امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب الثاني : قطرة من بحار مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام

الباب الثاني

 

قطرة من بحار مناقب امام الأنبياء السالفين، أبي

الأئمّة الطاهرين، سيّد الموحّدين، أخي رسول ربّ

العالمين، عليّ بن أبي طالب، أميرالمؤمنين

صلوات اللَّه عليه وآله الطيّبين

 

 1/ 94 ـ ما ورد - من الحديث المشهور - عن عليّ عليه السلام: كلّما في القرآن في الحمد، وكلّما في الحمد في البسملة، وكلّما في‏ البسملة في الباء، وكلّما في الباء في النقطة، وأنا النقطة الّتي تحت الباء.(1)

 أقول: أمّا إندراج البسملة في الباء على ما فسّره بعض أهل التحقيق والتدقيق فباعتبار حمله على معنى البهاء، فهو محيط بهذه الأسماء المتأخّرة ذكرها، أو لمحض الربط بين اسم الحقّ والخلق، الّذي هو معنى الباء فقط، على ما هو التحقيق.

 فمن الظاهر أنّ أصل كلّ الأشياء المخلوقة هو الربط الحاصل بينها وبين اسم الحقّ، إذ لولا الربط لكانت الأشياء معدومات صرفة، فلا خير ولاشيئيّة ولاذات ولاصفة، فذلك الربط هو الأصل الحافظ لها المحيط عليها، وهذا أيضاً معنى ما ورد عن الكميل: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة يميّز العابد عن المعبود(2) وهو الوجه أيضاً فيما يروى من أ نّه أظهر الموجودات من باء بسم اللَّه.

 وأمّا اشتمال النقطة على ما في الباء فيمكن أن يراد به محلّ ظهور الباء وحامله ومعيّنه ومظهره كما أنّ النقطة الكتبيّة تظهر الباء وتعيّنها من بين مشاركاتها وهو محلّ لظهوره وحينئذ فهو حقيقة الإمام الحامل لذلك الإسم ومظهره في العالم ومعيّنه فيه.

 أو يراد بالنقطة الّتي هي أصل الألف وسائر الحروف وهو حكاية عن الاسم البسيط على الألف فضلاً عن الباء، وهو على بساطته محيطاً بالباقي فيصحّ اطلاق كونه تحت الباء، مثل كون المعنى تحت اللفظ، اذ هو باطن يحكي عنه الباء ومكنون تحته بذاته، وإن كان ظاهراً بقالبه الّذي هو الباء، ولو بالواسطة بكونه عليه السلام باعتبار كون النقطة مقامه ورتبته عند الحقّ واتّحاده معها باعتبار، ومظهريّته باعتبار آخر.

 ويصحّ أن يجعل تحت الباء من صفات المبتدأ للخبر، ويكون مفاده أ نّه عين النقطة مع كونه تحت الباء باعتبار نزوله عن مقام الحقيقة المحمّديّة.(3)

 

 2/95- في تفسير البرهان للبحراني قدس سره في قوله تعالى »سَنَشُدّ عَضُدَك بِأخيكَ وَنَجْعَل لَكُما سُلْطانا «(4) قال: عن محمّد بن العبّاس - بأسانيده المفصّلة - عن أنس قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم مصدّقاً إلى قوم فعدوا على المصدّق فقتلوه فبلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليهم عليّاً عليه السلام فقتل المقاتلة وسبي الذريّة، فلمّا بلغ عليّ عليه السلام أدنى المدينة تلقّاه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والتزمه وقبّل ما بين عينيه وقال: بأبي أنت واُمّي من شدّ اللَّه به عضدى كما شدّ عضد موسى بهارون.(5)

 

 3/96- وفيه عن البرسي قال: روي أ نّه لمّا لحق هارون بأخيه موسى عليه السلام دخلا على فرعون يوماً وأوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما ولباسه من ذهب وبيده سيف من ذهب، وكان فرعون يحبّ الذهب، فقال لفرعون: أجب هذين الرجلين وإلّا قتلتك، فانزعج فرعون لذلك وقال: هذا إلى غد، فلمّا خرجا دعا البوّابين وعاقبهم، وقال لهم: كيف دخل عليّ هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزّة فرعون أ نّه ما دخل إلّا هذان الرجلان.

 وكان الفارس مثال عليّ عليه السلام الّذي أيّداللَّه به النبيّين عليهم السلام سرّاً وأيّد به محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم جهراً(6)، ألا إنّه(7) كلمة اللَّه الكبرى الّتي أظهرها اللَّه لأوليائه فيما شاء من الصور فنصرهم بها، وبتلك الكلمة يدعون اللَّه فيجيبهم وينجيهم، وإليه الإشارة بقوله »وَيَجْعل لَكما سُلطاناً فَلايَصِلون إلَيْكما بِآياتِنا «(8) قال ابن عبّاس: كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس.(9)

 

 4/97- البرسي قال: روى أصحاب التواريخ: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً وعنده جنّي يسأله عن قضايا مشكلة فلمّا أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام تصاغر الجنّي حتّى صار كالعصفور ثمّ قال: أجرني يا رسول اللَّه، فقال: ممّن؟ قال: من هذا الشابّ المقبل.

 فقال: وما ذاك؟ فقال الجنّي: أتيت سفينة نوح لأغرقها يوم الطوفان، فلمّا تناولتها ضربني هذا، فقطع يدي، ثمّ أخرج يده مقطوعة فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هو ذاك.(10)

 

 5/98 ـ وروى هو أيضاً: أنّ جنّياً كان جالساً عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فاستغاث الجنّي وقال: أجرني يا رسول اللَّه من هذا الشابّ المقبل! قال: وما فعل بك؟ قال تمرّدت على سليمان فأرسل إليّ نفراً من الجنّ فاستطلت(11) عليهم فجاءَنى هذا الفارس، فأسرني وجرحني، وهذا مكان الضربة إلى الآن لم يندمل.(12)

 أقول: وإن كان أميرالمؤمنين عليه السلام بحسب الزمان متأخّرا ولا يرى المقيّد بالزمان لكنّهم بالنسبة إليه عليه السلام حاضرون، فإنّ الأزمان بالنسبة إليه منطوية، ولا فرق عنده عليه السلام بين الماضي والمستقبل والحال، لكونه محيطاً بالزمان والزمانيّات، وبهذا البيان قد يفسّر ما ورد في الجامعة الكبيرة من قوله: وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وقبوركم في القبور، وهذا عيناً هو السرّ في خطابات اللَّه سبحانه وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله »ألم تر« في عدّة مواضع من القرآن الكريم بالنسبة إلى قضايا الأزمنة السالفة.

 وقد يفسّر بلا تعميق وتدقيق في البين بأن يقال: معنى ذكركم في الذاكرين أي الآثار الوجوديّة من الأحاديث والعلوم، ومعنى أجسادكم في الأجساد وكذا نفوسكم في النفوس، وكذا قبوركم في القبور يعنى أ نّها كسبيل أجسادنا وأرواحنا وقبورنا مع ذلك قد وقعت مورد التعجّب من حيث العظمة والإمتياز، كما يشهد به ذيله وهو قوله: فما أحلى أسماؤكم.

 

 6/99- في الجواهر السنيّة للحرّ العاملي قدس سره: عن ابن عبّاس في حديث: إنّ أميرالمؤمنين عليّاً عليه السلام شرب ماءً فسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل له: لم سجدت يا رسول اللَّه؟ فقال: لمّا شرب عليّ عليه السلام ناداه تبارك وتعالى هنيئاً مرئياً يا وليّي وحجّتي على خلقي، وأميني على عبادي.(13)

 

 7/100- في كنز الفوائد للكراجكي قدس سره قال: حدّثنا الشيخ الفقيه محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي من كتابه الّذي سمّاه ب«إيضاح دفائن النواصب» ممّا رواه من طريق العامّة - بأسانيده المفصّلة - عن ابن عبّاس قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هل ينفعني حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم: حتّى أسأل جبرئيل عليه السلام فسأله، فقال: حتّى أسأل اسرافيل، فارتفع جبرئيل فسأله، فقال: اُناجي ربّ العزّة، فأوحى اللَّه إلى إسرافيل: قل لجبرئيل: يقرأ على محمّد السّلام ويقول له: أنت منّي حيث شئت أنا، وعليّ منك حيث أنت منّي، ومحبّوا عليّ منه حيث عليّ منك.(14)

 

 8/101 ـ في العيون: بإسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول ‏اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام: من أحبّك كان مع النبيّين في درجاتهم(15) يوم القيامة، ومن مات وهو يبغضك فلايبالي مات يهوديّاً أو نصرانيّاً.(16)

 

 9/102- في مناقب ابن شاذان: عن أبي الصلت الهروي قال: سمعت الرضا عليه السلام يحدّث عن آبائه، عن عليّ عليه السلام قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا اُدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا اُدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني.(17)

 أقول: قال الزمخشري بعد ذكر الحديث : وهذا رمز حسن وذلك لأنّ حبّ عليّ عليه السلام هو الإيمان الكامل، والإيمان الكامل لاتضرّ معه السيّئات.(18)

 وقوله: «وإن عصاني» فإنّي أغفر له إكراماً له واُدخله الجنّة بإيمانه، فله الجنّة بالإيمان، وبحبّ عليّ عليه السلام العفو والغفران.

 وقوله: «ولا اُدخل الجنّة» وذلك لأ نّه إن لم يوال عليّاً عليه السلام فلا إيمان له، وطاعته هناك مجاز لا حقيقة. ] لأنّ الطاعة بالحقيقة حبّ علي المضاف إليها سائر الأعمال فمن أحبّ عليّاً عليه السلام فقد أطاع اللَّه ومن أطاع اللَّه نجا، فمن أحبّ عليّاً عليه السلام فقد نجا [فعلم أنّ حبّ عليّ عليه السلام هو الإيمان وبغضه كفر، وليس يوم القيامة إلّا محبّ ومبغض فمحبّه لا سيّئة له، فلا حساب عليه، ومن لا حساب عليه فالجنّة داره ومبغضه لا إيمان له و] من لا ايمان له[ لاينظر اللَّه إليه بعين رحمته، فطاعته عين المعصية وهو في النار، فعدوّ عليّ هالك وإن جاء بحسنات العباد، ومحبّه ناجٍ ولو كان في الذنوب غارقاً إلى شحمتي اُذنيه، وأين الذنوب مع الإيمان المنير؟ وأين مسّ السيّئات مع وجود الإكسير، فطوبى لأوليائه، وسحقاً لأعدائه.(19)

 

 10/103- في المناقب لابن شاذان: عن ابن عمر قال: سألنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فغضب صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ما بال قوم يذكرون من له منزلة عند اللَّه كمنزلتي ومقام كمقامي إلّا النبوّة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام فقد أحبّني، ومن أحبّني رضي اللَّه عنه ، ومن رضي اللَّه عنه كافاه بالجنّة.(20)

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام استغفرت له الملائكة، وفتحت له أبواب الجنّة يدخل من أيّ باب شاء بغير حساب.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام أعطاه اللَّه كتابه بيمينه، وحاسبه حساب الأنبياء.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام لايخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكل من شجرة طوبى، ويرى مكانه من الجنّة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام يهوّن اللَّه عليه سكرات الموت، ويجعل قبره روضة من رياض الجنّة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام أعطاه اللَّه في الجنّة بكلّ عرق في بدنه حوراء وشفّعه في ثمانين من أهل بيته، وله بكلّ شعرة على بدنه حديقة في الجنّة.

 ألا ومن عرف عليّاً عليه السلام وأحبّه بعث اللَّه إليه ملك الموت، كما يبعث(21) إلى الأنبياء، ودفع عنه أهوال منكر ونكير، ونوّر قبره وفسّحه مسيرة سبعين عاماً، وبيّض وجهه يوم القيامة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام أظلّه اللَّه في ظلّ عرشه مع الصدّيقين والشهداء والصالحين، وآمنه من الفزع الأكبر وأهوال يوم الصاخّة.(22)

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام تقبّل اللَّه منه حسناته، وتجاوز عن سيّئاته، وكان في الجنّة رفيق حمزة سيّد الشهداء.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام أثبت اللَّه الحكمة في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب، وفتح اللَّه له أبواب الرحمة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام سمّي أسير اللَّه في الأرض وباهى اللَّه به ملائكته وحملة عرشه.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام ناداه ملك من تحت العرش: أن يا عبداللَّه استأنف العمل، لقد غفراللَّه لك الذنوب كلّها.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام وضع اللَّه على رأسه تاج الكرامة، وألبسه حلّة العزّة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام مرّ على الصراط كالبرق الخاطف، ولم ير صعوبة المرور.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام كتب اللَّه له براءة من النار وبراءة من النفاق، وجوازاً على الصراط، وأماناً من العذاب.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام لاينشر له ديوان، ولاينصب له ميزان، وقيل له: اُدخل الجنّة بغير حساب.

 ألا ومن أحبّ عليّاً عليه السلام أمن من الحساب والميزان والصراط.

 ألا ومن مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام صافحته الملائكة، وزارته أرواح الأنبياء، وقضى اللَّه له كلّ حاجة كانت له عنداللَّه تعالى.

 ألا ومن مات على بغض آل محمّد عليهم السلام مات كافراً.

 ألا ومن مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام مات على الإيمان وكنت أنا كفيله بالجنّة.(23)

 

 11/104- في كتاب أعلام الدين: عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: بشّر شيعتك ومحبّيك بخصال عشر:

 أوّلها: طيب مولدهم، والثانية: حسن إيمانهم، والثالثة: حبّ اللَّه لهم، والرابعة: الفسحة في قبورهم، والخامسة: نورهم يسعى بين أيديهم، والسادسة: نزع الفقر من بين أعينهم وغنى قلوبهم، والسابعة: المقت من اللَّه لأعدائهم، والثامنة: الأمن من البرص والجذام، والتاسعة: انحطاط الذنوب والسيّئات عنهم، والعاشرة: هم معي في الجنّة وأنا معهم، فطوبى لهم وحسن مآب.(24)

 

 12/105- في الفضائل: عن عمر بن الخطّاب قال: كنّا بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده وقد صلّى بالناس صلاة الظهر واستند إلى محرابه كأ نّه البدر في تمامه وأصحابه حوله إذ نظر إلى السماء وأطال النظر إليها، ونظر إلى الأرض وأطال النظر إليها، ثمّ نظر سهلاً وجبلاً وقال:

 معاشر المسلمين أنصتوا يرحمكم اللَّه واعلموا أنّ في جهنّم وادياً يعرف بوادي الضياع، وفي ذلك الوادي بئر، وفي تلك البئر حيّة، فشكت جهنّم من ذلك الوادي إلى اللَّه عزّوجلّ، وشكى الوادي من تلك البئر، وشكى تلك البئر من تلك الحيّة إلى اللَّه تعالى في كلّ يوم سبعين مرّة.

 فقيل: يا رسول اللَّه، ولمن هذا العذاب المضاعف الّذي يشكو بعضه عن بعض؟ قال: هو لمن يأتي يوم القيامة وهو غير ملتزم بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(25)

 

 13/106- في الكنز للكراجكي قدس سره عن أبي ذرّ رحمه الله قال: كنت جالساً عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم في منزل اُمّ سلمة ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يحدّثني وأنا أسمع إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأشرق وجهه نوراً فرحاً بأخيه وابن عمّه، ثمّ ضمّه إليه وقبّل بين عينيه، ثمّ التفت إليّ فقال: يا أباذرّ أتعرف هذا الداخل علينا حقّ معرفته؟ قال أبوذرّ: فقلت: يا رسول اللَّه هذا أخوك وابن عمّك وزوج فاطمة البتول وأبوالحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا أباذرّ، هذا الإمام الأزهر، ورمح اللَّه الأطول، وباب اللَّه الأكبر، فمن أراد اللَّه فليدخل الباب.

 يا أباذرّ، هذا القائم بقسط اللَّه، والذابّ عن حريم اللَّه، والناصر لدين اللَّه، وحجّة اللَّه على خلقه إنّ اللَّه تعالى لم يزل يحتجّ به على خلقه في الاُمم، كلّ اُمّة يبعث فيها نبيّاً.

 يا أباذرّ، إنّ اللَّه تعالى جعل على كلّ ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلّا الدعاء لعليّ عليه السلام وشيعته، والدعاء على أعدائه.

 يا أباذرّ، لولا عليّ عليه السلام ما بان الحقّ من الباطل، ولا المؤمن من الكافر، ولا عبد اللَّه لأ نّه ضرب رؤوس المشركين حتّى أسلموا وعبدوا اللَّه، ولولا ذلك لم يكن ثواب ولاعقاب، ولا يستره من اللَّه ستر، ولايحجبه من اللَّه حجاب، وهو الحجاب والستر ثمّ قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم «شَرَعَ لَكُم مِنَ الدينِ ما وَصَّى بِه نُوحاً - إلى قوله - مَن يُنيب» (26).

 يا أباذرّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى تفرّد بملكه ووحدانيّته ] وفردانيّته في وحدانيّته(27) فعرّف عباده المخلصين لنفسه، وأباح لهم جنّته، فمن أراد أن يهديه عرّفه ولايته، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته.

 يا أباذرّ، هذا راية الهدى، وكلمة التقوى، والعروة الوثقى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمها اللَّه المتّقين، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان كافراً، ومن ترك ولايته كان ضالّاً مضلّاً، ومن جحد ولايته كان مشركاً.

 يا أباذرّ، يؤتى بجاحد ولاية عليّ عليه السلام يوم القيامة أصمّ وأعمى وأبكم فيكبكب(28) في ظلمات القيامة ينادي يا حسرتا على ما فرّطت في جنب اللَّه، وفي عنقه طوق من النار، لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح في جوف قبره إلى النار.

 قال أبوذرّ: فقلت: فداك أبي واُمّي يا رسول اللَّه ملأت قلبي فرحاً وسروراً فزدني، فقال: نعم إنّه لمّا عرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الدنيا أذّن ملك من الملائكة وأقام الصلاة، فأخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فقدّمني، فقال لي: يا محمّد صلّ بالملائكة فقد طال شوقهم إليك، فصلّيت بسبعين صفّاً من الملائكة، الصفّ ما بين المشرق والمغرب لايعلم عددهم إلّا الّذي خلقهم، فلمّا قضيت الصلاة أقبل إليّ شرذمة من الملائكة يسلّمون عليّ ويقولون: لنا إليك حاجة، فظننت أ نّهم يسألوني الشفاعة، لأنّ اللَّه عزّوجلّ فضّلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء.

 فقلت: ما حاجتكم ملائكة ربّي؟ قالوا: إذا رجعت إلى الأرض فاقرأ عليّاً منّاالسلام وأعلمه بأنّا قد طال شوقنا إليه، فقلت: ملائكة ربّي تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ فقالوا: يا رسول اللَّه لِمَ لانعرفكم وأنتم أوّل خلق خلقه اللَّه، خلقكم اللَّه أشباح نور في نور من نور اللَّه وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له، ثمّ خلق الملائكة كما(29) أراد من أنوار شتّى، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون اللَّه وتقدّسون وتكبّرون وتحمّدون وتهلّلون، فنسبّح ونقدّس ونحمّد ونهلّل ونكبّر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من اللَّه تعالى فإليكم، وما صعد إلى اللَّه تعالى فمن عندكم، فلم لانعرفكم؟

 ثمّ عرج بي إلى السماء الثانية، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي هل تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ قالوا: ولم لانعرفكم وأنتم صفوة اللَّه من خلقه، وخزّان علمه، والعروة الوثقى، والحجّة العظمى، وأنتم الجنب والجانب، وأنتم الكراسيّ واُصول العلم، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

 ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ قالوا: ولِمَ لانعرفكم وأنتم باب المقام، وحجّة الخصام، وعليّ عليه السلام دابّة الأرض، وفصل(30) القضاء وصاحب العصا، وقسيم النار غداً وسفينة النجاة، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها في النار تردّى يوم القيامة، أنتم الدعائم ونجوم الأقطار، فلم لانعرفكم؟ فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

 ثمّ عرج بي إلى السماء الرابعة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ فقالوا: ولم لانعرفكم وأنتم شجرة النبوّة، وبيت الرحمة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وعليكم ينزل جبرئيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

 ثمّ عرج بي إلى السماء الخامسة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربّي تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم ونحن نمرّ عليكم بالغداة والعشيّ بالعرش، وعليه مكتوب: »لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، وأيّدته(31) بعليّ بن أبي طالب عليه السلام« فعلمنا حقّ(32) ذلك أ نّ عليّاً عليه السلام وليّ من أولياء اللَّه تعالى فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

 ثمّ عرج بي إلى السماء السادسة، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي تعرفوننا حقّ معرفتنا؟ قالوا: ولم لانعرفكم وقد خلق اللَّه جنّة الفردوس وعلى بابها شجرة وليس فيها ورقة إلّا وعليها حرف مكتوب بالنور: «لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه وعليّ بن أبي طالب عروة اللَّه الوثقى وحبل اللَّه المتين وعينه على الخلائق أجمعين» فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

 ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون: الحمدللَّه الّذي صدقنا وعده، فقلت: بما ذا وعدكم؟ قالوا: يا رسول اللَّه، لمّا خلقكم أشباح نور في نور من نور اللَّه عرضت علينا ولايتكم فقبلناها، وشكونا محبّتكم إلى اللَّه تعالى، فأمّا أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل.

 وأمّا عليّ عليه السلام فشكونا محبّته إلى اللَّه تعالى، فخلق لنا في صورته ملكاً وأقعده على(33) يمين عرشه على سرير من ذهب مرصّع بالدرّ والجوهر، عليه قبّة من لؤلؤة بيضاء، يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، بلا دعامة(34) من تحتها ولا علاقة من فوقها، قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي فقامت، فكلّما اشتقنا إلى رؤية عليّ عليه السلام نظرنا إلى ذلك الملك في السماء، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.(35)

 

 14/107- في تفسير القمي رحمه الله عن الصادق عليه السلام قال: الّذي عنده علم الكتاب هو أميرالمؤمنين عليه السلام وسئل عن الّذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الّذي عنده علم الكتاب؟ فقال عليه السلام: ما كان علم الّذي عنده علم من الكتاب عند الّذي عنده علم الكتاب إلاّ بقدر ما تأخذه البعوضة بجناحها من ماء البحر.(36)

 أقول: اُريد بالّذي عنده علم من الكتاب وصيّ سليمان بن داود كما صرّح به في المجالس.(37)

 

 15/108- في المناقب في خبر: قالت فاطمة بنت أسد(38) فشددته وقمطته بقماط(39) فنتر(40) القماط، ثمّ جعلته قماطين فنترهما، ثمّ جعلته ثلاثة وأربعة وخمسة وستّة منها أديم(41) وحرير فجعل ينترها.

 ثمّ قال: يا اُمّاه لاتشدّي يديّ فإنّي أحتاج أن اُبصبص لربّي بإصبعي.(42)

 

 16/109- عن عمر بن الخطّاب: إنّ عليّاً عليه السلام رأى حيّة تقصده وهو في مهده، وقد شدّت يداه في حال صغره، فحوّل نفسه فأخرج يده، وأخذ بيمينه عنقها، وغمزها(43) غمزة حتّى أدخل أصابعه فيها وأمسكها حتّى ماتت، فلمّا رأت ذلك اُمّه نادت واستغاثت، فاجتمع الحشم ثمّ قالت: كأ نّك حيدرة(45).(44)

 

 17/110- في كتاب صفوة الأخبار عن الأعمش قال: رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي تقول: اشربوا حبّاً لعليّ بن أبي طالب عليه السلام وكانت عمياء، قال فرأيتها(46) بمكّة بصيرة تسقي الماء وهي تقول: اشربوا حبّاً لمن ردّ به اللَّه عليّ بصري فقلت: يا جارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين: إشربوا حبّاً لمولاي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأنت اليوم بصيرة فما شأنك؟ قالت: بأبي أنت إنّي رأيت رجلاً قال: يا جارية أنت مولاة لعليّ بن أبى طالب ومحبّته؟ فقلت: نعم، فقال: اللّهم إن كانت صادقة فردّ عليها بصرها، فواللَّه لقد ردّ اللَّه عليّ بصري، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الخضر عليه السلام وأنا من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(47)

 18/111- في المجالس: عن سلمان الفارسي سلام اللَّه عليه قال: مرّ إبليس لعنه اللَّه بنفر يتناولون أميرالمؤمنين عليه السلام فوقف أمامهم، فقال القوم: من الّذي وقف أمامنا؟ فقال: أنا أبومرّة فقالوا: يا أبا مرّة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوأة لكم تسبّون مولاكم عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ فقالوا له: من أين علمت أ نّه مولانا؟ فقال: من قول نبيّكم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».

 فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّى اُحبّه وما يبغضه أحد إلّا شاركته في المال والولد، فقالوا له: يا أبا مرّة فتقول في عليّ عليه السلام شيئاً؟

 فقال لهم: اسمعوا منّي معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت اللَّه عزّوجلّ في الجانّ اثنتى عشرة ألف سنة، فلمّا أهلك اللَّه الجانّ شكوت إلى اللَّه عزّوجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت اللَّه في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة اُخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبّح اللَّه عزّوجلّ ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شعشعانيّ، فخرّت الملائكة لذلك النور سجّداً وقالوا: سبّوح قدّوس، نور ملك مقرّب أو نبيّ مرسل، فاذا النداء من قبل اللَّه جلّ جلاله: لا نور ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه.(48)

 أقول: إنّ رواية إبليس من المشهورات بين الخاصّة والعامّة وقد أوردنا الكلام فيها وفي سندها ودلالتها على الخلافة في كتابنا «دلائل الحقّ» وذكرنا فيه ثلاثة عشر قرينة على أ نّه اُريد من الولاية هنا الخلافة دون سائر معانيه »نسأل اللَّه طبعه« ولايكاد ينقضي تعجّبي إنّ مثل إبليس كيف أنصف ولم ينكر الحديث ودلالته مع أ نّه أساس المفسدين، وكيف أنكره بعضهم وأنكر دلالته كلّهم، اللّهم إلّا أن يقال إنّ إبليس بيّن لهم مناقبه عليه السلام لتأكيد الحجّة عليهم، مع علمه بأ نّهم لايرجعون عمّا هم فيه فيكون عذابهم أشدّ.

