امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
معرفة أهل البيت عليهم السلام وآثارها الحياتيّة

معرفة أهل البيت عليهم السلام

وآثارها الحياتيّة

الحمد للَّه الّذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله ، ودليلاً على‏ آلائه وعظمته ؛ والصلاة والسلام على أشرف خلائقه وأكمل سفرائه أبى القاسم‏ المصطفى محمّد ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، سيّما على بقيّة اللَّه في الأرضين‏ الحجّة بن الحسن المهدي روحي وأرواح العالمين له الفداء .

اعلم أنّ من عرف مقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ونظر إلى بحار علومهم‏ ومعارفهم ، وقدرتهم وولايتهم ، فقد فاز فوزاً عظيماً ونال الخير كلّه ، وبه صرّح‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال :

«مَن منَّ اللَّه عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع اللَّه له الخير كلّه» .(1)

وقد جعل اللَّه تعالى معرفتهم عليهم السلام فاتحة الأعمال وخاتمتها ، بمعنى أنّ الأعمال‏ كلّها ، كثيرها وقليلها ، ثقليها وخفيفها في أيّ مرتبة كانت ، ومن أيّ فرد صدرت لابدّ وأن تبدأ مع معرفة أهل البيت عليهم السلام وتختم معها ، أي أنّ الأعمال كلّها تكون لها الآثار بشرط أن تكون مع معرفة أهل البيت عليهم السلام وقبول ولايتهم عليهم السلام ،وتدلّ على ما قلنا روايات كثيرة منها ما رواه شيخ الطائفة في أماليه :

«قال زرعة لمولانا الصادق عليه السلام : أيّ الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال عليه السلام : مامن شي‏ء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شي‏ء يعدل‏ الزكاة ولابعد ذلك شي‏ء يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شي‏ء يعدل الحجّ ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا» .(2)

بيان ذلك : أنّ المعرفة مسئلة اعتقاديّة ، ومسائل الاعتقاديّة بالنسبة إلى المسائل ‏العمليّة كالروح في الجسد ؛ فالصلاة والزكاة وسائر مسائل العمليّة هي فرع‏ للمسائل الاعتقاديّة ، فإن صحّت اعتقادات المصلّي صحّت صلاته وزكاته و... وإلّا فلا.

لأنّه كما أنّ التوحيد شرط في صحّة الأعمال فكذلك الإقرار بالرسالة والاعتقاد بولاية الأئمّة عليهم السلام أيضاً من شروط صحّتها ؛ أما رأيت ما قاله الإمام أميرالمؤمنين‏ عليه السلام : «أنّ ل «لا إله إلّا اللَّه» شروطاً ، وإنّي وذرّيّتي من شروطها» .(3)

ولذلك عدّ مولانا ثامن الأئمّة عليه السلام نفسه من شروط حصن التوحيد . روى ذلك‏ إسحاق بن راهوية : لمّا وافى أبوالحسن الرضا عليه السلام بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون ، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول اللَّه ، ترحل عنّا ولاتحدّثنا بحديثٍ فنستفيده منك ، وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال :

«سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت‏ أبي محمّد بن عليّ يقول : سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول : سمعت أبي‏ الحسين بن عليّ بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب يقول : سمعت رسول اللَّه يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت اللَّه جلّ‏ جلاله يقول : لا إله إلّا اللَّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي .

قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : بشروطها وأنا من شروطها .»(4)

ولعلّه لأنّ الاُمور تهبط إليهم وتصدر من بيوتهم ، كما ورد في زيارة مولانا أبي‏ عبداللَّه الحسين عليه السلام : «إرادة الربّ في مقادير اُموره تهبط إليكم ، وتصدر من‏ بيوتكم...» .(5)

وعلّة ذلك أنّ قلوبهم وعاء مشيّة اللَّه ، فإذا شاء اللَّه شاؤوا ، فبهم يمحو السيّئات‏ ويدفع البلاء وينزل الرحمة .

كما قال محمّد بن مسلم سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول :

«إنّ للَّه عزّوجلّ خلقاً من رحمته ، خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته ،فهم عين اللَّه الناظرة ، واُذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، واُمناؤه على‏ ما أنزل من عذر أو نذر أو حجّة ، فبهم يمحو السيّئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم‏ ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميّتاً وبهم يميت حيّاً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي‏ في خلقه قضيّته.

