امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب الأوّل : فيما ورد في رسول الله صلّي الله عليه وآله

الباب الأوّل

 

فيما ورد في رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم

 

 1- في الأمالي: عن الصادق عليه السلام أنّ أعرابيّاً قال للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما ثمن الجنّة؟ فقال: لا إله إلّا اللَّه يقولها العبد مخلصاً.

 قال: وما إخلاصها؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : العمل بما بعثت به، وحبّ أهل بيتي وإنّه لمن أعظم حقّها(1).(2)

 أقول : ورد في حقيقة الإخلاص أيضاً أن تقول ربّي اللَّه ثمّ تستقيم كما أمرت وتعمل للَّه لاتحبّ أن تحمد عليه.(3)

 وفسّر الإخلاص أيضاً في النبويّ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: المخلص الّذي لايسأل الناس شيئاً حتّى يجد، وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شي‏ء أعطاه في اللَّه، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقرّ للَّه عزّوجلّ بالعبوديّة، وإذا وجد فرضي فهو عن اللَّه راض واللَّه تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى للَّه عزّوجلّ فهو على حدّ الثقة بربّه عزّوجلّ.(4)

----------------------------------

2- في العيون: عن الحسن بن محمّد - بأسانيده المفصّلة - عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق اللَّه عزّوجلّ خلقاً أفضل منّي، ولا أكرم عليه منّي.

 قال عليّ عليه السلام: فقلت: يا رسول اللَّه، فأنت أفضل أم جبرائيل؟

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى فضّل أنبياءَه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليّ، وللأئمّة من بعدك، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا.

 يا عليّ، الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للّذين آمنوا بولايتنا.

 يا عليّ، لولا نحن ما خلق اللَّه آدم عليه السلام، ولا حوّاء، ولا الجنّة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؟! لأنّ أوّل ما خلق اللَّه عزّوجلّ أرواحنا، فأنطقنا(5) بتوحيده وتحميده(6)، ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا(7) أمرنا، فسبّحنا لتعلم الملائكة أنّا خلق مخلوقون، وأ نّه منزّه عن صفاتنا، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ونزّهته عن صفاتنا.

 فلمّا شاهدوا عظم شأننا، هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ اللَّه، وأ نّا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه، أو دونه، فقالوا: لا إله إلاّ اللَّه.

 فلمّا شاهدوا كبر محلّنا، كبّرنا لتعلم الملائكة أنّ اللَّه أكبر من أن ينال عظم المحلّ إلّا به، فلمّا شاهدوا ما جعله لنا من العزّة والقوّة، قلنا: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوّة إلّا باللَّه.

 فلمّا شاهدوا ما أنعم اللَّه به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة، قلنا: الحمد للَّه لتعلم الملائكة ما يحقّ للَّه تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته(8)، فقالت الملائكة: الحمدللَّه، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد اللَّه عزّوجلّ وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده.

 ثمّ إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً، وكان سجودهم للَّه عزّوجلّ عبوديّة، ولآدم إكراماً وطاعة، لكوننا في صلبه فكيف لانكون أفضل من الملائكة؟ وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون(9) الحديث.(10)

 ولقد أجاد بعض المادحين حيث قال:

 تصاعدت في مراقي العزّ رتبتهم

فظنّ أ نّهم للَّه أقران

 فلاتقس فضلهم للأنبياء أجل

فإنّ سلمانهم بعد تصغير سليمان

----------------------------------

 3- عن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

 جاء إبليس لعنه اللَّه إلى موسى عليه السلام وهو يناجي ربّه، فقال له ملك من الملائكة: ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربّه؟! فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم، وهو في الجنّة.

 وكان ممّا ناجى اللَّه موسى عليه السلام: يا موسى، إنّي لا أقبل الصلاة إلاّ ممّن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت(11) مصرّاً على الخطيئة وعرف حق ّ أوليائي وأحبّائي.

 فقال موسى: يا ربّ تعني بأوليائك وأحبّائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ قال: هم(12) كذلك إلّا أ نّي أردت مَن مِن أجله خلقت آدم وحوّاء، ومَن مِن أجله خلقت الجنّة والنار.

 قال: ومن هو يا ربّ؟ قال: محمّد، أحمد، شققت إسمه من إسمي، لأ نّي أنا المحمود، وهو محمّد.

 فقال موسى: يا ربّ إجعلني من اُمّته. فقال له: يا موسى، أنت من اُمّته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته، إنّ مثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لاينتثر ورقها ولا يتغيّر طعمها، فمن عرفهم وعرف حقّهم جعلت له عند الجهل علماً، وعند الظلمة نوراً، اُجيبه قبل أن يدعوني، واُعطيه قبل أن يسألني.

 يا موسى، إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل: ذنب تعجّلت عقوبته. يا موسى، إنّ الدنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة بمن فيها إلّا ما كان فيها لي.

 يا موسى، إنّ عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بها، وسائرهم من خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما أحد من خلقي عظّمها فقرّت عينه فيها، ولم يحقرها أحد إلّا تمتّع بها.

 ثمّ قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إن قدرتم أن لاتعرفوا فافعلوا وما عليك إن لم يثن عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس وكنت عند اللَّه محموداً.

 إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول: لا خير في الدنيا إلاّ لأحد رجلين: رجل يزداد كلّ يوم إحساناً، ورجل يتدارك منيته(13) بالتوبة، وأ نّى له بالتوبة، واللَّه لو(14) سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللَّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت.

 ألا ومن عرف حقّنا ورجا الثواب فينا رضي بقوته نصف مدّ كلّ يوم، وما يستر عورته، وما أكنّ رأسه(15)، وهم في ذلك خائفون وجلون.(16)

 أقول: وقد نقل الفيض قدس سره الرواية، ولكن بزيادة هذه الجملة : ودّوا أ نّه حظّهم من الدنيا وكذلك وصفهم اللَّه عزّوجلّ حيث يقول: «الَّذينَ يُؤْتوُن ما آتوُا وَقُلُوبُهم وَجِلَة»(17) ما الّذي أتوا به؟ فقال : أتوا واللَّه بالطاعة مع المحبّة والولاية، وهم مع ذلك خائفون أن لايقبل منهم، وليس واللَّه خوفهم خوف شكّ فيما هم فيه من إصابة الدين ولكنّهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا.

 ثمّ قال: إن قدرت أن لاتخرج من بيتك فافعل فإنّ عليك في خروجك أن لاتغتاب، ولاتكذب، ولاتحسد، ولاتتواني(18) ولاتتصنّع(19)، ولاتتداهن(20).

 ثمّ قال: نعم صومعة المسلم بيته، يكفّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه.

 إنّ من عرف نعمة اللَّه بقلبه استوجب المزيد من اللَّه عزّوجلّ قبل أن يظهر شكرها على لسانه، ومن يرى أنّ له على الآخر فضلاً فهو من المستكبرين.

 فقلت له: إنّما يرى أنّ له عليه فضلاً بالعافية، إذ رآه مرتكباً للمعاصي، فقال: هيهات هيهات فلعلّه أن يكون قد غفر اللَّه له ما أتى، وأنت موقوف تحاسب أما تلوت قصّة سحرة موسى عليه السلام.

 ثمّ قال: كم من مغرور بما قد أنعم اللَّه عليه، وكم من مستدرج بما ستر اللَّه عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه.

 ثمّ قال : إنّي لأرجو النجاة لمن عرف حقّنا من هذه الاُمّة إلاّ لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر وصاحب هوى فاسد، والفاسق المعلن. ثمّ تلا: «قُلْ إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُم اللَّه».(21)

 ثمّ قال: يا حفص، الحبّ أفضل من الخوف. ثمّ قال: واللَّه ما أحبّ اللَّه من أحبّ الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف حقّنا وأحبّنا فقد أحبّ اللَّه تبارك وتعالى. فبكى رجل فقال: أتبكي؟ لو أنّ أهل السماوات والأرض كلّهم إجتمعوا يتضرّعون إلى اللَّه عزّوجلّ أن ينجيك من النار ويدخلك الجنّة، لم يشفعوا فيك.

 ثمّ قال: ياحفص، كن ذَنَباً ولاتكن رأساً. يا حفص، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من خاف اللَّه، كَلَّ لسانه.

 ثمّ قال: بينا موسى بن عمران عليه السلام يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقّ قميصه فأوحى اللَّه عزّوجلّ إلى موسى، قل له: لاتشقّ قميصك، ولكن أشرح لي عن قلبك.

 ثمّ قال: مرّ موسى بن عمران عليه السلام برجل من أصحابه وهو ساجد فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله، فقال موسى عليه السلام: لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها فأوحى اللَّه تعالى إليه: يا موسى، لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبلته حتّى يتحوّل عمّا أكره إلى ما أحبّ.(22)

----------------------------------

 4- في تفسير الإمام عليه السلام: أ نّه قال: إنّ جبرائيل عليه السلام لمّا حضر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقد اشتمل بعباءته القطوانيّة(23) على نفسه وعلى عليّ عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال: اللهمّ هؤلاء أهلي، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم - إلى أن قال فقال جبرائيل عليه السلام: يا رسول اللَّه، اجعلني منكم. قال: أنت منّا، قال: أفأرفع العباء وأدخل معكم؟ قال: بلى، فدخل في العباءة، ثمّ خرج وصعد إلى السماء إلى الملكوت الأعلى وقد تضاعف حسنه وبهاؤه.

 فقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا! قال: وكيف لا أكون كذلك وقد شرّفت بأن جعلت من آل محمّد وأهل بيته؟

 قالت الأملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش: حقّ لك هذا الشرف أن تكون كما قلت.(24)

----------------------------------

 5- في المحاسن: عن عليّ بن حسّان الواسطي - رفع الحديث - قال: أتت إمرأة من الجنّ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فآمنت به وحسن اسلامها، فجعلت تجيئه في كلّ اُسبوع(25)، فغابت عنه أربعين يوماً ثمّ أتته، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ما الّذي أبطأ بك يا جنّية؟

 فقالت: يا رسول اللَّه، أتيت البحر الّذي هو محيط بالدنيا في أمر أردته، فرأيت على شطّ ذاك البحر صخرة خضراء، وعليها رجل جالس قد رفع يديه إلى السماء وهو يقول: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إلّا ما غفرت لي».

 فقلت له: من أنت؟ قال: أنا ابليس، فقلت: ومن أين تعرف هؤلاء؟ فقال: إنّي عبدت ربّي في الأرض كذا وكذا سنة، وعبدت ربّي في السماء كذا وكذا سنة، ما رأيت في السماء اُسطوانة إلّا وعليها مكتوب: «لا إله إلاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ أميرالمؤمنين، أيّدته به».(26)

 أقول: هذا الخبر مرويّ أيضاً في الخصال، عن الصادق عليه السلام بأدنى تفاوت، وفي آخره هكذا: الهي إذا بررت قسمك(27) وأدخلتني نار جهنّم فأسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا خلّصتني منها، وحشرتني معهم.

 فقلت: يا حارث، ما هذه الأسماء الّتي تدعو بها؟ قال لي: رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق اللَّه آدم بسبعة آلاف سنة، فعلمت أنّهم(28) أكرم الخلق على اللَّه عزّوجلّ فأنا أسأل اللَّه بحقّهم.

 فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: واللَّه لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم.(29)

----------------------------------

 6 - في كتاب مصباح الأنوار: بإسناده إلى المفضّل قال: دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم فقال لي: يا مفضّل هل عرفت محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيّدي، وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى.(30)

 قال: قلت عرّفني ذلك يا سيّدي، قال: يا مفضّل تعلم أ نّهم علموا ما خلق اللَّه عزّوجلّ وذرأه وبرأه(31)، وأ نّهم كلمة التقوى، وخزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار، وعلموا كَم في السماء من نجم وملك، ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها؛ وما تسقط من ورقة إلّا علموها، ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلّا في كتاب مبين وهو في علمهم وقد علموا ذلك.

