الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
كمال الإخلاص

كمال الإخلاص

إنّ الإنسان الذي يجعل الإخلاص ملكته فإنّه يتجنب ارتكاب المعاصي والآثام؛ باعتبار أنّ الإخلاص في مراحله‏ النهائية يطهر الإنسان بشكل كامل من الرذائل والمحرمات.

وقد صرّح مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام بهذه الحقيقة حين قال:

تَمامُ الْاِخْلاصِ تَجَنُّبُ الْمَعاصي.(167)

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأنّ العلم نور

ونور اللَّه لايهدى لعاصي

إنّ شرط كمال الإخلاص ليس في تطهير النية وخلوها من الشوائب في القيام بالوجبات فحسب، وإنّما بالعمل على‏ ترك المحرمات أيضاً.

وبالطبع فإنّ الإنسان الذي يبغي طلب حقائق الوصول إلى عالم المعنى فلابد له من خلوص فكره وضميره كما قال‏ رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم في رواية له:

فَاتَّقِ اللَّهَ تَعالى وَاَخْلِصْ ضَميرَكَ.(168)

وهذا الأمر يأتى ويتحقق؛ لأنّ الإنسان إذا طهر أفكاره وسلوكه يصل إلى طريق النجاة، يقول الإمام مولى الموحدين ‏علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الصدد:

بِالْاِخْلاصِ يَكُونُ الْخَلاصُ.(169)

وكما أنّ جسم الإنسان يتطهر من الأنجاس عندما يغسله فإنّ الروح تتخلص من قيودها بالإخلاص، وايضاً تتخلص من‏ حبائل ومكائد الشيطان ومن هوى النفس، وحينئذ تجري ينابيع الحكمة والأسرار الخفية في القلب ومن ثمّ تجري على‏ اللسان.

ولاتتحقّق هذه الحالة إلاّ لمن أخلص عمله للَّه عزّ وجلّ وحده، وبعبارة أكثر دقّة نقول: إنّ معنى جملة «مَنْ اَخْلَصَ لِلَّهِ»  هو الإخلاص المطلق والخالص من أيّ نوع من أنواع الشرك وليس للحصول على بعض الحالات والمقامات! وأمّا إذا كان‏ الهدف من الإخلاص الحصول على المقامات وكشف المجهولات وأمثال ذلك، فإنّ الإنسان يضع نفسه أمام جملة من ‏الأخطار والمنزلقات الكبيرة.


167) بحار الأنوار: 215/77.  

168) بحار الأنوار: 280/87.  

169) اصول الكافي: 468/2.

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 3043
    اليوم : 5733
    الامس : 110833
    مجموع الکل للزائرین : 133248255
    مجموع الکل للزائرین : 92232313