قلت : جعلت فداك من هؤلاء؟ قال عليه السلام : الأوصياء» .(6)

وهل الأوصياء غير أئمّتنا عليهم السلام الّذين أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرفهم ؛ فمن مات‏ ولم يعرف إمامه مات ميتة كفر وإلحاد . فإنّه قد ورد في أحاديث كثيرة : «من مات ‏وهو لايعرف إمامه مات ميتة الجاهليّة» .(7)

قال العلّامة الأميني رضوان اللَّه عليه: هذه حقيقة راهنة أثبتها الصحاح والمسانيد فلاندحة عن البخوع لمفادها ، ولايتمّ إسلام مسلم إلّا بالنزول لمؤدّاها، ولم‏ يختلف في ذلك إثنان ، ولا أنّ أحداً خالجه في ذلك شكّ ، وهذا التعبير ينُمّ عن‏ سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنّه في منتئ عن أيّ نجاح وفلاح ، فإنّ ميتة الجاهليّة إنّما هي شرّ ميتة ، ميتة كفر وإلحاد .(8)

ودليل ذلك ما رواه الفضيل عن مولانا باقرالعلوم عليه السلام : نظر إلى الناس يطوفون‏ حول الكعبة ، فقال :

هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة ، إنّما اُمروا أن يطوفوا بها ،ثمّ ينفروا إلينا فيُعلمونا ولايتهم ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم ، ثمّ قرأ هذه ‏الآية : «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ»(10). (9)

فإن كنت تحبّ أن تكون حياتك كحياة الأنبياء وميتتك كميتة الشهداء فوال أهل ‏البيت عليهم السلام واقتد بهم في أعمالك حتّى ترى ما تحبّه ، وهذا ما صرّح به رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال :

من أحبّ أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت ميتة تشبه ‏ميتة الشهداء ويسكن الجنان الّتي غرسها الرحمان فليتولّ عليّاً وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعده ، فإنّهم عترتي خُلقوا من طينتي ، اللهمّ ارزقهم فهمي وعلمي ،وويلٌ للمخالفين لهم من اُمّتي ، اللهمّ لاتنلهم شفاعتي .(11)

وإن كنت تحبّ أن تعرف مناقب أهل البيت عليهم السلام فانظر إلى أعاجيب أعمالهم بل‏انظر إلى أعمال شيعتهم إبراهيم وإسماعيل ، وداود وسليمان ، بل إلى وصيّ ‏سليمان آصف بن برخيا ، وإلى علمه وقدرته حتّى تعرف تصرّفه في الطبيعة مع‏ أنّ له علم من الكتاب - ولا الكتاب كلّه - فإنّه لمّا قال سليمان لأتباعه :

«يا أيُّهاالمَلأُ أيُّكُم يَأْتيني بِعَرْشِها قَبْلَ أنْ يَأْتُوني مُسْلمين × قالَ عِفْريتٌ مِنَ الجِنّ أنَاآتيكَ بِهِ قَبْل أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامك وَإنّي عَلَيْه لَقَويٌّ أمينٌ × قالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ‏ الكِتابِ أنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَيْك طَرْفُك فَلَمّا رَءاهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ‏ فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَني ءَأَشْكُرُ أمْ أكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإنَّ رَبّي‏ غَنِّيٌّ كَريمٌ» .(12)

ولايخفى أنَّ في قوله : «أَنَا آتيكَ بِهِ» نكتة مهمّة ، ردّاً على الفرقة الوهّابيّة ، ومن‏ مال إليهم للجهالة ، نذكرها لمن أراد الإطّلاع على مسائل الولاية :

إنّ اللَّه أنعم على آصف بن برخيا فعلّمه إسماً من أسمائه ، فبعلمه على ذلك الإسم‏ الأعظم قدَر على التصرّف في الزمان والمكان وأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى‏ فارس ، وبينهما خمس مائة فراسخ ، وهذه القدرة العظيمة من فضل اللَّه تعالى عليه، فبتفضّله على آصف أقدره على هذا العمل ، وهو عندما أراد أن يستفيد من‏ قدرته على ذلك ، قال لسليمان : «أنَا آتيكَ بِهِ» ولم يقل له : «أنا آتيك به بإذن اللَّه».