 فقلت: يا سيّدي، قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت. قال: نعم، يا مفضّل، نعم يا مكرّم، نعم يا محبور(32)، يا طيّب طبت وطابت لك الجنّة ولكلّ مؤمن بها.(33)

----------------------------------

 7- في الأمالي: عن ابن مسرور، بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد التوسّل(34) إليّ وأن تكون له عندي يد ينتقع بها يوم القيامة، فليصل(35) أهل بيتي، ويدخل السرور عليهم.(36)

----------------------------------

 8- في كتاب المحاسن: بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة جمع اللَّه الأوّلين والآخرين، فينادي مناد: من كانت له عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يد(37) فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت أياديكم(38) عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقولون: كنّا نصل(39) أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في الناس فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنّة.(40)

 وفي رواية اُخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من اصطنع(41) إلى أحد من أهل بيتي يداً اُكافيه(42) يوم القيامة.(43)

----------------------------------

 9- في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام - في رواية طويلة راجعة إلى أخذ اللَّه سبحانه الميثاق إلى أن قال اللَّه سبحانه - : يا آدم، لو أحبّ رجل من الكفّار أو جميعهم رجلاً من آل محمّد وأصحابه الخيّرين، لكافأه اللَّه عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والإيمان ثمّ يدخله اللَّه الجنّة.(44)

 إنّ اللَّه ليفيض(45) على كلّ واحد من محبّي محمّد وآل محمّد عليهم السلام وأصحابه من الرحمة ما لو قسّمت على عدد كعدد كلّ ما خلق اللَّه من أوّل الدهر إلى آخره وكانوا كفّاراً لكفاهم ولأدّاهم إلى عاقبة محمودة الإيمان باللَّه حتّى يستحقّوا به الجنّة.

 ولو أنّ رجلاً يبغض آل محمّد وأصحابه الخيّرين أو واحداً منهم، لعذّبه اللَّه عذاباً لو قسّم على مثل عدد ما خلق اللَّه لأهلكهم اللَّه أجمعين.(46)

----------------------------------

 10- في الخصال: بالأسانيد المفصّلة: عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل الأرض: المعين لأهل بيتي(47)، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده.(48)

----------------------------------

 11- في كشف الغمّة: عن مسند أحمد بن حنبل، عن ابن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنّة.(49)

وفيه أيضاً: عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: خيركم [منّي(50)] خيركم لأهلي.(51)

----------------------------------

 12- في نوادر الراوندي: بإسناده عن جعفر بن محمّد عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّاً لأهل بيتي ولأصحابي.(52)

----------------------------------

 13- في الخصال: بأسانيده، عن أبي جعفر عليه السلام، عن آبائه، عن الحسين عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان وعند الصراط.(53)

----------------------------------

 14- في مشارق الأنوار: روى أبوبكر بن الخطيب مرفوعاً إلى ابن عبّاس قال: على أبواب الجنّة مكتوب: لا إله إلاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، فاطمة خيرة اللَّه، الحسن والحسين صفوة اللَّه، على محبّيهم رحمة اللَّه، وعلى مبغضيهم لعنة اللَّه.(54)

----------------------------------

 15- ابن شهر آشوب - في حديث - : عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا أباذرّ، لمّا اُسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور، وعلى رأسه تاج من نور، إحدى رجليه في المشرق والاُخرى في المغرب، وبين يديه لوح ينظر إليه والدنيا كلّها بين عينيه، والخلق بين ركبتيه، ويداه(55) تبلغ المشرق والمغرب.

 فقلت: يا جبرائيل، من هذا؟ فما رأيت من ملائكة ربّي جلّ جلاله أعظم خلقاً منه.

 قال: هذا عزرائيل ملك الموت، اُدن فسلّم عليه، فدنوت منه، فقلت: سلام عليك حبيبي ملك الموت. فقال: وعليك السلام يا أحمد، ما فعل ابن عمّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقلت: وهل تعرف ابن عمّي؟ قال: وكيف لا أعرفه، فإنّ اللَّه جلّ جلاله وكّلني بقبض أرواح الخلائق، ماخلا روحك وروح عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّ اللَّه يتوفّاهما(56) بمشيّته.(57)

----------------------------------

 16- روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير قوله تعالى: «قُلْ لا أسْألُكُم عَلَيْه أجْراً إلَّا المَوَدَّة فِي القُرْبى»(58) أنّه قال: أنا شافع يوم القيامة لأربعة ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذرّيّتي، ورجل بذل ماله لذرّيّتي عند الضيق، ورجل أحبّ ذرّيّتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذرّيّتي إذ طردوا أو شردوا.(59)

----------------------------------

 17- روى شيخنا الصدوق قدس سره: بإسناده - يرفعه - إلى أبي ‏ذرّ رحمه الله قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

 افتخر إسرافيل على جبرائيل فقال: أنا خير منك، قال: لم أنت خير منّي؟ قال: لأنّي صاحب الثمانية حملة العرش، وأنا صاحب النفخة في الصور، وأنا أقرب الملائكة إلى اللَّه تعالى.

 فقال له جبرائيل: أنا خير منك، فقال إسرافيل: بماذا أنت خير منّي؟ قال: لأ نّي أمين اللَّه على وحيه، ورسوله إلى الأنبياء والمرسلين، وأنا صاحب الخسوف والغرق، وما أهلك اللَّه تعالى اُمّة من الاُمم إلّا على يدي.

 قال: فاختصما إلى اللَّه تعالى، فأوحى اللَّه إليهما: أن اسكتا، فوعزّتي وجلالي لقد خلقت من هو خير منكما. قالا: يا ربّ أوتخلق من هو خير منّا ونحن خلقنا من نور؟ فقال اللَّه: نعم، فأوحى اللَّه تعالى إلى حجب القدرة أن انكشفي فانكشفت، فإذا على ساق العرش مكتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين خير خلق اللَّه.

 فقال جبرائيل: يا ربّ أسألك بحقّهم عليك أن تجعلني خادمهم. قال اللَّه: قد فعلت.(60) فجبرائيل من أهل البيت وأ نّه لخادمنا.(61)

----------------------------------

 18- حديث ظريف جدّاً في تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة، للسيّد شرف الدين النجفي، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله، عن الشيخ أبي محمّد الفضل بن شاذان، بإسناده عن رجاله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللَّه عليهما قال:

 إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم من نور اخترعه(62) من نور عظمته وجلاله، وهو نور لاهوتيّته، الّذي تبدّى وتجلّى لموسى بن عمران في طور سينا فما استقرّ له ولا أطاق موسى رؤيته، ولا ثبت له حتّى خرّ صعقاً مغشيّاً عليه وكان ذلك النور نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

 فلمّا أراد اللَّه أن يخلق محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم منه قسّم ذلك النور شطرين: فخلق من الشطر الأوّل محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ومن الشطر الآخر عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولم يخلق من ذلك النور غيرهما، خلقهما بيده، ونفخ فيهما بنفسه من نفسه(63)، وصوّرهما على صورتهما وجعلهما أمثاله(64)، وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعيناً له عليهم، ولساناً له إليهم، قد استودع فيهما علمه، وعلّمهما البيان، واستطلعهما على غيبه(65)، وجعل أحدهما نفسه، والآخر روحه لايقوم أحدهما بغير صاحبه، ظاهرهما بشريّة وباطنهما لاهوتيّة، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتيّة، حتّى يطيقوا رؤيتهما وهو قوله تعالى «وَلَلَبِسْنا عَلَيْهِ ما يَلْبِسُون» (66) فهما مقاما ربّ العالمين، وحجابا خالق الخلائق أجمعين، بهما فتح بدء الخلائق، وبهما يختم الملك والمقادير.

 ثمّ اقتبس من نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة ابنته، كما اقتبس نوره من نوره، واقتبس من نور فاطمة وعليّ عليهما السلام الحسن والحسين عليهما السلام كاقتباس المصابيح، خلقوا من الأنوار، وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، ومن صلب إلى صلب، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا، من غير نجاسة بل نقلاً بعد نقل، لا من ماء مهين ولا نطفة خشرة(67) كساير خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات، لأ نّهم صفوة الصفوة(68)، اصطفاهم لنفسه، ] وجعلهم خزّان علمه، وبلغاء إلى خلقه، أقامهم مقام نفسه(69)] لأ نّه لايرى ولايدرك ولاتعرف كيفيّته ولا اينيّته(70)، فهؤلاء الناطقون المبلّغون عنه، المتصرّفون في امره ونهيه، فبهم يظهر قدرته، ومنهم ترى آياته ومعجزاته، وبهم ومنهم عرّف عباده نفسه، وبهم يطاع أمره، ولولاهم ما عرف اللَّه ولايدرى كيف يعبد الرحمان، فاللَّه يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء «لايُسْئَلُ عَمّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْئَلُون» (71).(72)

----------------------------------

 19- في كتاب المختصر: روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال - في حديث الإسراء : فإذا ملك أتاني فقال: يا محمّد، سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت: معاشر الرسل والنبيّين على ما بعثتم قبلي؟ فقالوا: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام.(73)

----------------------------------

 20- في تفسير الإمام أبي محمّد العسكري صلوات اللَّه عليه: في تفسير «مالِكِ يَوْم الدين» قال: وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: يوم الدين هو يوم الحساب.

 وقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ألا اُنبّئكم بأكيس الكيّسين(74) وأحمق الحمقاء؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: أكيس الكيّسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، وأحمق الحمقاء من اتّبع نفسه هواه، وتمنّى على اللَّه الأمانيّ.

 فقال الرجل: يا أميرالمؤمنين، وكيف يحاسب الرجل نفسه؟ قال: إذا أصبح ثمّ أمسى رجع إلى نفسه وقال: يا نفس إنّ هذا اليوم مضى عليك ولايعود إليك أبداً واللَّه تعالى يسألك(75) عنه فيما أفنيته، فما الّذي عملت فيه؟ أذكرت اللَّه أم حمدتيه؟ أقضيت حقّ أخ مؤمن؟ أنفّست عنه كربته؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلّفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟ أ أعنت مسلماً؟ ما الّذي صنعت فيه؟ فيذكر ما كان منه.

 فإن ذكر أ نّه جرى منه خير حمد اللَّه عزّوجلّ وكبّره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيراً استغفر اللَّه عزّوجلّ وعزم على ترك معاودته، ومحا ذلك ] عن نفسه(76) بتجديد الصلاة على محمّد وآله الطيّبين وعرض بيعة أميرالمؤمنين على نفسه وقبولها، وإعادة لعن شانئيه وأعدائه، ودافعيه عن حقوقه، فإذا فعل ذلك قال اللَّه عزّوجلّ: لست اُناقشك في شي‏ء من الذنوب مع موالاتك أوليائي ومعاداتك أعدائي.(77)

----------------------------------

 21- عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من قال لا إله إلّا اللَّه تفتّحت له أبواب السماء، ومن تلاها ب«محمّد رسول اللَّه» تهلّل وجه الحقّ سبحانه واستبشر بذلك، ومن تلاها ب«عليّ وليّ اللَّه» غفر اللَّه له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر.(78)

----------------------------------

 22- في أمالي الصدوق قدس سره: عن الصادق عليه السلام قال: أتى يهوديّ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقام بين يديه يحدّ النظر(79) إليه فقال: ما حاجتك(80) يا يهوديّ؟ قال: أنت أفضل أم موسى بن عمران الّذي كلّمه اللَّه، وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر، وأظلّه بالغمام؟ فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه يكره للعبد أن يزكّي نفسه، ولكنّي أقول:

 إنّ آدم لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا غفرت لي» فغفرها اللَّه له.

 وإنّ نوحاً لمّا ركب السفينة وخاف الغرق قال: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا أنجيتني من الغرق» فَنجّاه اللَّه منه.

 وإنّ إبراهيم عليه السلام لمّا اُلقي في النار قال: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا أنجيّتني منها» فجعلها اللَّه عليه برداً وسلاماً.

