8) صلاة جعفر الطيّار

  روى علي بن موسى الرّضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام :

أنّ رجلاً سئل أباه جعفر بن محمّد عليهما السلام عن صلاة التسبيح (صلاة جعفر الطيّار) ، فقال عليه السلام: تلك الحبوة . حدّثني أبي ، عن جدّي عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : لمّا قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، تلقّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على غلوة من معرّسه بخيبر ، فلمّا رآه جعفر أسرع إليه هرولة ، فاعتنقه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وحادثه شيئاً ، ثمّ ركب الغضباء وأردفه ، فلمّا انبعثت بهما الرّاحلة أقبل عليه فقال : يا جعفر ؛ يا أخ ؛ ألا أحبوك ؟ ألا اُعطيك ؟ ألا إصطفيك ؟

 قال : فظنّ الناس أنّه يعطي جعفراً عظيماً من المال .

 قال : وذلك لمّا فتح اللَّه على نبيّه خيبر وغنّمه أرضها وأموالها وأهلها .

 فقال جعفر : [بلى] فداك أبي واُمّي .

 فعلّمه صلاة التسبيح (المعروف بصلاة جعفر الطيّار) .(122)

  وينقل عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال :

عليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام ، فإنّ فيها فضلاً كثيراً.

 ... وصلّ أيّ وقت شئت - من ليل أو نهار - ما لم يكن وقت فريضة ، وإن شئت حسبتها من نوافلك . وإن كنت مستعجلاً ، صلّيت مجرّدة ثمّ قضيت التسبيح.

 فإذا أردت أن تصلّي فافتتح الصلاة بتكبيرة واحدة ، ثمّ تقرأ في اُولاها فاتحة الكتاب وعاديات ، وفي الثّانية «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْض»(123) وفي الثّالثة «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّه»، وفي الرّابعة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد». وإن شئت كلّها ب«قُلْ هُوَ اللَّهُ».

 وإن نسيت التّسبيح في ركوعك أو في سجودك أو في قيامك ، فاقض حيث ذكرت على أيّ حالة تكون .

 وكيفيّتها هي : تقول بعد قراءة فاتحة الكتاب والسّورة : سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خمس عشرة مرّة ، وتقول في ركوعك عشر مرّات ، وإذا استويت قائماً عشر مرّات ، وفي سجودك - وهي السجدتان - عشراً ، وإذا رفعت رأسك تقول عشراً قبل أن تنهض ، فذلك خمس وسبعون مرّة . ثمّ تقوم في الثّانية وتصنع مثل ذلك، ثم تشهد وتسلّم، فقد مضى لك ركعتان.(124)

  ويصبح بذلك عدد التسبيحات الأربعة في الركعات الأربعة ثلاثمائة مرّة .

---

122) جمال الاُسبوع : 181 ، مستدرك الوسائل : 225/6 .

123) في الإشراف : 31 للشيخ المفيد رحمه الله : يقرأ في الاُولى منها فاتحة الكتاب وسورة إذا زلزلت ، وفي الثّانية بفاتحة الكتاب والعاديات .

124) فقه الرّضا عليه السلام : 155 ، مستدرك الوسائل : 224/6 و 231 (مع الإختصار) ، بحار الأنوار : 209/91 .