 

 19/112- في بعض مؤلّفات أصحابنا عن محمّد بن صدقة قال: سأل أبوذرّ الغفاري سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: يا أباعبداللَّه ما معرفة أميرالمؤمنين عليه السلام بالنورانيّة؟ قال: يا جندب فامض بنا حتّى نسأله عن ذلك، قال: فأتيناه فلم نجده فانتظرناه حتّى جاء، فقال صلوات اللَّه عليه: ما جاء بكما؟ قالا: جئناك يا أميرالمؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانيّة، قال عليه السلام: مرحباً بكما من وليّين متعاهدين لدينه لستما بمقصّرين، لعمري أنّ ذلك الواجب على كلّ مؤمن ومؤمنة.

 ثمّ قال عليه السلام: يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال عليه السلام: إنّه لايستكمل أحد الإيمان حتّى يعرفني كنه معرفتي بالنورانيّة فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن اللَّه قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفاً مستبصراً ومن قصّر عن معرفة ذلك فهو شاكّ ومرتاب.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال عليه السلام: معرفتي بالنورانيّة معرفة اللَّه عزّوجلّ ومعرفة اللَّه عزّوجلّ معرفتي بالنورانيّة، وهو الدين الخالص الّذي قال اللَّه تعالى: »وَما اُمِروا إلّا لِيَعْبُدوا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدين حُنَفاء وَيُقيمُوا الصَلاة وَيُؤْتُوا الزكوةَ وَذلك دينُ القَيِّمَة «.(49)

 يقول: ما اُمروا إلّا بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وهي الديانة المحمّديّة(50) السمحة(51).

 وقوله: «يقيمون الصلاة» فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة، وإقامة ولايتي صعب مستصعب لايحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو ]عبد[ مؤمن امتحن اللَّه قلبه للإيمان. فالملك إذا لم يكن مقرّباً لم يحتمله، والنبيّ إذا لم يكن مرسلاً لم يحتمله، والمؤمن إذا لم يكن ممتحناً لم يحتمله.

 قال سلمان: قلت: يا أميرالمؤمنين، من المؤمن وما نهايته وما حدّه حتّى أعرفه؟ قال عليه السلام: يا أباعبداللَّه قلت: لبّيك يا أخا رسول اللَّه، قال: المؤمن الممتحن هو الّذي لايرد من أمرنا إليه شي‏ء إلّا شرح صدره لقبوله ولم يشكّ ولم يرتدّ.(52)

 إعلم يا أباذرّ أنا عبداللَّه عزّوجلّ وخليفته على عباده، لاتجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنّكم لاتبلغون كنه ما فينا ولا نهايته، فإنّ اللَّه عزّوجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم ممّا يصفه واصفكم، أو يخطر على قلب أحدكم، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون.

 قال سلمان: قلت: يا أخا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال: نعم يا سلمان، تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز: «وَاسْتَعينُوا بِالصبْر وَالصَلاة وَإنَّها لَكبيرَةٌ إلّا عَلَى الخاشِعين» (53) فالصبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال اللَّه تعالى: «وإنّها لكبيرة» ولم يقل: وإنّهما لكبيرة لأنّ الولاية كبيرة حملها إلّا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون، وذلك لأنّ أهل الأقاويل من المرجئة والقدريّة والخوارج والناصبة(54) وغيرهم يقرّون لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي، منكرون لذلك جاحدون بها إلّا القليل.

 وهم الّذين وصفهم اللَّه في كتابه العزيز فقال: «وإنَّها لَكبيرَةٌ إلّا عَلَى الخاشِعين» وقال اللَّه تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز في نبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وفي ولايتي: «وَبِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ وَقَصْرٌ مَشيد» (55) فالقصر: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والبئر المعطّلة: ولايتي، عطّلوها وجحدوها، ومن لم يقرّ بولايتي لم ينفعه الإقرار بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ألا إنّهما مقرونان.

 وذلك أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نبيّ مرسل وهو إمام الخلق، وعليّ من بعده إمام الخلق ووصيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم كما قال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أ نّه لانبيّ بعدي، وأوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد، فمن استكمل معرفتي فهو على الدين القيّم كما قال اللَّه تعالى: «وَذلكَ دينُ القَيِّمَة» (56) وساُبيّن ذلك بعون اللَّه وتوفيقه.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليك قال: كنت أنا ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم نوراً واحداً من نور اللَّه عزّوجلّ، فأمر اللَّه تبارك وتعالى ذلك النور أن ينشقّ(57) فقال للنصف: كن محمّداً، وقال للنصف الآخر: كن عليّاً عليه السلام، فمنها قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عليّ منّي وأنا من عليّ ولايؤدّي عنّي إلّا عليّ.

 وقد وجّه أبابكر ببراءة إلى مكّة فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد قال: لبّيك قال: إنّ اللَّه يأمرك أن تؤدّيها أنت أو رجل منك، فوجّهني في استرداد أبى بكر فرددته فوجد في نفسه وقال: يا رسول اللَّه أنزل فيّ القرآن؟ قال: لا ولكن لايؤدّي إلّا أنا أو عليّ.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أخا رسول اللَّه قال عليه السلام: من لايصلح لحمل صحيفة يؤدّيها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصلح للإمامة؟ يا سلمان ويا جندب فأنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كنّا نوراً واحداً صار رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم محمّد المصطفى، وصرت أنا وصيّه المرتضى، وصار محمّد الناطق، وصرت أنا الصامت، وإنّه لابدّ في كلّ عصر من الأعصار أن يكون فيه ناطق وصامت، يا سلمان صار محمّد المنذر وصرت أنا الهادي، وذلك قوله عزّوجلّ: «إنَّما أنْتَ مُنْذِر وَلِكُلِّ قَوْم هاد» (58) فرسول اللَّه المنذر وأنا الهادي.

 ثمّ قال عليه السلام: «اَللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِل كُلّ اُنْثى وَما تَغيضُ الأرْحام وَما تَزْدادُ وَكُلّ شَيْ‏ء عِنْدَه بِمقْدار × عالِمُ الغَيْب وَالشَهادَة الكَبيرُ المُتَعال × سَواءٌ مِنْكم مَنْ أسَرَّ الْقَوْل وَمَنْ جَهَر بِه وَمَن هُوَ مُسْتَخْف بِالليل وَسارِب بِالنهار × لَهُ مُعَقَّباتٌ مِنْ بَيْن يَدَيْه وَمِنْ خَلْفِه يَحْفَظُونَه مِنْ أمْرِ اللَّه».(59)

 قال: فضرب عليه السلام بيده على الاُخرى وقال: صار محمّد صاحب الجمع وصرت أنا صاحب النشر، وصار محمّد صاحب الجنّة وصرت أنا صاحب النار، أقول لها: خذي هذا وذري هذا، وصار محمّد صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الرجفة وصرت أنا صاحب الهدّة(60)، وأنا صاحب اللوح المحفوظ ألهمني اللَّه عزّوجلّ علم ما فيه.

 نعم يا سلمان ويا جندب، وصار محمّد «يس وَالْقُرْآن الحَكيم« (61) وصار محمّد «ن وَالْقَلَم» (62) وصار محمّد «طه ما أنْزَلْنا عَلَيْكَ القُرآن لِتَشْقى» (63) وصار محمّد صاحب الدلالات، وصرت أنا صاحب المعجزات والآيات، وصار محمّد خاتم النبيّين وصرت أنا خاتم الوصيّين، وأنا «الصِراطُ المُسْتَقيم» (64)، وأنا «النَبَأ العَظيم × الَّذي هُمْ فيهِ مُخْتَلِفون» (65)، ولا أحد إختلف إلّا في ولايتي، وصار محمّد صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف، وصار محمّد نبيّاً مرسلاً وصرت أنا صاحب أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

 قال اللَّه عزّوجلّ: «يُلْقِي الرُوحَ مِنْ أمْرِه عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه» (66) وهو روح اللَّه لايعطيه ولايلقي هذا الروح إلّا على ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو وصيّ منتجب، فمن أعطاه اللَّه هذا الروح فقد أبانه من الناس، وفوّض إليه القدرة، وأحيى الموتى، وعلم بها ما كان وما يكون وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين، وعلم ما في الضمائر والقلوب وعلم ما في السموات والأرض.

 يا سلمان ويا جندب، وصار محمّد الذكر الّذي قال اللَّه عزّوجلّ «قَدْ أنْزَلَ اللَّه إلَيْكُم ذِكْراً × رَسولاً يَتْلُوا عَلَيْكم آيات اللَّه» (67) إنّي اُعطيت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، واستودعت علم القرآن وما هو كائن إلى يوم القيامة ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم أقام الحجّة حجّة للناس، وصرت أنا حجّة اللَّه عزّوجلّ، جعل اللَّه لي ما لم يجعل لأحد من الأوّلين والآخرين لا لنبيّ مرسل ولا لملك مقرّب.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال عليه السلام: أنا الّذي حملت نوحاً في السفينة بأمر ربّي، وأنا الّذي أخرجت يونس من بطن الحوت بإذن ربّي وأنا الّذي جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربّي، وأنا الّذي أخرجت إبراهيم من النار بإذن ربّي، وأنا الّذى أجريت أنهارها وفجّرت عيونها وغرست أشجارها بإذن ربّي، وأنا عذاب يوم الظلّة، وأنا المنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان: الجنّ والإنس وفهمه قوم، إنّي لأسمع كلّ يوم(68) الجبّارين والمنافقين بلغاتهم وأنا الخضر عالم موسى، وأنا معلّم سليمان بن داود، وأنا ذوالقرنين، وأنا قدرة اللَّه عزّوجلّ.

 يا سلمان ويا جندب، أنا محمّد ومحمّد أنا، وأنا من محمّد ومحمّد منّي، قال اللَّه تعالى: «مَرَجَ الْبَحْرين يَلْتَقِيان × بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لايَبْغِيان» (69).

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال: إنّ ميّتنا لم يمت وغائبنا لم يغب وإنّ قتلانا لم يقتلوا.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال: أنا أمير كلّ مؤمن ومؤمنة ممّن مضى وممّن بقي، واُيّدت بروح العظمة، إنّما أنا عبد من عبيداللَّه لاتسمّونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنّكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله اللَّه لنا، ولا معشار العشر.

 لأ نّا آيات اللَّه ودلائله، وحجج اللَّه وخلفاؤه واُمناء اللَّه وأئمّته، ووجه اللَّه وعين اللَّه ولسان اللَّه، بنا يعذّب اللَّه عباده، وبنا يثيب، ومن بين خلقه طهّرنا واختارنا واصطفانا، ولو قال قائل: لم وكيف وفيم؟ لكفر وأشرك، لأ نّه »لايُسْئَل عَمّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْئَلون » .(70)

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليك، قال عليه السلام: من آمن بما قلت وصدّق بما بيّنت وفسّرت وشرحت وأوضحت وقرّرت(71) وبرهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن اللَّه قلبه للإيمان وشرح صدره للاسلام وهو عارف مستبصر قد انتهى وبلغ وكمل، ومن شكّ وعند وجحد ووقف وتحيّر وارتاب فهو مقصّر وناصب.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليك، قال عليه السلام: أنا اُحيي واُميت بإذن ربّي، وأنا اُنبّئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم بإذن ربّي وأنا عالم بضمائر قلوبكم والأئمّة من أولادي يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبّوا وأرادوا، لأ نّا كلّنا واحد، أوّلنا محمّد وآخرنا محمّد وأوسطنا محمّد وكلّنا محمّد، فلاتفرّقوا بيننا، ونحن إذا شئنا شاء اللَّه، وإذا كرهنا كره اللَّه، الويل كلّ الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيّتنا وما أعطانا اللَّه ربّنا لأنّ من أنكر شيئاً ممّا أعطانا اللَّه فقد أنكر قدرة اللَّه عزّوجلّ ومشيّته فينا.

 يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيك يا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليك، قال عليه السلام: لقد أعطانا اللَّه ربّنا ما هو أجلّ وأعظم وأعلا وأكبر من هذا كلّه، قلنا: يا أميرالمؤمنين ما الّذي أعطاكم ما هو أعظم وأجلّ من هذا كلّه؟

 قال عليه السلام: قد أعطانا ربّنا عزّوجلّ الإسم الأعظم الّذي لو شئنا خرقنا(72) السماوات والأرض والجنّة والنار ونعرج به إلى السماء، ونهبط به إلى الأرض ونغرّب ونشرّق وننتهى به إلى العرش، فنجلس عليه بين يدي اللَّه عزّوجلّ ويطيعنا كلّ شي‏ء حتّى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدوابّ والبحار والجنّة والنار، أعطانا اللَّه ذلك كلّه بالإسم الأعظم الّذي علّمنا وخصّنا به.

 ومع هذا كلّه نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق، ونعمل هذه الأشياء بأمر ربّنا ونحن عباد اللَّه المكرمون الّذين لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وجعلنا معصومين مطهّرين وفضّلنا على كثير من عباده المؤمنين، فنحن نقول: الحمدللَّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانااللَّه وحقّت كلمة العذاب على الكافرين، أعني الجاحدين بكلّ ما أعطانا اللَّه من الفضل والإحسان.

 يا سلمان ويا جندب، فهذه معرفتي بالنورانيّة فتمسّك بها راشداً فإنّه لايبلغ أحد من شيعتنا حدّ الإستبصار حتّى يعرفنى بالنورانيّة، فإذا عرفني كان مستبصراً بالغاً كاملاً قد خاض بحراً من العلم، وارتقى درجة من الفضل، واطّلع على سرّ من سرّ اللَّه، ومكنون خزائنه.(73)

 

 20/113- في كتاب المحتضر للحسن بن سليمان: ممّا رواه من كتاب نوادر الحكمة يرفعه إلى عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ليلة اُسري بي إلى السماء وصرت كقاب قوسين أو أدنى أوحى اللَّه عزّوجلّ إليّ: يا محمّد من أحبّ خلقي إليك؟ قلت: يا ربّ أنت أعلم.

 فقال عزّوجلّ: أنا أعلم ولكن اُريد أن أسمعه من فيك، فقلت: ابن عمّي عليّ بن أبي طالب، فأوحى اللَّه عزّوجلّ إليّ: أن التفت، فالتفتّ فإذا بعليّ عليه السلام واقف معي، وقد خرقت حجب السماوات، وقد أوقف رأسه(74) يسمع ما يقول فخررت للَّه تعالى ساجداً.(75)

 

 21/114- مشارق الأنوار للبرسي رحمه الله: قال أميرالمؤمنين عليه السلام لرميلة - وكان قد مرض وأبلى وكان من خواصّ شيعته - : وعكت يا رميلة؟ ثمّ رأيت خفّاً(76) فأتيت الى الصلاة؟ فقال: نعم يا سيّدي وما أدراك؟

 فقال: يا رميلة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولا حزن إلّا حزنّا لحزنه، ولا دعا إلّا آمنّا لدعائه، ولا سكت إلّا دعونا له، ولامؤمن ولامؤمنة في المشارق والمغارب إلّا ونحن معه.(77)

 أقول: ويؤيّده قوله تعالى: «أيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه» (78) حيث وردت أخبار مستفيضة على تأويل وجه اللَّه بالأئمّة عليهم السلام وبخصوص النبيّ وعليّ عليهما السلام.(79)

 والوجه في ذلك ظاهر لكونهم ذوي وجه وجاه ومنزلة عند اللَّه، ولكونهم الجهة الّتي أمر اللَّه بالتوجّه إليها وأ نّه لايتيسّر أن يتوجّه إلّا بالتوجّه إليهم، ولايقبل عمل أحد إلّا بولايتهم.

 

 22/115- ارشاد القلوب للديلمي رحمه الله بالإسناد إلى المفيد قدس سره يرفعه إلى سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: قال لي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا سلمان، الويل كلّ الويل لمن لايعرفنا حقّ معرفتنا وأنكر فضلنا. يا سلمان، أيّما أفضل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أو سليمان بن داود عليه السلام؟ قال سلمان: بل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل.

 فقال عليه السلام: يا سلمان، فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس إلى سبأ في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل(80) أنا أضعاف ذلك وعندي ألف كتاب؟! أنزل اللَّه على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم الخليل عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فقلت: صدقت يا سيّدي.

 قال الإمام عليه السلام: يا سلمان، إنّ الشاكّ في اُمورنا وعلومنا كالمستهزئ(81) في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض اللَّه ولايتنا في كتابه في غير موضع وبيّن ما أوجب العمل به وهو مكشوف(82).(83)

 

 23/116- في المحاسن: عن القاسم، عن جدّه، عن ابن مسلم، عن الصادق عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك(84)، والأسقام ووسواس الريب، وحبّنا رضى الربّ تبارك وتعالى.(85)

 

 24/117- كنز الفوائد للكراجكي: نقل من خطّ الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس سره رواه بإسناده عن أبي محمّد الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي عن رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام قال:

 دخل سلمان رضى الله عنه على أميرالمؤمنين عليه السلام فسأله عن نفسه؟ فقال: يا سلمان أنا الّذي دعيت الاُمم كلّها إلى طاعتي فكفّرت فعذّبت في النار، وأنا خازنها عليهم حقّاً أقول: يا سلمان إنّه لايعرفني أحد حقّ معرفتي إلّا كان معي في الملأ الأعلى.

 قال: ثمّ دخل الحسن والحسين عليهما السلام فقال: يا سلمان هذان شنفا(86) عرش ربّ العالمين، وبهما تشرق الجنان، واُمّهما خيرة النسوان أخذ اللَّه على الناس الميثاق بي فصدّق من صدّق وكذّب من كذّب، فهو في النار، وأنا الحجّة البالغة، والكلمة الباقية وأنا سفير(87) السفراء.

 قال سلمان رضى الله عنه: يا أميرالمؤمنين لقد وجدتك في التوراة كذلك وفي الإنجيل كذلك، بأبي أنت واُمّي يا قتيل كوفان، واللَّه لولا أن يقول الناس: واشوقاه رحم اللَّه قاتل سلمان لقلت فيك مقالاً تشمئزّ منه النفوس، لأ نّك حجّة اللَّه الّذي به تاب على آدم، وبه نجى يوسف من الجبّ، وأنت قصّة أيّوب وسبب تغيّر نعمة اللَّه عليه.

 فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أتدري ما قصّة أيّوب وسبب تغيّر نعمة اللَّه عليه؟ قال: اللَّه أعلم وأنت يا أميرالمؤمنين قال: لمّا كان عند الإنبعاث للنطق شكّ أيّوب في ملكي فقال: هذا خطب جليل، وأمر جسيم، قال اللَّه عزّوجلّ: يا أيّوب أتشكّ في صورة أقمتها أنا؟ إنّي ابتليت آدم بالبلاء فوهبته له، وصفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين وأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم؟ فو عزّتي لاُذيقنّك من عذابي أو تتوب إليّ بالطاعة لأميرالمؤمنين. ثمّ أدركته السعادة بي، يعني أ نّه تاب وأذعن بالطاعة لأميرالمؤمنين وعلى ذرّيّته الطيّبين عليهم السلام.(88)

 

 25/118- في الأمالي: عن ابن المتوكّل، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن الثمالي، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من سرّه أن يجمع اللَّه له الخير كلّه فليوال عليّاً عليه السلام بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءَه.(89)

 

 26/119- في المجالس للمفيد رضى الله عنه: بإسناده إلى أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق الأجدعي فإذا عنده ضيف له لانعرفه! فقال الضيف: كنت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بحنين(90) إلى أن قال: ألا اُحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور؟ قلنا: بلى، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: ما جاء بك يا أعور؟ قال: قلت: حبّك يا أميرالمؤمنين، قال: اللَّه قلت: أللَّه، فناشدني - ثلاثاً - .

 ثمّ قال: أما إنّه ليس عبد من عباداللَّه ممّن امتحن اللَّه قلبه بالإيمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا، وليس عبد من عباد اللَّه ممّن سخط اللَّه عليه، إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة فكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً(91) لأهل النار مثواهم.(92)

 

 27/120- في الأمالي: بإسناده إلى أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر محمّد بن على الباقر عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: يا علي، ما ثبت حبّك في قلب امرء مؤمن فزلّت به قدم على الصراط إلّا ثبتت له قدم اُخرى حتّى يدخله اللَّه عزّوجلّ بحبّك الجنّة.(93)

 

 28/121- في كتابي الفضائل والروضة: بالإسناد - يرفعه - إلى جابر بن عبداللَّه الأنصاري أ نّه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جالساً في المسجد إذ أقبل عليّ عليه السلام والحسن عن يمينه والحسين عن شماله، فقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقبّل عليّاً عليه السلام وضمّه إلى صدره وقبّل الحسن عليه السلام وأجلسه على فخذه الأيمن، وقبّل الحسين عليه السلام وأجلسه على فخذه الأيسر، ثمّ جعل يقبّلهما ويرشف(94) شفتيهما ويقول: بأبي أبوكما وبأبي اُمّكما.

 ثمّ قال: أيّها الناس إنّ اللَّه سبحانه وتعالى باهى بهما وبأبيهما وبالأبرار من ولدهما الملائكة جميعاً ثمّ قال: اللهمّ إنّي اُحبّهم واُحبّ من يحبّهم، اللهمّ من أطاعنى فيهم وحفظ وصيّتى فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين، فإنّهم أهلي والقوّامون بديني والمحيون لسنّتي والتالون لكتاب ربّي، فطاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي.(95)

 

 29/122- في العلل: عن جابر قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بمنى إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرّع، فقلنا: يا رسول اللَّه ما أحسن صلاته؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: هو الّذي أخرج أباكم من الجنّة فمضى إليه عليّ عليه السلام غير مكترث(96) فهزّه(97) هزّة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى، واليسرى في اليمنى، ثمّ قال: لأقتلنّك إنشاءاللَّه.

 فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربّي، ما لك تريد قتلي؟ فواللَّه ما أبغضك أحد إلّا سبقت نطفتي إلى رحم اُمّه قبل نطفة أبيه، ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد وهو قول اللَّه عزّوجل »وَشارِكْهم فِي الأمْوالِ وَالأوْلاد».(98)

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ لايبغضك من قريش إلّا سفاحيّ، ولا من الأنصار إلّا يهوديّ، ولا من العرب إلّا دعيّ ولا من سائر الناس إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سلقلقية - وهي الّتي تحيض من دبرها - ثمّ أطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه فقال: معاشر الناس، أعرضوا أولادكم على محبّة عليّ.

 قال جابر بن عبداللَّه: فكنّا نعرض حبّ عليّ عليه السلام على أولادنا فمن أحبّ عليّاً عليه السلام علمنا أ نّه من أولادنا ومن أبغض عليّاً عليه السلام انتفينا منه.(99)

 أقول: أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري الّذي هو من أعيان العامّة قال: كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّاً عليه السلام.(100)

 

 30/123- في أمالي المفيد: بأسانيده المفصّلة عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: ما جاء بك؟ فقلت: حبّي لك يا أميرالمؤمنين، فقال: يا حارث أتحبّني؟ فقلت: نعم واللَّه يا أميرالمؤمنين، قال: أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتنى حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود(101) الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل(102) لرأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد(103) بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لرأيتني حيث تحبّ.(104)

 أقول: لواء الحمد وهو كما في الخصال عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة يأتينى جبرئيل عليه السلام ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنا على كرسيّ من كراسيّ الرضوان فوق منبر من منابر القدس، فآخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 فوثب عمر بن الخطّاب فقال: يا رسول اللَّه وكيف يطيق عليّ حمل اللواء وقد ذكرت أ نّه سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر؟!

 فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة يعطي اللَّه عليّاً عليه السلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل ومن النور مثل نور آدم، ومن الحلم مثلم حلم رضوان، ومن الجمال مثل جمال يوسف، ومن الصوت ما يداني صوت داود، لولا أن يكون داود خطيباً في الجنان لاُعطي مثل صوته، وإنّ عليّاً عليه السلام أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل، لايجوز لعليّ قدم على الصراط إلّا ويثبت له مكانها اُخرى، وإنّ لعلي عليه السلام وشيعته من اللَّه مكاناً يغبطه به الأوّلون والآخرون.(105)

 

 31/124- في مشارق الأنوار قال: قال رجل للصادق عليه السلام: أخبرني لماذا رفع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام على كتفه؟ قال عليه السلام: ليعرف الناس مقامه ورفعته. فقال: زدني يابن رسول اللَّه فقال: ليعلم الناس أ نّه أحقّ بمقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: زدني فقال عليه السلام: ليعلم الناس أ نّه امام بعده والعلم المرفوع.

 فقال: زدني، قال: هيهات، واللَّه لو أخبرتك بكنه ذاك لقمت عنّي وأنت تقول: جعفر بن محمّد كاذب في قوله أو مجنون، وكيف يطّلع على الأسرار غير الأبرار.(106)

 أقول: ولقد أجاد الناظم حيث قال:

 عرج الهادي إلى أوج السما

وعليّ كتف الهادي علا

 أيّها المنصف أنصف بيننا

أيّ معراجيهما أعلا علا

 

 32/125- في الأمالي: عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجهاً، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة؟ فقال الملك: لست بجبرئيل أنا محمود بعثني اللَّه عزّوجلّ أن اُزوّج النور من النور، قال: مَن ممّن؟ قال: فاطمة عليها السلام من عليّ عليه السلام فلمّا ولّى الملك إذا بين كتفيه محمّد رسول‏اللَّه عليّ وصيّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: منذكم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق اللَّه عزّوجلّ آدم باثنين وعشرين ألف عام.(107)

 

 33/126- مشارق الأنوار: روى ابن عبّاس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّ يوم القيامة يوم شديد الهول، فمن أراد منكم أن يتخلّص من أهوال يوم القيامة وشدائده فليوال وليّي، وليتّبع وصيّي وخليفتي وصاحب حوضي عليّ بن أبي طالب، فإنّه غداً على الحوض يذود عنه أعداءَه ويسقي منه أولياءَه، فمن لم يشرب لم يزل ظمآناً لم يرو أبداً، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً.

