الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
ما هو معنى «أسألك ... بحجابك العربي ، وبحجابك الهندي ، و ...» الوارد في دعاء العهد الآخر؟

ما هو معنى «أسألك ... بحجابك العربي ، وبحجابك الهندي ، و ...»

الوارد في دعاء العهد الآخر؟

-------------------------

الجواب :

لقد جاء في المئات من الأدعية والروايات تعابير حول الحجاب والحُجب والإحتجاب ونظراً للمعاني المختلفة الواردة فقد ذكرت بعض الروايات الى أن وجود سبعين الف حجاب (بحار الأنوار : 76 / 31 ).

وفي روايات آخرى صرحت بوجود تسعين الف حجاب ( بحار الأنوار : 18 / 327 ).

وعلى اساس ذلك وطبقاً لتلك الروايات يجب  علينا الإعتقاد بمسألة أصل وجود الحُجُب . ومن الحجب الظلماتية هي النفس الأمارة وهي من دون شك أكبر الحجب وأعظمها . واما من الحجب النوراني للبارئ عز وجل فيمكن الإشارة الى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) والقرآن الكريم وأسم الله تعالى .

وهناك روايات كثيرة صرحت كذلك بالحجب الإلهية فقد عبرت بعضها عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بإنه حجاب الله تعالى ، فقد ورد فيها : محمد صلى الله عليه وآله حجاب الله (بحار الأنوار : 58 / 42 )؛ وجاء في بعض منها أنّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم حجاب من أعداء الله : الأئمة الأطهار ... حجاب من أعداء الله ( بحار الأنوار : 25 / 21 ) .

وعُبر عن الإمام بإنه هو الآية الإلهية وحجاب الله : الإمام ... حجاب الله وآية الله.

وقد ذكرت بعض الأدعية بأنّ القرآن الكريم هو ايضاً من الحجب؛ ففي دعاء وارد عن مولانا امير المؤمنين علي (عليه السلام) يُقرأ كل يوم يقول فيه :

« ... اللهم اعم علي قلوب اعدائي ، وكل من يبغيني بسوء ، ضربت بيني وبين اعدائي حجاب الحمد وآية الكرسي و... وحلت بذلك بيني وبين اعدائي ، وضربت بيني وبينهم سوراً من عز الله وحجاب القرآن و ... (بحار الأنوار : 87 / 15 )

فنرى في هذا الدعاء إن سورة الحمد وآية الكرسي و ... وكذلك كل القرآن الكريم هي من الحجب .

وبالاضافة الى ماذكرناه فإنّ بعض من اسماء الله تعالى ايضاً هي من الحجب، فنقرأ في الدعاء المذكور:

يا من إليه المنتهى بالإسم الذي أحتجبت به من خلقك أحجبني من عدوي. بحار الأنوار : 87 / 12

ومن هنا فقد ورد بأنّ اسم الله هو من حجبه، إذن فإذا جرى التعبير عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو عن أهل بيته الطيبين الطاهرين أو عن القرآن الكريم أو اسم الله تعالى بالحجاب، فلابد لنا من معرفة ما هو المقصود من ذلك ؟

فقد يكون معنى الحجاب احياناً هو المانع والحجاب الذي يُوضع بين الإنسان وعدوه ويكون معناه في بعض الموارد ليس مانعاً وإنما المعنى منه انّها تبين وتوضيح الدساتير والأوامر الإلهية الصادرة .

فعلى سبيل المثال هناك رواية في كتاب «مجمع البجرين» نقلها عن «بحار الأنوار» في خصوص النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) تقول بإنه حجاب الله وقد فسرها : أي ترجمانه وجمعه حُجب ككتاب وكتب .

وقد قيل حول «حجابه النور» : يشير بذلك أن حجابه خلاف الحجب المعهودة فهو تعالى محتجب عن الخلق بإنوار عزه وجلاله وسعة عظمته وكبريائه و ...  .

وعلينا الإلتفات الى موضوع في هذا المجال فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) الى المفضل حول النعم التي وهبها الله تبارك وتعالى الى الإنسان :

«تأمل يا مفضل؛ ما انعم الله تقدست اسماؤه به علی الانسان من ... الکتابة التي بها تقيد اخبار الماضين للباقين للاتين وبها تخلد الکتب في العلوم و الاداب و غيرها» .

وهناك رواية واردة تصرح بإن مولانا الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) يدعو الله عز وجل في يوم الظهور بإسمه العبري :

إذا أذن الإمام دعا الله بإسمه العبري فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر ...  بحار الأنوار : 52 / 368 .

وعليه فعندما تكون بعض من أسماء الله جلا وعلا هي حجاب فإن كانت باللغة العربية فهي حجاب بهذه اللغة وإن كانت باللغة العبرية أو باللغة السريانة أو الرومية أو باي لغة فهي حجاب بتلك اللغة . باعتبار وكما تعلمون فإن اسماء الله تعالى لاتختص باللغة العربية.

ونظراً لما قلناه فإنه يتضح من الدعاء الذي نقرئه «اسلئك بحجابك العربي والهندي والعبري..» اننا ندعو البارئ عز وجل بعظمة ذلك الحجاب .

وان النقطة الجديرة بالذكر هنا: هل من حق الشخص الذي لايدرك المقصود من «حجابك العربي وحجابك العبري و...» ولايفهم المعنى التي تتضمنه، ان يدعي بأنّ ذلك الدعاء هو من المجعولات؟! 

موقع المنجی العلمی

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زيارة : 4499
اليوم : 2405
الامس : 58112
مجموع الکل للزائرین : 130151367
مجموع الکل للزائرین : 90255938