعراف: 128.  

54) مناقب ابن شهراشوب: 425/4.

 

 

 

 

 

    بازدید : 6746
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 54917
    بازديد کل : 129581478
    بازديد کل : 89970514