 ألا وإنّ حبّ عليّ علم(108) بين الإيمان والنفاق، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان منافقاً، فمن سرّه أن يمرّ على الصراط كالبرق الخاطف ويدخل الجنّة بغير حساب فليوال ولييّ وخليفتي على أهلي واُمّتي عليّ بن أبي‏طالب، فإنّه باب اللَّه والصراط المستقيم، عليّ يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجّلين ومولى من أنا مولاه، لايحبّه إلّا طاهر الولادة زاكي العنصر، ولا يبغضه إلّا من خبث أصله وولادته.

 وما كلّمني ربّي ليلة المعراج إلّا قال لي: يا محمّد، اقرأ عليّاً منّي السلام، وعرّفه أ نّه إمام أوليائى ونور من أطاعنى وهنّأه بهذه الكرامة منّي.

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لاتستخفّوا بالفقير من شيعة عليّ عليه السلام فإنّ الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر.(109)

 

 34/127- فيه أيضاً عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية «وَكُلُّ شَيْ‏ء أحْصَيْناهُ في إمام مُبين» (110) قام رجلان فقالا: يا رسول اللَّه أهي التوراة قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا.

 فأقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: هو هذا الّذي أحصى اللَّه فيه علم كلّ شي‏ء، وإنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّ عليّاً عليه السلام في حياته وبعد وفاته، والشقيّ كلّ الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته.(111)

 

 35/128- وفيه: روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: يا عليّ، مثلك في اُمّتي كمثل «قل هواللَّه أحد» من قرأها مرّة فكأ نّما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرّات فكأنّما ختم القرآن، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل ثلث الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثي الإيمان، ومن أحبّك بيده وقلبه ولسانه فقد كمل الإيمان، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السماء لما عذّب اللَّه أحداً بالنار.

 يا عليّ، بشّرني جبرئيل عن ربّ العالمين فقال لي: يا محمّد بشّر أخاك عليّاً عليه السلام انّي لا اُعذّب من تولاّه ولا أرحم من عاداه.(112)

 

 36/129- كتاب الأمالي: عن سعيد بن جبير قال: أتيت ابن عبّاس أسأله عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام واختلاف الناس فيه، فقال: يابن جبير، جئت تسألني عن خير هذه الاُمّة بعد محمّد صلى الله عليه وآله وسلم جئت تسألني عن رجل ]كانت [له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة الفدية(113)، جئت تسألني عن وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخليفته وصاحب حوضه ولوائه ]وشفاعته[.

 ثمّ قال: والّذي اختار محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً لرسله لو كان نبت الدنيا وأشجارها أقلاماً(114) وأهلها كتّاباً وكتبوا مناقب عليّ عليه السلام وفضائله من يوم خلق اللَّه الدنيا إلى فنائها ما كتبوا معشار ما آتاه اللَّه من الفضل.(115)

 أقول: الليلة المذكورة هي الليلة السابعة عشر من شهر رمضان، وهي ليلة القربة وهي الّتي وقعت غزوة بدر في يومها وإليها أشار السيّد الحميري رحمه الله(116) فقال:

 اُقسم باللَّه وآلائه

والمرء عمّا قال مسؤول

 إنّ عليّ بن أبي طالب

على التُّقى والبرّ مجبول

 وإنّه ذاك الإمام الّذي

له على الاُمّة تفضيل

 يقول بالحقّ ويفتي به

ولا تلهيه الأباطيل

 كان إذا الحرب مرتها القنا

وأحجمت عنها البهاليل

 يمشي إلى القرن وفي كفّه

أبيض ماضي الحد مصقول

 مشي العفرنا(117) بين أشباله

أبرزه للقنص(118) الغيل(119)

 ذاك الّذي سلّم في ليلة

عليه ميكال وجبريل

 ميكال في ألف وجبريل في

ألف ويتلوهم سرافيل

 ليلة بدر مدداً أنزلوا

كأ نّهم طير أبابيل

 فسلّموا لما أتوا حذوه

وذاك إعظام وتبجيل(120)

 

 37/130- وفي كتاب المناقب مرفوعاً إلى ابن عمر قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا رسول اللَّه ما منزلة عليّ منك؟ فغضب ثمّ قال: ما بال قوم يذكرون رجلاً له عنداللَّه منزلة كمنزلتي ومقام كمقامي إلّا النبوّة.

 يابن عمر، إنّ عليّاً منّي بمنزلة الروح من الجسد، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة النفس من النفس وإنّ عليّاً منّي بمنزلة النور من النور، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة الرأس من الجسد، وإنّ عليّاً منّى بمنزلة الزر من القميص.

 يابن عمر، من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللَّه، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد غضب اللَّه عليه ولعنه.

 ألا ومن أحبّ عليّاً فقد اُوتي كتابه بيمينه وحوسب حساباً يسيراً.

 ألا ومن أحبّ عليّاً لايخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكل من طوبى، ويرى مكانه في الجنّة.

 ألا ومن أحبّ عليّاً هانت عليه سكرات الموت، وجعل قبره روضة من رياض الجنّة. ألا ومن أحبّ عليّاً أعطاه اللَّه بكلّ عضو من أعضائه خولا(121) وشفاعة ثمانين من أهل بيته.

 ألا ومن عرف عليّاً وأحبّه بعث اللَّه إليه ملك الموت كما يبعثه إلى الأنبياء وجنّبه أهوال منكر ونكير، وفتح له في قبره مسيرة عام، وجاء يوم القيامة أبيض الوجه يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بعلها.

 ألا ومن أحبّ عليّاً أظلّه اللَّه تحت ظلّ عرشه وآمنه يوم الفزع الأكبر.

 ألا ومن أحبّ عليّاً قبل اللَّه حسناته ودخل الجنّة آمناً.

 ألا ومن أحبّ عليّاً سمّي أمين اللَّه في أرضه.

 ألا ومن أحبّ عليّاً وضع على رأسه تاج الكرامة مكتوباً عليه أصحاب الجنّة هم الفائزون، وشيعة عليّ هم المفلحون.

 ألا ومن أحبّ عليّاً لاينشر له ديوان ولاينصب له ميزان، وتفتح له أبواب الجنّة الثمان. ألا ومن أحبّ عليّاً ومات على حبّه صافحته الملائكة، وزارته أرواح الأنبياء.

 ألا ومن مات على حبّ عليّ فأنا كفيله بالجنّة.

 ألا وإنّ للَّه باباً من دخل منه نجا من النار وهو حبّ عليّ.

 ألا ومن أحبّ عليّاً أعطاه اللَّه بكلّ عرق في جسده، وشعرة في بدنه مدينة في الجنّة.

 يابن عمر، وإنّ عليّاً سيّد الوصيّين وإمام المتّقين، وخليفتي على الناس أجمعين وابو الغرّ الميامين، طاعته طاعتي، ومعرفته معرفتي.

 يابن عمر، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو أنّ أحدكم صفّ قدميه بين الركن والمقام يعبداللَّه ألف عام، صائماً نهاره قائماً ليله، وكان له ملؤ الأرض ذهباً فأنفقه، وعباد اللَّه ملكاً فأعتقهم، وقتل بعد هذا الخير الكثير شهيداً بين الصفا والمروة، ثمّ لقي اللَّه يوم القيامة باغضاً لعليّ لم يقبل اللَّه له عدلاً ولا صرفاً وزجّ(122) بأعماله في النار وحشر مع الخاسرين.(123)

 

 38/131- وفيه أيضاً روى صاحب كتاب الأربعين: عن أنس ابن مالك قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا عليّ، يا وليّ، يا سيّد، يا صدّيق، يا ديّان، يا دالّ، يا هادي، يا زاهد، يا فتى، يا طيّب، يا طاهر مر أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.(124)

 

 39/132- فيه أيضاً من كتاب المناقب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنّ للَّه عموداً من نور يضي‏ء لأهل الجنّة كالشمس لأهل الدنيا لايناله إلّا عليّ وشيعته، وإنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء ]طولها خمسون عاماً [على صفائح من ذهب، إذا نقرت طنّت وقالت في طنينها: يا عليّ.(125)

 

 40/133- فيه أيضاً عنهم عليهم السلام أ نّهم قالوا: نزّهونا عن الربوبيّة وارفعوا عنّا حظوظ البشريّة - يعني الحظوظ الّتي تجوز عليكم - فلايقاس بنا أحد من الناس فإنّا نحن الأسرار الإلهيّة المودّعة في الهياكل البشريّة، والكلمة الربّانيّة الناطقة في الأجساد الترابيّة، وقولوا بعد ذلك ما استطعتم، فإنّ البحر لاينزف وعظمة اللَّه لاتوصف.(126)

 

 41/134- فيه أيضاً: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا ولد في البيت الحرام خرّ ساجداً ثمّ رفع رأسه الشريف فأذّن وأقام وشهد للَّه بالوحدانيّة ولمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة ولنفسه بالخلافة والولاية.

 ثمّ أشار إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أقرأ يا رسول اللَّه؟ فقال: نعم، فابتدأ بصحف آدم فقرأها حتّى لو حضر شيث لأقرّ أ نّه أعلم بها منه، ثمّ تلا صحف نوح وصحف ابراهيم والتوراة والإنجيل.

 ثمّ تلا: «قَدْ أفْلَحَ المُؤْمنُون» (127) فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: نعم أفلحوا إذ أنت إمامهم، ثمّ خاطبه بما خاطبه به الأنبياء والأوصياء، ثمّ سكت، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: عد إلى طفوليّتك فأمسك.

 ومن كراماته الّتي لاتحدّ وفضائله الّتي لاتعدّ، أنّ راهب اليمامة الأثرم كان يبشّر أباطالب بولادة عليّ عليه السلام ويقول له: سيولد لك ولد يكون سيّد أهل زمانه، وهو الناموس الأكبر، ويكون لنبيّ زمانه عضداً وناصراً وصهراً ووزيراً، وإنّي لا أدرك أيّامه، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام، ويوشك أ نّي أراه.

 فلمّا ولد أميرالمؤمنين عليه السلام ذهب أبوطالب إليه ليعلمه، فوجده قد مات، فرجع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأخذه وقبّله فسلّم عليه أميرالمؤمنين عليه السلام وقال: يا أبة جئت من عند الراهب الأثرم الّذي كان يبشّرك بي وقصّ عليه قصّة الراهب، فقال له أبوه عبد مناف صدقت يا وليّ اللَّه.(128)

 ولقد أجاد الناظم حين قال:

 هو القبلة الوسطى ترى الوفد حولها

لها حرم اللَّه المهيمن والحلّ

 وآيته الكبرى وحجّته الّتي

اُقيمت على من كان منّا له عقل

 

 وقال العارف لطف ‏اللَّه النيشابوري:

 طواف خانه كعبه از آن شد بر همه واجب

كه آنجا در وجود آمد علىّ بن ابى طالب

 

 42/135- وفيه أيضاً: قال في حقّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر: لو لم أخف أن تقول اُمّتي فيك ما قالت النصارى في المسيح بن مريم لقلت اليوم فيك حديثاً.(129)

 أقول: فلو قال الحديث لدعوه ربّا لكنّهم دعوه ربّا وما قال، وذاك لعظيم الخصال.(130)

 وفي ذلك اليوم لمّا جاءت صفيّة بنت حيي بن أخطب اليهودي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكانت من أجمل النساء(131) رأى في وجهها شجّة فقال: ما هذه وأنت إبنة الملوك؟ فقالت: إنّ عليّاً عليه السلام لمّا قدم الحصن هزّ الباب فاهتزّ الحصن وسقط من كان عليه من النظّارة، وارتجف بي السرير فسقطت لوجهي، فشجّني جانب السرير فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا صفيّة إنّ عليّاً عظيم عنداللَّه، وإنّه لمّا هزّ الباب اهتزّ الحصن، واهتزّت السماوات السبع والأرضون السبع، واهتزّ عرش الرحمان غضباً لعليّ عليه السلام.

 ولمّا سأله عمر فقال: يا أبا الحسن لقد اقتلعت منيعا(132) وأنت ثلاثة أيّام خميصا فهل قلعتها بقوّة بشريّة؟ فقال: ما قلعتها بقوّة بشريّة، ولكن قلعتها بقوّة إلهيّة ونفس بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة.(133)

 وهذا ممّا يدلّ على عدم تحمّلهم أسرار أميرالمؤمنين عليه السلام.

 

 43/136- الّذي ورد في انطاق أميرالمؤمنين عليه السلام جمجمة أنوشيروان وقولها: أنت أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين وإمام المتّقين - إلى أن قال - : فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت منّي حيث لم اُؤمن به، فأنا محروم من الجنّة بعدم إيماني ولكنّي مع هذا الكفر خلّصني اللَّه تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وانصافي بين الرعيّة، وأنا في النار، والنار محرّمة عليّ، فوا حسرتا لو آمنت لكنت معك.

 فبكى الناس واضطربوا واختلفوا في معنى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال المخلصون منهم: إنّه عبداللَّه ووليّه ووصىّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقال بعضهم: بل هو النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال بعضهم: بل هو الربّ مثل عبداللَّه بن سبا وأصحابه، فأحضرهم عليه السلام وقال:

 يا قوم غلب عليكم الشيطان إن أنا إلّا عبداللَّه، فارجعوا عن الكفر، فخرج بعضهم عن الكفر وبقي قوم على الكفر، فأحرقهم بالنار وتفرّق منهم قوم في البلاد وقالوا: لولا أن تكون فيه الربوبيّة ما كان أحرقنا في النار، فنعوذ باللَّه من الخذلان.(134)

 أقول: أ نّهم كما قد ذكرنا في مقدّمات الكتاب تجاسروا على مقام الربوبيّة واستحقروها وتنازلوا إلى أن قالوا باُلوهيّتهم عليهم السلام فحقيق أن يقال: إنّهم في هذا الرأي الكاسد والإعتقاد الفاسد ما عظّموهم عليهم السلام حقّ التعظيم بل استصغروا بمعنى الربوبيّة وقاسوها بما يشابه الشي‏ء الممكن، وهذا كفر والحاد، عصمنا اللَّه من العثرات والفساد في الاعتقاد.

 

 44/137- في الكافي: عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبى عبداللَّه عليه السلام ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع اللَّه تبارك وتعالى الخلائق كان نوح عليه السلام اوّل من يدعى به، فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك بذلك؟ فيقول: محمّد بن عبداللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 قال: فيخرج نوح عليه السلام فيتخطّى الناس حتّى يجي إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وهو على كثيب(135) المسك ومعه عليّ عليه السلام وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سيئَتْ وُجُوه الّذين كَفَرُوا» (136) فيقول نوح عليه السلام لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه تبارك وتعالى سألني هل بلّغت؟ فقلت: نعم، فقال: من يشهد لك؟ فقلت: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: يا جعفر ويا حمزة، إذهبا واشهدا له أ نّه قد بلّغ.

 قال أبوعبداللَّه عليه السلام: فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهم السلام بما بلّغوا فقلت: جعلت فداك فعليّ عليه السلام أين هو؟ فقال: هو أعظم منزلة من ذلك.(137)

 

 45/138- روى المجلسى رضى الله عنه: عن البرسي، عن طارق بن شهاب، عن أميرالمؤمنين عليه السلام رواية في وصف الإمام ذكرنا منها موضع الحاجة.

 ومن جملتها:

 يا طارق، الإمام كلمة اللَّه وحجّة اللَّه ونور اللَّه وحجاب اللَّه - إلى أن قال - : والسنام الأعظم والطريق الأقوم، من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم، وإليه الإشارة بقوله: «مَنْ تَبِعَني فَإنَّهُ مِنّي» (138) خلقهم اللَّه من نور عظمته، وولاّهم أمر مملكته، فهم سرّ اللَّه المخزون، وأولياؤه المقرّبون، وأمره بين الكاف والنون، لا، بل هم الكاف والنون، إلى اللَّه يدعون، وعنه يقولون، وبأمره يعملون.

 وعلم الأنبياء في علمهم وسرّ الأوصياء في سرّهم وعزّ الأولياء في عزّهم كالقطرة في البحر والذرّة في القفر، والسماوات والأرض عند الإمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برّها من فاجرها ورطبها ويابسها - إلى آخر الحديث-.(139)

 أقول: ومورد الإشكال منها جملتان: «الاُولى» قوله عليه السلام: «وأمره بين الكاف والنون» وقد فسّره المجلسي رحمه الله بقوله: أي هم عجيب أمراللَّه المكنون الّذي ظهر بين الكاف والنون إشارة الى قوله تعالى «إنَّما أمْرُهُ إذا أرادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون» .(140)

 الثانية: قوله عليه السلام: «بل هم الكاف والنون» وكانت هذه الجملة أحرى بالتفسير من الاُولى، وأعرض رحمه الله عن تفسيرها، والّذي يسنح ببالي في تفسيرها معان أربعة كلّ لاحق منها أدقّ من سابقه، ولا أستوحش من تكفير القشرييّن، لأ نّا لسنا في مقام الإعتقاد، بل كفانا الإعتقاد بما ورد عن الصادق عليه السلام: قولي في جميع الاُمور قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وما أعلنوا، وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني. بل كلّ ما يسنح ببالي من التوجيهات محمول على الصناعة العلميّة.

 الأوّل: إنّ المراد من الكاف والنون كناية عن شدّة ارتباطاتهم باللَّه سبحانه حتّى صحّ أن يقال: إنّ فعله فعلهم وفعلهم فعله، كما اُشير إليه في الخبر المرويّ عن الحجّة صلوات اللَّه عليه بأنّ قلوبنا أوعية لمشيّة اللَّه إذا شاء شئنا، وإذا شئنا شاء اللَّه تعالى.

 الثاني: إنّ المراد من الكاف والنون نفس الإرادة المبرزة المترتّب عليها مراده سبحانه عزّوجلّ وهو خلق الوجود، ومعلوم أ نّهم عليهم السلام تمام المقصود والمقصود التامّ كما ورد في الجامعة الكبيرة: »بكم فتح اللَّه وبكم يختم« وغيرهم بالنسبة إلى أنوارهم في‏ء وظلال إذا صلحوا، وظلمة محضة إذا بئسوا.

 الثالث: أن يراد من اللفظة أوّل الظاهر والصادر منه عزّوجلّ، ومن المعلوم أيضاً أنّ أنوارهم مخلوقة كذلك لاتّحاد الإرادة والمراد فيه، لأنّ الإرادة منه سبحانه ايجاده وفعله كما هو المرويّ في الكافي والمذهب الحقّ بلا توسّط لفظة وواسطة في البين أصلاً.

 الرابع: أ نّه من المحتمل أن يراد منها أ نّهم عليهم السلام وسائط الفيض مطلقاً، مستفيضون من المبدأ الأعلى جلّ وعلا مفيضون إلينا، وقد خلق اللَّه بذلك لنا مثالاً في عالمنا فهو كالزجاجة المكبّرة إذا كانت واسطة بين الشمس وما وقعت عليه، كما أ نّه يصحّ إسناده إلى الشمس فكذلك يصحّ إلى الزجاجة أيضاً.

 دل گفت مرا علم لدنّى هوس است

تعليم كن اگر ترا دسترس است

 گفتم كه الف گفت دگر هيچ مگو

در خانه اگر كس است يك حرف بس است

 

 46/139- في المشارق: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حقّ عليّ عليه السلام: لايحجبه عن اللَّه حجاب وهو السرّ والحجاب، فالإمام نور إلهي وسرّ ربّاني، وتعلّقه بهذا الجسد عارضي، دليله قوله سبحانه «واَشْرَقَتِ الاَرْض بنُور رَبّها» (141) ونور الربّ هو الإمام الّذي بنوره تشرق الظلم، ويستضي‏ء ساير العالم.(142)

 ويوافق هذا التفسير ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: إنّ للشمس وجهين: وجه يلي أهل السماء مكتوب عليه: اللَّه نور السماوات، ووجه يلي أهل الأرض مكتوب عليه: عليّ نور الأرضين، فالإمام مع الخلق كلّهم لايغيب عنهم، ولايحجبون عنه، بل هم محجوبون عنه، وليس بمحجوب، لأنّ الدنيا عند الإمام كالدرهم في يد الإنسان يقلّبه كيف يشاء.(143)

 وعنهم عليهم السلام: إنّ اللَّه يعطي وليّه عموداً من نور، بينه وبينه، يرى فيه سائر أعمال العباد كما يرى الانسان شخصه في المرآة من غير شكّ.(144)

 أقول: أورد الديلمي رضى الله عنه رواية كتابة الشمس أيضاً في المجلّد الثاني من الإرشاد، عن عبداللَّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ للشمس وجهين: وجه يضي‏ء لأهل السماء، ووجهٌ يضي‏ء لأهل الأرض، وعلى الوجهين منها كتابة، ثمّ قال: أتدرون ما تلك الكتابة؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: الكتابة الّتي تلي أهل السماء: «اللَّهُ نُورُ السماوات وَالأرْض» (145) وأمّا الكتابة الّتي تلي أهل الأرض عليّ نور الأرضين.(146)

 وأمّا قوله: «يرى فيه سائر اعمال العباد» فيؤيّده ما ورد في تفسير قوله سبحانه وتعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُون» (147) حيث قالوا عليهم السلام: فنحن المؤمنون.(148)

 

 47/140- في المشارق: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ليلة اُسري بي إلى السماء لم أجد باباً ولا حجاباً ولا شجرةً ولا ورقةً ولا ثمرة إلّا مكتوب عليها عليّ عليّ، وإنّ اسم عليّ مكتوب على كلّ شي‏ء.(149)

 أقول: ويظهر من هذا الخبر الشريف أنّ الجنّة مختصّة لعليّ عليه السلام ولمحبّيه كما ورد في خبر آخر: إنّ عليّاً عليه السلام صاحب الجنّة والنار أي مالكهما وقاسمهما.

 كما في منتخب البصائر عن عليّ عليه السلام قال: أنا صاحب الجنّة والنار أسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار (الخبر).(150)

 وإنّ في الرواية التاسعة والثلاثين شاهداً لذلك، فراجع إن شئت.

 

 48/141- روى سلمة بن قيس(151) عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: عليّ عليه السلام في السماء السابعة كالشمس في الدنيا لأهل الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر في الليل لأهل الأرض.

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم: أعطى اللَّه عليّاً عليه السلام من الفضل جزءاً لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه من العلم جزءاً لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم. إسمه مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربّي.

 عليّ عليه السلام محمود عند الحقّ عظيم عند الملائكة، عليّ خاصّتي وخالصتي وظاهري وباطني، وسرّي وعلانيتي، ومصاحبي ورفيقي وروحي وأنيسي، سألت اللَّه أن لايقبضه قبلي، وأن يقبضه شهيداً، وإنّي دخلت الجنّة فرأيت له حوراً أكثر من ورق الشجر، وقصوراً على عدد البشر، عليّ منّي وأنا من عليّ، من تولّى عليّاً فقد تولاّني، حبّه نعمة، واتّباعه فضيلة.

 لم يمش على وجه الأرض ماش أكرم منه بعدي، أنزل اللَّه عليه الحكمة، وألبسه الفضل والفهم وزيّن به المحافل، وأكرم به المؤمنين ونصر به العساكر، وأعزّ به الدين، وأخصب به البلاد، وأعزّ به الأخيار، مثله كمثل بيت اللَّه الحرام يزار ولايزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاءت الظلم، ومثل الشمس إذا طلعت أضاءت الحنادس، وصفه اللَّه في كتابه ومدحه في آياته، وأجرى منازله فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً.

 وإنّ اللَّه قال لموسى ليلة الخطاب: يابن عمران، إنّى لا أقبل الصلاة إلّا ممّن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي ومحبّتي، وقطع نهاره بذكري، وعرف أوليائي الّذين لأجلهم خلقت سماواتي وأرضي وجنّتي وناري، محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته.

 من عرفهم وعرف حقّهم جعلت له عند الجهل علماً، وعندالظلمة نوراً، وأعطيته قبل السؤال، وأجبته قبل الدعاء.(152)

 ورواه الصدوق أيضاً في الأمالي بأدنى زيادة مثله.(153)

 

 49/142- فيه أيضاً: من كتاب تأويل الآيات مرفوعاً إلى ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لايعذّب اللَّه هذا الخلق إلّا بذنوب العلماء الّذين يكتمون الحقّ من فضل عليّ عليه السلام وعترته.

 ألا وإنّه لم يمش فوق الأرض بعد النبيّين والمرسلين أفضل من شيعة عليّ عليه السلام ومحبّيه الّذين يظهرون أمره، وينشرون فضله، اُولئك تغشاهم الرحمة، وتستغفر لهم الملائكة.

 والويل كلّ الويل لمن يكتم فضائله، ويكتم أمره، فما أصبرهم على النار.

 وذلك حقّ لأنّ الكاتم لفضل عليّ عليه السلام جهلاً هالك حيث لايعرف إمام زمانه والكاتم لفضله بغضاً منافق، لأنّ طينته خبيثة، ما أبغضه إلّا منافق شقيّ.

 عرضت ولايته على طينته فأبت فمسخت، ونودي عليها في عالم المسوخات: الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، فلا دين له ولا عبادة له، والمؤمن الموالي العارف بعليّ عليه السلام عابد وإن لم يعبد، ومحسن وإن أساء، وناج وإن أذنب، وإليهم الاشارة «ليُكَفِّر اللَّهُ عَنْهُم أسْوَأَ الّذي عَمِلُوا ويَجْزِيَهُم أجْرَهم بأحْسَن الّذي كانُوا يَعْمَلُون» (154) لأنّ هذا خاصّ لشيعة عليّ عليه السلام.(155)

 

 50/143- في المشارق: روى السدى عن ابن عبّاس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: يا عليّ، إنّ اللَّه يحبّك ويحبّ من يحبّك، وإنّ الملائكة تستغفر لك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك.

 وإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين محبّوا عليّ عليه السلام؟ فيقوم قوم من الصالحين فيقال لهم: خذوا بيد من شئتم وادخلوا الجنّة، وإنّ الرجل الواحد ينجي من النار ألف رجل.

 ثمّ ينادي المنادي: أين البقيّة من محبّي عليّ عليه السلام؟ فيقوم قوم مقتصدون، فيقال لهم: تمنّوا على اللَّه ما شئتم، فيعطي كلّ واحد منهم ما طلب، ثمّ ينادي المنادي: أين البقيّة من محبّي عليّ عليه السلام، فيقوم قوم قد ظلموا أنفسهم، فيقال: أين مبغضوا عليّ عليه السلام؟ فيقوم خلق كثير، فيقال اجعلوا كلّ ألف من هؤلاء لواحد من محبّي عليّ عليه السلام فيجعل أعمال أعدائك لمحبّيك(156)، فينجون من النار، وأنت الأجلّ الأكرم، وأنت العليّ العظيم، محبّك محبّ اللَّه ورسوله، ومبغضك مبغض اللَّه ورسوله.(157)

 

 51/144- فيه: روى جرير، عن ابن عمر، عن أبي هريرة، عن ابن عبّاس قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قد سجد خمس سجدات بغير ركوع، فقلت: يا  رسول اللَّه ما هذا؟ فقال: جاءني جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ اللَّه يحبّ عليّاً فسجدت، ثمّ رفعت رأسي فقال لي: إنّ اللَّه يحبّ الطاهرة الزكيّة فاطمة عليها السلام فسجدت، ثمّ رفعت رأسي فقال لي: إنّ اللَّه يحبّ الحسن فسجدت، ثمّ رفعت رأسي فقال لي: إنّ اللَّه يحبّ الحسين فسجدت، ثمّ رفعت رأسي فقال: إنّ اللَّه يحبّ من أحبّهم فسجدت.(158)

 ورواه شيخنا المفيد رضى الله عنه في أماليه مثله، ولكنّه قال: أخبرني جبرئيل: أنّ عليّاً في الجنّة فسجدت شكراً للَّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: وفاطمة في الجنّة فسجدت كذلك، فلمّا رفعت رأسي قال: والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة فسجدت كذلك، فلمّا رفعت رأسي قال: ومن يحبّهم في الجنّة فسجدت شكراً للَّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: ومن يحبّ مَن يحبّهم في الجنّة ]فسجدت شكراً للَّه تعالى[.(159)

 

 52/145- في كتاب مدينة المعاجز: قد ورد في كتب الشيعة عن أميرالمؤمنين عليه السلام أ نّ إبليس مرّ به يوماً فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: يا أباالحارث ما ادّخرت ليوم معادك؟ فقال: حبّك، فإذا كان يوم القيامة أخرجت ما ادّخرت من أسمائك الّتي يعجز عن وصفها كلّ واصف، ولك اسم مخفيّ عن الناس ظاهر عندي، قد رمزه اللَّه في كتابه لايعرفه إلّا اللَّه والراسخون في العلم، فاذا أحبّ اللَّه عبداً كشف اللَّه عن بصيرته، وعلّمه إيّاه، فكان ذلك العبد بذلك السرّ عين الاُمّة حقيقة، وذلك الإسم هو الّذي قامت به السماوات والأرض المتصرّف في الأشياء كيف يشاء.(160)

 

 53/146- في المشارق: روى صاحب عيون الأخبار: أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام مرّ في طريق، فسايره خيبريّ، فمرّ بواد قد سال، فركب الخيبري مرطه(161) وعبر على الماء، ثمّ نادى الخيبرى عليّاً عليه السلام: يا هذا، لو عرفت كما عرفت لجزت كما جزت!

 فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام مكانك، ثمّ أومأ إلى الماء فجمد، ومرّ عليه، فلمّارأى الخيبري ذلك أكبّ على قدميه، وقال: يا فتى ما قلت حتّى حوّلت الماء حجراً؟

 فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: فما قلت أنت حتّى عبرت على الماء؟ فقال الخيبري: أنا دعوت اللَّه بإسمه الأعظم.

 فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: وما هو؟ قال سألته باسم وصيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا وصيّ محمّد، فقال الخيبري إنّه لحقّ ثمّ أسلم.(162)

 

 54/147- فيه أيضا: روى عمّار بن ياسر قال: أتيت مولاي يوماً فرأى في وجهي كآبة، فقال: ما بك؟ فقلت دين أتى مطالب به، فأشار إلى حجر ملقى وقال: خذ هذا فاقض منه دينك، فقال عمّار: إنّه لحجر، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: اُدع اللَّه بي يحوّله لك ذهباً، فقال عمّار: فدعوت باسمه فصار الحجر ذهباً.

 فقال لي: خذ منه حاجتك فقلت: وكيف يلين؟ فقال: يا ضعيف اليقين، اُدع اللَّه بي حتّى يلين فانّ باسمي ألان اللَّه الحديد لداود عليه السلام.

 قال عمّار: فدعوت باسمه فلان فأخذت منه حاجتي، ثمّ قال: اُدع اللَّه باسمي حتّى يصير باقيه حجراً كما كان.(163)

 

 55/148- فيه أيضا: ما رواه زاذان خادم سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: لمّا جاء أميرالمؤمنين عليه السلام ليغسّل سلمان وجده قد مات، فرفع الشملة عن وجهه فتبسّم وهمّ أن يقعد، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: عد إلى موتك، فعاد.(164)

 

 56/149- روى ابن عبّاس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه استدعى يوماً ماءً وعنده أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فشرب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ ناوله الحسن عليه السلام فشرب، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هنيئاً مريئاً يا أبا محمّد، ثمّ ناوله الحسين عليه السلام فشرب فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هنيئاً مريئاً يا أبا عبداللَّه، ثمّ ناوله الزهراء عليها السلام فشربت فقال لها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هنيئاً مريئاً يا اُمّ الأبرار الطاهرين، ثمّ ناوله عليّاً عليه السلام فلمّا شرب سجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 فلمّا رفع رأسه قال له بعض أزواجه: يا رسول اللَّه شربت ثمّ ناولت الحسن عليه السلام فلمّا شرب قلت له: هنيئاً مريئاً، ثمّ ناولته الحسين عليه السلام فشرب فقلت له كذلك، ثمّ ناولته فاطمة عليها السلام فلمّا شربت قلت لها ما قلت للحسن والحسين، ثمّ ناولته عليّاً عليه السلام فلمّا شرب سجدت فما ذاك؟

 فقال لها: إنّي لمّا شربت قال لي جبرئيل والملائكة معه: هنيئاً مريئاً يا رسول اللَّه، ولمّا شرب الحسن عليه السلام قالوا كذلك، ولمّا شرب الحسين عليه السلام وفاطمة عليها السلام قال جبرئيل والملائكة: هنيئاً مريئاً، فقلت: كما قالوا، ولمّا شرب أميرالمؤمنين عليه السلام قال اللَّه له: «هنيئاً مريئاً يا وليّي و حجّتي على خلقي» فسجدت للَّه شكراً على ما أنعم عليّ في أهل بيتي.(165)

 

 57/150- في‏ الأمالي: روى أبوحمزة الثمالي عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على عجلة(166) من نور وعلى رأسك تاج من نور، له أربعة أركان على كلّ ركن ثلاثة أسطر: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه» ثمّ يوضع لك كرسيّ الكرامة، وتعطى مفاتيح الجنّة والنار.

 ثمّ يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد، فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسيم الجنّة والنار، وأنت في ذلك اليوم أمين اللَّه، والأمين هو الحاكم المتصرّف.

 ومن ذلك: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال له: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة جي‏ء بك على نجيب من نور وعلى رأسك تاج يكاد نوره يخطف الأبصار، فيقال لك: أدخل من أحبّك الجنّة ومن أبغضك النار.(167)

 

 58/151- في المشارق: رويت حكاية سلمان رضى الله عنه وأ نّه لمّا خرج عليه الأسد قال: يا فارس الحجاز أدركني، فظهر إليه فارس وخلّصه منه، وقال للأسد: أنت دابّته من الآن، فعاد يحمل له الحطب إلى باب المدينة إمتثالاً لأمر عليّ عليه السلام.(168)

 

 59/152- فيه أيضاً: ما رواه المقداد بن الأسود قال: قال لي مولاى: إئتني بسيفي فجئته به، فوضعه على ركبتيه، ثمّ ارتفع في السماء وأنا أنظر إليه حتّى غاب عن عينى، فلمّا قرب الظهر نزل وسيفه يقطر دماً.

 فقلت: يا مولاي أين كنت؟ فقال إنّ نفوساً في الملأ الأعلى اختصمت فصعدت فطهّرتها فقلت: يا مولاي وأمر الملأ الأعلى إليك؟ فقال: أنا حجّة اللَّه على خلقه من أهل سماواته وأرضه، وما في السماء ملك يخطو قدماً عن قدم إلّا بإذني، وفيّ يرتاب المبطلون.(169)

 يقول مؤلّف الكتاب: فإن قيل كيف تكون في الملأ الأعلى خصومة والقرآن يؤيّد هذا بقوله: «ما كانَ لي مِنْ عِلْم بِالْمَلأ الأعْلى إذْ يَخْتَصِمُون» (170) قلت: أما سمعت قصّة هاروت وماروت وفطرس الملك؟ أما علمت أنّ الجنّ الطيّار مسكنهم الهواء، وبطن الأرض مسكن المتمرّدين فاختصمت طائفة من الجنّ فصعد إليهم الوليّ الأمين فطهّرهم.

 ويقال للمنكر: أليس قد ارتفع ادريس عليه السلام وعيسى عليه السلام؟ أليس قد شقّ البحر لموسى عليه السلام؟ أليس قد ركب سليمان عليه السلام على الهواء، و ركب الخضر عليه السلام على الماء؟ أليس كلّ الموجودات مطيعة للمولى الوليّ؟ فالكلّ طوعه ومسخّرات بأمره.

 أما بلغك شقّ الأرض لآصف؟ وأما دعا بحرف واحد من اثنين وسبعين حرفاً وهي بأجمعها عند أميرالمؤمنين، وبذلك نطق القرآن بقوله: «قالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكتاب» (171) وقال تعالى عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «وَمَنْ عِنْدَه عِلْمُ الكتاب» (172) لا بل هو هي وهي هو لأ نّه الكلمة الكبرى وإليه الإشارة بقوله: «لَقَدْ رَأى مِنْ آيات رَبِّه الكُبْرى» (173) وليس هذا من باب التبعيض، ولكنّه مقلوب الخطّ ومعناه: لقد رأى الكبرى من آيات ربّه.

 قال عليه السلام: أنا مكلّم موسى من الشجرة، أنا ذلك النور كما قال عليه السلام: ليس للَّه آية أكبر منّي، ولا نبأ أعظم منّي.

 ويؤيّد هذا الحديث الشريف ما روي عن ابن عبّاس: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا جاءه جبرئيل ليلة الإسراء بالبراق، وأمره عن أمر اللَّه بالركوب، فقال ما هذه؟ فقال: دابّة خلقت لأجلك، ولها في جنّة عدن ألف سنة.

 فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: وما سير هذه الدابّة؟ فقال: إن شئت أن تجول بها السماوات السبع والأرضين السبع فتقطع مسافة سبعين ألف عام ألف مرّة كلمح البصر قدرت.

 وإذا كانت دابّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لها هذه القدرة فكيف من لأجله وبأجله خلقت كلّ دابّة.(174)

 

 60/153- في المشارق: روي أنّ عليّاً عليه السلام مرّ بحصن ذات السلاسل فدعا بسيفه ودرقته(175)، وترك الترس تحت قدميه والسيف على ركبتيه، ثمّ ارتفع في الهواء ونزل على الحائط، وضرب السلاسل ضربة واحدة فقطعها، وسقطت العرايز وفتح الباب وهذا مثل صعود الملائكة ونزولهم.(176)

 

 61/154- فيه ايضاً: روى صاحب المقامات مرفوعاً إلى ابن عبّاس قال: رأيت عليّاً عليه السلام يوماً في سكك المدينة يسلك طريقاً لم يكن له منفذ فجئت فأعلمت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّ عليّاً علم الهدى والهدى طريقه، قال: فمضى على ذلك ثلاثة أيّام، فلمّا كان في يوم الرابع أمرنا أن ننطلق في طلبه.

 قال ابن عبّاس: فذهبت الى الدرب الّذي رأيته فيه، وإذا ببياض درعه في ضوء الشمس قال: فأتيت فأعلمت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بقدومه، فلمّا جاء قام إليه صلى الله عليه وآله وسلم واعتنقه وحلّ عنه الدرع بيده، وجعل يتفقّد جسده، فقال عمر: كأنك يا رسول اللَّه توهم أ نّه كان في الحرب.

 فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يابن الخطّاب، واللَّه لقد ولّي على أربعين ألف ملك وقتل أربعين ألف عفريت، وأسلم على يده أربعون قبيلة من الجنّ، وأنّ الشجاعة عشرة أجزاء، تسعة منها في عليّ عليه السلام وواحدة في سائر الناس، والفضل والشرف عشرة أجزاء تسعة منها في عليّ عليه السلام وواحدة في سائر الناس.

 وإنّ عليّاً عليه السلام منّى بمنزلة الذراع من اليد، وهو الزرّ من قميصى، ويدي الّتى اصول بها، وسيفي الّذي اُجالد به الأعداء، وإنّ المحبّ له مؤمن، والمخالف له كافر، والمقتفي لأثره لاحق.(177)

 

   62/155- في كتاب فضايل الشيعة: عن الصادق عليه السلام قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: شيعتك مصابيح الدجى.(178)

 

 63/156- روى البرسي عن ابن عبّاس أنّ جماعة من أهل الكوفة من أكابر الشيعة سألوا أميرالمؤمنين عليه السلام أن يريهم من عجائب أسرار اللَّه، قال إنّكم لن تقدروا أن تروا واحدة فتكفروا، فقالوا: لانشكّ أ نّك صاحب الأسرار، فاختار منهم سبعين رجلاً وخرج بهم الى ظاهر الكوفة، ثمّ صلّى ركعتين وتكلّم بكلمات وقال: اُنظروا فنظروا فإذا أشجار وأثمار حتّى تبيّن لهم أ نّها الجنّة والنار، فقال أحسنهم قولاً: هذا سحر مبين ورجعوا كفّاراً إلّا رجلين.

 فقال عليه السلام لأحدهما: سمعت ما قال أصحابك؟ وما هو واللَّه بسحر، ما أنا بساحر ولكنّه علم اللَّه ورسوله فإذا رددتم عليّ فقد رددتم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ رجع إلى المسجد واستغفر لهم، فلمّا دعا تحوّل حصى المسجد درّاً وياقوتاً، فرجع أحد الرجلين كافراً وثبت الآخر.(179)

 

 64/157- في كتاب قوّة القلوب: قال عليّ عليه السلام: لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب.(180)

 

 65/158- في العيون: بأسانيده المفصّلة عن الرضا صلوات اللَّه عليه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام: من أحبّك كان مع النبيّين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهوديّاً أو نصرانيّاً.(181)

 

 66/159- ما نقله الشيخ أبوجعفر قدس سره في أماليه: عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

 أعطاني اللَّه خمساً وأعطى عليّاً خمساً، أعطاني جوامع الكلام وأعطى عليّاً

 جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل وأعطاني الوحي وأعطاه الألهام، وأسرى بي وفتح له أبواب السماء والحجب حتّى نظر إليّ ونظرت إليه.

 قال: ثمّ بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: ما يبكيك فداك أبي واُمّي فقال: يابن عبّاس إنّ أوّل ما كلّمني ربّي أن قال: يا محمّد اُنظر إلى تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليّ فكلّمني وكلّمته بما كلّمني به ربّي عزّوجلّ، فقال لي ربّي: يا محمّد إنّي جعلت عليّاً وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمه فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربّي عزّوجلّ، فقال: قد قبلت وأطعت.

 فأمر اللَّه تعالى الملائكة أن تسلّم عليه ففعلت، فردّ عليهم السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماوات إلّا حيّوني(182) وقالوا لي: يا محمّد والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف اللَّه تعالى لك ابن عمّك، ورأيت حملةالعرش وقد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت: يا جبرئيل لماذا نكسوا حملة العرش رؤوسهم؟

 فقال: يا محمّد، ما من ملك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام استبشاراً به ما خلا حملة العرش، فإنّهم استأذنوا أن ينظروا إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذه الساعة فأذن لهم فنظروا إلى وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ونظر إليهم، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به، فعلمت أ نّي لم أطأ موطئاً إلّا وقد كشف لعليّ عنه حتّى نظر إليه.

 قال ابن عبّاس: فقلت: يا رسول اللَّه أوصني، قال: عليك بحبّ عليّ بن أبي‏طالب، فقلت: يا رسول اللَّه أوصني قال: عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 والّذي بعثنى بالحقّ نبيّاً لايقبل اللَّه من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان فيه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شي‏ء وأمر به إلى النار(183).(184)

 أقول: ولقد أجاد الشاعر حيث قال:

 قد حوته أرض وأرض تخلّت

منه حتّى مشى بها وطواها

 هو في الشرق ما هو في الغرب

وفي الأرض مثل ما في سماها

 

 67/160- روى ابن شهراشوب رضى الله عنه عن عليّ عليه السلام أ نّه قال: أنا الوسيلة.

 وكذا روى الصدوق رضى الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: إذا سألتم اللَّه لي فاسألوه الوسيلة. فسألنا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الوسيلة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: هي درجتي في الجنّة، وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر(185) الفرس الجواد شهراً، وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد، ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة.

 فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين فهي في درج النبيّين كالقمر بين الكواكب، فلايبقى يومئذٍ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال: طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته، فيأتي النداء من عنداللَّه عزّوجلّ يسمع النبيّين وجميع الخلق: هذه درجة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل وأنا يومئذٍ متزر بريطة من نور على تاج الملك واكليل الكرامة، وعليّ بن أبي‏طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه «لا إله إلّا اللَّه المفلحون هم الفائزون باللَّه».

 وإذا مررنا بالنبيّين قالوا: هذان ملكان كريمان مقرّبان لم نعرفهما ولم نرهما، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيّان مرسلان حتّى أعلو الدرجة وعليّ عليه السلام أسفل منّي بدرجة، فلايبقى يومئذٍ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على اللَّه، فيأتي النداء من قبل اللَّه جلّ جلاله يسمعه النبيّون والصدّيقون والشهداء والمؤمنون: هذا حبيبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا وليّي عليّ عليه السلام طوبى لمن أحبّه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

 ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فلايبقى يومئذٍ أحد أحبّك يا علي إلّا استراح إلى هذا الكلام، وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولايبقى أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقّاً إلّا اسودّ وجهه واضطربت قدماه، فبينما أنا كذلك إذاً ملكان قد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما رضوان خازن الجنّة وأمّا الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليك يا أحمد، فأقول: السلام عليك يا أيّها الملك، من أنت؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك، فيقول: أنا رضوان خازن الجنّة، وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضّلني به وأدفعها إلى أخي عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام.

 ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد، فأقول: السلام عليك يا أيّها الملك فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك، فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما فضّلني به وأدفعها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 ثمّ يرجع مالك فيقبل عليّ ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقف على عجزة(186) جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم: جزني يا عليّ فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي: قرّي يا جهنّم خذي هذا عدوّي، واتركي هذا وليّي، فجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ عليه السلام من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة، ولجهنّم يومئذٍ أشدّ مطاوعة لعليّ عليه السلام فيما يأمرها به من جميع الخلائق.(187)

 

 68/161- روى ابو جعفر محمّد بن بابويه، عن محمّد بن سعيد المروزي قال: قلت لأحدهما عليهما السلام: أذنب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قطّ؟ قال: لا. قلت: فقول اللَّه تعالى: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأخَّر» (188) فما معناه؟

 قال: إنّ اللَّه سبحانه وتعالى حمّل محمّداً ذنوب شيعة عليّ عليه السلام ثمّ غفرها له ما تقدّم منها وما تأخّر.(189)

 وروى مثله مرفوعاً عن أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام.(190)

 

 69/162- روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن لايحرم شيعتك التوبة حتّى ] وإن[ تبلغ نفس أحدهم حنجرته فأجابني إلى ذلك وليس ذلك لغيرهم.(191)

 

 70/163- روى الشيخ الطوسي رضى الله عنه بالأسانيد المفصّلة عن رجل قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام الرجل من مواليكم عاق(192) يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرّأ منه؟ فقال: تبرّؤوا من فعله ولاتتبرّؤوا من خيره، ]أحبّوه[ وأبغضوا عمله

 فقلت: يتّسع لنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال: لا، الفاسق الفاجر، الكافر، الجاحد لنا ولولايتنا.(193) أبى اللَّه أن يكون وليّنا فاسقاً فاجراً، وإن عمل ما عمل ولكنّكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل، مؤمن النفس خبيث الفعل طيّب الروح والبدن.

 لا واللَّه لايخرج وليّنا من الدنيا إلّا واللَّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن عنه راضون يحشره اللَّه تعالى على ما فيه من الذنوب مبيضّاً وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته لا خوف عليه ولا حزن، وذلك أ نّه لايخرج من الدنيا حتّى يصفّى من الذنوب، إمّا بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض، وأدنى ما يصنع بوليّنا أن يريه اللَّه رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه، فيكون ذلك كفّارة له، أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل، او يشدّد عليه عند الموت، فيلقى اللَّه عزّوجلّ طاهراً من الذنوب آمنة روعته بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأميرالمؤمنين عليه السلام.

 ثمّ يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة اللَّه الواسعة الّتي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً، أو شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا أخطأته رحمة اللَّه أدركته شفاعة نبيّه وأميرالمؤمنين ]وسلام ملائكته[ فعندها تصيبه الرحمة الواسعة وكان أحقّ بها وأهلها وله إحسانها وفضلها.(194)

 أقول: وفي قوله تعالى: «قُلْ أنَا بَري‏ءٌ مِمّا تَعْمَلُون» (195) تلميح وتأييد للرواية حيث لم يقل فيها إنّى بري‏ء منكم بل من عملكم.

 

 71/164- في آيات الفضائل في تفسير قوله تعالى: «ألْقَيا في جَهَنَّم كُلّ كَفّارٍ عَنيد» (196) قد ورد في هذا التأويل خبر حسن عن عبداللَّه بن مسعود أ نّه قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فسلّمت عليه وقلت: يا رسول اللَّه أرني الحقّ أنظر إليه عياناً فقال: يابن مسعود، الج(197) المخدع(198) فانظر ما ذا ترى؟

 قال: فدخلت فاذا علي عليه السلام راكعاً وساجداً وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول: «اللّهمّ بحقّ نبيّك إلّا ما غفرت للمذنبين من شيعتي» فخرجت لاُخبر رسول اللَّه بذلك فوجدته راكعاً وساجداً وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول: «اللّهمّ بحقّ عليّ وليّك إلّا ما غفرت للمذنبين من اُمّتي».

 فأخذني الهلع(199)، فأوجز صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته وقال: يابن مسعود، أكفر بعد إيمان فقلت: لا وعيشك يا رسول اللَّه غير أ نّي نظرت إلى عليّ عليه السلام وهو يسأل اللَّه تعالى بجاهك، ونظرت إليك وأنت تسأل اللَّه بجاهه، فلا أعلم أيّكما أوجه عنداللَّه من الآخر؟

 فقال: يابن مسعود، إنّ اللَّه خلقني وخلق عليّاً والحسن والحسين عليهم السلام من نور قدسه فلمّا أراد أن ينثر(200) الصنعة فتق نوري فخلق منه السماوات والأرض، وأنا واللَّه أجلّ من السماوات والأرض.

 وفتق نور عليّ عليه السلام وخلق منه العرش والكرسي، وعليّ واللَّه أجلّ من العرش والكرسيّ، وفتق نور الحسن عليه السلام وخلق منه الحور العين والملائكة، والحسن واللَّه أجلّ من الحور العين والملائكة، وفتق نورالحسين وخلق منه اللوح والقلم، والحسين واللَّه أجلّ من اللوح والقلم، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب. فضجّت الملائكة ونادت: إلهنا وسيّدنا بحقّ الأشباح الّتي خلقتها إلاّ ما فرّجت عنّا هذه الظلمة، فعند ذلك تكلّم اللَّه بكلمة اُخرى فخلق منها روحاً، فاحتمل النور الروح فخلق منه الزهراء فاطمة عليها السلام فأقامها أمام العرش، فأزهرت المشارق والمغارب، فلأجل ذلك سمّيت الزهراء.

 يابن مسعود، إذا كان يوم القيامة يقول اللَّه عزّوجلّ لي ولعليّ: أدخلا الجنّة من أحبّكما وألقيا في النار من أبغضكما، والدليل على ذلك قوله تعالى: «ألْقَيا في جَهَنَّم كُلّ كَفّار عَنيد» (201) فقلت: يا رسول اللَّه مَن الكفّار العنيد؟ قال: الكفّار من كفر بنبوّتي والعنيد من عاند عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(202)

 أقول: أورد البحراني قدس سره في غاية المرام في تفسير هذه الآية ثلاثة أحاديث من طريق العامّة وهذه إحديها وسبعة أحاديث من طريق الخاصّة.(203)

 

72/165- فيه حديث لطيف وخبر ظريف بحذف الإسناد عن ابن عبّاس قال: أهدى رجل ناقتين سمينتين إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال لأصحابه: هل فيكم أحد يصلّي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما ولم يهتمّ(204) فيهما بشي‏ء من أمر الدنيا ولايحدّث قلبه بفكر الدنيا فاُهدي إليه إحدى هاتين الناقتين فقالها مرّة ومرّتين وثلاثاً فلم يجبه أحد من أصحابه.

