الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(20) زيارة مولانا أبي الفضل العبّاس بن أميرالمؤمنين ‏عليهما السلام

(20)

زيارة مولانا أبي الفضل العبّاس بن أميرالمؤمنين ‏عليهما السلام(1)

تأتي مشهد العبّاس بن عليّ ‏عليه السلام، فإذا أتيته فقف على الباب وقل:

سَلاَمُ اللَّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبَادِهِ‏ الصَّالِحِينَ، وَ جَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالزَّاكِيَاتِ الطَّيِّبَاتِ فِيمَا تَغْتَدِي وَتَرُوحُ، عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ ‏وَالتَّصْدِيقِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُضْطَهَدِ(2) فَجَزَاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ‏أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، بِمَا صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، لَعَنَ‏ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ‏ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأَنَّ اللهَ‏ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ.

جِئْتُكَ يَا ابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ، وَقَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ ‏تَابِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ ‏مَعَكُمْ لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيَابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِمَنْ خَالَفَكُمْ ‏وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكَافِرِينَ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدِي وَالْأَلْسُنِ.

ثمّ ادخل، وانكبّ على القبر، وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطِيعُ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ، اَلسَّلاَمُ ‏عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ.

أَشْهَدُ وَأُشْهِدُ اللَهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ‏ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ، اَلْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ، الْمُبَالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيَائِهِ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ، فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ ‏الْجَزَاءِ، وَأَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطَاعَ ‏وُلاَةَ أَمْرِهِ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ، وَأَعْطَيْتَ بِهِ غَايَةَ الْمَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللَهُ فِي الشُّهَدَاءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ، وَأَعْطَاكَ‏ مِنْ جِنَانِهِ أَفْسَحَهَا مَنْزِلاً، وَأَفْضَلَهَا غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي الْعِلِّيِّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ‏ رَفِيقاً.

أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيِّينَ، فَجَمَعَ اللَهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ ‏وَأَوْلِيَائِهِ فِي مَنَازِلَ الْمُحْسِنِينَ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ انحرف إلى عند الرّأس فصلّ ركعتين، ثمّ صلّ بعدهما ما بدا لك، وادع الله كثيراً، وقل عقيب الرّكعات:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَكَانِ‏ الْمُكَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظِّمِ ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ، وَلاَ رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ، وَلاَ خَوْفاً إِلاَّ آمَنْتَهُ،وَلاَ شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ، وَلاَ غَائِباً إِلاَّ حَفِظَتْهُ وَأَدَّيْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ ‏الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَكَ فِيهَا رَضىً وَلِيَ فِيهَا صَلاَحٌ إِلاَّ قَضَيْتَهَا، يَا أَرْحَمَ ‏الرَّاحِمِينَ.

ثمّ عد إلى الضّريح فقف عند الرّجلين وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاَماً وَأَقْدَمِهِمْ ‏إِيمَاناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلاَمِ.

أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُوَاسِي، فَلَعَنَ ‏اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ ‏الْمَحَارِمَ، وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الْإِسْلاَمِ.

فَنِعْمَ الصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ الْمُحَامِي النَّاصِرُ، وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ، الْمُجِيبُ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ، مِنَ الثَّوَابِ ‏الْجَزِيلِ وَالثَّنَاءِ الْجَمِيلِ، فَأَلْحَقَكَ اللَهُ بِدَرَجَةِ آبَائِكَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

أَللَّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيَارَةِ أَوْلِيَائِكَ، رَغْبَةً فِي ثَوَابِكَ وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسَانِكَ، فَأَسْئَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‏ الطَّاهِرِينَ وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دَارّاً، وَعَيْشِي بِهِمْ قَارّاً، وَزِيَارَتِي بِهِمْ ‏مَقْبُولَةً، وَحَيَاتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنِي إِدْرَاجَ الْمُكْرَمِينَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ‏ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيَارَةِ مَشَاهِدِ أَحِبَّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرَانَ ‏الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيُوبِ وَكَشْفَ الْكُرُوبِ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ ‏الْمَغْفِرَةِ.

 

وداع مولانا العبّاس بن علي ‏عليهما السلام:

فإذا أردت وداعه للإنصراف فقف عند القبر وقل:

أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَأَسْتَرْعِيكَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، آمَنَّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ ‏وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِاللهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، أَللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي قَبْرَ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي ‏زِيَارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبَائِهِ فِي الْجِنَانِ، وَعَرِّفْ‏ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأَوْلِيَائِكَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، وَالْوِلاَيَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ‏ السَّلاَمُ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَإِنِّي رَضِيتُ بِذَلِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

ثمّ ادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات، وتخيّر من الدّعاء ما شئت، وارجع إلى مشهد الحسين‏ عليه السلام للوداع.(3)



 

 (1) نقل العلاّمة الممقاني: إنّ الفاضل الدربندي ‏قدس سره قال للشيخ العلاّمة الأنصاري‏ قدس سره: (إنّ فعلك عند الشيعة حجة فإذا زرت ‏قبور الأئمّة عليهم السلام فقبّل أعتابهم ليقتدي بك الشيعة)، فأجاب الشيخ‏ قدس سره: (بأنّي حين التشرّف إلى زيارة أبي الفضل ‏عليه السلام‏ فضلاً عن الأئمّة عليهم السلام أقبّل عتبته المقدّسة؛ لأنّها مثخن بأقدام الزائرين فضلاً عن أنّها عتبة أبي الفضل‏ عليه السلام.

هو العلاّمة الشيخ الفاضل الملاّ آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الحائري الدربندي المولود في دربند في حدودعام (1208) والمتوفّى (1285) صاحب كتاب أسرار الشهادة.

   هو الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري المتوفّى (1281 هـ ) كان آيةً في الزهد والورع والتقوى والعلم صاحب كتاب‏ المكاسب والرسائل.

   هكذا ورد في المخطوطة.

 ازاحة الوسوسة عن تقبيل الاعتاب المقدّسة: 34.

(2) المهتضم (خ ل).

(3) المزار للمفيد: 121، مصباح الزائر: 213، مصباح المتهجّد: 724، المزار الكبير: 388، مفاتيح الجنان: 435، عمدة الزائرفي الأدعية والزيارات: 143، هدية الزائرين وبهجة الناظرين: 125، كتابٌ في الأدعية والزيارات (مخطوط): 261.

 

 

    زيارة : 2632
    اليوم : 0
    الامس : 83014
    مجموع الکل للزائرین : 130937758
    مجموع الکل للزائرین : 90873453