الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
معرفة المتظاهرين بالعرفان

معرفة المتظاهرين بالعرفان

من الشروط المهمّة والضروريّة لأجل كسب العلوم والمعارف والوصول إلى‏ قمّة المعرفة هي الإطلاع على حال الأشخاص الذين لم تترسخ عندهم الأسس‏ العلمية بصورتها الصحيحة، ولم تتفاعل روحهم مع واقعه معصبه عيونهم عن‏ رؤية الحق وهم يحسبون أنّهم من بيدهم ناصية الأمة وهدايتها ورشدها.

فكيف يمكن لإنسان قد وصل إلى أعلى درجات العلوم والمعرفة في‏ الوقت الذي يشكك بضلالة وزيغ أعداء الدين؟!

فمن هنا لابدّ للإنسان الذي يطلب المقامات المتعالية للعلوم ويريد قطفها معرفة هؤلاء المدعين العلم والمعرفة كذباً وبهتاناً حتى لاتنطلي عليه خدعهم‏ وأساليبهم الملتوية.

قال أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

وَاعْلَمُوا أنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي تَرَكَهُ، وَلَنْ‏تَأْخُذُوا بِميثاقِ الْكِتابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكوُا بِهِ‏حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ.(45)

فاعملْ بما عُلِّمتَ فالعلماءُ إِن

لم يعملوا شجرٌ بلا أثمارِ

والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ

كالريحِ إِذا مَرَّتْ على الأزهارِ

إنّ الكثير من الناس الذين يطلبون العرفإنّ والمعرفة يكتفون بالعقائد والرؤى العرفانية ولايبحرون أبعد من ذلك ويضنون أنّهم وبعد أن ملئت ‏عقولهم وأذهانهم بالمسائل الروحية يسيرون في عالم الملكوت، في الوقت ‏الذي نرى فيه أنّ مكانة المعرفة ليس في الذهن والرؤى، فإذا لم تتوقد وتتوهج ‏الأفكار العرفانية من القلب والباطن فإنّها لم تأت على صاحبها إلّا بالغرور والخسران.

إنّ باطن مثل هؤلاء يكون أكثر سواداً من ظلمة الليل الحالك؛ لأنّ قلوبهم ‏خالية من نور المعرفة والهداية ولم يدخل النور إلى باطنهم.

وإن عناءً أن تفهّم جاهلاً

فيحسب جهلاً أنّه منك أفهم

متى يبلغ البنيان يوما تمامه

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم


45) نهج البلاغة: الخطبة رقم 147.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2560
    اليوم : 40909
    الامس : 52396
    مجموع الکل للزائرین : 133707192
    مجموع الکل للزائرین : 92514235