 فقام إليه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: أنا يا رسول اللَّه اُصلّي الركعتين اُكبّر التكبيرة الاُولى إلى أن اُسلّم منها لا اُحدّث نفسي بشي‏ء من اُمور الدنيا.

 فقال: يا عليّ، صلّ صلّى اللَّه عليك، قال: فكبّر أميرالمؤمنين عليه السلام ودخل في صلاته، فلمّا سلّم من الركعتين هبط جبرئيل عليه السلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد إنّ اللَّه يقرؤك السلام ويقول لك: أعطه إحدى الناقتين.

 فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: قد اشترطت عليه إن صلّى ركعتين لايحدّث فيهما نفسه بشى‏ء من أمر الدنيا اُعطيه إحدى الناقتين، وإنّه جلس في التشهّد ففكّر في نفسه أيّهما يأخذ؟ فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد إنّ اللَّه يقرؤك السلام ويقول لك: إنّه تفكّر أيّهما يأخذ «أي أسمنهما» فيذبحها في سبيل اللَّه ويتصدّق بها لوجه اللَّه، وكان تفكّره للَّه عزّوجلّ لا لنفسه ولا للدنيا.

 فبكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاه كلتيهما، فنحرهما وتصدّق بهما فأنزل اللَّه تعالى: «إنَّ في ذلِك لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقَى السَمْع وَهُوَ شَهيد» (205) يعنى به أميرالمؤمنين عليه السلام أ نّه خاطب نفسه في صلاته للَّه تعالى، فلم يفكّر فيها بشي‏ء من أمر الدنيا.(206)

 وهذا هو سبيل الإخلاص والعصمة، ولم تتّفق هاتان الخصلتان في أحد من الصحابة والقرابة إلّا فيه وفي المعصومين من بنيه عليهم السلام.

 

 73/166- خبر ظريف آخر من طرق العامّة، نقله البحراني قدس سره في غاية المرام: عن إبراهيم بن محمّد الحمويني قال: ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ، عن شاذان قال: حدّثني النقيب أبوالحسن محمّد بن محمّد الحسني، عن أحمد بن إبراهيم، عن محمّد بن زكريّا، عن العبّاس بن بكار، عن أبي بكر الهذلى، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعبدالرحمان بن عوف: يا عبدالرحمان أنتم أصحابي وعليّ بن أبي طالب منّي وأنا من عليّ، فمن قاسه بغيري فقد جفاني، ومن جفاني آذاني، ومن آذاني فعليه لعنة ربّي.

 يا عبدالرحمان، إنّ اللَّه تعالى أنزل عليّ كتاباً بيّناً وأمرني أن اُبيّن للناس ما ينزل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب، فإنّه لم يحتج إلى بيان، لأنّ اللَّه تعالى جعل فصاحته كفصاحتي، ودرايته كدرايتي، ولو كانت الحكمة رجلاً لكان عليّاً عليه السلام، ولو كان العقل رجلاً لكان الحسن عليه السلام، ولو كان السخاء رجلاً لكان الحسين عليه السلام، ولو كان الحسن شخصاً لكان فاطمة عليها السلام، بل هي أعظم، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.(207)

 

 74/167- ورد في تفسير قوله تعالى «كَلّا إنَّ كتابَ الأبْرارِ لَفي عِلِّيّين» (208) أ نّه منزل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ والأئمّة عليهم السلام وشيعتهم كما روى أبوطاهر عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام وهو ساجد يبكي حتّى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء، فقلنا: يا أميرالمؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضّنا(209) وأشجانا(210)، وما رأيناك قطّ فعلت مثل هذا الفعل!

 فقال: كنت ساجداً أدعو ربّي بدعاء الخيرة في سجودي، فغلبتني عيني فرأيت رؤياً هالتني وأيقظتني(211)، رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قائماً وهو يقول: يا أباالحسن طالت غيبتك عنّي وقد اشتقت إلى رؤيتك، وقد أنجز لي ربّي ما وعدني فيك.

 فقلت: يا رسول اللَّه وما الّذي أنجز لك فيّ؟ قال: أنجزلي فيك و في زوجتك وابنيك و في ذرّيّتك في درجات العلى في علّيّين، فقلت: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه فشيعتنا؟ قال: شيعتنا معنا وقصورهم بحذاء قصورنا، ومنازلهم مقابل منازلنا.

 فقلت: يا رسول اللَّه فما لشيعتنا في الدنيا؟ قال: الأمن والعافية، قلت: فما لهم عندالموت؟ قال: يحكم الرجل في نفسه، ويؤمر ملك الموت بطاعته ] وأيّ موتة شاء ماتها، وإنّ شيعتنا ليموتون على قدر حبّهم لنا[.(212)

 قلت: فما لذلك حدّ يعرف؟ قال: بلى إنّ أشدّ شيعتنا لنا حبّاً يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في اليوم الصيف الماء البارد الّذي ينتفع منه القلب، وإنّ سائرهم ليموت كما ينتفض أحدكم عن فراشه(213).(214)

 أقول: هذا في‏المحبّ وأمّا في غيره فهو كما ذكر في كتاب بستان الواعظين في بعض الأخبار: إنّ للموت ثلاثة آلاف سكرة، كلّ سكرة منها أشدّ من ألف ضربة بالسيف.

 

 75/168- روى الصدوق قدس سره، عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن الحسين، عن سعيد بن محمّد، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق عليه السلام قال: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في ملإٍ من أصحابه، وإذا أسود على جنازة تحمله أربعة من الزنوج ملفوف في كساء يمضون به إلى قبره، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: عليَّ بالأسود، فوضع بين يديه فكشف عن وجهه، ثمّ قال لعلي عليه السلام: يا عليّ هذا رياح(215) غلام آل النجّار فقال عليّ عليه السلام: واللَّه ما رآني قطّ إلّا وخجل.(216)

 وقال: يا عليّ إنّي اُحبّك، قال: فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بغسله وكفّنه في ثوب من ثيابه وصلّى عليه وشيّعه والمسلمون إلى قبره، وسمع الناس دويّاً شديداً في السماء.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه قد شيّعه سبعون ألف قبيلة من الملائكة، كلّ قبيلة سبعون ألف ملك، واللَّه ما نال ذلك إلّا بمحبّتك يا عليّ.

 قال: ونزل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في لحده، ثمّ أعرض عنه، ثمّ سوّى عليه التراب(217) فقال له أصحابه: يا رسول اللَّه رأيناك قد أعرضت عن الأسود ساعة ثمّ سويّت عليه التراب، فقال : نعم، إنّ وليّ اللَّه خرج من الدنيا عطشاناً، فتبادرت إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة، و وليّ اللَّه غيور، ] واللَّه غيور(218)] فكرهت أن اُحزّنه بالنظر إلى أزواجه، فأعرضت عنه حتّى شرب.(219)

 

 76/169- في كشف الغمّة: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه سئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب عليه السلام فاُلهمت أن قلت: يا ربّ أنت تخاطبني أم عليّ؟ فقال: يا أحمد أنا شي‏ء ليس كالأشياء ولا اُقاس بالناس، ولا اُوصف بالأشياء، خلقتك من نوري وخلقت عليّاً من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك، فلم أجد إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئنّ قلبك.(220)

 

 77/170- أروي عن شيخ إجازتي قطب المحدّثين صاحب سفينة البحار الحاج شيخ عبّاس القمّي، عن شيخه رئيس محدّثي عصره النوري، عن آيةاللَّه الأنصاري عن النراقي، عن بحرالعلوم، عن البهبهاني، عن المجلسي، عن بهاء الدين، عن أبيه الشيخ حسين، عن الشهيد الثاني، عن الشيخ أبي القاسم نورالدين عليّ بن عبدالعالي الميسيّ، عن ضياء الدين عليّ، عن والده الشيخ سعيد شمس الدين محمّد بن مكّي الشهيد، عن فخر المحقّقين أبي طالب محمّد، عن والده آيةاللَّه العلاّمة، عن المحقّق عن شمس الدين فخّار بن سعد الموسوي، عن الشيخ ابن شاذان بن جبرئيل القمي عن عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن، عن والده الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، عن شيخنا الإمام السعيد أبي عبداللَّه المفيد، عن الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمي، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الجرجاني قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سنان عن أبويهما، عن مولانا وسيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم أجمعين، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال:

 قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبداللَّه أحبب في اللَّه، وأبغض في اللَّه، ووال في اللَّه، وعاد في اللَّه، فإنّه لاتنال ولاية اللَّه إلّا بذلك، ولايجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتّى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها على الدنيا، عليها يتوادّون، وعليها يتباغضون، وذلك لايغني عنهم من اللَّه شيئاً.

 فقال الرجل: يا رسول اللَّه كيف لي أن أعلم أ نّي قد واليت وعاديت في اللَّه؟ ومن وليّ‏اللَّه عزّوجلّ حتّى اُواليه، ومن عدوّه حتّى اُعاديه؟ فأشار له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه أفضل الصلاة والسلام فقال: ألا ترى هذا؟ وليّ هذا وليّ اللَّه فواله، وعدوّ هذا عدوّ اللَّه فعاده(221)، ووال وليّ هذا ولو أ نّه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدوّه ولو أ نّه أبوك وولدك.(222)

 

 78/171- في كشف الغمّة لعليّ بن عيسى الإربلي قدس سره: عن الحسين بن عون قال: دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في علّته الّتي مات فيها، فوجدته يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه، وكانوا عثمانيّة، وكان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة، عريض ما بين السالفتين(223) فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تزيد وتنمو حتّى طبقت وجهه بسوادها، فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة، وظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمو حتّى اسفرّ وجهه وأشرق، وافترّ(224) السيّد ضاحكاً فقال:

 كذب الزاعمون أنّ عليّاً

لن ينجّي محبّه من هنآت(225)

 قد وربّي دخلت جنّة عدن

وعفا لي الإله عن سيّئات

 فابشروا اليوم أولياء عليّ

وتولّوا الوصيّ(226) حتّى الممات

 ثمّ من بعده تولّوا بنيه

واحداً بعد واحد بالصفات

 إلى أن قال: ثمّ أغمض عينيه لنفسه، فكأ نّما كانت روحه ذبالة(227) طفئت أو حصاة سقطت.

 قال عليّ بن الحسين: قال أبي الحسين، عن عون، وكان اُذينة حاضراً فقال: اللَّه أكبر، ما من شهد كمن لم يشهد، أخبرني والّا صمّتا ] الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام أ نّهما قالا: حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة: محمّداً وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام، بحيث تقرّ عينها أو تسخن عينها(229).[(228)

 

 79/172- في المجلّد الثاني من إرشاد الديلمي قدس سره عن كتاب بشارة المصطفى لمحمّد بن عليّ الطبري رحمه الله: بحذف الاسناد قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على عليّ المرتضى عليه السلام مستبشراً فسلّم عليه، فردّ عليه السلام. فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه ما رأيتك أقبلت عليّ مثل هذا اليوم!

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: جئت اُبشّرك اعلم أنّ في هذه الساعة نزل عليّ جبرئيل وقال لي: الحقّ يقرؤك السلام، ويخصّك بالتحيّة والإكرام، ويقول لك: بشّر عليّاً وشيعته أنّ الطائع والعاصي منهم من أهل الجنّة، فلمّا سمع مقالته خرّ ساجداً، ثمّ رفع رأسه ويده إلى السماء، وقال إشهدوا عليّ إنّي قد وهبت لشيعتي نصف حسناتي، فقالت فاطمة عليه السلام كذلك، وقال الحسن والحسين عليهما السلام: كذلك.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنتم بأكرم منّي، اشهدوا عليّ إنّي قد وهبت لعليّ وشيعته نصف حسناتي، فأوحى اللَّه عزّوجلّ: ما أنتم بأكرم منّي إنّى غفرت لشيعة عليّ عليه السلام ومحبّيه ذنوبهم جميعاً.(230)

 أقول: ونقله البحراني قدس سره في غاية المرام ومعالم الزلفي: وزاد في آخره بقوله: ولو كانت مثل زبد البحر ورمل البرّ و ورق الشجر.(231)

 وفي الحديث الشريف تلميح وإشارة إلى صحّة اطلاق الشيعة لمن كان غارقاً في بحار الذنوب، لكن لايغرّنك أن يقال: إنّ الحديث ظاهر في التأمين المطلق ولو فعل ما فعل، لأ نّا نقول: إنّ الغفران مترتّب على بقاء عنوان الشيعة، ولازمه أن لايكون مرخى العنان، ومرخوصاً في فعل ما شاء حتّى يسلب منه عنوان من شايع عليّاً مطلقا.

 

 80/173 ـ روى الشريف فتح اللَّه الكاشاني في تفسيره خلاصة المنهج: عن الثعلبي العامي بإسناده عن عبداللَّه بن سلام، أ نّه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الّذي أتى بعرش بلقيس من سبأ وأحضره عند سليمان؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أحضره عليّ بن أبي طالب عليه السلام باسم من أسماء اللَّه العظام.

 ثمّ قال: ويؤيّد هذا المعنى قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام: كنت مع الأنبياء سرّاً ومعي جهراً.(232)

 

 81/174 ـ وهو كما عن أحسن الكبائر للقشيري الشافعي قال: كان أميرالمؤمنين عليه السلام قاعداً على سطح بيت يأكل الرطب - وهو إذ ذاك ابن سبع وعشرين - وسلمان رضى الله عنه قاعد في صحن الدار يرقع خرقة له، فرماه عليّ عليه السلام بنواة من رطب.

 فقال سلمان: تمازحني يا عليّ وأنا شيخ كبير وأنت شابّ حدث السن؟ فقال عليّ عليه السلام: يا سلمان، حسبت نفسك كبيراً ورأيتنى صغيراً! أنسيت «دشت أرژن» ومن خلّصك هناك من الأسد؟ قال: فلمّا سمع سلمان ذلك فزع وقال: أخبرني كيف ذلك؟

 فقال عليّ عليه السلام: إنّك كنت واقفاً في وسط الماء تفزع من الأسد، فعند ذلك رفعت يدك بالدعاء، وسألت اللَّه عزّوجلّ أن ينجّيك منه فاستجيبت دعوتك، وقد كنت أنا إذ ذاك أمرّ في تلك الصحراء، فأنا ذلك الفارس الّذي كان درعه على كتفيه، والسيف بيده، فجرّدت السيف وضربت الأسد، فقسّمته نصفين وخلّصتك منه.

 فقال سلمان: إنّ لذلك علامة اُخرى، قال: فمدّ أميرالمؤمنين عليه السلام يده وأخرج من كمّه طاقة ورد طريّ، وقال: هذه هديّتك الّتي أهديتها لذلك الفارس في ذلك المكان.

 قال: فلمّا رأى سلمان ذلك ازداد تحيّراً، وإذاً بهاتف يناديه: يا شيخ امض إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم واقصص عليه قصّتك.

 قال: فمضى سلمان رضى الله عنه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وجعل يقصّ عليه قصّته ويقول: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنّي قرأت نعتك في الإنجيل، ورسخ حبّك في قلبي، وتركت جميع الأديان غير دينك، وكنت أخفى ذلك من أبي.

 ولمّا وقف على ذلك منّي أراد قتلي لكن منعني عن ذلك اشفاقه على اُمّي، وكان يدبّر الحيلة في قتلي، فكان يكلّفني الأعمال الصعبة، ويأمرني بها ففررت منه لذلك إلى أن وقعت في بادية »أرژنه« فنمت بها ساعة وعرض لي احتلام.

 ولمّا انتبهت سرت إلى عين هناك، ونزعت ثيابي ودخلت الماء لأغتسل عن الجنابة، وإذاً بأسد قد طلع من ناحية وجاء حتّى وقف على ثيابي، ولمّا رأيت ذلك فزعت منه وجعلت أدعو وأتضرّع وأسأل اللَّه النجاة من الأسد، وإذاً أنا بفارس قد طلع، فضرب الأسد بسيفه فقدّه نصفين.

 فخرجت أنا من الماء وانكببت على ركابه اُقبّله، وكان الفصل فصل الربيع، والصحراء مشتملة على الورد والرياحين، فعمدت إلى طاقة ورد وأهديتها له، ولمّا أخذها منّي غاب عنّي فلم أر منه بعد ذلك عيناً ولا أثراً، وقد جاءت على هذه الواقعة بضع وثلاثمائة سنة ولم أقصصها على أحد، وقد أخبرني الآن بذلك ابن عمّك عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان، لمّا اُسري بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى تخلّف عنّي جبرئيل، فعرجت إلى عرش ربّي فبينا يناجيني اللَّه تعالى، وأنا اُناجيه وإذا أنا بأسد واقف قدّامي! فنظرت وإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ولمّا رجعت إلى الأرض دخل عليَّ عليّ عليه السلام وسلّم عليّ وهنّأني بمواهب ربّي وعناياته لي، ثمّ جعل يخبرني بجميع ما جرى بيني وبين ربّي من الكلام.

 اعلم يا سلمان، أ نّه ما ابتلي أحد من الأنبياء والأولياء منذ عهد آدم إلى الآن ببلاء إلّا كان عليّ هو الّذي نجّاه من ذلك.(233)

 أقول: وإلى ذلك أشار الشيخ كاظم الاُزري رحمه اللَّه في قصيدته الهائيّة حيث قال:

 واسأل الأنبياء تنبّئك عنه

إنّه سرّها الّذي نبّاها

 وهو علّامة الملائك فاسأل

روح جبريل عنه كيف هداها

 

 82/175 ـ روى السيّد هاشم البحراني قدس سره في روضة العارفين عن حيوة القلوب لقطب الدين محمّد بن عليّ بن عبدالوهّاب الاُشكوري، عن كتاب بستان الكرام: إنّ جبرئيل عليه السلام كان جالساً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليّ عليه السلام فقام له جبرئيل عليه السلام فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أتقوم لهذا الفتى!؟

 فقال جبرئيل عليه السلام: نعم، إنّ له عليّ حقّ التعليم. فقال: كيف ذلك التعليم يا جبرئيل؟ فقال: خلقني اللَّه فسألني من أنت و ما اسمك؟ ومن أنا و ما اسمي؟ فتحيّرت في الجواب، ثمّ حضر هذا الشابّ في عالم الأنوار، وعلّمني الجواب.

 فقال: قل: أنت الربّ الجليل واسمك الجميل، وأنا العبد الذليل واسمي جبرئيل، فلهذا قمت وعظّمته، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: كم عمرك يا جبرئيل؟ فقال: نجم يطلع من العرش كلّ ثلاثين ألف سنة مرّة واحدة، وقد شاهدته طالعاً ثلاثين ألف مرّة.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيت ذلك النجم تعرفه؟ قال: كيف لا أعرفه! فقال: يا عليّ خذ العمامة من جبهتك، فلمّا كشفها رآه في جبهة عليّ عليه السلام.(234)

 ولقد أجاد بعض المقاربين من عصرنا من أهل العلم في وصفه عليه السلام حيث قال:

 أيا علّة الإيجاد حار بك الفكر

وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر

 قد قال قوم فيك والستر دونهم

بأ نّك ربّ كيف لو كشف الستر

 وقال آخر:

 در پس پرده نهان بودى و قومى بضلالت

حرمت ذات تو نشناخته گفتند خدائى

 پس چه گويند گر از طلعت زيبا كه تو دارى

پرده بردارى و اين گونه كه هستى بنمائى

 

 مواليّ لا اُحصي ثنائكم، ولا أبلُغُ من المدح كنهكم.(235)

 

 83/176 ـ في الروضة: عن القاروني، بإسناده عن ابن عبّاس أ نّه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده، وعنده جماعة من المهاجرين والأنصار إذ نزل(236) عليه جبرئيل وقال له: يا محمّد الحقّ يقرؤك السلام، ويقول لك: أحضر عليّاً واجعل وجهه مقابل وجهك، ثمّ عرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام فأحضره وجعل وجهه مقابل وجهه، فنزل جبرئيل ثانياً ومعه طبق فيه رطب ووضعه بينهما، ثمّ قال: كلا، فأكلا.

 ثمّ أحضر طستاً وإبريقاً وقال: يا رسول اللَّه، قد أمرك اللَّه أن تصبّ الماء على يدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: السمع والطاعة ] للَّه و(237)] لما أمرني به ربّي، ثمّ أخذ الإبريق، وقام يصبّ الماء على يد عليّ عليه السلام.

 فقال له عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه أنا أولى أن أصبّ الماء على يدك، فقال له: ياعليّ، إنّ اللَّه سبحانه و تعالى أمرني بذلك، وكان كلّما صبّ الماء على يد عليّ عليه السلام لم تقع منه قطرة واحدة في الطست.

 فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنّي لم أرشيئاً من الماء يقع في الطست، فقال له رسول‏اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ الملائكة يتسابقون على أخذ الماء الّذي يقع من يدك فيغسلون به وجوههم ليتباركون به(238).(239)

 

 84/177 ـ في تفسير فرات لابن ابراهيم عن ابن عبّاس: في تفسير قوله تعالى: «وَإنَّها لَكَبيرةٌ إلّا عَلَى الخاشِعين » (240) قال: إنّ الخاشع الذليل في صلاته، المقبل عليها، رسول اللَّه(241) وعليّ عليهما السلام.(242)

 أقول: هذا التعبير إمّا كناية عن كون المصلّي إماميّاً فيتحقّق الخشوع، وإلّا فلا وإمّا أن يراد أنّ المصلّي إذا صلّى بقلب مملوء من حبّهما فيتحقّق في القلب جلاء وصفاء لأن يقابل اللَّه تعالى، ويتجلّى له عظمة الحقّ جلّ وعلا، فيتحقّق الخشوع قهراً كمثل مرآة صافية عن الأوساخ.

 

 85/178 ـ في كتاب الروضة: بإسناده عن الصادق عليه السلام أ نّه قال: ولايتي لعليّ بن أبي طالب عليه السلام أحبّ إليّ من ولادتي منه، لأنّ ولايتي لعليّ عليه السلام فرض، وولادتي من عليّ عليه السلام فضل.(243)

 

86/179 ـ وفيه: بالإسناد يرفعه إلى ابن عبّاس قال: ما حسدت عليّاً عليه السلام على شي‏ء ممّا سبق من سوابقه أفضل من شي‏ء سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: يا معاشر قريش، كيف أنتم إذ كفرتم فرأيتموني في كتيبة أضرب بها وجوهكم؟ فأتاه جبرئيل عليه السلام فغمزه وقال: يا محمّد قل: إنشاء اللَّه وعليّ ابن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنشاءاللَّه وعليّ بن أبي طالب عليه السلام.(244)

 

 87/180 ـ في مدينة المعاجز للبحراني قدس سره عن كتاب درر المطالب(245) قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزاة تبوك، وخلّف عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام على أهله، وأمره بالإقامة فيهم. فأرجف المنافقون(246) وقالوا: ما خلّفه إلّا استقلالاً به، فلمّا سمع ذلك أخذ سلاحه وخرج إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو نازل بالحرق، فقال: يا رسول اللَّه زعم المنافقون إنّك إنّما خلّفتني استقلالاً بي.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: كذبوا ولكنّي خلّفتك لما تركت ورائى، فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك، ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي، فرجع إلى المدينة ومضى رسول اللَّه لسفره.

 قال: وكان أمر الجيش إنّه انكسر وانهزم الناس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا نبيّ‏اللَّه إنّ اللَّه يقرؤك السلام، ويبشّرك بالنصرة، ويخيّرك إن شئت انزلت الملائكة يقاتلون، وإن شئت عليّاً فادعه يأتيك، فاختار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام، فقال جبرئيل: أدر وجهك نحو المدينة و ناد: يا أباالغيث، أدركني يا علي، أدركني يا علي.

 قال سلمان الفارسى رضى الله عنه: وكنت مع من تخلّف مع عليّ عليه السلام فخرج ذات يوم يريد الحديقة فمضيت معه فصعد النخلة ينزل كرباً، فهو ينثر وأنا أجمع إذ سمعته يقول: لبّيك ها أنا جئت، ونزل والحزن ظاهر عليه ودمعته تنحدر. فقلت: ما شأنك يا أباالحسن؟ قال: يا سلمان جيش رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قد انكسر، وهو يدعوني ويستغيث بي، ثمّ مضى فدخل منزل فاطمة عليها السلام وخرج قال: يا سلمان ضع قدمك موضع قدمي لاتخرم منه شيئاً.

 قال سلمان: فأتبعته حذو النعل سبع عشرة خطوة، ثمّ عاينت الجيشين والجيوش والعساكر، فصرخ الإمام صرخة لهب لها الجيشان وتفرّقوا ونزل جبرئيل عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم عليه فردّه عليه السلام واستبشر به، ثمّ عطف الإمام على الشجعان فانهزم الجمع، وولّوا الدبر وردّ اللَّه الّذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، «وَكَفَى اللَّه المُؤْمِنينَ القِتال» (247) بعليّ أميرالمؤمنين عليه السلام وسطوته وهمّته وعلاه، وأبان اللَّه عزّوجلّ معجزة في هذا الموطن قد عجز عنها جميع الاُمّة وكشف من فضله الباهر في مجيئه من المدينة شرّفها اللَّه في سبعة عشر خطوة، وسماعه نداء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على بعد المسافة وتلبيته، وهذه من أعظم المعجزات وأدلّ الآيات على عدم النظير له في الاُمّة.(248)

 

 88/181 ـ في تفسير البرهان: عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبداللَّه بن ميمون القداح، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ من أحبّك ثمّ مات فقد قضى نحبه(249) ومن أحبّك ولم يمت فهو ينتظر(250) وما طلعت الشمس وما غربت إلّا ظلّت عليه(251) برزق وإيمان(252).(253)

 

 89/182 ـ في تفسير الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بعث جيشاً وأمّر عليهم عليّاً عليه السلام فكايده فيها حاطب بن بلتعه و بريدة الأسلمي، فلمّا رجعا تكلّما في عليّ عليه السلام فغضب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم غضباً لم يغضب قبله ولابعده مثله وتغيّر لونه وانتفخت أوداجه وارتعدت أعضاؤه - إلى أن قال - : يا بريدة، إنّ قدر عليّ عليه السلام عنداللَّه أعظم من قدره عندكم، ألا اُخبركم؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه سبحانه وتعالى يبعث يوم القيامة أقواماً يمتلي‏ء من جهة السيّئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيّئات فأين الحسنات؟ وإلّا فقد عطبتم!(254) فيقولون: يا ربّنا ما نعرف لنا حسنات.