 وإنّ موسى عليه السلام لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا أمنتني» فقال اللَّه تعالى: «لاتَخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأعْلى »(81) يا يهودي، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي ما نفعه ايمانه شيئاً، ولانفعته النبوّة، يا يهودي، ومن ذرّيّتي المهديّ عليه السلام إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدّمه وصلّى(82) خلفه، ولو كان موسى حيّاً لما وسعه إلّا إتّباعي.(83)

----------------------------------

 23- ابن بابويه في كتاب بشارة الشيعة: بإسناده عن اسماعيل بن مسلم الشعيري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أثبتكم قدماً على الصراط أشدّكم حبّاً لأهل بيتي.(84)

----------------------------------

 24- في طرائف السيّد بن طاووس: بإسناده، عن الحارث وسعيد بن بشير(85) عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنا واردكم(86) على الحوض وأنت يا عليّ الساقي، والحسن الذائد(87)، والحسين الآمر، وعليّ بن الحسين الفارض(88)، ومحمّد بن عليّ الناشر، وجعفر بن محمّد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبّين والمبغضين وقامع المنافقين، وعليّ بن موسى مزيّن المؤمنين ومحمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم، وعليّ بن محمّد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين، والحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به والمهديّ عليه السلام(89) شفيعهم يوم القيامة حيث لايأذن إلّا لمن يشاء ويرضى.(90)

----------------------------------

 25- روى ابن شهراشوب: عن كليب بن وائل قال: رأيت ببلاد الهند شجر له ورد أحمر فيه مكتوب «محمّد رسول اللَّه» وكثير ما يوجد على الأشجار والأحجار «محمّد صلى الله عليه وآله وسلم» و«عليّ عليه السلام».(91)

----------------------------------

 26- في بستان الواعظين قال: روي عن محمّد بن إدريس قال: رأيت بمكّة اُسقفاً - وهو رئيس القوم من النصارى - وهو يطوف بالكعبة، فقلت: ما الّذي رغب بك عن دين آبائك؟ فقال: تبدّلت خيراً منه، فقلت له: كيف ذلك؟ قال: ركبت البحر فلمّا توسّطنا البحر إنكسر بنا المركب، فعلوت لوحاً، فلم تزل الأمواج تدفعني حتّى رمتني في جزيرة من جزائر البحر، فيها أشجار كثيرة ولها ثمر أحلى من الشهد وألين من الزبد وفيها نهر جار عذب، فحمدت اللَّه على ذلك، وقلت: آكل من الثمر وأشرب من هذا النهر حتّى يأتيني اللَّه بالفرج.

 فلمّا ذهب النهار خفت على نفسي من الدوابّ، فعلوت شجرة من تلك الأشجار فنمت على غصن منها، فلمّا كان في جوف الليل فإذا بدابّة على وجه الماء تسبّح اللَّه، وتقول: لا إله إلاّ اللَّه العزيز الجبّار، محمّد رسول اللَّه النبيّ المختار، عليّ بن أبي طالب سيف اللَّه على الكفّار، فاطمة وبنوها صفوة الجبّار، على مبغضيهم لعنة اللَّه الجبّار ومأواهم جهنّم وبئس القرار، فلم تزل تكرّر هذه الكلمات حتّى طلع الفجر.

 ثمّ قالت: لا إله إلّا اللَّه صادق الوعد والوعيد، محمّد رسول اللَّه الهادي الرشيد عليّ ذو البأس الشديد، وفاطمة وبنوها خيرة الربّ الحميد، فعلى مبغضيهم لعنة الربّ المجيد.

 فلمّا وصلت البرّ فإذا رأسها رأس نعامة(92) ووجهها وجه إنسان، وقوائمها قوائم بعير، وذنبها ذنب سمكة، فخشيت على نفسي الهلكة فهربت بنفسي أمامها، فوقفت ثمّ قالت لي إنسان قف وإلّا هلكت فوقفت.

 فقالت: ما دينك؟ فقلت النصرانيّة، فقالت: ويحك إرجع إلى دين الإسلام فقد حللت بفناء(93) قوم من مسلمي الجنّ، لاينجوا منهم إلّا من كان مسلماً.

 قلت: وكيف الإسلام؟ قالت: تشهد أن لا إله إلاّ اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه فقلتها، فقالت: تممّ إسلامك بموالاة عليّ بن أبي طالب وأولاده، والصلاة عليهم والبراءة من أعدائهم.

 قلت: ومن أتاكم بذلك؟ فقالت: قوم منّا حضروا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فسمعوه يقول: إذا كان يوم القيامة تأتي الجنّة فتنادي بلسان طلق(94) «يا إلهي قد وعدتني تشدّ أركاني وتزيّنني»، فيقول الجليل جلّ جلاله: قد شددت أركانك وزيّنتك بإبنة حبيبي فاطمة الزهراء، وبعلها عليّ بن أبي‏طالب، وابنيهما الحسن والحسين، والتسعة من ذرّيّة الحسين عليهم السلام.

 ثمّ قالت الدابّة: المقام تريد أم الرجوع إلى أهلك؟ قلت لها: الرجوع، قالت: اصبر حتّى يجتاز مركب، وإذا مركب يجري فأشارت إليهم فدفعوا إليها زورقاً، فلمّا علوت معهم فإذا في المركب إثنا عشر رجلاً كلّهم نصارى، فأخبرتهم خبري فأسلموا عن آخرهم.

----------------------------------

 27- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن ابن اُذينة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال عليه السلام: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك فيما ذا؟ فقال عليه السلام: في أذانهم وركوعهم وسجودهم.

 فقلت: إنّهم يقولون: إنّ اُبيّ بن كعب رآه في‏النوم، فقال: كذبوا، إنّ دين اللَّه أعزّ من أن يرى في النوم. ]قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك، فأحدث لنا منه ذكراً[.(95)

 فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ اللَّه لمّا عرج بنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى سماواته السبع أمّا أوّلهنّ فبارك عليه، والثانية علّمه فرضه فأنزل اللَّه محملاً من نور، فيه أربعون نوعاً من أنواع النور كانت محدقة بعرش اللَّه تغشى أبصار الناظرين.

 أمّا واحد منها فأصفر، فمن أجل ذلك أصفرّت الصفرة. وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك إحمرّت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيضّ البياض، والباقي على عدد سائر الخلق من النور والألوان، في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضّة ] فجلس فيه[ ثمّ عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء، وخرّت سجّداً، وقالت: سبّوح قدّوس ] ربّنا وربّ الملائكة والروح[ ما أشبه هذا النور بنور ربّنا!

 فقال جبرئيل عليه السلام: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، فسكتت الملائكة، ثمّ فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة، ثمّ جاءت فسلّمت على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أفواجاً وقالت: يا محمّد كيف أخوك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: بخير، قالت: إذا نزلت(96) فاقرأه [منّا] السلام قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أفتعرفوه؟ قالوا: وكيف لانعرفه وقد أخذ [اللَّه عزّوجلّ] ميثاقك وميثاقه منّا [وشيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم وليلة خمساً - يعنون في وقت كلّ صلاة - (97)] وإنّا لنصلّي عليك وعليه.

 ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور لاتشبه النور الأوّل، وزادني حلقاً وسلاسل، وعرج بي إلى السماء الثانية فلمّا قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء، وخرّت سجّداً، وقالت: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح ما أشبه هذا النور بنور ربّنا! فقال جبرئيل عليه السلام: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه مرّتين فاجتمعت الملائكة، [وفتحت أبواب السماء] وقالت: يا جبرئيل من هذا الّذي معك؟ قال: هذا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: وقد بعث؟ قال: نعم.

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: فخرجوا إليّ شبه المعانيق فسلّموا عليّ وقالوا: إقرأ أخاك السلام. قلت: أتعرفونه؟ قالوا: وكيف لانعرفه وقد أخذ [اللَّه] ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم [وليلة] خمساً - يعنون في وقت الصلاة .

 قال: ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور لاتشبه الأنوار الاُولى، [وزادني حلقاً وسلاسل]، ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرّت سجّداً وقالت: سبّوح قدّوس، ربّ الملائكة والروح، ما هذا النور الّذي يشبه نور ربّنا؟ فقال جبرئيل: أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ] أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه [فاجتمعت الملائكة ] ففتحت أبواب السماء[ وقالت: مرحباً بالأوّل ومرحباً بالآخر، ومرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر، محمّد خيرالنبيّين، وعليّ خيرالوصيّين.

 قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثمّ سلّموا عليّ وسألوني عن أخي، قلت: هو في الأرض أفتعرفونه؟ قالوا: وكيف لانعرفه وقد نحجّ البيت المعمور كلّ سنة، وعليه رقّ أبيض فيه اسم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة واسم عليّ والحسن والحسين عليهم السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنّا لنبارك عليهم كلّ يوم وليلة خمساً - يعنون في وقت كلّ صلاة - يمسحون رؤوسهم بأيديهم.(98)

 قال: ثمّ زادني أربعين نوعاً من أنواع النور لاتشبه تلك الأنوار الاُوَل [وزادني حلقاً وسلاسل]، ثمّ عرج بي حتّى انتهيت إلى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئاً، وسمعت دويّاً كأ نّه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء وخرجت إليّ شبه المعانيق، فقال جبرئيل عليه السلام: حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان [بمحمّد تقوم الصلاة، وبعليّ الفلاح].

 فقال جبرئيل: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فقالت الملائكة: هي لشيعته  [أقاموها] إلى يوم القيامة، ثمّ اجتمعت الملائكة وقالوا: كيف تركت أخاك؟ قلت لهم: أوتعرفونه قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش اللَّه، وأنّ في البيت المعمور قالباً(99) من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة، لايزيد فيهم رجل، ولاينقص منهم رجل وأ نّه لميثاقنا [الّذي اُخذ علينا] وإنّه ليقرأ علينا في كلّ يوم جمعة.

 ثمّ يبيّن علل الوضوء والركوع والسجود، والحديث طويل ذكرنا منه موضع الحاجة.(100)

 أقول: ولقد أجبنا عن إشكال في حديث المعراج من لزوم الخرق والإلتيام أوّلاً وعدم امكان صعود الجسم الثقيل إلى السماء ثانياً، حيث قلنا عن جواب الإشكال الأوّل: بإمكان كون السماء جسماً لطيفاً نظير الماء ونحوه، ولايتوجّه إشكال الخرق والإلتيام حينئذ في الماء وشبهه. وعن إشكال عدم إمكان صعود الجسم الثقيل إلى السماء: إنّ العجب في نزولهم من العالم اللاهوت إلى عالمنا الناسوت، لا في صعودهم إلى سنخ عالمهم، بل هو الأصل في خلقهم كما اُشير إليه في عدّة من الروايات.

----------------------------------

 28- في المجالس للشيخ المفيد قدس سره: عن أبيه، بإسناده عن جابر، عن أبي‏ جعفر عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار، مكث عبد في النار سبعون خريفاً - والخريف سبعون سنة - ثمّ إنّه يسأل اللَّه عزّوجلّ ويناديه فيقول: «يا ربّ أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته لمّا رحمتني».

 فيوحي اللَّه جلّ جلاله إلى جبرئيل عليه السلام: اهبط إلى عبدي فأخرجه، فيقول جبرئيل: وكيف لي بالهبوط في ‏النار؟ فيقول اللَّه تبارك وتعالى: إنّي قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً، قال: فيقول: يا ربّ وما علمي بموضعه؟ فيقول: إنّه في جبّ من سجّين. فيهبط جبرئيل إلى النار في جده معقولاً على وجهه فيخرجه، فيقف بين يدي اللَّه عزّوجلّ.

 فيقول اللَّه تعالى: يا عبدي كم لبثت في النار تناشدني؟ فيقول: يا ربّ ما أحصيته، فيقول اللَّه عزّوجلّ له: أما وعزّتي وجلالي لولا ما سألتني بحقّهم عندي لأطلت هوانك في النار، ولكنّه حتمٌ على نفسي أن لايسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم، ثمّ يؤمر به إلى الجنّة.(101)

----------------------------------

 29- في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: قال رسول‏ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه لمّا خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستّين ألف ركن، وخلق عند كلّ ركن ثلاثمائة وستّين ألف ملك، لو أذن اللَّه تعالى لأصغرهم أن فالتقم السماوات السبع والأرضين السبع ما كان ذلك بين لهواته إلّا كالرملة في‏ المفازة الفضفاضة.(102)

 فقال لهم اللَّه: يا عبادي، احتملوا عرشي هذا، فتعاطوه(103) فلم يطيقوا حمله ولاتحريكه، فخلق اللَّه عزّوجلّ مع كلّ واحد منهم واحداً فلم يقدروا أن يزعزعوه(104)، فخلق اللَّه مع كلّ واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحرّكوه، فخلق اللَّه بعدد كلّ واحد منهم مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحرّكوه.

 فقال اللَّه عزّوجلّ لجميعهم: خلّوه، عليّ أن اُمسكه بقدرتي، فخلّوه، فأمسكه اللَّه عزّوجلّ بقدرته، ثمّ قال لثمانية منهم: احملوه أنتم، فقالوا: يا ربّنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجمّ الغفير(105)، فكيف [نطيقه] الآن دونهم؟

 فقال اللَّه عزّوجلّ لأ نّي أنا المقرّب للبعيد، والمخفّف للشديد، والمسهّل للعسير أفعل ما أشاء وأحكم ما اُريد، اُعلّمكم كلمات تقولونها يخفّف بها عليكم، قالوا: ما هي ] يا ربّنا[؟ قال: تقولون: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ولاحول ولاقوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم، وصلّى اللَّه على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين» فقالوها فحملوه فخفّ على كواهلهم(106) كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد قويّ.