فنفهم من هذه الآية الشريفة : أنّ الأنبياء والأولياء لمّا أعطاهم اللَّه القدرة والولاية، لايجب عليهم عند إظهار قدرتهم أن يقولوا : إنّا نفعل هذا بإذن اللَّه - كما لايجب‏ علينا إذا نتوسّل إليهم أن نقول لهم : اعطونا حاجاتنا بإذن اللَّه - كما رأيت قول‏ آصف بن برخيا لسليمان بن داود عليهما السلام ، مع أنّ علم آصف بن برخيا وقدرته‏ بالنسبة إلى علم الأئمّة عليهم السلام كالقطرة في البحر ، بل أقلّ من ذلك ، لأنّ عندهم علم ‏الكتاب كلّه .

اُنظر إلى ما رواه عبدالرحمان بن كثير عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى : «قالَ‏ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكتابِ أنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَيْك طَرْفُك»(13) قال : ففرّج‏ أبو عبداللَّه عليه السلام بين أصابعه فوضعها في صدره ، ثمّ قال :

وعندنا واللَّه علم الكتاب‏ كلّه .(14)

والأخبار بأنّ عندهم علم الكتاب كلّه كثيرة نذكر ما رواه أصبغ بن نباتة ، إنّه قال :

«سألت الحسين عليه السلام فقلت : سيّدي أسألك عن شي‏ء أنا به موقن وأنّه من سرّ اللَّه‏ وأنت المسرور إليه ذلك السرّ ، فقال عليه السلام : يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول‏ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي دون يوم مسجد قُبا ؟

قال : هذا الّذي أردت ،

قال : قم ، فإذا أنا وهو بالكوفة ، فنظرت فإذا المسجد ، من قبل أن يرتدَّ إليّ بصري ، فتبسّم في وجهي ،ثمّ قال :

يا أصبغ ، إنّ سليمان بن داود عليهما السلام أعطى الريح «غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ»(15) وأنا قد اُعطيت أكثر ممّا أعطي سليمان ، فقلت : صدقت واللَّه يابن رسول‏اللَّه .

فقال : نحن الّذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه ، وليس عند أحد من خلقه ماعندنا ، لأنّه أهل سرّ اللَّه ، فتبسّم في وجهي ، ثمّ قال : نحن آل اللَّه وورثة رسوله‏ فقلت : الحمدللَّه على ذلك . قال لي : اُدخل فدخلت فإذا أنا برسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم‏ محتبئ في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأميرالمؤمنين‏ عليه السلام قابض على تلابيب‏ الاعسر فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يعضّ على الأنامل وهو يقول : بئس الخلف‏ خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة اللَّه ولعنتي . الخبر» .(16)

ولا تتعجّب من ذلك ، لأنّ لهم صلوات اللَّه عليهم بمقتضى ولايتهم التصرّف في ملكوت‏ السماوات والأرض .

قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام :

«والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لأملك من‏ ملكوت السماوات والأرض ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم ، إنّ اسم اللَّه‏ الأعظم على إثنين وسبعين حرفاً ، وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد ، فتكلّم‏به فخسف اللَّه عزّوجلّ الأرض ما بينه وبين عرش بلقيس ، حتّى تناول السرير ، ثمّ‏عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر ، وعندنا نحن واللَّه إثنان وسبعون‏ حرفاً ، وحرف واحد عند اللَّه عزّوجلّ استأثر به في علم الغيب ، ولاحول ولاقوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم ، عرفنا من عرفنا وأنكرنا من أنكرنا» .(17)

وقال الإمام الصادق‏ عليه السلام في رواية :

«إنّ اللَّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن‏ وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوهّت الكتب ويستبين‏ الإيمان...» .(18)

هذا ما قالوه وأظهروه ، وأمّا ما كتموه لعدم احتمالنا فعلمه عند اللَّه تعالى .

وما ذكروه صلوات اللَّه عليهم في فضائلهم ومناقبهم ، فهو على حدّ عقول الناس وقبولهم، وعلّة ذكرهم إرشاد الناس إلى الحقيقة القويمة وورودهم إلى الطريقة المستقيمة وإيصالهم إلى الدرجات الرفيعة ، مضافاً إلى أنّه قد أمرهم اللَّه تعالى بذكر نعمائه‏ لقوله تعالى : «وَأمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»(19) وفضائلهم أفضل نعماء اللَّه.