 فاذا النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ: إن لم تعرفوا لأنفسكم حسنات فإنّي أعرفها لكم وأوفيها(255) عليكم، ثمّ تأتي الريح برقعة صغيرة تطرحها في كفّة حسناتهم فترجح بسيّئاتهم بأكثر ممّا بين السماء والأرض، فيقال لأحدهم: خذ بيد أبيك واُمّك وإخوانك وأخواتك وخاصّتك وقرابتك ] وأخدامك [ومعارفك فأدخلهم الجنّة.

 فيقول أهل المحشر: يا ربّنا أمّا الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟ فيقول اللَّه عزّوجل: يا عبادي إنّ أحدهم مشى ببقيّة دين لأخيه إلى أخيه، فقال: خذها فإنّي اُحبّك بحبّك لعليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له الآخر: قد تركتها لك بحبّك لعليّ عليه السلام ولك من مالي ما شئت، فشكر اللَّه تعالى ذلك لهما فحطّ به خطاياهما وجعل ذلك في حشو صحيفتهما وموازينهما وأوجب لهما ولوالديهما الجنّة.

 ثمّ قال: يا بريدة، إنّ من يدخل النار ببغض عليّ أكثر من الخزف الّذي يرمى عند الجمار، فإيّاك أن تكون منهم.(256)

 

 90/183- في تفسير البرهان: بأسانيده عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: «إنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى » (257) أ نّه عليه السلام قرأ الآية «إنَّ عَلِيّاً لَلْهُدي × وَإنَّ لَه الآخرَةَ وَالاُولى». وذلك حيث سئل عن القرآن، قال: فيه الأعاجيب كقوله: «وَكَفَى اللَّهُ المُؤْمِنين القِتال » (258) بعليّ عليه السلام و«إنَّ عَلِيّاً لَلْهدى وإنَّ لهُ الآخرَة وَالاُولى».(259)

 

 91/184- في بعض كتب المناقب المعتبرة من أصحابنا الإماميّة رأيت في الثلث الأوّل من كتابه تقريباً وفيه: ما روي عن ابن جرير الطبري بإسناد - رفعه - إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: لمّا فعل أولاد يعقوب عليه السلام بيوسف عليه السلام ما فعلوه، وعادوا إلى أبيهم فسألهم عنه فقالوا: أكله الذئب فلم يصدّقهم، فخرجوا من عنده إلى الصحراء، فأصابوا ذئباً فقبضوا عليه وأحضروه بين يدي يعقوب عليه السلام فنطق الذئب بالسلام عليه.

 فقال له يعقوب: لم أكلت ابني فقال: يا نبيّ اللَّه، واللَّه ما أكلت لحم إنس قطّ وإنّك لتعلم أنّ لحوم الأنبياء ولحوم أولادهم محرّمة على الوحش، ولست من بلادكم هذه وإنّما قدمتها الساعة، فقال له: ومن أين أنت وما أقدمك هذه البلاد؟ فقال: من أرض مصر إجتزت بهذه البلاد قاصداً زيارة أخ لي بخراسان.

 فقال يعقوب: وما قصدك بهذه الزيارة؟ فقال الذئب: كنت مع أبيك نوح عليه السلام في السفينة فأخبرني عن جبرئيل عن اللَّه تعالى: أ نّه من زار أخاً له في اللَّه تعالى لا لرياء وسمعة ولا لطلب محمدة كتب له بكلّ خطوة عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات.

 فقال يعقوب عليه السلام: وما تصنع أيّها الذئب بهذه الزيارة، وأنتم معاشر الوحوش لاتثابون على طاعة و لاتعاقبون على معصية؟ فقال الذئب: أجعل ثواب ذلك لعليّ ابن أبي طالب وصيّ سيّد المرسلين ولشيعته.

 فقال يعقوب عليه السلام لبنيه: اكتبوا الخبر عن الذئب، فقال الذئب: إنّا معاشر البهائم لانكلّم إلّا نبيّاً أو وصيّ نبيّ فأملى عليهم ليكتبوا، فقال يعقوب عليه السلام: زوّدوا الذئب فقال الذئب: واللَّه ما تزوّدت بزاد قطّ، ولا حاجة لي بتزويدكم.

 فقال يعقوب عليه السلام: ولم ذلك؟ فقال الذئب: لأ نّي قد صحبت خالق الأجساد والأرزاق، وهو لايترك جسداً بغير رزق.(260)

 أقول: الظاهر التناقض بين الحديث الثلاثين من الباب الأوّل في كلام الذئب مع الراعي وبين قول الذئب هنا: إنّا معاشر البهائم لانكلّم إلّا نبيّاً أو وصيّ نبيّ، فيمكن في الجواب عنه بأن يقال: إنّ كلامه في الحديث السابق وقع بإعجاز من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وتصرّف منه، ومن المعلوم تحقّق ذلك من الجمادات أيضاً فضلاً عن الحيوانات ، وأمّا عدم ترخيصهم في هذه الرواية فمحمول على عدم الإذن لهم بلا إنطاق من اللَّه أو نبيّه في مقام الإعجاز، ولذا إعتذر بأ نّا لانكلّم إلّا نبيّاً أو وصيّ نبيّ.

 

 92/185- في بصائر الدرجات للصفّار رحمه الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن البرقي عن ابن سنان قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لقد أسرى بي ربّي عزّوجلّ أوحى إليّ من وراء الحجاب ما أوحى وكلّمني فكان ممّا كلّمني به أن قال: يا محمّد، عليّ الأوّل و عليّ الآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شي‏ء عليم.

 فقلت: يا ربّ أليس ذلك أنت؟ ثمّ فسّر سبحانه - بعد توصيف نفسه - قال: عليّ الأوّل، أي أوّل من أخذ ميثاقي(261) من الأئمّة وعليّ الآخر، أي آخر من أقبص روحه من الأئمّة، وهو الدابّة الّتي يكلّمهم، يا محمّد، عليّ الظاهر، اُظهر عليه جميع ما اُوحيته(262) إليك، ليس لك أن تكتم منه شيئاً، يا محمّد، عليّ الباطن، أبطنته سرّي الّذي أسررته إليك، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه، يا محمّد، عليّ عليم بكلّ ما خلقت من حلال أو حرام.(263)

 

 93/186- وفيه: بإسناده المفصّل عن أبي رافع قال: لمّا دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر عليّاً عليه السلام تفل في عينيه، ثمّ قال: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس، فإنّ اللَّه أمرني بذلك.

 قال أبو رافع: فمضى عليّ عليه السلام وأنا معه، فلمّا أصبح افتتح خيبر ووقف بين الناس فأطال الوقوف، فقال الناس: إنّ عليّاً عليه السلام يناجي ربّه، فمكث ساعة، ثمّ أمر بانتهاب المدينة الّتي فتحها.

 قال أبو رافع: فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: إنّ عليّاً عليه السلام وقف بين الناس كما أمرته فقال قوم: إنّ اللَّه ناجاه، فقال: نعم يا أبا رافع، إنّ اللَّه ناجاه يوم الطائف، و يوم عقبة تبوك، ويوم حنين.(264)

 

 94/187- وفيه: بهذا الإسناد عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الطائف: لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي يفتح اللَّه به الخيبر، فسوطه سيفه(265) فلمّا أصبح دعا عليّاً عليه السلام فقال: اذهب إلى الطائف، ثمّ أمر اللَّه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يرحل إليها بعد أن دخلها عليّ عليه السلام فلمّا صار إليها كان عليّ عليه السلام على رأس الجبل، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أثبت فثبت، فسمعنا مثل صرير الرحى(266) فقيل: ما هذا يا رسول اللَّه؟ قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ يناجي عليّاً عليه السلام.(267)

 

 95/188- في كتاب محمّد بن جعفر القرشي رواية الشيخ الثقة الجليل هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن عمير بن زياد ومحمّد بن جعفر الرزّاز القرشي، عن يحيى بن زكريّا اللؤلؤي قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن هارون الخرّاز، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر الجعفي، عن رجل، عن جابر بن عبداللَّه قال:

 كان لأميرالمؤمنين عليه السلام صاحب يهوديّ وكان كثيراً ما يألفه وإن كانت له حاجة أسعفه(268) فيها، فمات اليهوديّ فحزن عليه واشتدّت وحشته له، فالتفت إليه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو ضاحك فقال: يا أباالحسن، ما فعل صاحبك اليهودي؟ قال: مات. قال: فاغتممت له واشتدّت وحشتك عليه؟ قال: نعم يا رسول اللَّه، قال: فتحبّ أن تراه؟ قال: نعم بأبي أنت واُمّي.

 قال: ارفع رأسك فكشط له عن السماء الرابعة فاذا هو بقبّة من زبرجدة خضراء، معلّقة بالقدرة. فقال له: يا أباالحسن هذا لمن يحبّك من أهل الذمّة واليهود والنصارى والمجوس، وشيعتك المؤمنون معي ومعك غداً في الجنّة.(269)

 أقول: ولاتستبعد هذه المنزلة من محبّي عليّ من غير المسلمين لأ نّا نقول أليس نظيره واقعاً من أنوشيروان الملك الكافر العادل وغيره من الكفّار ببركة عدالتهم ومواساتهم لإخوانهم، ودخولهم في‏النار لكونهم كفّاراً، وعدم كونهم معذّبين فيها لعدالتهم وإحسانهم، ومن البديهي أنّ ولاية الأئمّة ومحبّتهم لأعظم مقاماً من أمثال هذه الصفات الممدوحة، فكيف لايوجب ما هو أعظم وأعلى بمراتب شتّى من هذا المقام.

 

 96/189- في البحار: عن جعفر الفزاري بأسانيده المفصّلة، عن كامل بن إبراهيم قال: قلت في نفسي أسأل الإمام العسكري عليه السلام لايدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتي وقال بمقالتي؟ قال: فلمّا دخلت على سيّدي أبي محمّد عليه السلام فنظرت إلى ثياب بيض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ اللَّه وحجّته يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا بمواساة الإخوان، وينهانا عن لبس مثله.

 فقال متبسّماً: يا كامل وحسر ذراعيه، فإذا مسح(270) أسود خشن على جلده فقال: هذا للَّه وهذا لكم، فسلّمت عليه وجلست إلى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشف طرفه، فاذا أنا بفتى كأ نّه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها.

 فقال لي الفتى: يا كامل بن إبراهيم، فاقشعررت من ذلك واُلهمت أن قلت: لبّيك يا سيّدي فقال: جئت إلى وليّ اللَّه وحجّته وبابه تسأله هل يدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟ فقلت: إي واللَّه، قال: إذاً واللَّه يقلّ داخلها، واللَّه إنّه ليدخلها قوم يقال لهم الحقيّة قلت: يا سيّدي ومن هم؟ قال: قوم من حبّهم لعليّ عليه السلام يحلفون بحقّه ولايدرون ما حقّه وفضله.

 ثمّ سكت صلوات اللَّه عليه عنّي ساعة، ثمّ قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوّضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيّة اللَّه، فإذا شاء شئنا، واللَّه يقول: »وَما تَشاؤُونَ إلّا أنْ يَشاء اللَّه «(271) ثمّ رجع الستر إلى حالته، فلم أستطع كشفه، فنظر إليّ أبومحمّد عليه السلام متبسّماً فقال: يا كامل، ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجّة من بعدي؟ فقمت وخرجت ولم اُعاينه بعد ذلك.

 قال أبونعيم: فلقيت كاملاً فسألته عن هذا الحديث فحدّثني به.(272)

 

 97/190- في تفسير الإمام أبي محمّد العسكرى عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا أباالحسن إنّ اللَّه عزّوجلّ قد أوجب لك بذلك من الفضائل والثواب ما لايعرفه غيره، ينادي مناد يوم القيامة: أين محبّو عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ فيقوم قوم من الصالحين، فيقال لهم: خذوا بأيديكم من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنّة، وأقلّ رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات ألف ألف رجل.(273)

 

 98/191- ابن يعقوب: بإسناده عن جابر، عن أبي‏جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يجمع(274) اللَّه الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب ]ثمّ يدعى برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وبأميرالمؤمنين عليه السلام(275)] فيكسى رسول اللَّه حلّة خضراء تضي‏ء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى عليّ عليه السلام مثلها، ويكسى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حلّة ورديّة يضي‏ء لها ما بين المشرق والمغرب، ويكسى عليّ عليه السلام مثلها،] ثمّ يصعدان بهما(276)] ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس، فنحن واللَّه ندخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار.

 ثمّ يدعى بالنبيّين عليهم السلام فيقامون صفّين عند عرش اللَّه عزّوجلّ حتّى نفرغ من حساب الناس، فإذا اُدخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار، بعث ربّ العزّة تبارك وتعالى عليّاً عليه السلام فأنزلهم منازلهم من الجنّة، وزوّجهم، فعليّ واللَّه الّذي يزوّج أهل الجنّة في الجنّة، وما ذلك لأحد غيره، كرامة له من اللَّه جلّ ذكره، وفضلاً فضّله اللَّه به ومنّ به عليه، وهو واللَّه يدخل أهل النار النار، وهو الّذي يغلق على أهل الجنّة إذا دخلوا فيها أبوابها، ]ويغلق على أهل النار إذ ادخلوا فيها أبوابها(277)] فإنّ أبواب الجنّة إليه وأبواب النار إليه.(278)

 

 99/192- في كتاب اليقين لابن طاووس: قال برجال اهل السنّة رأيناه في كتاب الأربعين حديثاً الّتي ذكرها منتجب الدين أيضاً محمّد بن أبي مسلم الرازي «بماردين» في جامعها وهو الحديث الثاني والثلاثون من أخباره الأربعين فقال بإسناده: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكّة وإذا هو بدرّاج يدرج(279) على وجه الأرض، فوقع بإزاء أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك أيّها الدرّاج، فقال الدرّاج: وعليك السلام ورحمةاللَّه وبركاته يا أميرالمؤمنين.

 فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: أيّها الدرّاج، ما تصنع في هذا المكان؟ فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي في هذا المكان منذ أربعمائة عام(280) اُسبّح اللَّه واُقدّسه واُمجّده وأعبده حقّ عبادته.

 فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أيّها الدرّاج إنّ الصفا نقيّ لامطعم فيه ولامشرب، فمن أين لك المطعم والمشرب؟ فأجابه الدرّاج وهو يقول: وقرابتك من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يا أميرالمؤمنين إنّي كلّما جعت دعوت اللَّه لشيعتك ومحبّيك فأشبع، وإذا ضمئت(281) دعوت اللَّه على مبغضيك وغاصبيك فأروى.(282)

 

100/193- في أمالي الشيخ قدس سره: بإسناده عن عبداللَّه بن مسكان، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: كيف بك يا عليّ إذا وقفت على شفير جهنّم وقدمت الصراط وقيل للناس: جوزوا وقلت لجهنّم: هذا لي وهذا لك؟ فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه ومن اُولئك؟ فقال: اُولئك شيعتك معك حيث كنت.(283)

 ولقد أجاد الشاعر حيث قال:

 أباحسن ولاؤك لي أمان

إذا زفرت على الخلق الجحيم

 وكيف يخاف حرّ النار عبد

يواليكم وأنت لها قسيم

 

 101/194- عن ابن بابويه قدس سره: بإسناده، عن معاوية بن عمّار، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ: يا عليّ، لقد مثّلت لي اُمّتي في الطين حتّى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن تخلق أجسادهم، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم.

 فقال عليّ عليه السلام: يا نبيّ اللَّه زدني فيهم، قال: نعم، يا عليّ تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر، قد فرّجت عنكم الشدائد، وذهبت عنكم الأحزان، تستظلّون تحت العرش، يخاف الناس ولاتخافون، ويحزن الناس ولاتحزنون، وتوضع لكم مائدة، والناس في المحاسبة.(284)

 

 102/195- من طريق المخالفين أخطب الخوارزمي موفّق بن أحمد بإسناده عن عبداللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أوّل من اتّخذ عليّ ابن أبي طالب أخاً من أهل السماء إسرافيل عليه السلام ثمّ ميكائيل عليه السلام ثمّ جبرئيل عليه السلام، وأوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش، ثمّ رضوان خازن الجنان، ثمّ ملك الموت، وإنّ ملك الموت يترحّم على محبّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام كما يترحّم على الأنبياء عليهم السلام.(285)

 

 103/196- عن الإمام أبي محمّد عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر عباد اللَّه عليكم بخدمة من أكرمه اللَّه بالإرتضاء، وحباه(286) بالإصطفاء، وجعله أفضل أهل الارض والسماء بعد محمّد سيّد الأنبياء عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وبموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه - إلى أن قال - :

 وإنّ من شيعة عليّ عليه السلام من يأتي يوم القيامة قد وضع اللَّه فى كفّة سيّئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار السيّارة(287)، يقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا يشكّون أ نّه من الهالكين، وفي عذاب اللَّه من الخالدين، فيأتيه النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ: يا أيّها العبد الخاطي‏ء ]الجاني [هذه الذنوب الموبقات، فهل بإزائها حسنات تكافيها وتدخل جنّةاللَّه برحمته؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعداللَّه؟ فيقول العبد: لا أدري، فيقول منادي ربّنا عزّوجلّ: إنّ ربّي تعالى يقول: ناد في عرصات القيامة ألا وإنّي فلان بن فلان من أهل بلد كذا وكذا قد رهنت بسيّئاتي كأمثال الجبال والبحار، ولا حسنة لي بإزائها، فأيّ أهل هذا المحشركان لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها، فهذا أوان حاجتي إليها.

 فينادي الرجل بذلك، فأوّل من يجيبه عليّ بن أبي طالب عليه السلام لبّيك لبّيك أيّها الممتحن في محبّتي، المظلوم بعداوتي، ثمّ يأتي هو ومعه عدد كثيروجمّ غفير، وإن كانوا أقلّ عدداً من خصمائه الّذين لهم قبله الظلامات.

 فيقول ذلك العدد: يا أميرالمؤمنين، نحن إخوانه المؤمنون كان بنا بارّاً، ولنا مكرماً، وفي معاشرته إيّانا مع كثرة إحسانه لنا متواضعاً، وقد تنازلنا(288) له عن جميع طاعاتنا، وبذلناها له.

 فيقول عليّ عليه السلام: فبماذا تدخلون جنّة ربّكم؟ فيقولون: برحمته الواسعة الّتي لايعدمها من والاك، ووالى آلك يا أخا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

 فيأتي النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ: يا أخا رسول اللَّه هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له، فأنت ماذا تبذل له؟ فإنّي أنا الحكم(289) ما بيني وبينه من الذنوب، فقد غفرتها له بموالاته إيّاك، وما بينه وبين عبادي من الظلامات، فلابدّ من فصل الحكم بينه وبينهم، فيقول علي عليه السلام: ياربّ أفعل ما تأمرني، فيقول اللَّه عزّوجلّ: يا عليّ، اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله، فيضمن لهم عليّ عليه السلام ذلك، ويقول لهم: اقترحوا عليّ ما شئتم اُعطكموه عوضاً عن ظلاماتكم قبله.

 فيقولون: يا أخا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم تجعل لنا بإزاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول عليّ عليه السلام: قد وهبت ذلك لكم. فيقول اللَّه عزّوجلّ: فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من عليّ عليه السلام فداء لصاحبه من ظلاماتكم، ويظهر لكم(290) ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها فيكون ذلك ما يرضي اللَّه عزّوجلّ به خصمائه المؤمنين، ثمّ يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

 فيقولون: يا ربّنا هل بقي من جنانك شي‏ء؟ إذا كان هذا كلّه لنا فأين يحلّ سائر عبادك المؤمنون والأنبياء والصدّيقون والشهداء والصالحون، ويخيّل لهم عند ذلك أنّ الجنّة بأسرها قد جعلت لهم، فيأتي النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ: يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس عليّ الّذي قد اقترحتموه عليه، قد جعله لكم فخذوه وانظروا فيصيرون هم وهذا المؤمن الّذي عوّضهم عليّ عليه السلام عنه إلى تلك الجنان ثمّ يرون إلى ما يضيفه اللَّه عزّوجلّ إلى ممالك عليّ عليه السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليّه الموالي له، ممّا يشاء اللَّه عزّوجلّ من الأضعاف الّتي لايعرفها غيره.

 ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: »أ ذلكَ خَيْرٌ نُزُلاً أمْ شَجَرَةُ الزقُّوم «(291) المعدّة لمخالفي أخي ووصيّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(292)

 

 104/197 - روى محمّد بن الحسن الصفّار، عن حذيفة رحمه الله، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكذا الشيخ قدس سره بإسناده عن أبي سلاّم مولى قيس قال: خرجت مع مولاي إلى المدائن قال: سمعت سعد بن حذيفة يقول: سمعت أبي حذيفة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبّة خردل من حبّ عليّ عليه السلام إلّا أدخله اللَّه عزّوجلّ الجنّة.(293)

 

 105/198- روى البرسي رحمه الله عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام شجرة أصلها في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن منها جرّه إلى الجنّة وفي رواية: إنّ حبّ عليّ سيّد الأعمال.(294)

 

 106/199- في روضة الفضائل عن ابن عبّاس قال: أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقالوا: يا رسول اللَّه جاء أميرالمؤمنين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ عليّاً سمّي بأميرالمؤمنين من قبلي، قيل: من قبلك يا رسول اللَّه؟ قال: ومن قبل عيسى وموسى؟ قيل: وقبل عيسى وموسى يا رسول اللَّه؟ قال: وقبل سليمان بن داود ولم يزل يعدّد الأنبياء كلّهم إلى آدم عليه السلام ثمّ قال: إنّه لمّا خلق اللَّه آدم طيناً علّق بين عينيه درّة تسبّح اللَّه وتقدّسه فقال عزّوجلّ: لاُسكنّنك رجلاً أجعله أميرالمؤمنين أجمعين فلمّا خلق اللَّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام أسكنه في الدرّة فسمّي أميرالمؤمنين قبل خلق آدم عليه السلام.(295)

 

 107/200- من طريق أهل السنّة في تاريخ بغداد بحذف الإسناد عن بلال بن حمامة قال: طلع علينا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ووجهه كالبدر مشرق، فسأل ابن عوف عن ذلك فقال: بشارة أتتني من ربّي لأخي وابن عمّي وابنتي، وإنّ اللَّه تعالى زوّج عليّاً عليه السلام بفاطمة عليها السلام وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكّاً(296) فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محبّاً لنا أهل البيت إلاّ دفعت إليه صكّاً ]بعتق من النّار بأخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من اُمّتي(297).[(298)

 وفي خبر: أ نّه يكون في الصكوك براءة من العليّ الجبّار لشيعة عليّ وفاطمة عليهما السلام من النار.

 

 108/201- في الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي قدس سره: روى عمّار بن ياسر رضى الله عنه: أ نّه قال: كان أميرالمؤمنين عليه السلام جالساً في دكّة القضاء إذ نهض إليه رجل يقال له: صفوان الأكحل، وقال له: أنا رجل من شيعتك وعليَّ ذنوب فاُريد أن تُطهّرني منها لأصل إلى الآخرة وما معي ذنب.

 فقال الإمام عليه السلام: ما هو أعظم ذنوبك؟ فقال: أنا ألوط بالصبيان.

 فقال عليه السلام: أيّما أحبّ إليك ضربة بذي الفقار، أو اُقلّب عليك جداراً، أو أرمي بك في النار، فإنّ ذلك جزاء من ارتكب تلك المعصية.

 فقال: يا مولاي أحرقني بالنار لأنجو من نار الآخرة، فقال عليه السلام: يا عمّار اجمع ألف حزمة قصب لنضرمه غداة غد بالنار.

 ثمّ قال للرجل: إنهض وأوص بما لك وبما عليك، قال: فنهض الرجل وأوصى بماله وما عليه وقسّم أمواله على أولاده، وأعطى كلّ ذي حقّ حقّه. ثمّ بات على حجرة أميرالمؤمنين عليه السلام في بيت نوح شرقيّ جامع الكوفة.

 فلمّا صلّى أميرالمؤمنين قال: يا عمّار، ناد بالكوفة: اخرجوا وانظروا حكم أميرالمؤمنين عليه السلام فقال جماعة منهم: كيف يحرق رجلاً من شيعته ومحبّيه وهو الساعة يريد يحرقه بالنار فتبطل(299) إمامته! فسمع بذلك أميرالمؤمنين عليه السلام.

 قال عمّار: فأخذ الامام عليه السلام الرجل ورمى عليه ألف حزمة من القصب، وأعطاه مقدحة وكبريتاً، وقال: اقدح وأحرق نفسك، فإن كنت من شيعتي ومحبّي(300) وعارفي، فإنّك لاتحترق بالنار،(301) وإن كنت من المخالفين المكذّبين فالنار تأكل لحمك وتكسر عظمك.

