الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(5) زيارة أمين الله وفضيلتها

 

(5)

زيارة أمين الله وفضيلتها

أنّ زيارة أمين الله من الزيارات الجامعة، فتقرء في جميع المشاهد المشرّفة للأئمّة الأطهار عليهم السلام، كما قرئها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في حرم‏ الكاظمين‏ عليهما السلام، وهذه النكتة مصرّحة بها في رواية عن مولانا الإمام الباقر عليه السلام.

قال المحدّث القمي: هي في غاية الإعتبار، ومرويّة في جميع كتب الزيارات ‏والمصابيح.

وقال العلّامة المجلسي رحمه الله: أنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدّسة، وهي كما روي بإسناد معتبرة عن جابر، عن ‏الإمام الباقر عليه السلام:

أنّه زار الإمام زين العابدين‏ عليه السلام أميرالمؤمنين ‏عليه السلام فوقف عند القبر وبكى وقال:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللهِ في أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ، (اَلسَّلاَمُ ‏عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤمِنِينَ)(1)، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى دَعَاكَ ‏اللهُ إِلَى جِوَارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِإِخْتِيَارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ، مَعَ مَا لَكَ‏ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.

أَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ‏ وَدُعَائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ، مَحْبُوبَةً في أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلاَئِكَ، شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ، ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلاَئِكَ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ ‏أَوْلِيَائِكَ، مُفَارِقَةً لِأَخْلاَقِ أَعْدَائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ ‏وَثَنَائِكَ.

ثمّ وضع خدّه على القبر وقال:

أَللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ، وَأَعْلاَمَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ، وَأَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ، وَأَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ‏ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالْإِعَانَةَ لِمَنِ‏ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ، وَأَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزَاقَكَ إِلَى الْخَلاَئِقِ مِنْ لَدُنْكَ ‏نَازِلَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِي نَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ، وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَنَاهِلَ الظِّمَاءِ مُتْرَعَةٌ.

أَللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائي، وَاقْبَلْ ثَنَائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي، وَمُنْتَهَى مُنَايَ، وَغَايَةُ رَجَائِي في مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ.

وقد ذيّلت في كتاب «كامل الزيارات» هذه الزيارة بهذا القول:

أَنْتَ إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، إِغْفِرْ لِأَوْلِيَائِنَا، وَكُفَّ عَنَّا أَعْدَائَنَا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذَانَا، وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيَا، وَأَدْحِضْ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلَى، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

ثمّ قال الإمام الباقر عليه السلام:

ما قال هذا الكلام، ولا دعى به أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين ‏عليه السلام، أو عند قبر أحد من الأئمّة عليهم السلام، إلّا رفع دعاءه في درج(2) من نور، وطبع عليه بخاتم(3) محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان محفوظاً كذلك حتّى ‏يسلّم إلى قائم آل محمّد عليهم السلام، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحيّة والكرامة إن شاء الله تعالى.(4)

 


(1) تقرء هذه الفقرة في حرم أميرالمؤمنين صلوات اللَّه وسلامه عليه.


(2) الدرج - بالفتح - : الّذي يكتب فيه.

(3) بطابع، خ.

(4) مفاتيح الجنان: 350، مصباح المتهجّد: 738، بحار الأنوار: 266/100، وفي مصباح الزائر: 474، وفي مزار آقا جمال ‏الخوانساري: 98 و وسائل الشيعة: 306/10 بتفاوت.

 

    زيارة : 2641
    اليوم : 13456
    الامس : 64040
    مجموع الکل للزائرین : 130631012
    مجموع الکل للزائرین : 90566354