الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
2 - الأمل والتطلع يزيد الهمة

2 - الأمل والتطلع يزيد الهمة

من الطبيعي أنّه كلّما تضاعف أمل الإنسان فإنّ طرف المعادلة الاُخرى أي همته تزداد، إذ يتمتع صاحب التفاؤل والآمل ‏بمعيار كبير من الشوق والحماسة ورؤية مستقبيلة مشرقة تؤهله ليكون عنصراً متطلعاً إلى طريق التطوّر والإبداع والإثراء في مجالات الحياة الإنسانية، ومن هنا يدفع الشاب إلى الإنتقال إلى دائرة الشعور بمستقبل زاهر ويأمل أن تكون حياته‏ ملؤها المعنويات الروحية، وبذلك نراه متقدماً خطوات ومسافات طويلة عن سائر الناس في مقدار الشوق والأمل الذي ‏يحمله بين جنبيه، فتتسارع خطاه ويزداد سعيه ومثابرته نحو نيل‏ المقامات المعنوية ويصل إلى مراده أكثر من غيره وبزمن قياسي.

وأمّا القسم الآخر من الناس الذين فقدوا الشعور بالأمل والإشتياق والتطلع، فإنّه يعيش حالة من الإنهزامية والخوف من ‏المجهول، ويكون محملاً بخيبة أمل يصعب معها التعايش في جو تفاعلي والانطلاق نحو مناهل النور والأهداف‏ المنشودة، فتجد الحسرة واليأس تلفهم من كلّ صوب، ولانبالغ إذا قلنا إنّ عميلة الكسل والخمول تنضج عندهم، والنتيجة عدم السعي والمثابرة والحركية والتي هي وظيفة كلّ إنسان متنوّر وكلّ شيعي دارك وواع لما تريده منه الحياة، فتتجمع ‏عليهم الهموم والحزن فيكونون مرتعاً خصباً لها فتكبل عقولهم وأجسادهم بأنواع القيود، وسرعان ما تغطي حياتهم غيوم‏ سوداء داكنة، فيتشابه عليهم الليل والنهار لتأخذهم هذه الحالة بعيداً عن النسيج الاجتماعي والعلاقات الإنسانية، فتنشر شباك العذاب والآلام، ولايمكن لهم التخلص منها بأيّ شكل من الأشكال، ومن ثم تجعل عمليّة العبور إلى مرفأ البشائر والخير والنور ضرباً من الخيال.

نعم؛ هذه بالفعل عاقبة ونتيجة أولئك الثلة من الناس الذين يئسوا من روح الله تبارك وتعالى ولم يتوكّلوا عليه، وفقدوا الأمل بعنايات وكرامات وتعاليم أهل البيت‏ عليهم السلام وكانت عندهم قراءة مغايرة لما جاء عن لسانهم ومبادئهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2615
    اليوم : 74116
    الامس : 109951
    مجموع الکل للزائرین : 132204813
    مجموع الکل للزائرین : 91681163