ويدلّ على ما ذكرناه ما قاله الإمام الباقرعليه السلام :

خطب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه‏ ويقتل أصحابه فقام خطيباً فحمداللَّه وأثنى عليه وصلّى على رسول اللَّه وذكر ماأنعم اللَّه على نبيّه وعليه .

ثمّ قال : لولا آية في كتاب اللَّه ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول اللَّه‏ عزّوجلّ : «وَأمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» ، اللهمّ لك الحمد على نعمك الّتي لاتحصى، وفضلك الّذي لاينسى ، يا أيّها الناس ، إنّه بلغني ما بلغني وإنّي أراني قد اقتر ب‏أجلي وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ، وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : كتاب اللَّه وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ‏ المصطفى .(20)

فلهذا قالوا ما قالوه ، وما قالوا للنّاس إلّا القليل ، لأنّ القلوب مريضة ، والأفكار ضعيفة ، والأحلام غير كاملة فلا قدرة على قبول الحقّ كلّه ، لأنّ الحقّ ثقيل .

وإذا قام قائم آل محمّد صلوات اللَّه عليهم يجمع العقول ويكمل الأحلام ، كما قال مولانا باقر العلوم عليه السلام : «إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم‏ وكملت بها أحلامهم(21)» فإذا جمعت العقول وكملت الأحلام يتحمّل العبادالحقايق والأسرار .

قال الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام : يا كميل ، ما من علم إلّا وأنا أفتحه وما من سرّ إلّا والقائم يختمه(22) ، فإذا ظهر بقيّة اللَّه تعالى «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها » (23) يبثّ‏ العلوم والحقايق في الناس لأنّ عقولهم في دولته عليه السلام جامعة وأحلامهم كاملة لوضع يده الشريفة على رؤوس العباد .

فليس ما بلغ إلينا وما بلغنا إليه - ومنه هذا الكتاب - إلّا «قطرة» من بحار فضائلهم ‏ومناقبهم جدّاً فلاتنكر ولاتستوحش ولاتتعجّب من «القطرة» وأسئل اللَّه زيادة الفهم في المعارف ، وتحسّس ولاتيأس من رَوْح اللَّه «إنَّه لايَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه إلَّا القَوْمُ الكافِرُون»(24) وقل لوليّك ووليّ العوالم : «يا أَيُّهَا العَزيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقين»(25) فإذا تصدّق عليك مولاك في فهم المعارف تصير متحمّلاً لما «لايحتمله إلاّ ملك‏ مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللَّه قلبه للايمان»(26) وتصير «مستنبطاً» للأسرارمن الاخبار . رزقنا اللَّه وإيّاك «قطرة» من «بحار الأنوار» .


1) بشارة المصطفى : 176 .

2) أمالي الطوسي : 694 .

3) شرح غررالحكم : 415/2 ح 3479 .

4) التوحيد : 25 ح 23 ، بشارة المصطفى : 269 .  

5) البحار : 153/101 .  

6) التوحيد : 167 ح1 .

7) البحار : 76/23 ، الإحقاق : 86/13 .

8) الغدير : 360/1 .

9) إبراهيم : 37 .

10) الكافي : 392/1 ح1 .

11) الكافي : 208/1 ح3 .

12) النمل : 40 - 38 .  

13) النمل : 40 .  

14) الكافي : 229/1 ح5 .

15) سبأ : 12 .

16) البحار : 184/44 ، عن مناقب آل أبي طالب 52/4 .

قال العلاّمة المجلسي رحمه الله : لأبي‏دون اي لأبي بكر عبّر به عنه تقيّة والدون الخسيس والأعسر الشديد أو الشؤم .

17) البحار : 37/27 ح 5 .

18) تفسير العيّاشي : 5/1 .

19) الضحى : 11 .                

20) بشارة المصطفى : 12 .

21) البحار : 328/52 ح 47 .  

22) البحار : 269/77 .  

23) الزمر : 69 .  

24) يوسف : 87 .                   

25) يوسف : 88 .                 

26) بصائر الدرجات : 21 . 

 

 

    بازدید : 5027
    بازديد امروز : 68939
    بازديد ديروز : 92721
    بازديد کل : 131608487
    بازديد کل : 91280097