شوق أهل السموات لزيارته ‏عليه السلام

شوق زيارة الإمام الحسين ‏عليه السلام عليه لايختص باهل الأرض بل ليس شي‏ء في ‏السماوات إلاّ وهو شائق إلى زيارته‏ عليه السلام ويسئل الله تعالى الاذن لزيارته ‏عليه السلام.

ويكون في حرمه ‏عليه السلام في كلّ لحظة كثيرون من أهل السماوات، فوج ينزل من‏ السماء وفوج يعرج إليه.

فيلزم علينا ان نتوجّه في حين زيارته ‏عليه السلام إلى عظمة المكان وان نعلم انّ فيه ‏زائرون كثيرون من أهل السماوات لهم شئون مهمّة وإن كنّا لا نراهم بأعيننا.

يدلّ على ذلك ما رواه في ثواب الأعمال: روى إسحاق بن عمّار في الموثّق، قال: سمعت أباعبدالله ‏عليه السلام يقول:

«ليس شي‏ء في السماوات إلاّ وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة الحسين‏ عليه السلام، فوج ينزل، وفوج يَعْرُج».(1)

من أعظم آثار زيارة مولانا أبي عبدالله الحسين ‏عليه السلام، حضور فاطمة الزهراء عليها السلام ‏بنت رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم عند زوّاره‏ عليه السلام واستغفارها لمن كان زائره ‏عليه السلام.

وحضور مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام عند زوّار مولانا أبي عبدالله  الحسين ‏عليه السلام ‏واستغفارها لهم من أعظم بركات زيارته ‏عليه السلام. ويدلّ على حضورها عليها السلام عند زوّاره ‏عليه السلام ما رواه داود بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

إنّ فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم تحضر زوّار قبر ابنها الحسين ‏عليه السلام‏ فتستغفر لهم.(2)

واحساس حضورها صلوات الله عليها عند زوّاره مسئلة لايحسّها إلاّ الاندر فالاندر ومن كان وجوده كالكبريت الأحمر ويحضر عند زوّاره صلوات الله عليه غيرها من‏ المعصومين‏ عليهم السلام كما ورد في الرواية حضور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند زوّار مولانا الإمام أبي عبدالله الحسين ‏عليه السلام.

والتوجّه إلى هذه المسئلة المهمّة من أهمّ آداب زيارة مولانا أبي عبدالله ‏الحسين ‏عليه السلام لأنّ بالتوجّه إلى هذه النكتة يتحوّل حال الزّائر بحيث يكون متوجّهاً في ‏الزيارة إلى حالة الحضور.

---

(1) التتمة في تواريخ الأئمّة عليهم السلام: 152، ثواب الأعمال: 96.

(2) بحارالأنوار: 55/101 ح14، مستدرك الوسائل: 242/10 ح21، وفيه: فتستغفر لهم (ذنوبهم).