 فقال اللَّه عزّوجلّ لسائر تلك الأملاك: خلّوا على هؤلاء الثمانية عرشي ليحملوه، وطوفوا أنتم حوله وسبّحوني ومجّدوني وقدّسوني فأنا اللَّه القادر على ما رأيتم وعلى كلّ شي‏ء قدير.(107)

----------------------------------

 30- في تفسير الإمام أبي محمّد العسكري صلوات اللَّه عليه قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً ذات يوم إذ جاءه راع ترتعد فرائصه، قد استغرقه العجب، فلمّا رآه من بعيد قال لأصحابه: إنّ لصاحبكم هذا شأناً عظيماً، فلمّا وقف قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حدّثنا بما أزعجك.

 قال الراعي: يا رسول اللَّه، أمر عجيب! كنت في غنمي إذ جاء ذئب فحمل حملاً، فرميته بمقلاعي(108) فانتزعته منه، ثمّ جاء إلى الجانب الأيمن فتناول حملاً، فرميته بمقلاعي وانتزعته منه، ثمّ جاء إلى الجانب الأيسر فتناول حملاً فرميته بمقلاعي فانتزعته، ثمّ جاء إلى الجانب الآخر، فتناول حملاً، فرميته بمقلاعي فانتزعته منه، ثمّ جاء الخامسة هو واُنثاه يريد أن يتناول حملاً وأردت أن أرميه فاقعى على ذنَبه(109) وقال: أما تستحيي لتحول بيني وبين رزق اللَّه تعالى قد قسّمه اللَّه لي، أما أحتاج أنا إلى غذاء أتغذّى به؟

 فقلت: ما أعجب هذا ذئب أعجم يكلّمني بكلام الآدميّين! فقال الذئب: ألا اُنبّئك بما هو أعجب من كلامي لك؟ محمّد رسول ربّ‏العالمين بين الحرّتين، يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق من الأوّلين وما لم يأت من الآخرين، ثمّ اليهود مع علمهم بصدقه ووجودهم(110) له في كتب ربّ العالمين بأ نّه أصدق الصادقين، وأفضل الفاضلين يكذّبونه ويجحدونه وهو بين الحرّتين وهو الشفاء النافع، ويحك يا راعي آمن به تأمن من عذاب [اللَّه]، وأسلم له تسلم من سوء العذاب الأليم.

 فقلت: واللَّه لقد عجبت من كلامك فاستحييت من منعي ما تعاطيت أكله، فدونك غنمي، فكل منها ما شئت، لا اُدافعك ولا اُمانعك.

 فقال الذئب: يا عبداللَّه احمد اللَّه، إذاً أنت ممّن يعتبر بآيات اللَّه وينقاد بأمره لكنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من يشاهد آيات اللَّه في محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وفي أخيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وما يؤدّيه عن اللَّه عزّوجلّ في فضائله، وما يراه من وفور حظّه من العلم الّذي لانظير له فيه، والزهد الّذي لايحاذيه أحد فيه، والشجاعة الّتي لا عديل له فيها، ونصرته للإسلام الّتي لا حظّ لأحد فيها مثل حظّه، ثمّ يرى مع ذلك كلّه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بموالاته وموالاة أوليائه والتبرّي من أعدائه، ويخبر أنّ اللَّه عزّوجلّ لايقبل من أحد عملاً وإن جلّ أو عظم ممّن يخالفه ثمّ هو مع ذلك يخالفه ويدفعه عن حقّه ويظلمه، ويوالي أعداءه، ويعادي أولياءه. إنّ هذا لأعجب من منعك إيّاي.

 قال الراعي: فقلت: أيّها الذئب، أو يكون هذا؟ قال: بلى وما هو أعظم منه سوف يقتلونه باطلاً، ويقتلون ولده ويسبّون حريمهم، ومع ذلك يزعمون أ نّهم مسلمون، فدعواهم أ نّهم على دين الاسلام! مع ضياعهم(111) هذا لسادة أهل الزمان(112) أعجب من منعك إيّاي، لاجرم أنّ اللَّه جعلنا معاشر الذئاب أنا ونظرائي من المؤمنين نمزّقهم في النيران يوم فصل القضاء، وجعل في تعذيبهم شهواتنا، وفي شدائد آلامهم لذّاتنا.

 قال الراعي فقلت: واللَّه لولا هذه الغنم بعضها لي وبعضها أمانة في رقبتي لقصدت محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم حتّى أراه.

 فقال لي الذئب: يا عبداللَّه، امض إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم واترك عليّ غنمك لأرعاها لك، فقلت: كيف أثق بأمانتك؟

 فقال لي: يا عبداللَّه، إنّ الّذي أنطقني ما سمعت هو الّذي جعلني قويّاً أميناً عليها أو لستُ مؤمناً بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم مسلّماً له ما أخبر به عن اللَّه في أخيه عليّ عليه السلام؟ فامض لشأنك، فإنّي راعيك، واللَّه عزّوجلّ ثمّ ملائكته المقرّبون ]رعاة لي[، إذ كنت خادماً لوليّ عليّ عليه السلام فتركت غنمي على الذئب والذئبة، وجئتك يا رسول اللَّه.

 فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في وجوه القوم، وفيها ما يتهلّل سروراً به وتصديقاً، وفيها ما تعبّس شكّاً فيه وتكذيباً، ويسرّ المنافقون إلى أمثالهم يقولون: هذا قد واطأه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث ليختدع به الضعفاء والجهّال.

 فتبسّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقال: لئن شككتم أنتم فيه فقد تيقّنته أنا وصاحبي الكائن معي في أشرف المحالّ من [عرش] الملك العزيز الجبّار، والمطوّف به معي في أنهار الحيوان من دار القرار، والّذي هو تلوي في قيادة الأخيار، والمتردّد معي في الأرحام(113) الزاكيات، والمتقلّب معي في الأصلاب(114) الطاهرات، والراكض معي في مسالك الفضل، والّذي كسي ما كسيته من العلم والحكم(115) والعقل، وشقيقي الّذي انفصل منّي عند الخروج إلى صلب عبداللَّه وصلب أبي‏طالب، وعديلي في اقتناء المحامد والمناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام، آمنت به(116) أنا والصدّيق الأكبر وساقي أوليائه من نهر الكوثر.

 آمنت به أنا والفاروق الأعظم وناصر أوليائي، السيّد الأكرم. آمنت به أنا ومن جعله اللَّه محنة لأولاد الغيّ والرشد، وجعله للموالين له أفضل العدة.

 آمنت به أنا ومن جعله لديني قوّاماً ولعلومي علاّماً، وفي الحروب مقداماً وعلى أعدائي ضرغاماً أسداً قمقاماً.

 آمنت به ومن سبق الناس إلى الإيمان فتقدّمهم إلى رضاء الرحمن وتفرّد دونهم بقمع أهل الطغيان وقطع بحججه و واضح بيانه معاذير] أهل[ البهتان.

 آمنت به أنا وعليّ بن أبي طالب الّذي جعله اللَّه لي سمعاً وبصراً ويداً ومؤيّداً وسنداً وعضداً، لا اُبالي من خالفني إذا وافقني، ولا أحفل(117) بمن خذلني إذا نصرني ووازرني، ولا أكترث(118) بمن ازورّ(119) وانحرف عنّي إذا ساعدني.

 آمنت به أنا ومن زيّن اللَّه به الجنان وبمحبّيه، وملأ طبقات النيران بشانئيه ولم يجعل أحداً من اُمّتي يكافيه ولايدانيه، لن يضرّني عبوس المتعبّسين منكم إذا تهلّل وجهه، ولا إعراض المعرضين منكم إذا أخلص لي ودّه، [ذاك] عليّ بن أبي طالب الّذي لو كفر الخلق كلّهم من أهل السماوات والأرضين لنصر اللَّه عزّوجلّ به وحده هذا الدين، والّذي لو عاداه الخلق كلّهم لبرز إليهم أجمعين، باذلاً روحه في نصرة [كلمة اللَّه] ربّ العالمين ويستقل(120) كلمات إبليس اللعين.

 ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: [هذا الراعي] لم يبعد شاهده هلمّوا إلى قطيعه تنظر الذئبين فإن كلّمانا(121) ووجدناهما يرعيان غنمه، وإلاّ كنّا على رأس أمرنا.

 فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ومعه جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار، فلمّا رأوا القطيع من بعيد قال الراعي: ذلك قطيعي، فقال المنافقون: فأين الذئبان؟ فلمّا قربوا رأوا الذئبين يطوفان حول الغنم يردّان عنها كلّ شى‏ء يفسدها.

 فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبّون أن تعلموا أنّ الذئب ما عنى غيري بكلامه؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه قال: أحيطوا بي حتّى لايراني الذئبان فأحاطوا به.

 فقال للراعي: قل للذئبين مَن محمّد الّذي ذكرته بين هؤلاء؟ قال: فجاء الذئب إلى واحد منهم وتنحّى عنه، ثمّ جاء إلى آخر وتنحّى عنه، فما زال كذلك حتّى دخل وسطهم، فوصل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم هو واُنثاه، وقالا: السلام عليك يا رسول ربّ العالمين وسيّد الخلق أجمعين، ووضعا خدودهما على التراب، ومرّغاها بين يديه وقالا: كنّا نحن دعاة إليك [بعثنا إليك] هذا الراعي وأخبرناه بخبرك، فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى المنافقين معه فقال: ما للكافرين عن هذا محيص، ولا للمنافقين عن هذا موئل ولا معدل.

 ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: هذه واحدة، قد علمتم صدق الراعي فيها، أفتحبّون أن تعلموا صدقه في الثانية؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليك وآلك. قالوا: أحيطوا بعليّ بن أبي طالب عليه السلام ففعلوا، ثمّ نادى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يا أيّها الذئبان إنّ محمّداً قد أشرتما للقوم إليه، [وعيّنتما عليه] فأشيرا إلى عليّ عليه أفضل الصلاة والسلام الّذي ذكرتماه.

 قال: فجاء الذئبان وتخلّلا القوم وجعلا يتأمّلان الوجوه والأقدام وكلّ من تأمّلاه أعرضا عنه، حتّى بلغا عليّاً عليه السلام فلمّا تأمّلاه مرّغا في التراب خدودهما وأبدانهما ووضعا على التراب بين يديه خدودهما، وقالا: السلام عليك يا حليف الندى ومعدن النهى، ومحلّ الحجى، والعالم بما في الصحف الاُولى، ووصيّ المصطفى.

 السلام عليك يا من أسعد اللَّه به محبّيه، وأشقى بعداوته شانئيه، وجعله سيّد آل محمّد وذويه.

 السلام عليك يا من لو أحبّه أهل الأرض كما يحبّه أهل السماء لصاروا الأصفياء، ويا من لو أحسّ بأقلّ قليل من بغضه من أنفق في سبيل اللَّه ما بين العرش إلى الثرى، لانقلب بأعظم الخزي والمقت من العليّ الاعلى.

 قال: فعجب أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الّذين كانوا معه وقالوا: يا رسول اللَّه ما ظنّنا أنّ لعليّ بن أبي‏طالب عليه السلام هذا المحلّ من السباع مع محلّه منك.

 قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: فكيف لو رأيتم محلّه من سائر الحيوانات المبثوثات في البرّ والبحر وفي السماوات والأرض والحجب و[العرش و] الكرسي، واللَّه لقد رأيت من تواضع أملاك سدرة المنتهى لمثال عليّ عليه السلام المنصوب بحضرتهم يستغنون(122) بالنظر إليه بدلاً من النظر إلى عليّ عليه السلام كلّما اشتاقوا إليه، ما يصغر في جنبه تواضع هذين الذئبين، وكيف لاتتواضع الأملاك وغيرهم من العقلاء لعليّ عليه السلام وربّ العزّة قد آلى على نفسه قسماً حقّاً لايتواضع أحد إلى عليّ قبس(123) شعرة الّا رفعه اللَّه في علوّ الجنان مسيرة مائة ألف سنة، وإنّ التواضع الّذي تشاهدونه يسير قليل في‏جنب هذه الجلالة والرفعة اللتين عنها تخبرون.(124)

----------------------------------

 31- ابن بابويه قدس سره: بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا جلوساً عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل إليه رجل فقال: يا رسول اللَّه، أخبرني عن قول اللَّه عزّوجلّ لإبليس: «أسْتَكْبَرْت أمْ كُنْتَ مِن العالين «(125)، من هم يا رسول اللَّه الّذين هم أعلى من الملائكة؟

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين كنّا في سرادق العرش نسبّح اللَّه فسبّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق اللَّه آدم بألفي عام، فلمّا خلق اللَّه آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، [ولم يؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا(126)] فسجدت الملائكة كلّهم أجمعون إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يسجد. فقال اللَّه تبارك وتعالى: «يا إبْليس ما مَنَعَك أنْ تَسْجُد لِما خَلَقْت بِيَديّ أسْتَكْبَرْت أمْ كُنْت مِن العالين» أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش.