 فأوقد الرجل على نفسه واحترق القصب، وكان على الرجل ثياب بيض فلم تعلّق بها النار ولم يقربها الدخان، فاستفتح الإمام عليه السلام وقال: كذب العادلون باللَّه وضلّوا ضلالاً بعيداً، ثمّ قال: إنّ شيعتنا منّا(302) وأنا قسيم الجنّة والنار، شهد لي بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن كثيرة.(303)

 قال الشاعر:

 عليّ حبّه جُنّة

قسيم النار والجنّة

 وصيّ المصطفى حقّاً

إمام الإنس والجنّة

 

 109/202- روى صاحب منهج التحقيق إلى سواء الطريق: عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: كنت أنا والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام ومحمّد بن الحنفيّة ومحمّد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر، والمقداد بن الأسود الكندي ]جلوساً عند أميرالمؤمنين عليه السلام بمنزله لمّا بويع عمر بن الخطّاب(304)] فقال له ابنه الحسن عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، إنّ سليمان عليه السلام سأل ربّه ملكاً لاينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك فهل ملكت ممّا ملك سليمان بن داود؟

 فقال عليه السلام: والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّ سليمان بن داود سأل اللَّه عزّوجلّ الملك فأعطاه، وإنّ أباك ملك مالم يملكه - بعد جدّك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم - أحد قبله ولايملكه أحد بعده.

 فقال الحسن عليه السلام: نريد أن ترينا ممّا فضّلك اللَّه به من الكرامة فقال عليه السلام: أفعل إنشاءاللَّه تعالى، فقام أميرالمؤمنين عليه السلام فتوضّأ وصلّى ركعتين ودعا اللَّه عزّوجلّ بدعوات لم يفهمها أحد، ثمّ أومأ بيده إلى جهة الغرب فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار وإذا بجانبها سحابة اُخرى.

 فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أيّتها السحابة إهبطى بإذن اللَّه تعالى فهبطت وهي‏تقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه وأ نّك خليفته ووصيّه، ] من شكّ فيك فقد ضلّ عن سبيل النجاة[.(305)

 قال: ثمّ انبسطت السحابة على الأرض حتّى كأ نّها بساط مبسوط(306) فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: اجلسوا على الغمامة فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الاُخرى فهبطت وهي تقول كمقالة الاُولى، وجلس أميرالمؤمنين عليه السلام عليها مفردة(307) ثمّ تكلّم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب وإذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين فرفعتهما رفعاً رفيقاً، فتمايلت(308) نحو أميرالمؤمنين عليه السلام وإذا به على كرسيّ، والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الأبصار.

 فقال الحسن عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، إنّ سليمان بن داود عليهما السلام كان مطاعاً بخاتمه وأميرالمؤمنين بماذا يطاع؟

 فقال عليه السلام: أنا عين اللَّه في أرضه، أنا لسانه الناطق في خلقه، أنا نوراللَّه الّذي لايطفى، أنا باب اللَّه الّذي يؤتى منه وحجّته على عباده، ثمّ قال: أتحبّون أن اُريكم خاتم سليمان بن داود عليهما السلام؟ قلنا: نعم فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتماً من ذهب فصّه من ياقوتة حمراء، عليه مكتوب: «محمّد وعليّ» قال سلمان: فتعجّبنا من ذلك، فقال من أيّ شي‏ء تعجبون؟ وما العجب من مثلي، أنا اُريكم اليوم مالم تروه أبداً، - وساق الحديث إلى أن قال - :

 فقال عليه السلام: هل تريدون أن اُريكم سليمان بن داود عليهما السلام؟ فقلنا: نعم، فقام ونحن معه فدخل بنا بستاناً ما رأينا أحسن منه، وفيه من جميع الفواكه والأعناب وأنهارها تجري، والأطيار يتجاوبن على الأشجار فحين رأته الأطيار أتته ترفرف حوله حتّى توسّطنا البستان، واذا سرير عليه شابّ ملقى على ظهره واضع يده على صدره.

 فأخرج أميرالمؤمنين عليه السلام الخاتم من جيبه، وجعله في إصبع سليمان بن داود فنهض قائماً، وقال: السلام عليك يا أميرالمؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، أنت واللَّه الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم، قد أفلح من تمسّك بك، وقد خاب وخسر من تخلّف عنك، وإنّي سألت اللَّه بكم أهل البيت فاُعطيت ذلك الملك.

 قال سلمان: فلمّا سمعت كلام سليمان بن داود عليهما السلام لم أتمالك نفسي حتّى وقعت على أقدام أميرالمؤمنين عليه السلام اُقبّلها، وحمدت اللَّه تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وفعل أصحابي كما فعلت.(309)

 أقول: وروى هذا الخبر أيضاً بأبسط من ذلك بحيث يشمل الحديث والحديث الآتي وحديث إراءته قوم يأجوج ومأجوج وأنّ أحدهما طوله مائة وعشرون ذراعاً وطول بعضهم ستّون ذراعاً، وبعضهم يفترش إحدى اُذنيه وبالاُخرى يلتحف وبيان السدّ الّذي بيننا وبينهم، وبيان الشجرة الّتي كان يصلّي عليه السلام تحتها كلّ غداة ركعتين ولم يصلّ منذ أربعين صباحاً فجاءت وتكلّمت بذلك، وإراءته الملك الموكّل بظلمة الليل والنهار، يده في المغرب والاُخرى بالمشرق والملك ترحائيل، وبيان علمه بما وراء جبل قاف، وبيان إراءته بقيّة قوم عاد وهلاكهم بعد الاختيار.

 وقال عليه السلام في آخر الحديث: أتريدون أن اُريكم أعجب من ذلك؟ فقلنا: لانطيق بأسرنا على احتمال شي‏ء آخر. الحديث بطوله مذكور أيضاً في كتاب مجموع الرائق للسيّد هبةاللَّه قدس سره.(310)

 أقول: هذا سلمان سلام‏اللَّه عليه الّذي هو في الدرجة العاشرة من الإيمان، ويعلم علم البلايا والمنايا والاسم الأعظم، والّذي يقول الصادق صلوات اللَّه عليه في حقّه - إذا ذكر عنده - صلوات اللَّه على سلمان، لم يطق أن يحتمل ويرى مناقبه عليه السلام فكيف لأمثالنا من الذرّات بل دونها. أسأل اللَّه توفيق التصديق بها، وقابليّة الإحتمال لها وأعوذ باللَّه من وساوس الشيطان والكفران.

 

 110/203- شأنه عليه السلام مع صالح النبي عليه السلام: وهو كما في ذيل حديث سلمان رضوان اللَّه عليه، ثمّ قام أميرالمؤمنين عليه السلام وإذا نحن بشابّ في الجبل يصلّي بين قبرين.

 فقلنا: يا أميرالمؤمنين من هذا الشابّ؟ فقال عليه السلام: هذا صالح النبيّ عليه السلام وهذان القبران لاُمّه وأبيه، وإنّه يعبداللَّه بينهما، فلمّا نظر إليه صالح لم يتمالك نفسه حتّى بكى، وأومأ بيده إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ عاد إلى صلاته(311) وهو يبكي فوقف أميرالمؤمنين عليه السلام عنده حتّى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما بكاؤك؟ فقال صالح عليه السلام: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام كان يمرّ بي عند كلّ غداة فيجلس فتزداد عبادتي بنظره فقطع ذلك منذ عشرة أيّام فأقلقني ذلك فتعجّبنا من ذلك.(312)

 

 111/204- روى المفيد قدس سره في الإختصاص: عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عمرو بن سعيد الثقفي، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن يحيى بن المساور، عن أبي الجارود المنذر بن الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا صعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الغار طلبه عليّ بن أبي طالب عليه السلام وخشي أن يغتاله المشركون، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على حراء، وعليّ عليه السلام بتيم(313) فبصر به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما لك يا عليّ؟ فقال: بأبي أنت واُمّي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ناولني يدك يا عليّ، فرجف الجبل حتّى تخطى برجله إلى الجبل الآخر، ثمّ رجع الجبل إلى قراره.(314)

 

 112/205- في تفسير الإمام أبي محمّد العسكرى عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أيّكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة؟ فقال عليّ عليه السلام: أنا هو يا رسول اللَّه وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حدّث بالقصّة إخوانك المؤمنين، ولاتكشف عن أسماء المنافقين المكايدين لنا، فقد كفاك اللَّه شرّهم وأخّرهم للتوبة لعلّهم يتذكّرون.

 فقال عليّ عليه السلام: بينا أسير في بني فلان بظاهر المدينة وأمامي ثابت بن قيس إذ بلغ بئراً عادية عميقة بعيدة القعر، وهناك رجال من المنافقين فدفعوه ليرموه في البئر فتماسك ثابت، ثمّ عاد الرجل فدفعه وهو لايشعر بي حتّى وصلت إليه وقد اندفع ثابت في البئر، فكرهت أن اشتغل بطلب المنافقين خوفاً على ثابت فرميت نفسي في البئر لعلّي آخذه، فنظرت فاذا أنا قد سبقته إلى قرار البئر.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف لاتسبقه وأنت أرزن منه؟ ولو لم تكن من رزانتك إلّا مافي جوفك من علم الأوّلين والآخرين الّذي أودعه اللَّه رسوله وأودعك رسوله لكان من حقّك أن تكون أرزن من كلّ شي‏ء، فكيف كان حالك وحال ثابت؟

 قال: يا رسول اللَّه، فصرت إلى قرار البئر واستقررت قائماً وكان ذلك أسهل عليّ وأخفّ على رجليّ من خطاي الّتي كنت أخطوها رويداً، ثمّ جاء ثابت فانحدر فوقع على يديّ وقد بسطتها له، فخشيت أن يضرّني سقوطه عليّ أو يضرّه، فما كان إلّا كطاقة ريحان تناولتها بيدي.

 ثمّ نظرت فإذا ذلك المنافق ومعه آخرون(315) على شفير البئر وهو يقول: أردنا واحداً فصار اثنين! فجاؤا بصخرة فيها قدر مائتا منّاً(316)، فأرسلوها علينا فخشيت أن تصيب ثابتاً فاحتضنته وجعلت رأسه إلى صدري وانحنيت عليه، فوقعت الصخرة على مؤخّر رأسي، فما كانت إلّا كترويحة بمروحة روّحت بها في حمارّة(317) القيظ(318) ثمّ جاؤا بصخرة اُخرى قدر ثلاثمائة منٍّ فأرسلوها علينا وانحنيت على ثابت، فأصابت مؤخّر رأسي، فكانت كماء صبّ على رأسي وبدني في يوم شديد الحرّ.

 ثمّ جاؤا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة منٍّ يديرونها على الأرض لايمكنهم أن يقلبوها، فأرسلوها علينا فانحنيت على ثابت، فأصابت مؤخّر رأسي وظهري فكانت كثوب ناعم لبسته فتنعّمت به، فسمعتهم يقولون: لو أنّ لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت واحدة منها من بلاء هذه الصخور.

 ثمّ انصرفوا فدفع اللَّه عنّا شرّهم، فأذن اللَّه لشفير البئر فانحطّ ولقرار البئر فارتفع واستوى القرار والشفير بعد بالأرض فحطونا وخرجنا.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا أباالحسن، إنّ اللَّه عزّوجلّ أوجب لك ]بذلك[ من الفضائل والثواب ما لايعرفه غيره، ينادي مناد يوم القيامة أين محبّوا عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ فيقوم قوم من الصالحين، فيقال لهم: خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنّة، وأقلّ رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات ألف ألف رجل.

 ثمّ ينادي المنادي(319) أين البقيّة من محبّي عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام؟ فيقوم قوم مقتصدون، فيقال لهم: تمنّوا على اللَّه تعالى ما شئتم، فيتمنّون فيفعل بكلّ واحد منهم ما تمنّى، ثمّ يضعّف له مائة ألف ضعف.

 ثمّ ينادي المنادي أين البقيّة من محبّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيقوم قوم ظالمون لأنفسهم معتدون عليها، فيقال: أين المبغضون لعليّ بن أبي طالب؟ فيؤتى بهم جمّ غفير وعدد كثير، فيقال: ألا نجعل كلّ ألف من هؤلاء فداء لواحد من محبّي عليّ بن أبي طالب ليدخلوا الجنّة. فينجّي اللَّه عزّوجلّ محبّيك ويجعل أعداءهم فداءهم.

 ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: هذا الأفضل الأكرم، محبّه محبّ اللَّه ومحبّ رسوله ومبغضه مبغض اللَّه ومبغض رسوله، هم خيار خلق اللَّه من اُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.(320)

 

 113/206- روى أبوالحسن الفقيه ابن شاذان من المناقب المائة: عن الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لما اُسري بي إلى السماء وانتهيت إلى حجب النور كلّمني ربّي جلّ جلاله وقال: يا محمّد بلّغ عليّ بن أبي‏طالب منّي السلام، وأعلمه أ نّه حجّتي بعدك على خلقي، به أسقي عبادي الغيث، وبه أدفع عنهم السوء، وبه احتجّ عليهم يوم يلقوني، فإيّاه فليطيعوا، ولأمره فليأتمروا، وعن نهيه فلينتهوا، أجعلهم عندي في مقعد صدق، واُبيح لهم جناني، وإن لم يفعلوا اُسكنهم ناري مع الأشقياء من أعدائي ثمّ لا اُبالي.(321)

 

 114/207- روى ابن شهراشوب: بأسانيده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: »لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَق «(322) أي لتصعدنّ ليلة المعراج من سماء إلى سماء.

 ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا كانت ليلة المعراج كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى فقال لي ربّي: يا محمّد، السلام عليك منّي، إقرأ منّي عليّ بن أبي طالب السلام، وقل له: إنّي اُحبّه واُحبّ من يحبّه، يا محمّد من حبّي لعليّ بن أبي طالب اشتققت له إسماً من أسمائي فأنا العليّ العظيم، وهو عليّ، وأنا المحمود وأنت محمّد، يا محمّد لو عبدني عبد ألف سنة إلاّ خمسين عاماً - قال ذلك أربع مرّات - لقيني يوم القيامة و] ليس(323)] له عندي حسنة واحدة من حسنات عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 قال اللَّه تعالى: «فَما لَهُم - يعني المنافقين – لايُؤْمِنُون» (324) يعني لايصدّقون لهذه الفضيلة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام.(325)

 ولقد أجاد احمد الجامي العارف المشهور حيث قال:

 گر منظر افلاك شود منزل تو

وز كوثر اگر سرشته باشد گل تو

 چون مهر على نباشد اندر دل تو

مسكين تو و سعي هاى بى‏ حاصل تو

 

 115/208- في كتاب مدينة المعاجز: عن محمّد بن سنان قال: دخلت على الصادق عليه السلام فقال لي: من بالباب؟ قلت: رجل من الصين. قال: فأدخله فلمّا دخل قال له أبوعبداللَّه عليه السلام: هل تعرفوننا بالصين؟ قال: نعم يا سيّدي، قال: وبماذا تعرفوننا؟ قال: يابن رسول اللَّه إنّ عندنا شجرة تحمل كلّ سنة ورداً يتلوّن في كلّ يوم(326) مرّتين فإذا كان أوّل النّهار نجد مكتوباً عليه «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم» وإذا كان آخر النهار نجد مكتوباً عليه «لا إله إلّا اللَّه، عليّ خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم».(327)

 

 116/209- البرسي رحمه الله قال: روى محدّثوا أهل الكوفة: أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا حمله الحسن والحسين عليهما السلام على سريره إلى مكان القبر المختلف من(328) نجف الكوفة وجدا فارساً يتضوّع منه المسك، فسلّم عليهما، ثمّ قال للحسن عليه السلام: أنت الحسن بن عليّ رضيع الوحي والتنزيل، وفطيم العلم والشرف الجليل، خليفة أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين؟ قال: نعم، قال: وهذا الحسين بن عليّ سبط النبيّ الرحمة، ورضيع العصمة، ووالد الأئمّة وربيع(329) الحكمة؟ قال: نعم، فقال: سلّماه إليّ وامضيا في دعة اللَّه.

 فقال له الحسن عليه السلام: إنّه أوصى إلينا أن لانسلّمه إلّا لأحد رجلين: جبرئيل عليه السلام أو الخضر عليه السلام فمن أنت منهما؟ فكشف النقاب فاذا هو أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ قال للحسن عليه السلام: يا أبامحمّد، لاتموت نفس إلّا ويشهدها، أفما يشهد جسده(331)(330)

 

 117/210- أبوالحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان، عن عمر بن الخطّاب قال: سمعت أبابكر بن أبي قحافة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه تعالى خلق من نور وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ملائكة(332) يسبّحون ويقدّسون، ويكتبون ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده عليهم السلام.(333)

 

 118/211- الراوندي: إنّ أباطالب عليه السلام قال لفاطمة بنت أسد - وكان عليّ عليه السلام صبيّاً - : رأيته يكسّر الأصنام فخفت أن يعلم كبار(334) قريش ذلك، فقالت: يا عجباً أنا اُخبرك بأعجب من هذا، إنّي اجتزت بالموضع الّذي كانت أصنامهم فيه منصوبة، وعليّ في بطني، فوضع رجليه في جوفي شديداً لايتركني ] أن أقرب ذلك الموضع الّذي فيه أصنامهم(335)] وأنا كنت أطوف في البيت لعبادة اللَّه تعالى لا الأصنام.(336)

 

 119/212- شرف الدين النجفي في تأويل الآيات: عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن رجاله، عن عبداللَّه بن عجلان السكوني قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: بيت عليّ وفاطمة عليهما السلام حجرة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وسقف بيتهم عرش ربّ العالمين، وفي قعر بيتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي، والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساء وكلّ ساعة وطرفة عين، والملائكة لاينقطع فوجهم فوج ينزل وفوج يصعد.

 وإنّ اللَّه تبارك وتعالى كشف لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتّى أبصر العرش وزاد اللَّه في قوّة ناظره، وإنّ اللَّه زاد في قوّة ناظرة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللَّه عليهم فكانوا يبصرون العرش، ولايجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش، فبيوتهم مسقّفة بعرش الرحمان، ومعارج معراج الملائكة والروح فوج بعد فوج لا انقطاع لهم، وما من بيت من بيوت الأئمّة منّا إلّا وفيه معراج الملائكة لقول اللَّه: «تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم بكلّ أمر سلام» قال: قلت: من كلّ أمر؟ قال: بكلّ امر، فقلت: هذا التنزيل؟ قال: نعم.(337)

 

 120/213- في كتاب المسلسلات: بالإسناد عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قالت: حدّثتني فاطمة وزينب واُمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهم السلام قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليه السلام قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليه السلام قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليه السلام قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليهما السلام عن اُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام، عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

 لمّا اُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة وعليها باب مكلّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب »لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ القوم« وإذا مكتوب على الستر: »بخّ بخّ من مثل شيعة عليّ؟«.

 فدخلته فاذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوّف، وعليه باب من فضّة مكلّل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي فاذا مكتوب على الباب: «محمّد رسول اللَّه عليّ وصيّ المصطفى» وإذا على الستر مكتوب: «بشّر شيعة عليّ بطيب المولد».

 فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكلّلة باللؤلؤ، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر: «شيعة عليّ هم الفائزون»، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا؟

 فقال: يا محمّد، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام يحشر الناس كلّهم  ]يوم القيامة [حفاة عراة إلّا شيعة عليّ عليه السلام ويدعى الناس بأسماء اُمّهاتهم ماخلا شيعة عليّ عليه السلام فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت: حبيبي جبرئيل وكيف ذاك؟ قال: لأ نّهم أحبّوا عليّاً فطاب مولدهم.(338)

 

 121/214- في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسي قدّس سرّهما: بأسانيده المفصّلة، عن أبي‏الحسن الثالث (الهادي عليه السلام)، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد غفر لك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك ومحبّي محبّي شيعتك فأبشر فإنّك الأنزع البطين(339) منزوع من الشرك، بطين من العلم.(340)

 

 122/215- في كنز الفوائد للكراجكي قدس سره: روى محمّد بن العبّاس بأسانيده المفصّلة، عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ في كتابه: «ثُمَّ دَنى فَتَدَلّى × فَكانَ قابَ قَوْسَيْن أوْ أدْنى » (341) فقال: أدنى اللَّه محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم منه فلم يكن بينه وبينه إلّا قفص لؤلؤ فيه فراش من ذهب يتلألأ فرأى(342) صورة فقيل له: يا محمّد أتعرف هذه الصورة؟ فقال: نعم، هذه صورة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأوحى اللَّه إليه أن زوّجه فاطمة عليها السلام واتّخذه وصيّاً.(343)

 

 123/216- روى شيخنا المفيد قدس سره في الإختصاص: بأسانيده المفصّلة، عن يحيى بن محمّد الفارسي، عن أبيه، عن أبي‏عبداللَّه عليه السلام، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه قال: خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يديّ قنبر، فقلت: يا قنبر، ترى ما أرى؟ فقال: قد ضوّء اللَّه عزّوجلّ لك يا أميرالمؤمنين عمّا عمي عنه بصري، فقلت: يا أصحابنا ترون ما أرى؟ فقالوا: لا، قد ضوّء اللَّه لك يا أميرالمؤمنين عمّا عمي عنه أبصارنا، فقلت: والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لترونه كما أراه، ولتسمعنّ كلامه كما أسمع، فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة، مديد القامة، له عينان بالطول، فقال: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمةاللَّه وبركاته.

 فقلت: من أين أتيت يا لعين؟ قال: من الأنام، فقلت: وأين تريد؟ فقال: الأنام، فقلت: بئس الشيخ أنت، فقال: لم تقول هذا يا أميرالمؤمنين؟ فواللَّه لاُحدّثنّك بحديث عنّي عن اللَّه عزّوجلّ ما بيننا ثالث، فقلت: يا لعين عنك عن اللَّه عزّوجلّ ما بينكما ثالث؟ قال: نعم، إنّه لمّا هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي وسيّدي ما أحسبك خلقت خلقاً هو أشقى منّي؟ فأوحى اللَّه تبارك وتعالى إليّ: بلى خلقت من هو أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه، فانطلقت إلى مالك.

 فقلت: السلام يقرء عليك السلام ويقول: أرني من هو أشقى منّي فانطلق بي مالك إلى النار، فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أ نّها قد أكلتني وأكلت مالكاً! فقال لها: إهدئي فهدأت، ثمّ انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشدّ من تلك سواداً وأشدّ حمى.

 فقال لها: أخمدي فخمدت، إلى أن انطلق بي إلى الطبق السابع، وكلّ نار تخرج من طبق هي أشدّ من الاُولى، فخرجت نار ظننت أ نّها قد أكلتني وأكلت مالكاً وجميع ما خلقه اللَّه عزّوجلّ فوضعت يديّ على عيني وقلت: مُرها يا مالك أن تخمد وإلّا خمدت، فقال: إنّك لن تخمد إلى الوقت المعلوم، فأمرها فخمدت، فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلّقين بها إلى فوق، وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها.

 فقلت: يامالك من هذان؟ قال: أوما قرأت على ساق العرش؟ وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق اللَّه الدنيا بألفي عام «لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه، أيّدته ونصرته بعليّ» فقال: هذان من اعداء اُولئك أو ظالميهم - الوهم من صاحب الحديث - .(344)

 

 124/217- في كتاب ثاقب المناقب: عن عبداللَّه بن مسعود قال: كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا أباالحسن أتحبّ أن نريك كرامتك على اللَّه؟ قال: نعم، بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه.

 قال: فإذا كان غداً فانطلق إلى الشمس معي فإنّها ستكلّمك بإذن اللَّه تعالى وأجب قريشا والأنصار بأجمعهما. فلمّا أصبح صلّى الغداة وأخذ بيد عليّ بن أبي طالب وانطلق، ثمّ جلسا ينتظران طلوع الشمس، فلمّا طلعت الشمس قال رسول‏اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، كلّمها فإنّها مأمورة وإنّها ستكلّمك.

 فقال عليه السلام: السلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته أيّها الخلق السامع المطيع، فقالت الشمس: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته يا خير الأوصياء، لقد اُعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت.

 فقال عليّ عليه السلام: ماذا اُعطيت؟ قالت: لم يؤذن لي أن اُخبرك فيفتتن الناس، ولكن هنيئاً لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة، فأنت ممّن قال اللَّه فيهم: «فَلاتَعْلَمُ نَفْسٌ ما أخْفى لَهُمْ مِنْ قُرَّة أعْيُن جَزاءً بما كانُوا يَعْمَلُون» (345) وأنت ممّن قال اللَّه تعالى: «أفَمَنْ كانَ مُؤْمناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُون » (346) فأنت المؤمن الّذي خصّك اللَّه بالإيمان.

 وروي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات.(347)

 

 125/218- روى الفقيه أبوالحسن محمّد بن أحمد بن شاذان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: خلق اللَّه تعالى من نور وجه عليّ بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة.

 وروى من طريق المخالفين موفّق بن أحمد كذلك.(348)

 

 126/219- في المحاسن: عن القاسم، عن جدّه، عن أبي مسلم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام ووسواس الريب، وحبّنا رضى الربّ تبارك وتعالى.(349)

 أقول: الوعك اشتداد الحمّى في البدن، وبما أنّ الحمّى متشبّعة من فورة جهنّم كما في الحديث(350) ومن المعلوم أ نّ النار الآخرة لاتصيب المحبّ فنار الفرع أولى بالزوال عنه من الأصل بذكر أهل البيت عليهم السلام.

 

 127/220- البرسي رحمه الله: بأسانيده المفصّلة يرفعه إلى سلمان الفارسي رضوان اللَّه عليه أ نّه قال: كنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل أعرابيّ فوقف وسلّم علينا فرددنا عليه. فقال: أيّكم بدر التمام ومصباح الظلام محمّد رسول اللَّه الملك العلاّم؟ أهذا هو الصبيح الوجه؟ قال: نعم يا أخا العرب إجلس فقال له: يا محمّد آمنت بك ولم أرك وصدّقتك قبل أن القاك غير أ نّه بلغنى عنك أمر.

