مواليد الوجودات الثلاثة(1)

  ليس الإنسان وحده وبقيّة الموجودات العاقلة الاُخرى - الّتي تعيش في هذا العالم والموجودة في آفاق السّماوات وأعماق الأرض - لها معرفة واطّلاع كاملين عن ولاية وقيادة أهل بيت الوحي والرّسالة عليهم السلام ؛ وإنّما جميع الموجودات الوجودات الثلاثة تستشعر وتذعن وتعترف بهذه الحقيقة الكبرى .

  لقد سعى الأئمّة الأطهار عليهم السلام في أحاديثهم وخطبهم إلى بيان ذلك وتسليط الضّوء على نقطة مهمّة للغاية وهي : إنّ ولايتهم مبسوطة ومعروضة على جميع المخلوقات في الكون ، وأنّ هناك شعوراً في الجمادات والنّباتات ، وفي كلّ شي‏ء تدب فيه الحياة ؛ مع أنّ علماء العلم الحديث توصّلوا توّاً إلى أنّ الماء وبقيّة الأشياء لها ردود أفعال مقابل ما تتعرّض له من متغيّرات ممّا يكشف أنّها تتفاعل مع ذلك تفاعلاً شعوريّاً . وهم يكثّفون جهودهم في الوقت الحاضر ، لأجل تكميل هذا الموضوع والإعلان عنه .

  من المؤكّد أنّ النّاس لهم معرفة وأخبار على زيارة بعض من الموجودات الثّلاثة للحرم الإمام الرّضا عليه السلام ، ولكن تصيبهم الغفلة أحياناً فلايلتفتون إلى ذلك ، - وبدورنا نمتنع عن ذكرها ؛ لأنّها تسبّب في إطالة هذا الموضوع - ولكنّنا نذكر هنا هذه النقطة كي تحظى الزيارة بعناية أكبر وتوجّه أكثر :

 أليس حريّاً بالإنسان أن يذهب إلى زيارة مولاه الإمام الرّضا عليه السلام وهو يرتدي ملابس طاهرة نقيّة هيّأت من لقمة حلال طيّب ، وبالطّبع فسوف يكون الشّعور الجمادي لها أكثر من ذلك الإنسان الّذي يحمل أفكاراً مشوّشة وضبابيّة ويكون على غير هدى ؟!

  فهل يقبل أو يعقل أن تكون عناية واهتمام ثيابنا ، وهي ما عليه من شعور جمادي أكثر من اهتمامنا نحن على ما فينا من شعور إنساني ؟!

  صحيح أنّ الحضور الكامل لايكون إلاّ من نصيب أولياء اللَّه الصّالحين والّذين طلقوا الدنيا ثلاثاً ؛ ولكنّنا نحن أيضاً قادرون على ذلك إذا فكرنا قبل الدّخول إلى السّاحة المقدّسة والتّشرّف إلى حضرته المباركة بعمق وجدّيّة حول عظمة وجلالة ومنزلة الإمام عليه السلام ، والتّركيز على عظمة المكان الّذي نريد أن نضع أقدامنا فيه ، فهذه الاُمور ستؤثر بشكل أو بآخر على كيفيّة زيارتنا وخلوصها وقبولها .

---

7) الوجودات الثلاثة وهي : النّبات والحيوان والإنسان .