 فنحن باب اللَّه الّذي يؤتى منه، بنا يهتدى المهتدون، فمن أحبّنا أحبّه اللَّه وأسكنه جنّته ومن أبغضنا أبغضه اللَّه وأسكنه ناره ولايحبّنا إلاّ من طاب مولده.(127)

----------------------------------

 32- في تفسير وكيع بن الجرّاح: عن سفيان الثوري، عن السديّ، عن أسباط ومجاهد، عن عبداللَّه بن عبّاس في قوله: «إهْدِنا الصراطَ المُسْتَقيم»(128) قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حبّ محمّد وأهل بيته عليهم السلام.(129)

----------------------------------

  في غاية المرام قال: فائدة جليلة في أنّ نجاة سفينة نوح كانت بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من طريق العامّة، قال السيّد بن طاووس قدس سره في كتاب أمان أخطار الأسفار قال: رويت عن شيخي محمّد بن النجّار متقدّم أهل الحديث بالمدرسة المنصوريّة - وكان يجاريني على مقتضى عقيدته - فيما رواه لنا من الأخبار النبويّة من كتابه الّذي جعله تذييلاً على تاريخ الخطيب، فقال في ترجمة الحسن بن أحمد المحمّدي أبي محمّد العلويّ ما هذا لفظه: حدّث عن القاضي أبي محمّد بأسانيده إلى أن قالوا: عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال:

 لمّا أراد اللَّه أن يهلك قوم نوح عليه السلام أوحى اللَّه إليه: أن شقّ ألواح الساج، فلمّا شقّها لم يدر ما يصنع بها، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار، [وتسعة وعشرون ألف مسمار] فسمرّ المسامير كلّها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده إلى مسمار منها، فأشرق في يده وأضاء، كما يضي‏ء الكوكب الدرّي في اُفق السماء، فتحيّر من ذلك نوح عليه السلام فأنطق اللَّه المسمار بلسان طلق ذُلَق(130) فقال: أنا على إسم خير الأنبياء محمّد بن عبداللَّه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا جبرئيل، ما هذا المسمار الّذي ما رأيت مثله؟

 قال: هذا مسمار خير الأوّلين والآخرين محمّد بن عبداللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أسمره في أوّلها على جانب السفينة الأيمن، ثمّ ضرب بيده على مسمار ثان، فأشرق وأنار، فقال نوح: وما هذا المسمار؟ فقال: مسمار أخيه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أوّلها.

 ثمّ ضرب بيده إلى مسمار ثالث، فزهر وأشرق وأنار، فقال جبرئيل: هذا مسمار فاطمة عليها السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيها.

 ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال: هذا مسمار الحسن عليه السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيه.

 ثمّ ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق وأنار وبكى، فقال: يا جبرئيل، ما هذه النداوة؟ فقال: هذا مسمار الحسين بن عليّ سيّد الشهداء عليه السلام فأسمره إلى جانب مسمار أخيه، فقال اللَّه تعالى: «وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ ألْواحٍ وَدُسُر».(131)

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: الألواح خشب السفينة، ونحن الدسر(132) لولانا ما سارت السفينة بأهلها.

 أقول: إنّ محمّد بن النجّار من أعيان أهل الحديث عند المذاهب الأربعة وثقاتهم، فإذا كانت نجاة سفينة نوح بهم عليهم السلام فلا عجب إذا صلّى الإنسان عليهم عند ركوب كلّ مركب شكراً لعلوّ مقاماتهم وما ظفرنا به من النجاة ببركاتهم، وينبغي لكلّ من يركب في سفينة ويخاف من أخطارها ومعاطبها أن يكتب على جوانبها في المواضع الّتي كانت أسماؤهم في سفينة نوح سلام اللَّه عليه أسماءهم عليهم السلام في رقاع ويلصقها في جوانب السفينة، فلا يبعد من فضل اللَّه جلّ جلاله أن يظفر بمطلوبه وإدراك محبوبه إنشاء اللَّه تعالى.(133)

----------------------------------

 34- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان الفقيه من طريق العامّة بإسناده عن عبداللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: بي اُنذرتم وبعليّ بن أبي طالب عليه السلام اهتديتم وقرأ «إنَّما أنْتَ مُنْذرٌ وَلكُلِّ قَوْم هاد» (134) وبالحسن عليه السلام اُعطيتم الإحسان، وبالحسين عليه السلام تسعدون وبه تشقون(135). ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنّة، من عانده حرّم اللَّه عليه ريح الجنّة.(136)

----------------------------------

 35- ابن بابويه: بأسانيده المفصّلة، عن أبي حمزة قال: سمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً عليه السلام والأئمّة الأحد عشر عليهم السلام من نور عظمته أرواحاً في ضياء نوره، يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبّحون اللَّه عزّوجلّ ويقدّسونه، وهم الأئمّة الهادية من آل محمّد عليهم السلام.(137)

----------------------------------

 36- ابن بابويه: بأسانيده المفصّلة، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لايتمّ الإيمان إلّا بمحبّتنا أهل البيت، وإنّ اللَّه تبارك وتعالى عهد إليّ أ نّه لايحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقيّ، ولايبغضنا إلّا منافق شقيّ، فطوبى لمن تمسّك بي وبالأئمّة الأطهار من ذرّيّتي، فقيل يا رسول اللَّه، وكم الأئمّة بعدك ؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.(138)

----------------------------------

 37- ابن بابويه في أماليه: بإسناده عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروّته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكلّ شي‏ء أساس وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت.(139)

----------------------------------

 38- في كتاب الإختصاص للمفيد قدس سره: عن محمّد بن عليّ بن بابويه - بأسانيده المفصّلة - عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت ابن عبّاس يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ذكر اللَّه عزّوجلّ عبادة، وذكري عبادة، وذكر عليّ عبادة وذكر الأئمّة من ولده عبادة.

 والّذي بعثني بالنبوّة، وجعلني خير البريّة أنّ وصيّي لأفضل الأوصياء، وأ نّه لحجّة اللَّه على عباده، وخليفته على خلقه، ومن ولده الأئمّة الهداة بعدي، بهم يحبس اللَّه العذاب عن أهل الأرض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، اُولئك أولياء اللَّه حقّاً وخلفاؤه(140) صدقاً، عدّتهم عدّة الشهور وهي إثنا عشر شهراً، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثمّ تلا صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: «وَالسماء ذاتُ البُرُوج».(141)

 ثمّ قال: أتقدّر(142) يابن عبّاس أنّ اللَّه يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها ؟ قلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فما ذاك ؟ قال: أمّا السماء فأنا، وأمّا البروج فالأئمّة بعدي أولّهم علي عليه السلام، وآخرهم المهديّ صلوات اللَّه عليهم أجمعين.(143)

----------------------------------

 39- روى الشيخ الصدوق رحمه الله عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: كان إبليس لعنه‏اللَّه يخترق السماوات السبع، فلمّا ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات وكان يخترق أربع سماوات، فلمّا ولد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلّها، ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة الّتي كنّا نسمع أهل الكتب يذكرونه.

 وقال عمرو بن اُميّة - وكان من أزجر(144) أهل الجاهليّة - اُنظروا هذه النجوم الّتي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كلّ شي‏ء وإن ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث.

 وأصبحت الأصنام كلّها صبيحة ولادة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلّا وهو منكبّ على وجهه، وارتجس(145) في تلك اللّيلة أيوان كسرى، وسقطت منه أربعة عشر شرفة.

 وغاضت(146) بحيرة ساوه، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبله بألف عام، ورأى المؤبد(147) في المنام: أنّ إبلاً صعاباً تقود خيلاً عرابا قد قطعت دجلة وانسربت(148) في بلادهم، وانفصم(149) طاق الملك كسرى من وسطه وانخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك اللّيلة نور من قبل الحجاز، ثمّ استطال حتّى بلغ المشرق، ولم يبق سرير الملك من ملوك الدنيا إلاّ وأصبح منكوساً، والملك مخرساً لايتكلّم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلّا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب، وسمّوا آل اللَّه عزّوجلّ.

 قال أبوعبداللَّه الصادق عليه السلام: إنّما سمّوا آل اللَّه لأ نّهم في بيت اللَّه الحرام.

 وقالت آمنة: إنّ ابني واللَّه سقط فاتّقى الأرض بيده، ثمّ رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثمّ خرج منه نور أضاء له كلّ شي‏ء، فسمعت في الضوء قائلاً يقول: إنّك قد ولدت سيّد الناس، فسمّيه محمّداً، وجي‏ء(150) به إلى عبدالمطّلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت اُمّه، فأخذه ووضعه في حجره، ثمّ قال:

 الحمد للَّه الّذي أعطاني

هذا الغلام الطيّب الأردان(151)

قد ساد في المهد على الغلمان(152)

 ثمّ عوّذه بأركان الكعبة(153) وقال فيه أشعاراً.

 قال: وصاح إبليس لعنه اللَّه في أبالسته فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما الّذي أفزعك يا سيّدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماء(154) والأرض منذ اللّيلة! لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الّذي قد حدث؟ فافترقوا ثمّ اجتمعوا إليه، فقالوا: ما وجدنا شيئاً.

 فقال إبليس لعنه اللَّه: أنا لهذا الأمر، ثمّ انغمس في الدنيا فجالها حتّى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظاً بالملائكة، فذهب ليدخل فصاحوا به، فرجع ثمّ صار مثل الصرّ - وهو العصفور - فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك اللَّه فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل، ما هذا الحدث الّذي حدث منذ اللّيلة في الأرض؟ فقال له: ولد محمّد صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا قال: ففي اُمّته قال: نعم قال: رضيت.(155)

 رضيت بدّاً بمولده المسعود طالعه

بدر الهوى واختفت فيه الأضاليل

 وزال عن رأس كسرى التاج حين علا

من فوق بهرام للايمان إكليل

 بخاتم الرسل قد زلت أساوره

فعرشه بعد كرسيّ الملك مشلول

 سبحان من خصّ بالإسراء رتبته

بقربه حيث لا كيف وتمثيل

 بالجسم اُسري به والروح خادمه

له من اللَّه تعظيم وتبجيل

 له البراق جواد والسماء طرق

مسلوكة ودليل السير جبريل

 له شريعة حقّ للهدى وله

شريعة في الندى من دونها النيل

 وجاءه الروح بالقرآن ينسخ من

شريعة الروح مايحويه انجيل

 وكلّ أسفار توراة الكليم لها

من بعد أسفار صبح الذكر تعطيل

 لولاه ما كان لا علم ولاعمل

ولا كتاب ولانصّ وتأويل

 ولا وجود ولا إنس ولاملك

ولا حديث ولا وحي وتنزيل

 له الخوارق فالعرجون في يده

مهنّد من سيوف اللَّه مسلول

 حروبه ومغازيه لها سير

بها يحدث جيل بعده جيل

 ولقد أجاد الشيخ الاُزري رحمه الله حيث قال:

 ما عسى أن أقول في ذي معال

علّة الكون كلّه احداها

 بشرت اُمّه به الرسل طرّاً

طرباً باسمه فيا بشراها

 نوّهت باسمه السموات والار

ض كما نوّهت بصبح ذكاها

 طربت لاسمه الثرى فاستطالت

فوق علويّة السما سفلاها

 لاتجل في صفات أحمد فكراً

فهي الصورة الّتي لن تراها

 تلك نفس عزّت على اللَّه قدراً

فارتضاها لنفسه واصطفاها

 ما تناهت عوالم العلم الّا

وإلى كنه أحمد منتهاها

 حاز قدسيّة العلوم وإن

لم يؤتها أحمد فمن يؤتاها

 علم اقسمت جميع المعالي

انّه ربّها الّذي ربّاها

 فاض للخلق منه علم وحلم

اخذت عنهم العقول نهاها

 وسمّت باسمه سفينة نوح

فاستقرّت به على مجراها

 وبه نال خلّة اللَّه إبراهي

م والنار باسمه أطفاها

 وبسرّ سرى له في ابن عمران

أطاعت تلك اليمين عصاها

 وبه سخر المقابر عيسى

فأجابت نداءه موتاها

 وهو سرّ الوجود في الملأ الأعلى

ولو لاه لم تعفر جباها

 لم تكن هذه العناصر إلّا

من هيولاه حيث كان أباها

----------------------------------

 40- في المجلّد الأوّل من البحار: عن محاسن البرقي، عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: خلق اللَّه العقل، فقال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال: ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ منك، فأعطى اللَّه محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم تسعة وتسعين جزءاً، ثمّ قسّم بين العباد جزءاً واحداً.(156)

----------------------------------

 41- في المجلّد السادس من البحار: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا أديب اللَّه، وعليّ عليه السلام أديبي.(157)

 أقول: الأديب هنا على فعيل بمعنى المفعول.

