الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
عصر الظهور أو عصر إنقاذ العالم

 

بسم الله الرحمن الرحیم

 

عصر الظهور أو عصر إنقاذ العالم

عصر الظهور عصر إحياء أجرِ نبوّة رسول‏ الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم. عصر المودّة وعصر المحبّة الشديدة بين النّاس في كافة أنحاء العالم و أهل‏بيت رسول الله ‏عليهم السلام.

لقد كان لمحبّة الناس بالنّسبة لأهل البيت‏ عليهم السلام‏ تأثيراً واضحاً في مبادئهم. فنظراً إلي المودّة القلبية والنفسيّة التي تكمنُ في نفوسهم بالنسبة لآل‏ رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم، فُتحت أبواباً مضيئة لهم لكي ‏يحظون بالكمال العلمي و العقلي.

ففي عصر الظهور تُحَلُّ العُقَد الكبيرة النفسية وتنفتح الأقفال العلمية ويهتدي العالم نحو ما لم‏يعرف و ما لم يكن قادراً علي معرفته؛ إذ أنَّ عصر الظهور عصر إزدهار الأفكار و تكامل العقول والتحرُّر من جميع القيود.

و لهذا نسمّي عصر الظهور عصرَ إنقاذ العالم.

لقد أرسل الامام الحجّة عجّل الله فرجه ‏الشريف مراراً رسائل عديدة لشيعته يطلب منهم ‏العون و النصرة للوصول إلي ذلك العصر العظيم.

فلو أفاق الشيعة من غفلتهم و نهضوا لإعانة الامام عجل الله فرجه الشريف، يخرج الامام من‏ الغربة و العزلة بل تتحرّر الشيعة و الناس في كافة أنحاء العالم من ظلم وجور الظالمين وبقمعهم‏ والقضاء علي هؤلاء الظالمين المستولين على ‏العالم يذوق المظلومون المذاق الحلو للعدالة في ‏حكومة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف ويتحرّر الإمام أرواحنا له الفداء من مُعتَقل الغيبة؛ ولكن عندما يمتنع الناس من نصرة امامهم يبقون‏ في قيدِ الدول الجبابرة.

من الطبيعي الشعوب التي تنسي امام زمانها وتغفل عن قدرات و إمكانيات الامام و مُلكه‏ العظيم، أن تسحقها الجبابرة تحت أقدامها.

ينبغي للشعوب أن تعلم للتخلُّص من الأعداء الذين استولت عليهم القدرات الشيطانية و قد تزوّدوا بالأسلحة الفتّاكة، يجب الاستعانة بقوّة تفوق قدرات هؤلاء و إلاّ يتورّطون في سراب‏الوهم بل ويضلّون عن الطريق و يفقدون الوسيلة.

عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ‏عليه السلام:

من غرّه السراب تقطّعت له الأسباب.(1) من هذا القول يتبيّن لنا سبب تورُّط المظلومين‏ في العالم بالدول الجائرة شديدة الوطأة و مع هذا لم يُنقذهم الله سبحانه و تعالي من شرّ و ظلم‏ هؤلاء؟

بناءاً علي قول أميرالمؤمنين‏ عليه السلام طالما الناس‏ متورطون بسراب الجبابرة و يعتمدون علي ‏وعودهم، بهذه الطريقة يقطعون وسيلة الإنقاذ الالهي و يبقون في ورطة الظلم و الاستبداد ويهدرون دماءهم.

إذن علي الناس أن لايقوموا بأفعال تجعلهم‏عُرضةً لوطأة هؤلاء الظالمين. فكلّما تُعرض الأمّة عن مدّ يد العون لامام زمانها و ولي الله، تتورط بهذا الشقاء و البؤس.

عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب‏ عليه السلام:

من نام عن نصرة وليّه انتبه بوطأة عدوّه.(2) و قد قال الامام ‏عليه السلام في مكان آخر:

من استخفّ بمواليه، استثقل وطأته معاديه.(3)

فمَن لنا أكثر حناناً من الله سبحانه و تعالي و أهل ‏بيت رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ نحن تركنا نصرة امام زماننا أرواحنا له الفداء و استخففنا بأحكام دين الاسلام‏ و لذا لاعجب في أن نكون عُرضةً لوطأة الظالمين.

لقد نسينا مَن هو أكثر حناناً من والدينا و قد أهملناه بدلاً مِن البحث عن حلٍّ لمشكلتنا و لهذا السبب غَدرَ بنا الأعداء و تورَّطنا بالشدائد والصِعاب.

عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب‏ عليه السلام:

من قعد عن حيلته اقامته الشدائد.(4)

إذن ينبغي علي الأمّة التي تورّطت بجور الظالمين ‏أن تبحث عن حيلة و أن تيأس مِن السراب العالمي ووعود الجبابرة قبلَ أن يلقي المليارات من البشرحتفهم جراء حربٍ عالمية أخري. فعلينا أن نُقبِلَ‏ علي العين العذبة حتي يُمطر علينا غيثُ رحمةِ الله وينتهي الظلم و الجور في كافة أنحاء العالم.

إذن ماذا علينا فعله للتخلُّصِ من الشدائد و الظلم ‏و الجور الذي عمَّ في العالم بأسره؟ سنذكُرُ في ‏السطور القادمة إحدي الطُرُق المهمّة لإنقاذ العالم‏ و الناس:



 

(1) إكمال غرر الحكم: 641.

(2) معجم غرر الحكم: ج3 ص8673.

(3) شرح غرر الحكم: ج5 ص 345.

(4) شرح غرر الحكم: ج5 ص344.

 

زيارة : 4768
اليوم : 52067
الامس : 49009
مجموع الکل للزائرین : 129109276
مجموع الکل للزائرین : 89644646