الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(21) زيارة أميرالمؤمنين وأبي عبدالله الحسين‏ عليهما السلام في حرم أميرالمؤمنين‏ عليه السلام

(21)

زيارة أميرالمؤمنين وأبي عبدالله الحسين‏ عليهما السلام

   في حرم أميرالمؤمنين‏ عليه السلام

في «المزار الكبير»: روى محمّد بن خالد الطيالسيّ، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال، وجماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعد ما ورد أبو عبدالله ‏عليه السلام، فزرنا أميرالمؤمنين‏ عليه السلام، فلمّا فرغنا من الزّيارة صرف صفوان ‏وجهه إلى ناحية أبي عبدالله ‏عليه السلام وقال: نزور الحسين بن عليّ ‏عليهما السلام من هذا المكان ‏من عند رأس أميرالمؤمنين ‏عليه السلام، وقال صفوان:

وردت مع سيّدي أبي عبدالله الصّادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه، ففعل مثل ‏هذا، ودعا بهذا الدّعاء، بعد أن صلّى وودّع، ثمّ قال لي:

يا صفوان؛ تعاهد هذه الزّيارة، وادع  بهذا الدّعاء، وزرهما بهذه الزّيارة، فإنّي ضامن على الله لكلّ من زارهما بهذه الزّيارة، ودعا بهذا الدّعاء من ‏قرب أو بعد أنّ زيارته مقبولة، وأنّ سعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من الله، بالغاً ما بلغت، وأنّ الله يجيبه.

يا صفوان، وجدت هذه الزّيارة مضمونة بهذا الضّمان عن أبي، وأبي عن‏أبيه عليّ بن الحسين، وعليّ بن الحسين عن أبيه الحسين، والحسين عن ‏أخيه الحسن، عن أميرالمؤمنين مضموناً بهذا الضّمان، وأميرالمؤمنين ‏عن رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبرئيل ‏عليه السلام مضموناً بهذا الضّمان، قد آلى الله ‏على نفسه عزّ وجلّ أنّ من زار الحسين بن عليّ ‏عليهما السلام بهذه الزّيارة من قرب ‏أو بعد في يوم عاشوراء، ودعا بهذا الدّعاء، قبلت زيارته، وشفّعته في ‏مسألته، بالغاً ما بلغ، وأعطيته سؤله، ثمّ لاينقلب عنّي خائباً، وأقلبه ‏مسروراً  قريراً عينه، بقضاء حوائجه، والفوز بالجنّة والعتق من النّار، وشفّعته في كلّ من شفع له ما خلا النّاصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى ‏بذلك على نفسه، وأشهد ملائكته على ذلك، وقال جبرئيل: يا محمّد؛ إنّ‏ا لله أرسلني إليك مبشّراً لك ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ‏ولدك إلى يوم القيامة، فدام سرورك يا محمّد وسرور عليّ وفاطمة والحسن ‏والحسين والأئمّة وشيعتكم إلى يوم البعث.

وقال صفوان: قال أبو عبدالله ‏عليه السلام:

يا صفوان؛ إذا حدث لك إلى الله حاجة فزره بهذه الزّيارة من حيث كنت، وادع ‏بهذا الدّعاء، وسل ربّك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده ‏ورسوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم بمنّه، والحمد لله. وهذه الزّيارة:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ ‏عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اصْطَفَاهُ اللهُ، وَاخْتَصَّهُ وَاخْتَارَهُ مِنْ ‏بَرِيَّتِهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلَ اللهِ، مَا دَجَى اللَّيْلُ وَغَسَقَ، وَأَضَاءَ النَّهَارُ وَأَشْرَقَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا صَمَتَ صَامِتٌ، وَنَطَقَ نَاطِقٌ، وَذَرَّ شَارِقٌ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى مَوْلاَنَا أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، صَاحِبِ‏ السَّوَابِقِ وَالْمَنَاقِبِ، وَالنَّجْدَةِ وَمُبِيدِ الْكَتَائِبِ، اَلشَّدِيدِ الْبَأْسِ، اَلْعَظِيمِ ‏الْمِرَاسِ، اَلْمَكِينِ الْأَسَاسِ، سَاقِي الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَأْسِ مِنْ حَوْضِ ‏الرَّسُولِ الْمَكِينِ الْأَمِينِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ النُّهى، وَالْفَضْلِ وَالطَّوَائِلِ، وَالْمُكْرَمَاتِ ‏وَالنَّوَائِلِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى فَارِسِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَيْثِ الْمُوَحِّدِينَ، وَقَاتِلِ ‏الْمُشْرِكِينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى مَنْ أَيَّدَهُ اللَهُ بِجَبْرَئِيلَ، وَأَعَانَهُ بِمِيكَائِيلَ، وَأَزْلَفَهُ فِي ‏الدَّارَيْنِ، وَحَبَاهُ بِكُلِّ مَا تَقِرُّ بِهِ الْعَيْنُ، صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ ‏الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى أَوْلاَدِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، اَلَّذِينَ‏ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفَرَضُوا لَنَا الصَّلَوَاتِ، وَأَمَرُوا بِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَعَرَّفُونَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقِرَاءَةَ الْقُرْآنِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الدِّينِ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ ‏اللهِ النَّاظِرَةَ، وَيَدَهُ الْبَاسِطَةَ، وَأُذُنَهُ الْوَاعِيَةَ، وَحِكْمَتَهُ الْبَالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ ‏السَّابِغَةَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى قَسِيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ عَلَى الْأَبْرَارِ وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجَّارِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ الْمُتَّقِينَ الْأَخْيَارِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى أَخي رَسُولِ اللهِ وَابْنِ عَمِّهِ، وَزَوْجِ ابْنَتِهِ وَالْمَخْلُوقِ مِنْ‏ طِينَتِهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْأَصْلِ الْقَدِيمِ، وَالْفَرْعِ الْكَرِيمِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الثَّمَرِ الْجَنِيِّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى شَجَرَةِ طُوبَى، وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى.

اَلسَّلاَمُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، وَنُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، وَمُوسى كَلِيمِ اللهِ، وَعِيسَى رُوحِ اللهِ، وَمُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، وَمَنْ بَيْنَهُمْ‏ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ «وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ‏ رَفِيقاً»(1)، اَلسَّلاَمُ عَلَى نُورِ الْأَنْوَارِ، وَسَلِيلِ الْأَطْهَارِ، وَعَنَاصِرِ الْأَخْيَارِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى وَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى حَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ، وَجَنْبِهِ ‏الْمَكِينِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى أَمِينِ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَخَلِيفَتِهِ فِي عِبَادِهِ، وَالْحَاكِمِ ‏بِأَمْرِهِ، وَالْقَيِّمِ بِدِينِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ، وَالْعَامِلِ بِكِتَابِهِ، أَخي ‏الرَّسُولِ، وَزَوْجِ الْبَتُولِ، وَسَيْفِ اللهِ الْمَسْلُولِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الدِّلاَلاَتِ، وَالْآيَاتِ الْبَاهِرَاتِ، وَالْمُعْجِزَاتِ ‏الْقَاهِرَاتِ، اَلْمُنْجي مِنَ الْهَلَكَاتِ، اَلَّذي ذَكَرَهُ اللهُ في مُحْكَمِ الْآيَاتِ، فَقَالَ تَعَالَى «وَإِنَّهُ في أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ»(2) .

اَلسَّلاَمُ عَلَى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْمُضِي‏ءِ، وَجَنْبِهِ الْعَلِيِّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. اَلسَّلاَمُ عَلَى حُجَجِ اللهِ وَأَوْصِيَائِهِ، وَخَاصَّةِ اللهِ ‏وَأَصْفِيَائِهِ، وَخَالِصَتِهِ وَأُمَنَائِهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

قَصَدْتُكَ يَا مَوْلاَيَ، يَا أَمِينَ اللهِ وَحُجَّتَهُ، زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُتَقَرِّباً إِلَى اللهِ بِزِيَارَتِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَاللهِ رَبّي وَرَبِّكَ، في خَلاَصِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي حَوَائِجِ ‏الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ انكبّ على القبر فقبّله وقل:

سَلاَمُ اللهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ، وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِينٌ صدّیقٌ، عَلَیکَ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ.

أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاَغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ‏جَنْبُ اللهِ وَبَابُهُ، وَحَبِيبُ اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذي يُؤْتَى مِنْهُ، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللهِ وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللهِ بِزِيَارَتِكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ، أَبْتَغِي ‏بِشَفَاعَتِكَ خَلاَصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هَارِباً مِنْ ‏ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي.

أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يَا مَوْلاَيَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ لِيَقْضِيَ بِكَ حَوَائِجِي، فَاشْفَعْ لي يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ إِلَى اللهِ، فَإِنِّي عَبْدُاللهِ وَمَوْلاَكَ  وَزَائِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَاللهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ ‏الْمُرْتَضَى، وَأَمِينِكَ الْأَوْفَى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقى، وَيَدِكَ الْعُلْيَا، وَجَنْبِكَ ‏الْأَعْلى، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرَى، وَصِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ، وَسَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ، وَرُكْنِ الْأَوْلِيَاءِ، وَعِمَادِ الْأَصْفِيَاءِ، أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبِ الدِّينِ، وَقُدْوَةِ الصَّالِحِينَ، وَإِمَامِ الْمُخْلِصِينَ، وَالْمَعْصُومِ مِنَ ‏الْخَلَلِ، الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ، اَلْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَيْبِ، اَلْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخي ‏نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، اَلْبَائِتِ عَلَى فِرَاشِهِ، وَالْمُوَاسِي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، اَلَّذي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَآيَةً لِرِسَالَتِهِ، وَشَاهِداً عَلَى أُمَّتِهِ، وَدِلاَلَةً لِحُجَّتِهِ، وَحَامِلاً  لِرَايَتِهِ، وَوِقَايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهَادِياً لِأُمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأْسِهِ، وَتَاجاً لِرَأْسِهِ، وَبَاباً لِسِرِّهِ، وَمِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ، حَتَّى هَزَمَ جُيُوشَ الشِّرْكِ بِإِذْنِكَ، وَأَبَادَ عَسَاكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ، وَبَذَلَ ‏نَفْسَهُ في مَرْضَاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَهَا وَقْفاً عَلَى طَاعَتِهِ، فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ ‏صَلاَةً دَائِمَةً بَاقِيَةً.

ثمّ قل: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، وَالشِّهَابَ الثَّاقِبَ، وَالنُّورَ الْعَاقِبَ، يَا سَلِيلَ الْأَطَائِبِ، يَا سِرَّ اللهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ‏ظَهْري، وَلاَ يَأْتِي عَلَيْهِ إِلاَّ رِضَاهُ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ، كُنْ إِلَى اللهِ لي شَفِيعاً، وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً، وَعَلَى ‏الدَّهْرِ ظَهِيراً، فَإِنِّي عَبْدُاللهِ وَوَلِيُّكَ وَزَائِرُكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ.

وصلّ ستّ ركعات صلاة الزّيارة، وادع بما أحببت، ثمّ قل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلاَمُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ، وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

ثمّ أومئ إلى الحسين ‏عليه السلام وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، أَتَيْتُكُمَا زَائِراً، وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُمَا، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَى اللهِ في حَاجَتي هَذِهِ، فَاشْفَعَا لي، فَإِنَّ لَكُمَا عِنْدَاللهِ الْمَقَامَ ‏الْمَحْمُودَ، وَالْجَاهَ الْوَجِيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَةَ.

إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْكُمَا، مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحَاجَةِ وَقَضَائِهَا، وَنَجَاحِهَا مِنَ اللهِ ‏بِشَفَاعَتِكُمَا لي إِلَى اللهِ في ذَلِكَ، فَلاَ أَخِيبُ وَلاَيَكُونُ مُنْقَلَبي عَنْكُمَا مُنْقَلَباً خَاسِراً، بَلْ يَكُونَ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً، مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لي بِقَضَاءِ جَمِيعِ الْحَوَائِجِ، فَاشْفَعَا لي.

أَنْقَلِبُ عَلَى مَا شَاءَ اللهُ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، مُفَوِّضاً أَمْري إِلَى‏ اللهِ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ، وَأَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ‏ وَكَفى، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعَا، لَيْسَ وَرَاءَ اللهِ وَوَرَاءَكُمْ يَا سَادَاتِي مُنْتَهىً، مَا شَاءَ اللَهُ رَبِّي كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلاَيَ، وَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، سَلاَمي ‏عَلَيْكُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَاصِلٌ إِلَيْكُمَا غَيْرُ مَحْجُوبٍ ‏عَنْكُمَا سَلاَمي إِنْ شَاءَ اللهُ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُمَا أَنْ يَشَاءَ ذَلِكَ وَيَفْعَلَ، فَإِنَّهُ ‏حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

أَنْقَلِبُ يَا سَيِّدَيَّ عَنْكُمَا تَائِباً حَامِداً لِلهِ شَاكِراً رَاضِياً(3)، مُسْتَيْقِناً لِلْإِجَابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلاَ قَانِطٍ، عَائِداً رَاجِعاً إِلَى زِيَارَتِكُمَا، غَيْرَ رَاغِبٍ‏ عَنْكُمَا، بَلْ رَاجِعٌ إِنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَى إِلَيْكُمَا، يَا سَادَاتِي رَغِبْتُ إِلَيْكُمَا بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُمَا وَفي زِيَارَتِكُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَلاَ يُخَيِّبُنِيَ اللهُ فِيمَا رَجَوْتُ وَمَا أَمَّلْتُ في زِيَارَتِكُمَا، إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

ثمّ انفتل إلى القبلة وقل:

يَا أَللهُ يَا أَللهُ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا كَاشِفَ كُرَبِ ‏الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَيَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَيَا مَنْ ‏هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيَا مَنْ ‏هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَبِالْاُفُقِ الْمُبِينِ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ عَلَى‏ الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ، وَيَا مَنْ ‏لاَيَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ.