----------------------------------

 42- روى سعد الإربلي في الأربعين قال: وجد في ذخيرة أحد حواريّ المسيح سلام اللَّه عليه رقّ مكتوب بالقلم السرياني، منقول من التوراة: إنّه لمّا تشاجر موسى والخضر عليهما السلام في قضيّة(158) السفينة والجدار والغلام، ورجع موسى إلى قومه سأله [أخوه] هارون عمّا تعلّمه(159) من الخضر عليه السلام وشاهده من عجائب (أهل) البحر فقال:

 بينما أنا والخضر عليه السلام على شاطي‏ء البحر إذ سقط بين أيدينا طائر فأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، ثمّ أخذ ثانية ورمى بها نحو المغرب، ثمّ أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء، ثمّ أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض ثمّ أخذ خامسة وأعادها إلى البحر فبهتنا لذلك، وسألت الخضر عليه السلام فلم يجب، وإذا نحن بصيّاد يصطاد، فنظر إلينا وقال: ما لي أراكما في فكر من الطائر وتعجّب، فقلنا: هو ذاك فقال: أنا رجل صيّاد وقد فهمت إشارته وأ نتما نبيّان ولاتعلمان! فقلنا: لانعلم إلّا ما علّمنا اللَّه عزّوجلّ. فقال:

 هذا طائر في البحر يسمّى مسلماً، ]لأ نّه اذا صاح يقول في صياحه: مسلم(160)] أشار برمي الماء من منقاره إلى نحو المشرق والمغرب والسماء والأرض ورميه في البحر إلى أنّه يأتي في آخر الزمان نبيّ يكون علم أهل المشرق والمغرب وأهل السماء والأرض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في البحر، ويرث علمه ابن عمّه ووصيّه، فسكن ما كنّا فيه من المشاجرة، واستقلّ كلّ واحد منّا علمه بعد ما كنّا معجبين بأنفسنا، ثمّ غاب الصيّاد عنّا، فعلمنا أنّه ملك بعثه اللَّه تعالى إلينا [أنقصنا(161)] حيث ادّعينا الكمال.(162)

----------------------------------

 43- روي عن الصادق عليه السلام أ نّه إذا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم اخضرّ مرّة واصفرّ اُخرى، حتّى ينكره من كان يعرفه.(163)

 وفي رواية اُخرى، أ نّه سلام اللَّه عليه لمّا سمع اسم محمّد أقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: «محمّد محمّد محمّد» حتّى كاد يلصق خدّه بالأرض.(164)

 ولنعم ما قيل:

  هزار مرتبه شستن دهان بمشك و گلاب

هنوز نام تو بردن كمال بى‏ادبى است

 

----------------------------------

 44- في أمالي الطوسي رحمه الله: الغضاري، عن عليّ بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن صالح، عن الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن الحسن بن عليّ عليهما السلام قال: سمعت جدّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

 خلقت من نور اللَّه عزّوجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّيهم من نورهم، وسائر الخلق من النار.(165)

----------------------------------

 45- الكافي: عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم، عن عليّ بن حمّاد، عن المفضّل قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّه؟

 فقال: يا مفضّل، كنّا عند ربّنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلّة خضراء، نسبّحه ونقدّسه ونهلّله ونمجّده، وما من ملك مقرّب ولا ذي روح غيرنا حتّى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثمّ أنهى علم ذلك إلينا.(166)

----------------------------------

 46- في المناقب: عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه قال: لمّا ولد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم اُلقيت الأصنام في الكعبة على وجوهها، فلمّا أمسى سمع صيحة من السماء «جاءَ الحقُّ وَزَهَقَ الباطِل إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً »(167).

 وورد أ نّه أضاء تلك اللّيلة جميع الدنيا، وضحك كلّ حجر ومدر وشجر وسبّح كلّ شي‏ء في السماوات والأرض للّه عزّوجلّ، وانهزم الشيطان وهو يقول: خير الاُمم وخير الخلق وأكرم العبيد وأعظم العالم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.(168)

----------------------------------

 47- كنز الكراجكي: روي عن حليمة السعديّة قالت: لمّا تمّت للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سنته تكلّم بكلام لم أسمع أحسن منه، سمعته يقول: قدّوس قدّوس نامت العيون والرحمان لاتأخذه سنة ولا نوم.

 ولقد ناولتني إمرأة كفّ تمر من صدقة، فناولته منه - وهو ابن ثلاث سنين - فردّه عليّ وقال: يا اُمّ، لاتأكلي الصدقة، فقد عظمت نعمتك وكثر خيرك، فإنّي لا آكل الصدقة. قالت: فواللَّه ما قبلتها بعد ذلك من أحد من العالمين.(169)

----------------------------------

 48- في قرب الإسناد: الطيالسي، عن فضيل بن عثمان قال: سمعت أباعبد اللَّه عليه السلام يقول: اتّقوا اللَّه وعظّموا اللَّه وعظّموا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولاتفضّلوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أحداً، فإنّ اللَّه تبارك وتعالى قد فضّله (الخبر).(170)

----------------------------------

 49- في الكافي: بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام وذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ما برأ اللَّه نسمة(171) خيراً من محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.(172)

----------------------------------

 50- في الكافي: بإسناده عن رجل من أصحاب أبى عبداللَّه عليه السلام قال: سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول: إنّ عيسى بن مريم عليه السلام اُعطي حرفين كان يعمل بهما، واُعطي موسى أربعة أحرف، وأعطي إبراهيم عليه السلام ثمانية أحرف، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً، وإنّ اللَّه تبارك وتعالى جمع ذلك كلّه لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وإنّ اسم اللَّه الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً أعطي محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفاً، وحجب عنه حرف واحد.(173)

----------------------------------

 51- بصائر الدرجات : ابن معروف ، عن حماد ، عن حريز، عن ابي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل عليّ عليه السلام عن علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم علم جميع النبيّين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة.(174)

----------------------------------

 52- ذكر في المناقب: أ نّه كان للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من المعجزات أربعة آلاف وأربعمائة وأربعون قبل ميلاده وبعد بعثه وبعد وفاته، وأقواها القرآن.(175)

 وذكر عن أنس أ نّه قال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سمع صوتاً من قلّة جبل: «اللهمّ اجعلني من الاُمّة المرحومة المغفورة». فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بشيخ أشيب، قامته ثلاثمائة ذراع، فلمّا رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عانقه، ثمّ قال: إنّني آكل فى كلّ سنة مرّة واحدة وهذا أوانه فإذا هو بمائدة انزلت من السماء فأكلا.(176)

----------------------------------

 53- في الخرائج: روي أنّ أعرابيّاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هل من آية فيما تدعو إليه؟ فقال: نعم، إئت تلك الشجرة فقل لها: يدعوك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فمالت عن يمينها وشمالها وبين يديها فقطعت عروقها، ثمّ جاءت تخدّ الأرض حتّى وقفت بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: فمرها لترجع إلى مكانها فأمرها فرجعت إلى منبتها.

 فقال الأعرابي: إئذن لي أن أسجد لك! فقال: لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، قال: فائذن لي أن اُقبّل يديك، فأذن له.(177)

----------------------------------

 54- في‏ الخرائج: روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان في أصحابه إذ جاء أعرابيّ ومعه ضبّ قد صاده وجعله في كمّه قال: من هذا؟ قالوا: هذا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: واللات والعزّى ما أحد أبغض إليّ منك، ولولا أن تسمّيني قومي عجولاً لعجّلت عليك فقتلتك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما حملك على ما قلت؟ آمن باللَّه(178). قال: لا اُؤمن أو يؤمن بك هذا الضبّ وطرحه.

 فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ياضبّ، فأجابه الضبّ بلسان عربيّ يسمعه القوم: لبّيك وسعديك يا زين من وافى القيامة، قال: من تعبد؟

 قال: الّذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنّة رحمته، وفي النار عقابه قال: فمن أنا يا ضبّ؟ قال: رسول ربّ العالمين وخاتم النّبيين، قد أفلح من صدّقك، وخاب من كذّبك.

 قال الأعرابي: لا أتبع أثراً بعد عين لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إليّ منك، وأنت الآن أحبّ إليّ من نفسي و ولدي(179)، أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأ نّك محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فرجع إلى قومه وكان من بني سليم، فأخبرهم بالقصّة فآمن ألف انسان منهم.(180)

----------------------------------

 55- في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي رحمه الله: عن عليّ بن جعفر، عن محمّد بن عبداللَّه الطائي، عن ابن أبي عمير، عن حفص الكناسي(181) قال: سمعت عبداللَّه بن بكير(182) الأرجاني يقول:

 قال لي الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: أخبرني عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان عامّاً للناس [بشيراً(183)]؟ أليس قد قال اللَّه في محكم كتابه: «وَما أرْسَلْناكَ إلّا كافَّةً لِلناس» (184) لأهل الشرق والغرب، وأهل السماء والأرض، من الجنّ والأنس، هل بلّغ رسالته إليهم كلّهم؟ قلت: لا أدري، قال: يابن بكير، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج من المدينة فكيف بلّغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري.

 قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى أمر جبرئيل فاقتلع الأرض بريشة من جناحه، ونصبها لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وكانت بين يديه مثل راحته في كفّه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى اللَّه وإلى نبوّته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة إلّا ودعاهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه.(185)

----------------------------------

 56- في الدرّ النظيم: روى الشيخ العالم الجليل جمال الدين يوسف بن حاتم العاملي الشامي، المعاصر للمحقّق قدّس سرهما عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام قال:

 لمّا أتى على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إثنان وعشرون شهراً من يوم ولادته رمدت عيناه فقال عبدالمطّلب عليه السلام لأبي طالب عليه السلام: إذهب بابن أخيك إلى عرّاف الجحفة وكان بها راهب طبيب في صومعته، قال: فحمله غلام له في سفط هنديّ حتّى أتى به الراهب فوضعه تحت الصومعة، ثمّ ناداه أبوطالب: يا راهب، يا راهب، فأشرف عليه، فنظر حول الصومعة إلى نور ساطع، وسمع حفيف أجنحة الملائكة.

 فقال له: من أنت؟ قال: أنا أبوطالب بن عبدالمطّلب، جئتك بابن أخي لتداوي عينه، فقال: وأين هو؟ قال: في السفط قد غطّيته عن الشمس.

 قال: إكشف عنه فكشف عنه، فإذا هو بنور ساطع في وجهه قد أذعر الراهب فقال له: غطّه فغطّاه ثمّ أدخل الراهب رأسه في صومعته فقال:

 أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأ نّك رسول اللَّه حقّاً حقّاً، وأ نّك الّذي بشّر به في التوراة والإنجيل على لسان موسى وعيسى عليهما السلام فأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأ نّك رسوله، ثمّ أخرج رأسه فقال: يا بنيّ انطلق به فليس عليه بأس.

 فقال له أبوطالب: ويلك يا راهب! لقد سمعت منك قولاً عظيماً، فقال: يا بنيّ شأن ابن أخيك أعظم ممّا سمعت منّي، وأنت معينه على ذلك ومانعه ممّن يريد قتله من قريش، قال: فأتى أبوطالب عبدالمطّلب فأخبره بذلك، فقال له عبدالمطّلب: اسكت يا بنيّ لايسمع هذا الكلام منك أحد، فواللَّه ما يموت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتّى يسود العرب والعجم.(186)

----------------------------------

 57- ذكر ابن شهراشوب في المناقب: أسماؤه صلى الله عليه وآله وسلم في الأخبار: العاقب: وهو الّذي يعقب الأنبياء.

 الماحي: الّذي يمحى به الكفر، ويقال: يمحى به سيّئات من اتّبعه، ويقال: الّذي لايكون بعده أحد. الحاشر: الّذي يحشر الناس على قدميه.

 المقفّي: الّذي قفّى النبيّين جماعة. الموقف: يوقف الناس بين يدي اللَّه.

