الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(2) الزيارة الثانية

 

(2)

الزيارة الثانية

في «المزار الكبير»: إذا وردت - إن شاء الله - أرض كربلاء، فانزل منها بشاطئ ‏العلقميّ، ثمّ اخلع ثياب سفرك، واغتسل منه غسل الزّيارة مندوباً، وصِف هذه ‏النّيّة لهذا الغسل بقلبك: «أغتسل غسل زيارة الحسين‏ عليه السلام مندوباً، قربة إلى الله»، وتكون النّيّة مقارنة للفعل، وقل وأنت تغتسل:

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ‏ عَلَيْهِ وَآلِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَطَهِّرْ قَلْبِي، وَزَكّ‏ عَمَلِي، وَنَوِّرْ بَصَرِي، وَاجْعَلْ غُسْلِي هَذَا طَهُوراً وَحِرْزاً، وَشِفَاءً مِنْ كُلّ‏دَاءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ، وَمِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْسِلْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا، وَالْآثَامِ وَالْخَطَايَا، وَطَهِّرْ جِسْمِي وَقَلْبِي مِنْ كُلِّ آفَةٍ يُمْحَقُ بِهَا دِينِي، وَاجْعَلْ عَمَلي خَالِصاً لِوَجْهِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْهُ لِي شَاهِداً يَوْمَ حَاجَتِي‏ وَفَقْرِي وَفَاقَتِي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

فاقرأ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ»،  فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك، ثمّ توجّه إلى المشهد على ساكنه السّلام، وعليك السّكينة والوقار، وأنت مُتحفّ خاضع ذليل، تكبّر الله تعالى وتحمّده وتسبّحه وتستغفره، وتكثر من الصّلاة على نبيّه محمّد وآله الطّاهرين ‏عليهم السلام.

باب ورود المشهد: فإذا انتهيت إلى بابه، فقف عليه وكبّر أربعا، ثمّ قل:

أَللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مَقَامٌ أَكْرَمْتَنِي بِهِ وَشَرَّفْتَني. أَللَّهُمَّ فَأَعْطِنِي فِيهِ رَغْبَتي، عَلَى حَقِيقَةِ إِيمَانِي بِكَ وَبِرَسُولِكَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ.

ثمّ أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى، وقل:

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ‏ وَآلِهِ. أَللَّهُمَّ «أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ»(1).

ثمّ امش حتّى تدخل الصّحن، فإذا دخلته فكبّر أربعاً، وتوجّه إلى القبلة، وارفع يديك وقل:

أَللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَإِلَيْكَ خَرَجْتُ، وَإِلَيْكَ وَفَدْتُ، وَلِخَيْرِكَ‏ تَعَرَّضْتُ، وَبِزِيَارَةِ حَبِيبِ حَبِيبِكَ إِلَيْكَ تَقَرَّبْتُ. أَللَّهُمَّ فَلاَ تَمْنَعْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ لِشَرِّ مَا عِنْدِي. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَكَفِّرْ عَنِّي سَيِّئَاتِي، وَحُطَّ عَنِّي خَطِيئَاتِي، وَاقْبَلْ حَسَنَاتِي.

ثمّ اقرأ «الحمد» و«المعوّذتين»، و«قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»، و«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ»، و«آية الكرسيّ»، وآخر «الحشر»: «لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ ‏خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ‏ يَتَفَكَّرُونَ × هُوَ اللَهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ ‏الرَّحِيمُ × هُوَ اللَهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ ‏الْمُهَيْمِنُ الْعَزيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ × هُوَ اللَهُ ‏الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ ‏وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ».(2)

وتصلّي ركعتين تحيّة المشهد، وصفة النّيّة لها أن تضمر بقلبك: «أصلّي‏ تحيّة المشهد مندوباً قربة إلى الله»، فإذا فرغت وسبّحت فقل:

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، خَالِقِ الْخَلْقِ، لَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ، عَالِمِ كُلِّ شَيْ‏ءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، وَصَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ‏ مَلاَئِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ، وَسَلاَمُهُ وَسَلاَمُ جَمِيعِ خَلْقِهِ‏ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَأَهْلِ بَيْتِهِ.

اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيَّ، وَعَرَّفَنِي فَضْلَ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَرَحْمَةُ اللهِ‏ وَبَرَكَاتُهُ.

أَللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَيْهِ الرِّجَالُ، وَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي أَكْرَمُ مَأْتِيٍّ، وَأَكْرَمُ مَزُورٍ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ آتٍ تُحْفَةً، فَاجْعَلْ ‏تُحْفَتِي بِزِيَارَةِ قَبْرِ وَلِيِّكَ وَابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، فَكَاكَ‏ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ عَمَلِي، وَاشْكُرْ سَعْيِي، وَارْحَمْ مَسِيرِي مِنْ أَهْلِي بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ، إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَةِ وَلِيِّكَ، وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ، وَحَفِظْتَني حَتَّى بَلَّغْتَني.

أَللَّهُمَّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ وَأَمَّلْتُكَ، فَلاَتُخَيِّبْ أَمَلي، وَلاَتَقْطَعْ رَجَائي، وَاجْعَلْ ‏مَسِيري هَذَا كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبِي، وَرِضْوَاناً تُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِي، وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَاتِي، وَطَرِيقاً لِقَضَاءِ حَوَائِجي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ سَعْيي مَشْكُوراً، وَذَنْبي ‏مَغْفُوراً، وَعَمَلي مَقْبُولاً، وَدُعَائي مُسْتَجَاباً، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.أَللَّهُمَّ إِنِّي أَرَدْتُكَ فَأَرِدْني، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهي إِلَيْكَ فَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي، وَقَصَدْتُكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَإِنْ كُنْتَ لِي مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي ‏إِلَيْكَ وَلاَتُخَيِّبْني.

 



 

(1) المؤمنون: 29.

(2) الحشر: 21 - 24.

 

 

 

    زيارة : 2583
    اليوم : 6891
    الامس : 83753
    مجموع الکل للزائرین : 130953016
    مجموع الکل للزائرین : 90881821