يَا مَنْ لاَتَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ، يَا مَنْ لاَتُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ، يَا مَنْ ‏لاَيُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ، يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، يَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، يَابَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، يَا قَاضِيَ ‏الْحَاجَاتِ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ، يَا مُعْطِيَ السُّؤُلاَتِ، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ، يَاكَافِيَ الْمُهِمَّاتِ، يَا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَلاَ يَكْفي مِنْهُ شَيْ‏ءٌ فِي ‏السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، وَبِحَقِّ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَإِنّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ في مَقَامي هَذَا، وَبِهِمْ‏ أَتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْئَلُكَ وَاُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَبِاسْمِكَ ‏الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ، وَأَبَنْتَ ‏فَضْلَهُمْ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ، حَتَّى فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعاً.

وَأَسْئَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي ‏وَهَمِّي وَكَرْبِي، وَأَنْ تَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ اُمُورِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَةِ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ.

وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخَافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ أَخَافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ ‏أَخَافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ أَخَافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ أَخَافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ ‏أَخَافُ بَغْيَهُ، وَجَوْرَ مَنْ أَخَافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطَانَ مَنْ أَخَافُ سُلْطَانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ أَخَافُ كَيْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخَافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.

أَللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي ‏كَيْدَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمَانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ. أَللَّهُمَّ اشْغَلْهُ‏ عَنّي بِفَقْرٍ لاَتَجْبُرُهُ، وَبِبَلاَءٍ لاَتَسْتُرُهُ، وَبِفَاقَةٍ لاَتَسُدُّهَا، وَبِسُقْمٍ ‏لاَ تُعَافِيهِ، وَبِذُلٍّ لاَتُعِزُّهُ، وَمَسْكَنَةٍ لاَتَجْبُرُهَا.

أَللَّهُمَّ اجْعَلِ الذُّلَّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ، وَالسُّقْمَ ‏في بَدَنِهِ، حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلٍ شَاغِلٍ لاَ فَرَاغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْرِي كَمَا أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ ‏وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ في جَمِيعِ ذَلِكَ السُّقْمَ، وَلاَتَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ لَهُ ذَلِكَ شُغْلاً شَاغِلاً عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي.

وَاكْفِنِي يَا كَافِيَ مَا لاَيَكْفِي سِوَاكَ، يَا مُفَرِّجَ مَنْ لاَ مُفَرِّجَ لَهُ سِوَاكَ، وَمُغِيثَ مَنْ لاَ مُغِيثَ لَهُ سِوَاكَ، وَجَارَ مَنْ لاَ جَارَ لَهُ سِوَاكَ، وَمَلْجَأَ مَنْ لاَمَلْجَأَ لَهُ غَيْرُكَ، أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي، وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي، وَمَلْجَئِي ‏وَمَنْجَايَ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ أَتَوَجَّهُ ‏إِلَيْكَ، وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ.

يَا اَللهُ يَا اَللهُ يَا اَللهُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمِنَّةُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَأَنْتَ‏ الْمُسْتَعَانُ، فَأَسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ‏ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي في مَقَامِي هَذَا، كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ غَمَّهُ وَهَمَّهُ وَكَرْبَهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنِّي‏كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنِّي كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَاكْفِنِي كَمَا كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أَخَافُ هَوْلَهُ، وَمَئُونَةَ مَنْ أَخَافُ مَئُونَتَهُ، وَهَمَّ مَنْ ‏أَخَافُ هَمَّهُ، بِلاَ مَئُونَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَاجَتِي، وَكِفَايَةِ مَا أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ تلتفت إلى أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وتقول:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، وَالسَّلاَمُ عَلَى أَبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ، مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لاَ جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمَا، وَلاَ فَرَّقَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمَا. ثمّ تنصرف.(4)

 

(1) النساء: 69.  

(2) الزخرف: 4.

(3) رَاجِياً، خ.

(4) المزار الكبير: 214، بحار الأنوار: 305/100، هدية الزائرين وبهجة الناظرين: 208، عمدة الزائر في الأدعية والزيارات:66 بزيادة. ب

 

 

 

    زيارة : 2603
    اليوم : 106
    الامس : 83753
    مجموع الکل للزائرین : 130939446
    مجموع الکل للزائرین : 90875035