 القثم: وهو الكامل الجامع. ومنه الناشر، والناصح، والوفيّ، والمطاع، والنجيّ والمأمون، والحنيف، والمغيث، والحبيب، والطيّب، والسيّد، والمقترب، والدافع والشافع، والمشفّع، والحامد، والمحمود، والموجّه، والمتوكّل، والغيث.

 وذكر في المناقب أيضاً: أسماؤه صلى الله عليه وآله وسلم وألقابه سمّاه في القرآن بأربعمائة اسم ثمّ ذكرها.(187)

 وقال الطريحي رحمه الله في مجمعه: ذكر ابن الأعرابي: إنّ للَّه تعالى ألف اسم واسم وللنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ألف اسم، ومن أحسنها محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ومحمود وأحمد، والمحمّد كثير الخصال المحمودة. قيل لم يسمّ به أحد قبل نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم ألهم اللَّه أهله أن يسمّوه به وسمّي به، لأنّ اللَّه وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع اُممهم يحمدونه ويصلّون عليه.(188)

 أقول: ذكر النوري قدس سره في المستدرك: وفي الخبر: أنّ رجلاً يؤتى به في القيامة واسمه محمّد، فيقول اللَّه له: «ما استحييت أن عصيتني وأنت سميّ حبيبي، وأنا أستحيي أن اُعذّبك وأنت سميّ حبيبي».(189)

 وفي مجموعة الشهيد رحمه الله: نقلاً من كتاب الأنوار لأبي على محمّد بن همام بإسناده إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا سمّيتم الولد محمّداً فأكرموه، ووسّعوا له المجالس ولاتقبّحوا له وجهاً.(190)

 فما من قوم كانت لهم مشورة، حضر معهم من اسمه أحمد أو محمّد فأدخلوه في مشورتهم إلّا خير لهم.(191)

 وما من مائدة نصبت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمّد إلّا قدّس ذلك البيت في كلّ يوم مرّتين.(192)

----------------------------------

 58- في الكافي: عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليساً لأبي عبداللَّه عليه السلام بالمدينة ففقدني أيّاماً، ثمّ إنّي جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ أيّام يا أبا هارون؟ فقلت: ولد لي غلام فقال: بارك اللَّه لك فيه فما سمّيته؟ قلت: سمّيته محمّداً فأقبل عليه السلام بخدّه نحو الأرض وهو يقول: «محمّد محمّد محمّد» حتّى كاد يلصق خدّه بالأرض.

 ثمّ قال: بنفسي وبولدي وباُمّي وبأبويّ وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لاتسبّه ولاتضربه ولاتسي‏ء إليه.

 واعلم أ نّه ليس في الأرض دار فيها محمّد إلّا وهي تقدّس كلّ يوم.(193)

----------------------------------

 59- ذكر شيخنا المتأ لّه السبزواري في كتاب شرح الأسماء في شرح قول «يا وليّ الحسنات»: وقد ورد أنّ عليّاً عليه السلام حسنة من حسنات سيّد المرسلين.(194)

----------------------------------

 60- في عدّة الداعي: روى محمّد بن بابويه مرفوعاً إلى الصادق عليه السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: أما تكرهي أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه؟ قالت: إنّي لاأخاف من يخاف اللَّه، فلمّا دخلت قال لها: يا زليخا، ما لي أراك قد تغيّر لونك، قالت: الحمدللَّه الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا.

 قال لها: ما الّذي دعاك إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف، قال: فكيف لو رأيت نبيّاً يقال له: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يكون في آخر الزمان، أحسن منّي وجهاً وأحسن منّي خلقاً، وأسمح منّي كفّاً؟ قالت: صدقت، قال: وكيف علمت أ نّي صدقت؟ قالت: لأ نّك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي.

 فأوحى اللَّه عزّوجلّ إلى يوسف أ نّها قد صدقت، وإنّي قد أحببتها لحبّها محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم فأمره اللَّه تبارك وتعالى أن يتزوّجها.(195)

----------------------------------

 61- في الكافي: روى محمّد بن يعقوب بإسناده عن الصادق عليه السلام أ نّه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا رُئي في اللّيلة الظلماء رُئي له نور كأ نّه شقّة قمر.(196)

----------------------------------

 62- في الكافي: روى محمّد بن يعقوب رحمه الله بإسناده عن الحسين بن عبداللَّه قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم سيّد ولد آدم؟ فقال: كان واللَّه سيّد من خلق اللَّه، وما برأ اللَّه بريّة خيراً من محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.(197)

----------------------------------

 63- في الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه فرآه رجل من المشركين، والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل.

 فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم فجاء وشدّ على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، ثمّ قال: من ينجيك منّي يا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: ربّي وربّك فنسفه(198) جبرئيل عليه السلام عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك منّي يا غورث(199)؟ فقال: جودك وكرمك يا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فتركه فقام وهو يقول: واللَّه لأنت خير منّي وأكرم.(200)

----------------------------------

 64- الصدوق قدس سره في الأمالي: عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني بأسانيده المفصّلة عن ابن عبّاس - في حديث طويل في وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وما قاله لأصحابه في مرضه - إلى أن قال: - ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ ربّي عزّوجلّ حكم وأقسم أن لايجوزه ظلم ظالم فناشدتكم باللَّه أيّ رجل منكم كانت له قبل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مظلمة إلّا قام فليقتصّ منه فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء.

 فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له: سوادة بن قيس فقال له: فداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه، إنّك لمّا أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فلا أدري عمداً أو خطأ.

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم: معاذ اللَّه أن أكون تعمّدت ثمّ قال: يا بلال، اخرج(201) إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب الممشوق، فخرج بلال وهو ينادي في طرق(202) المدينة:

 معاشر الناس من ذا الّذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة، فهذا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة - وساق الحديث إلى أن قال: - فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أين الشيخ؟ فقال الشيخ: ها أنا ذا يا رسول اللَّه بأبي أنت واُمّي فقال: تعال فاقتصّ منّي حتّى ترضى. فقال الشيخ: فاكشف لي عن بطنك يا رسول اللَّه، فكشف صلى الله عليه وآله وسلم عن بطنه.

 فقال الشيخ: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذن له، فقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من النار يوم النار فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا سوادة، أتعفو أم تقتصّ؟ فقال: بل أعفو يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: اللهمّ اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم - الخبر .(203)

 وهنا سؤال لا بأس بالإشارة إليه، وهو أ نّه إن قيل لِمَ خصصت الأئمّة كثيراً بمناقب بالذكر دون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مع أ نّه أفضل وأشرف؟ يقال: إنّ عظمة الولي مستفادة من عظمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فكلّ مدح يمدح به البدر، فذلك بالحقيقة مدح الشمس. وأيضاً: أ نّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة في السرّ واحد،فمدحهم عليهم السلام مدح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

 وأيضاً أنّ الخطاب مع جمهور الإسلام المنكرين لفضل عليّ عليه السلام مع زعمهم أ نّهم مصدّقون بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً أنّ تزكية المرء نفسه قبيح، وبمقتضى آية أنفسنا يرجع المدح إليه صلى الله عليه وآله وسلم.

 ثمّ إنّا نتبع هذا الباب بما ورد في فضل الصلاة عليه، وذمّ تاركها من الأخبار اللطيفة والقضايا المبهجة.


1) أقول: هذا الحديث ذكره المؤلّف مختصراً، وفي المصدر هكذا: عن معتّب مولى أبي عبداللَّه، عنه، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه هل للجنّة من ثمن؟ قال: نعم، قال: ما ثمنها؟ قال: لا إله إلاّ اللَّه، يقولها العبد مخلصاً بها، قال: وما إخلاصها؟ قال: العمل بما بعثت به في حقّه وحبّ أهل بيتي، قال: فداك أبي واُمّى، وإنّ حبّ أهل البيت لمن حقّها؟ قال: إنّ حبّهم لأعظم حقّها.

2) أمالي الطوسي: 583 ح 12 المجلس الرابع والعشرون، عنه البحار : 13/3 ح 30، و133/27 ح 129.                     

3) البحار : 294/72 و301.

4) معاني الأخبار: 260 ح1، عنه البحار: 374/69 ضمن ح 19.

5) في المصدر: فأنطقها.

6) في المصدر: وتمجيده.

7) في المصدر: استعظمت.

8) في المصدر: نعمه.

9) وللعلّامة المجلسي‏رحمه الله تحقيق حول هذا السجود. راجع البحار: 140/11.

10) عيون أخبار الرضا: 204/1 ح 22، كمال الدين: 254/1 ح4، علل الشرايع: 5/1 ح1، عنها البحار: 335/26 ح1، و303/60 ح 16 )قطعة)، وأورده في تأويل الآيات: 876/2 ح9 ومنتخب الأثر: 61 ح1، وإرشاد القلوب: 403.

11) بات فلان : أدركه الليل .

12) في المصدر: هو.

13) المُنْيَة: البغية وما يتمنّى.

14) في المصدر: إن.

15) أي ستره . كني عن البيت .

16) تفسير القمي: 243/1، معاني الأخبار: 20، أمالي الصدوق: 764 ح2 المجلس الخامس والتسعون، عنها البحار: 338/13 ح 14، وأخرجه من الأوّلين في البحار: 267/26 ح1 إلى قوله عليه السلام: اُعطيه قبل أن يسألني. وأخرجه من الأوسط في360/16 ح60 كذلك. وأورده في الكافي: 456/2 ح 15، والمحاسن: 224/1 ح 142، وتحف العقول: 490، وجواهر السنيّة: 59 و286.           

17) المؤمنون: 60.

18) تواني في حاجته: قصّر وفتر. (7) تصنّع: أظهر عن نفسه ما ليس فيه.

19) 

20) أدهن: أظهر خلاف ما أضمر، خدع وغشّ.

21) آل عمران: 31.

22) الوافي: 265/26 ح1، عن الكافي: 128/8 ح 98.

23) قطوانيّة: عباءة بيضاء قصيرة الخمل. وفي القاموس: قطوان: موضع بالكوفة.

24) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 376 ح 261، عنه البحار: 261/17 و262، و343/26 ح 15.

25) في المصدر: تجي‏ء كلّ اُسبوع.

26) المحاسن: 273 ح 98، عنه البحار: 166/39 ح6، و216/63 ح 51.

27) برّ اليمين: صدقت.             

28) في المصدر: أ نّها.

29) الخصال: 639/2 ضمن ح 13، عنه البحار: 13/27 ح1، و80/63 ح 35، وأورده في كشف الغمّة: 466/1.                       

30) أي أعلى مدارج الإيمان، وسنام كلّ شي‏ء: أعلاه .

31) ذرأ اللَّه الخلق: خلقهم. ذرأ الشي‏ء: كثّره. برأه: خلقه من العدم.

32) حَبَره: سرّه ونعّمه.

33) مصباح الأنوار: 237، عنه البحار: 116/26 ح 22، والبرهان: 7/4 ح8 .

34) وَسَّلَ فلان إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عمل عملاً تقرّب به إليه.

35) الصلة: العطيّة.

36) أمالي الصدوق: 461 ح5 المجلس الستّون، عنه البحار: 227/26 ح1.

37) أي برّ أو معروف.             

38) في المصدر: أيديكم.

39) في البحار: نفضّل.

40) المحاسن: 47 ح 109، عنه الوسائل: 558/11 ح9، وأخرجه في البحار: 228/26 ح4 عن تفسير القمي.                            

41) الصنيعة: الإحسان.             

42) اُكافيه: اُجازيه.

43) المحاسن: 48 ح 111، عنه البحار: 228/26 ح6.

44) وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ولو أحبّه الكفّار أجمعون لأثابهم اللَّه عن محبّته بالخاتمة المحمودة، بأن يوفّقهم للإيمان ثمّ يدخلهم الجنّة برحمته. تفسيرالإمام العسكري عليه السلام: 20.

45) فاض الشي‏ء: كثر.

46) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 392 ضمن ح 267، عنه البحار: 331/26 ضمن ح 12.

47) في المصدر: معين أهل بيتي.

48) الخصال: 196/1 ح1، صحيفة الرضا عليه السلام: 2، عنه البحار: 225/96 ح 24، وأخرجه في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 253/1، وأمالي الطوسي: 376/1، عنهما البحار: 220/96 ح 10، ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 17 مع اختلاف يسير، عنه البحار: 123/68 ح 51 وص 135 ح 70.              

49) كشف الغمّة: 137/1، عنه البحار: 104/27 ح 72.

50) ليس في البحار.            

51) كشف الغمّة: 137/1، عنه البحار: 104/27 ح 73.

52) نوادر الراوندي: 15، عنه البحار: 133/27 ح 128، ورواه الصدوق رحمه الله في فضائل الشيعة: 5 وفيه: أثبتكم قدماً، عنه البحار: 169/8 ح16، و158/27 ح5.

53) الخصال: 360/2 ح 49، عنه البحار: 158/27 ح3، بشارة المصطفى: 17.

54) مشارق أنوار اليقين: 118.

55) في المصدر: ويده.

56) في المصدر: يتوفّاكما، وفي الروضة: يتولّاهما بمشيّته كيف يشاء ويختار.

57) المناقب: 236/2، عنه البحار: 99/39 ضمن ح 10، ومدينة المعاجز: 53/3 ح 717، وأخرجه في الروضة: 32 (نحوه)، عنه البحار: 137/38 ح 97.

58) الشورى: 23 .

59)  تقدّم نحوه ص 64 الحديث العاشر.

60) جعلت، خ.

61) تأويل الآيات: 834/2 ح7، عنه البحار: 344/26 ح17، مدينة المعاجز: 394/2، ورواه في إرشاد القلوب: 295/2، عنه البحار: 364/16 ح 68.

62) في البحار: من اختراعه.

63) في البحار: بنفسه لنفسه.

64) في المصدر والبحار والبرهان: اُمناء له.

65) من هنا إلى قوله «بهما فتح بدء الخلائق» لايوجد في البحار.

66) الأنعام: 9.  

67) الخشرة: الرديئة والدنيّة.  

68) في الأصل: صفوة للصفوة.  

69) بين المعقوفين ليس في البحار.

70) في البحار: إنّيته.  

71) الأنبياء: 23.

72) تأويل الآيات: 397/1 ح 27، عنه البحار: 28/35 ح 24، البرهان: 193/3 ح7.

73) المحتضر: 125، عنه البحار: 307/26 ح 70، وأورده في تأويل الآيات: 562/2 ح 29، عنه البحار: 154/36 ح 134، والبرهان: 147/4 ح3.

74) الكياسة: تمكّن النفس من استنباط ما هو أنفع.             

75) في البحار: سائلك.             

76) «» من البحار.  

77) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 38، عنه البحار: 69/70 ح 16.

78) الروضة: 2، عنه البحار: 319/38 ح 27.

79) حدّ بصره إليه: نظر إليه نظرة انتباه.

80) ما تنظر، خ.

81) طه: 68.                                         

82) في الإحتجاج: ويصلّي.

83) أمالي الصدوق: 287 ح4 المجلس التاسع والثلاثون، الإحتجاج: 54/1، عنها البحار: 366/16 ح 72، و319/26 ح1، جامع الأخبار: 9، تأويل الآيات: 49/1 ح 23، والجملة الأخيرة ليست في الإحتجاج، ولا في البحار.

84) تقدّم ص 65 الحديث الثاني عشر (نحوه).  

85) في البحار: قيس.

86) رائدكم، خ. والرائد: الرسول الّذي يرسله القوم لينظر لهم مكاناً ينزلون فيه.

87) الذائد: الحامي.

88) الفارض: العالم بتقسيم المواريث، وفي البحار: الفارط وهو الّذي تقدّم القوم إلى الماء أو الكلاء.

89) في البحار: والهادي المهديّ ‏عليه السلام.

90) البحار: 316/26 ح 80 .

91) روى الحديث في لسان الميزان: 490/4 ح 1558، وفيه: كليب أبووائل، عنه مدينة المعاجز: 460/2 ح 680.

92) النّعامة: طائر كبير الجسم طويل العنق، قصير الجناح، شديد العَدْو، وهو مركّب من خلقة الطير والجمل. يقال بالفارسيّة: شترمرغ.

93) الفِناء: الساحة في الدار أو بجانبها.

94) لسان طلق: فصيح.

95) ليس في البحار.       

96) في البحار: فإن أدركته.

97) ليس في البحار.

98) في العلل: وانّا لنبارك على رؤوسهم بأيدينا.

99) لوحاً، خ.

100) الكافي: 482/3 ح1، علل الشرايع: 312 ح1، عنه البحار: 354/18 ح 66، و237/82 ح1.

101) أمالي المفيد: 218 ح6 المجلس الخامس والعشرون، عنه البحار: 312/27 ح5.

102) الفضفاضة: الواسعة.

103) تعاطى الرجل: قام على أطراف أصابع الرجلين مع رفع اليدين إلى الشي‏ء ليأخذه.

104) يزعزعوه: يحرّكوه.

105) الجمّ والغفير: كليهما بمعنى الكثير، وفي الاستعمال إذا قال: جاء القوم جمّ الغفير، أراد جميعهم شريفهم ووضيعهم، أي لم يتخلّف منهم أحد وهم كثيرون.

106) الكاهل من الإنسان: ما بين كتفه أو موصل العنق في الصلب.

107) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 146 ح 74، عنه البحار: 97/27 ح60.

108) المقلاع: ما يرمى به الحجر.                       

109) أي جلس على إسته.                          

110) وجود: مصدر وَجد يجد.

111) صنيعهم، خ.                 

112) أهل الإسلام، خ.

113) الأصلاب، خ.

114) الأرحام ، خ.

115) الحلم، خ .

116) أي بحديث الراعي.

117) احتفل بالأمر: عُني به واهتمّ به.

118) لا أكترث: لا أعباُ به ولا اُباليه ولا أحزن.

119) ازورّ: عدل.

120) وتسفيل، خ.                 

121) كانا، خ.

122) في البحار: ليشبعوا.

123) قدر، خ. والمعنى واحد.

124) تفسير الإمام العسكرى عليه السلام: 181 ح 87 ، عنه البحار: 326 - 321/17، وأخرجه في ثاقب المناقب: 39 ح 21.

125) ص: 75.

126) هكذا، ولكن في المصدر: ولم يأمرنا بالسجود.

127) فضائل الشيعة: 49 ح7، عنه البحار: 142/11 ح9، و21/15 ح 34، و2/25 ح3،  و306/39 ح 120.

128) الفاتحة: 6 .

129) مناقب ابن شهراشوب: 73/3، عنه البحار: 16/24 ح 18، والبرهان: 52/1 ح 38، ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 58/1 ح 87، والسيّد شرف الدين في تأويل الآيات: 28/1 ح 11 (نحوه).

130) لسان ذَلْق: حديد بليغ.

131) القمر: 13.         

132) الدسار: المسمار، جمعه: دُسُر.

133) أمان الأخطار: 107، عنه البحار 332/26 ح 14، وأورده الطبري في نوادر المعجزات: 64 ح 28، وأخرجه في البحار: 328/11 ح 49، و230/44 ح 12 عن الخرائج، ولم نجد الحديث في النسخة الموجودة عندنا.                         

134) الرعد: 7.  

135) في البحار: تشبّثون.

136) مائة منقبة: 22 المنقبة الرابعة، عنه البحار: 405/35 ح 28، وغاية المرام: 235 ح6، والبرهان: 281/2 ح 18، ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 145/1.

137) كمال الدين: 318 ح1، عنه البحار: 23/15 ح 39، و15/25 ح 28.

138) كفاية الأثر: 110، عنه البحار: 322/36 ح 178، ومنتخب الأثر: 48 ح 8 .

139) أمالي الصدوق: 161، المحاسن: 286، الكافي: 46/2، عنها البحار: 343/68 ح 15، وأخرجه في أمالي الطوسي: 84 ح 35 المجلس الثالث (نحوه)، عنه البحار: 379/68 ح 27، وأورده في بشارة المصطفى: 92 (نحوه).                          

140) وخلفائي، خ.

141) البروج: 1.

142) في المصدر: أتدري.

143) الإختصاص: 218 ، عنه البحار: 370/36 ح 234 ، ومنتخب الأثر: 60 ح 6 ، والبرهان: 445/4 ح1.

144) أزجر: أكهن.

145) ارتجس: تزلزل.        

146) غاضت: غارت، وذهب ماؤها.

147) مؤبد: فقيه الفرس وحاكمهم.

148) انسربت: دخلت.

149) انفصم: انكسر من غير فصل.

150) واُتي، خ.

151) الردن: ما يخرج مع المولود: الغرس، جمعه: أردان.

152) زاد في البرهان: وفاق شأنه جميع الشأن.

153) أي مسحه بها، أو دعا له عندها، أو كتب أسماءها وعلّقه عليه. (المجلسي رحمه الله).

154) في البرهان: السماوات.

155) أمالي الصدوق: 360 ح1 المجلس الثامن والأربعون، عنه البحار: 257/15 ح9، والبرهان: 326/2 ح3.

156) المحاسن: 147 ح 8 ، عنه البحار: 97/1 ح6 ، و224/16 ح 26.

157) البحار: 231/16 س4.

158) قصّة، خ .

159) في نسخة: استعلمه، وفي المحتضر: استعمله.

160) ليس في المحتضر.

161) في المحتضر: يعرّفنا نقصنا، وفي البحار: يعرّفنا بنقصنا.

162) المحتضر: 100، عنه البحار: 199/26 ح 12، تأويل الآيات: 104/1 ح9، عنه البحار: 313/13 ح 52، رواه البرسي في المشارق: 79 عن الحسن البصري مختصراً، وأخرجه في الدمعة الساكبة: 61/2 )نحوه(.

163) الخصال: 167 ح 29، أمالي الصدوق: 224، عنهما البحار: 16/47 ح1، وأورده في روضة الواعظين: 211.

164) الكافي: 92/8، عنه البحار: 30/17 ح9.

165) أمالي الطوسي: 655 ذ ح5 المجلس الرابع والثلاثون.

166) الكافي: 441/1 ح7، عنه البحار: 24/15 ح 45 و196/57 ح 142، والوافي: 683/3 ح6.

167) الإسراء: 81 .        

168) المناقب: 31/1، عنه البحار: 274/15 ح 20.

169) كنز الفوائد: 168/1، عنه البحار: 400/15 ح 28.

170) قرب الإسناد: 61، عنه البحار: 269/25 ح 12.

171) النَّسَمَةُ: كلّ موجود حيّ.

172) الكافي: 440/1 ح2، عنه البحار: 368/16 ح 77، والوافي: 712/3 ح 15.

173) الكافي: 230/1 ح2، عنه البحار: 134/17 ح 11، والوافي: 564/3 ح3.

174) بصائر الدرجات: 127 ح1، عنه البحار: 144/17 ح 31.

175) المناقب: 125/1 وذكر فيه وجوه أقوائيّة القرآن، عنه البحار: 301/17 ح 13.

176) المناقب: 117/1، عنه البحار: 301/17 ذ ح 12.

177) الخرائج: 44/1 ح 53، عنه البحار: 377/17 ح 40.

178) في المصدر: آمن بي.

179) في المصدر: والدي.

180) الخرائج: 38/1 ح 43، عنه البحار: 406/17 ح 30.

181) في المصدر: الكناني.

182) بكر، خ.

183) من المصدر.        

184) سبأ: 28.

185) تفسير القمي: 202/2، عنه البحار: 188/18 ح 20.

186) العدد القويّة: 123 ح 30، عنه البحار: 358/15 ح 15.

187) المناقب: 151/1، عنه البحار: 103/16 ضمن ح 40.

188) مجمع البحرين: 40/3.

189) المستدرك: 130/15 ح4.

 192ـ 190) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 28/2 ح 29 و30 و31، عنها البحار: 128/104 ح 8 و10 و12، ورواه في المستدرك: 130/15 ح5 عن مجموعة الشهيد.

193) الكافي: 39/6 ح2، عنه البحار: 30/17 ح9، والوسائل: 126/15 ح4.

194) شرح الأسماء: 33 س 10.

195) عدّة الداعي: 152، علل الشرايع: 55 ح1، عنهما البحار: 281/12 ح60، و193/16 ح 30 والبرهان: 271/2 ح6.

196) الكافي: 446/1 ح 20، عنه البحار: 189/16 ح 27، وص 237 سطر الأخير بسند آخر (مثله).

197) الكافي: 440/1 ح1، عنه البحار: 368/16 ح 76.

198) نسفه: قلعه وأسقطه.

199) اسم الرجل.

200) الكافي: 127/8 ح 97، عنه البحار: 179/20 ح6.

201) في البحار: قُم.                

202) في البحار: سكك.

203) أمالي الصدوق: 732 ح6 المجلس الثاني والتسعون، عنه البحار: 507/22 ح9.

 

 

 

 

    بازدید : 7663
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 66498
    بازديد کل : 129138119
    بازديد کل : 89659076