 قال: وأيّ شي‏ء بلغك عنّي؟ فقال: دعوتنا إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وأ نّك محمّد رسول اللَّه فأجبناك، ودعوتنا إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد فأجبناك، ثمّ لم ترض عنّا حتّى دعوتنا إلى موالاة ابن عمّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومحبّته، أنت فرضته من الأرض أم اللَّه افترضه من السماء؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: بل اللَّه افترضه على أهل السموات والأرض، فلمّا سمع الأعرابي كلامه قال: سمعاً وطاعة لما أمرتنا به يا نبيّ اللَّه، إنّه الحقّ من عند ربّنا.

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا أخا العرب اُعطي عليّ خمساً واحدة منهنّ خير من الدنيا وما فيها، ألا اُنبّئك بها يا أخا العرب؟ قال: بلى يا رسول اللَّه.

 قال: يا أخا العرب كنت جالساً يوم بدر وقد انقضت عنّا الغزاة، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال لي: إنّ اللَّه يقرؤك السلام ويقول لك: يا محمّد آليت على نفسي وأقسمت عليّ أ نّي اُلهم حبّ عليّ من اُحبّه أنا، فمن أحبّني ألهمته حبّ عليّ، ومن أبغضته ألهمته بغض عليّ.

 ثمّ قال: يا أخا العرب ألا اُنبّئك بالثانية؟ قال: بلى يا رسول اللَّه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: كنت جالساً بعد ما فرّغت من جهاز عمّي حمزة إذ هبط عليّ جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد إنّ اللَّه يقرؤك السلام، ويقول لك: قد افترضت الصلاة ووضعتها عن المعتلّ(351) والمجنون والصبيّ، وفرضت الصوم ووضعته عن المسافر، وفرضت الحجّ ووضعته عن المعتلّ، وفرضت الزكاة ووضعتها عن المعدم، وفرضت حبّ عليّ بن أبي طالب على أهل السماوات والأرض فلم اُعط فيه رخصة.

 ثمّ قال: يا أعرابي ألا اُنبّئك بالثالثة؟ قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: ما خلق اللَّه خلقاً إلّا وجعل لهم سيّداً، فالنسر سيّد الطيور، والثور سيّد البهائم، والأسد سيّد السباع، والجمعة سيّد الأيّام، وشهر رمضان سيّد الشهور، وإسرافيل سيّد الملائكة وآدم سيّد البشر، وأنا سيّد الأنبياء، وعليّ سيّد الأوصياء.

 ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا اُنبّئك بالرابعة؟ قال: نعم يا مولاي، قال: حبّ عليّ بن أبي طالب شجرة أصلها في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن منها في الدنيا أدّاه إلى الجنّة، وبغض عليّ بن أبي طالب شجرة أصلها في النار وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخلته النار.

 ثمّ قال: ألا اُنبّئك بالخامسة؟ قال: بلي يا رسول اللَّه، فقال: إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر على يمين العرش، ثمّ ينصب لإبراهيم عليه السلام منبر يحاذي منبري عن يمين العرش، ثمّ يؤتى بكرسيّ عال مشرف زاهر يعرف بكرسيّ الكرامة فينصب بينهما، فأنا على منبري، وإبراهيم على منبره، وابن عمّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام على كرسيّ الكرامة، فما رأت عيناى أحسن من حبيب بين خليلين.

 ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أعرابيّ أحبب عليّاً، يا أعرابي حبّ عليّ عليه السلام حقّ، فإنّ اللَّه تعالى يحبّ محبّه، عليّ معي في قصر واحد، فعند ذلك قال الأعرابي: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله ولابن عمّك عليه السلام.(352)

 

 128/221- في كتاب كشف اليقين للحليّ قدس سره: من كتاب الأربعين لمحمّد بن مسلم بأسانيده المفصّلة، عن أبي سعيد الخدري قال:

 كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالساً بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة(353) قد ارتفعت، فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقعت بحذاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم شخص فيها.

 ثمّ قال: يا رسول اللَّه إنّي وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا، فإنّ بعضهم قد بغوا علينا، ليحكم بيننا وبينهم بحكم اللَّه وكتابه، وخذ عليّ العهود والمواثيق المؤكّدة أ نّي أردّه إليك سالماً في غداة إلّا أن تحدث عليّ حادثة من قبل اللَّه.

 فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أنت و من قومك؟ قال: أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني كاخ(354) من الجنّ المؤمنين، أنا وجماعة من أهلي كنّا نسترق السمع، فلمّا منعنا ذلك وبعثك اللَّه نبيّاً آمنّا بك وصدّقنا قولك، وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه، فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر منّا عدداً وقوّة، وقد غلبوا على الماء والمراعي، وأضرّوا بنا وبدوابّنا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحقّ.

 فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إكشف لنا عن وجهك حتّى نراك على هيئتك الّتي أنت عليها، فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شخص(355) عليه شعر كثير، و] إذا (356)] رأسه طويل، طويل العينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، في فيه أسنان كأسنان السبُع، ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخذ عليه العهود والميثاق على أن يردّ عليه من غد من يبعث معه به.

 فلمّا فرغ من ذلك إلتفت إلى أبي بكر وقال: سرمع أخينا عرفطة، وتشرّف على قومه وتنظّر(357) إلى ما هم عليه، فاحكم بينهم بالحقّ فقال: يا رسول اللَّه وأين هم؟ قال: هم تحت الأرض فقال أبوبكر: وكيف اُطيق النزول في الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا اُحسن كلامهم؟ فالتفت إلى عمر بن الخطّاب وقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب بمثل جواب أبي بكر.

 ثمّ استدعي عليّاً عليه السلام وقال له: يا عليّ سر مع أخينا عرفطة وتشرّف على قومه وتنظّر إلى ما هم عليه، وتحكم بينهم بالحقّ، فقام عليّ عليه السلام مع عرفطة وقد تقلّد سيفه، وتبعه أبو سعيد الخدري وسلمان الفارسي رضى الله عنه قالا: نحن اتبعناهما إلى أن صارا إلى واد، فلمّا توسّطاه نظر إلينا عليّ عليه السلام.

 فقال: قد شكر اللَّه سعيكما فارجعا فقمنا ننظر إليهما، فانشقّت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت، ورجعنا وقد تداخلنا من الحسرة والندامة ما اللَّه أعلم به كلّ ذلك تأسّفاً على عليّ عليه السلام.

 وأصبح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وصلّى بالناس الغداة، ثمّ جاء وجلس على الصفاء، وحفّ به أصحابه وتأخّر عليّ عليه السلام وارتفع النهار، وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس وقالوا: إنّ الجنّي احتال على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد أراحنا اللَّه من أبي تراب، وذهب عنّا افتخاره بابن عمّه علينا.

 وأكثروا الكلام إلى أن صلّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الاُولى، وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا، وما زال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر، وأكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أميرالمؤمنين عليه السلام، وصلّى بنا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في عليّ عليه السلام وظهرت شماتة المنافقين بعليّ عليه السلام وكادت الشمس أن تغرب، وتيقّن القوم أ نّه هلك، فبينما هم كذلك إذ انشقّ الصفا وطلع عليّ عليه السلام منه وسيفه يقطر دماً، ومعه عرفطة.

 فقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقبّل ما بين عينيه و جبينه، فقال له: ما الّذي حبسك عنّي إلى هذا الوقت؟ فقال: سرت(358) إلى خلق كثير قد بغوا على عرفطة وقومه الموافقين(359) فدعوتهم إلى ثلاثة خصال فأبوا عليّ ذلك: دعوتهم إلى الإيمان باللَّه تعالى والإقرار بنبوّتك ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى الجزية فأبوا، وسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك الماء فأبوا، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم رهطاً ثمانين ألفاً.

 فلمّا نظر القوم إلى ما حلّ بهم طلبوا الأمان والصلح، ثمّ آمنوا وصاروا إخواناً وزال الخلاف وما زلت معهم إلى الساعة، فقال عرفطة: يا رسول اللَّه جزاك اللَّه وعليّاً عليه السلام خيراً، وانصرف، وكان ذلك اليوم يوم نيروز الفرس.(360)

 

 129/222- قال ابن أبي الحديد في الشرح: روي عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال: كان عليّ عليه السلام يرى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت(361) وقال له صلى الله عليه وآله وسلم: لولا أ نّي خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوّة، فإن لم تكن نبيّاً فإنّك وصيّ نبيّ ووارثه، بل أنت سيّد الأوصياء وإمام المتّقين.(362)

 

 130/223- أبو المؤيّد موفّق بن أحمد في كتاب الفضائل وهو من أعيان علماء العامّة قال: ذكر الامام محمّد بن أحمد بن شاذان بإسناده عن أنس قال: قال رسول‏اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة ينادى عليّ بن أبي طالب عليه السلام بسبعة أسماء: يا صدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديّ، يا فتى، يا عليّ مر أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.(363)

 

 131/224- في تفسير البرهان للبحراني قدس سره: عن محمّد بن العبّاس قال: وروي مرفوعاً إلى محمّد بن زياد قال: سأل ابن مهران عبداللَّه بن عبّاس عن تفسير قوله تعالى: «وَإنّا لَنَحْنُ الصافُّون × وَإنّا لَنَحنُ المُسَبِّحُون »(364) فقال ابن عبّاس: كنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فلمّا رآه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تبسّم في وجهه وقال: مرحباً بمن خلقه اللَّه قبل آدم بأربعين ألف عام.

 فقلت: يا رسول اللَّه، أكان الإبن قبل الأب؟ قال: نعم، إنّ اللَّه تعالى خلقني وخلق عليّاً قبل أن يخلق آدم بهذه المدّة، خلق نوراً فقسّمه نصفين فخلقني من نصفه وخلق عليّاً من النصف الآخر قبل الأشياء كلّها.

 ثمّ خلق الأشياء فكانت مظلمة، فنورها من نوري ونور عليّ. ثمّ جعلنا عن يمين العرش، ثمّ خلق الملائكة فسبّحنا وسبّحت الملائكة، وهلّلنا وهلّلت الملائكة وكبّرنا وكبّرت الملائكة، وكان ذلك من تعليمي وتعليم عليّ، وكان ذلك في علم اللَّه السابق أن لايدخل النار محبّ لي ولعليّ ولايدخل الجنّة مبغض لي ولعليّ.

 ألا وإنّ اللَّه عزّوجلّ خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الحياة(365) من الفردوس، فما من أحد من شيعة عليّ، إلّا وهو طاهر الوالدين تقيّ نقيّ مؤمن موفّق(366) باللَّه، فإذا أراد ] أبو(367)] أحدهم أن يواقع أهله، جاء ملك من الملائكة الّذين بأيديهم أباريق من ماء الجنّة فيطرح من ذلك الماء في آنيته الّتي يشرب منها فيشرب من ذلك الماء فينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع.

 فهم على بيّنة من ربّهم ومن نبيّهم و من وصيّه عليّ عليه السلام ومن ابنتي الزهراء ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ الأئمّة من ولد الحسين عليهم السلام فقلت: يا رسول اللَّه ومن هم الأئمّة؟ قال: أحد عشر منّي وأبوهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: الحمدللَّه الّذي جعل محبّة عليّ عليه السلام والإيمان سببين(368) يعني سبباً لدخول الجنّة وسبباً للفوز(369) من النار.(370)

 

 132/225- في كتاب قرب الإسناد: عن حسن بن ظريف، عن حسين بن عثمان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: بعث رسول‏اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام في سريّة ثمّ بدت له إليه حاجة، فأرسل إليه المقداد بن الأسود رحمه الله فقال له: لاتصح به من خلفه ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولكن جُزْهُ ثمّ استقبله بوجهك، فقل له: يقول لك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كذا وكذا.(371)

 أقول: ويستفاد من هذا الخبر - بعد القول بعدم الفرق بين حيّهم وميّتهم - كراهة الخطاب بالسلام عليهم من كلّ الجهات عدا الوجه الشريف إلّا في موارد مأثورة.

 

 133/226- روى ابن بابويه قدس سره: بأسانيده المفصّلة عن أبي عبداللَّه عليه أفضل الصلاة والسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا علم اللَّه، وأنا قلب اللَّه الواعي، ولسان اللَّه الناطق، وعين اللَّه الناظرة، وأنا جنب اللَّه(372) وأنا يد اللَّه.(373)

 أقول: الإضافة في الكلّ تشريفيّة، وإلّا فهو سبحانه وتعالى منزّه عن التمثيل والأجزاء.

 

 134/227- روى ابن شاذان: بإسناده، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف(374) ملك، وفي السماء السابعة ملكاً رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى، وملائكة أكثر من ربيعة ومضر ليس لهم طعام ولا شراب إلّا الصلاة على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومحبّيه، والإستغفار لشيعته المذنبين ومواليه.(375)

 

 135/228- روى ابن شاذان رحمه الله: بإسناده، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه تعالى لمّا خلق جنّة عدن قال لها: «تزيّني» فتزيّنت وماست(376) فقال: قرّي، بعزّتي وجلالي ما خلقتك إلّا للمؤمنين، فطوبى لك ولساكنيك، ثمّ قال: يا عليّ ما خلقت عدن إلّا لك ولشيعتك.(377)

 

 136/229- روى موفّق بن أحمد: بأسانيده المفصّلة عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من صافح عليّاً فكأ نّما صافحني، ومن صافحني فكأ نّما صافح أركان العرش، ومن عانقه فكأ نّما عانقني، ومن عانقنى فكأ نّما عانق الأنبياء كلّهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر اللَّه له الذنوب وأدخله الجنّة بغير حساب.(378)

 

 137/230- في أمالي ابن بابويه قدس سره: بأسانيده المفصّلة، عن عليّ بن موسى الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام، عن آبائه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبرئيل، عن ميكائيل عن إسرافيل، عن اللّوح، عن القلم قال: يقول اللَّه عزّوجلّ: ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن ] من(379)] ناري.(380)

 

 138/231- في أمالي ابن بابويه قدس سره: بأسانيده المفصّلة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: قال اللَّه جلّ جلاله: لو اجتمع الناس كلّهم على ولاية عليّ لما خلقت النار.(381)

 أقول: ويفهم من الحديث المبارك، أنّ النار خلقت للمخالفين فقطّ، والحمد للَّه على ولايته وأسأل اللَّه الزيادة والثبات عليها.

 

 139/232- روى ابن شهراشوب في كتاب الفضائل من طريق العامّة: عن ليث، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال: قلت للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: للنار(382) جواز؟ قال: نعم قلت: وما هو؟ قال: حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(383)

 

 140/233- في البحار: روي أنّ عليّاً عليه السلام كان يحارب رجلاً من المشركين، فقال له المشرك: يابن أبي طالب هبني سيفك فرماه إليه، فقال المشرك: عجباً يابن أبي طالب في مثل هذا الوقت تدفع إليّ سيفك؟ فقال عليه السلام: يا هذا إنّك مددت يد المسألة إليّ، وليس من الكرم أن يردّ السائل، فرمى الكافر نفسه إلى الأرض وقال: هذه سيرة أهل الدين، ثمّ قبّل يده(384) وأسلم.(385)

 

 141/234- روى أبو المؤيّد موفّق بن أحمد: بأسانيده، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حبّ عليّ بن أبي طالب حسنة لاتضرّ معها سيّئة، وبغضه سيّئة لاتنفع معها حسنة.(386)

 أقول: قد سبق البيان في الحديث التاسع من الزمخشرى وما يناسب المقام فراجعه.

 

 142/235- روى الشيخ قدس سره في أماليه: بأسانيده عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري يقول: من أحبّ أن يجاور الجليل(387) في داره ويأمن حرّ ناره فليتولّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(388)

 

 143/236- روى ابن بابويه قدس سره: عن محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من سرّه أن يجمع اللَّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه.(389)

 

 144/237- في كتاب أمالي الشيخ قدس سره: بأسانيده المفصّلة عن صالح بن ميثم التمّار رحمه الله قال: وجدت في كتاب ميثم رضوان اللَّه عليه يقول: تمسّينا ليلة عند أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال لنا: ليس من عبد امتحن اللَّه قلبه بالإيمان إلّا أصبح يجد مودّتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممّن سخط اللَّه عليه إلّا أصبح يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحبّ المحبّ لنا ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا برحمة من اللَّه ينتظرها كلّ يوم، وأصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه على شفا جرف هار، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأ نّ أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئاً لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النار مثواهم.

 إنّ عبداً لن يقصّر في حبّنا(390) لخير جعله اللَّه في قلبه ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا، وإنّ ذلك لايجتمع في قلب واحد «وَما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَيْن في جَوْفِه » (391) يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ بالآخر عدوّهم، والّذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب لاغشّ فيه(392)، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصيّ الأوصياء، وأنا حزب اللَّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحبّ أن يعلم(393) حاله في حبّنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حبّ من ألّب علينا(394) فليعلم أنّ اللَّه عدوّه وجبرئيل وميكائيل وأنّ اللَّه عدوّ للكافرين.(395)

 

 145/238- روى ابن شاذان: من طريق العامّة عن أبي ذرّ رضوان اللَّه عليه، قال: نظر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا خير الأوّلين(396) من أهل السماوات والأرضين، هذا سيّد الصادقين، هذا سيّد الوصيّين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين.

 إذا كان يوم القيامة جاء عليّ على ناقة من نوق الجنّة قد أضاءت القيامة من ضوئها، على رأسه تاج مرصّع بالزبرجد والياقوت فتقول الملائكة: هذا ملك مقرّب ويقول النبيّون: هذا نبيّ مرسل، فينادي مناد من بطنان العرش: هذا الصدّيق الأكبر هذا وصيّ حبيب اللَّه، هذا عليّ بن أبي طالب، فيقف على متن جهنّم فيخرج منها من يحبّ ويدخل فيها من يبغضه، ويأتي أبواب الجنّة فيدخل أولياءه بغير حساب.(397)

 

 146/239- روى ابن بابويه قدس سره: بأسانيده المفصّلة عن عيسى بن عبداللَّه العلوي عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال:

 قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّي وصاحبي وخليفتي على أهلي واُمّتي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومن سرّه أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله أ نّه لباب اللَّه الذّي لايؤتى إلّا منه، وأ نّه الصراط المستقيم، وأ نّه الّذي يسأل اللَّه عن ولايته يوم القيامة.(398)

 

 147/240- روى أبوالحسن بن شاذان: عن عبداللَّه بن العبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا عليّ، إنّ جبرئيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني، وفرح به قلبي.

 قال لي: يا محمّد، إنّ اللَّه تعالى قال لي: اقرأ محمّداً منّي السلام، وأعلمه أنّ عليّاً إمام الهدى ومصباح الدجى والحجّة على أهل الدنيا، فإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم وأ نّي آليت بعزّتي أن لا اُدخل النار أحداً تولاّه وسلّم له وللأوصياء من بعده ولا اُدخل الجنّة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده، حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته.(399)

 

 148/241- روى أبوالحسن بن شاذان قدس سره: عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: واللَّه لقد خلّفني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في اُمّته، فأنا حجّة اللَّه عليهم بعد نبيّه، وإنّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض، وإنّ الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند اللَّه.

 أيّها الناس اتّبعوني اهدكم سواء السبيل(400)، لاتأخذوا يميناً وشمالاً فتضلّوا، أنا وصيّ نبيّكم وخليفته، وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنّة وسائق أعدائي إلى النار، أنا سيف اللَّه على أعدائه، ورحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولوائه وصاحب مقام شفاعته، أنا والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء اللَّه في أرضه وحجج اللَّه على بريّته.(401)

 

 149/242- روى الفقيه أبوالحسن: من طريق العامّة مرسلاً عن سلمان رضوان اللَّه عليه وابن عبّاس قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: دنوت من ربّي قاب قوسين أو أدنى وكلّمني ربّي، وكان هناك جبلي عقيق.(402)

 ثمّ قال: يا أحمد، إنّي خلقتك وعليّاً من نوري، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام فوعزّتي وجلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي، يعرف بها المؤمنون، ولقد أقسمت على نفسي أن اُحرّم على جسم لابسه النار إذا تولّى(403) عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(404)

 

 150/243- روى الصدوق قدس سره في أماليه: قال: حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن اسحاق قال: حدّثني محمّد جرير الطبري قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثنا الحسن بن يحيى الدهقان قال: كنت ببغداد عند قاضي بغداد وإسمه سماعة، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد، فقال له: أصلح اللَّه القاضي إنّي حججت في السنين الماضية، فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها، فبينا أنا واقف في المسجد اُريد الصلاة إذاً أمامي إمرأة أعرابيّة بدويّة مرخية الذوائب، عليها شملة وهي تنادي وتقول: يا مشهوراً في السماوات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الآخرة، يا مشهوراً في الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك، فأبى اللَّه لذكرك إلاّ علوّاً، ولنورك إلاّ ضياءً وتماماً ولو كره المشركون.

 قال: فقلت: يا أمة اللَّه، من هذا الّذي تصفينه بهذه الصفة؟

 قالت: ذاك أميرالمؤمنين قال: فقلت لها: أيّ أميرالمؤمنين هو؟ قالت: عليّ بن أبي طالب عليه السلام الّذي لايجوز التوحيد إلّا به وبولايته، قال: فالتفتّ إليها فلم أر أحداً.(405)

 

 151/244- في كنز الفوائد للكراجكي قدس سره قال: روى محمّد بن مؤمن الشيرازي في تفسيره بإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة أمر اللَّه مالكاً أن يسعّر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول: يا ميكائيل مدّ الصراط على متن جهنّم، ويقول: يا جبرئيل أنصب ميزان العدل تحت العرش، ويقول: يا محمّد قرّب اُمّتك للحساب.

 ثمّ يأمر اللَّه تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر، طول كلّ قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كلّ قنطرة سبعون ألف ملك يسألون هذه الاُمّة نساءهم ورجالهم على القنطرة الاُولى عن ولاية أميرالمؤمنين وحبّ أهل بيت محمّد عليهم السلام فمن أتى به جاز القنطرة الاُولى كالبرق الخاطف، ومن لايحبّ أهل بيته سقط على اُمّ رأسه في قعر جهنّم، ولو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقاً.(406)

 

 152/245- محمّد بن عليّ الحكيم الترمذي وهو من أكابر علماء السنّة مرسلاً عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: ما رآني في هذه الدنيا على الحقيقة الّتي خلقني اللَّه عليها غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

 

 153/246- في تأويل الآيات لشرف الدين النجفي، ومنتخب البصائر للحسن بن سليمان، والمشارق للبرسي: عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: يا عليّ ما عرف اللَّه إلّا أنا وأنت، وما عرفني إلّا اللَّه وأنت، وما عرفك إلّا اللَّه وأنا.(407)

 أقول: وفي هذا الحديث تفسير وتأويل للحديث السابق.

 

 154/247- روى محمّد بن العبّاس: بإسناده عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال: كنت عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالساً إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأدناه ومسح وجهه ببرده، وقال: يا أبا الحسن ألا اُبشّرك بما بشّرني به جبرئيل؟

 فقال: بلى يا رسول اللَّه قال: إنّ في الجنّة عيناً يقال لها «تسنيم» يخرج منها نهران، لو أنّ بهما سفن الدنيا لجرت، ] وعلى شاطئ التسنيم أشجار(408)] قضبانها من اللؤلو والمرجان الرطب، وحشيشها من الزعفران على حافتيها كراسيّ من نور عليها اُناس جلوس، مكتوب على جباههم بالنور: ] هولاء المؤمنون(409)] هؤلاء محبّوا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.(410)

 

 155/248- في تفسير العيّاشي رحمه الله في قوله تعالى «فَيَوْمَئذٍ لايُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِه إنْسٌ وَلا جانّ »(411) قال: من تولّى أميرالمؤمنين عليه السلام وتبرّأ من أعدائه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه ثمّ دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا عذّب لها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه.(412)

 

 156/249- في سفينة البحار للمحدّث الحبر ثقة الإسلام شيخ إجازتي الشيخ عبّاس القمي قدس سره قال: وجدت في ملحقات كتاب الفتن للسيّد ابن طاووس رحمه الله ما هذا لفظه:

 فصل: ومن المجموع قال شريح القاضي: كنت أقضي لعمر بن الخطّاب فأتاني يوماً رجل فقال: يا أبا اُميّة إنّ رجلاً أودعني إمرأتين أحدهما حرّة والاُخرى سرية، فجعلتهما في دار وأصبحنا اليوم وقد ولدتا غلاماً وجارية، وكلتاهما تدّعي الغلام وتنتفي من الجارية، فاقض بينهما بقضائك، فلم يحضرني شي‏ء فيهما فأتيت عمر فقصصت عليه القصّة.

 فقال: فما قضيت بينهما؟ قلت: لو كان عندي قضاؤهما ما أتيتك، فجمع عمر جميع من حضره من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمرني فقصصت عليهم ما جئت به وشاورهم فيه وكلّهم ردّ الرأي إليّ وإليه، فقال عمر: لكنّي أعرف حيث مفزعها وأين منتزعها.

 قالوا: كأ نّك أردت ابن أبي طالب؟ قال: نعم، وأين المذهب عنه؟ قالوا: فابعث إليه يأتك، فقال: لا، له شمخة من هاشم واثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، وفي بيته يؤتي الحكم، فقوموا بنا إليه.

 فأتينا أميرالمؤمنين عليه السلام فوجدناه في حائط يركل فيه على مسحاة، ويقرء «أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدى »(413)، ويبكي فأمهلوه حتّى سكن، ثمّ استأذنوا عليه، فخرج إليهم وعليه قميص قد نصف أردانه، فقال: يا أميرالمؤمنين ما الّذي جاء بك؟

 فقال: أمر عرض، وأمرني فقصصت عليه القصّة فقال عليه السلام: فبم حكمت فيها؟ قلت: لم يحضرني فيها حكم فأخذ بيده من الأرض شيئاً.

 ثمّ قال عليه السلام: الحكم فيها أهون من هذا، ثمّ استحضر المرأتين وأحضر قدحاً فدفعه إلى إحديهما فقال عليه السلام: احلبي فيه فحلبت فيه، ثمّ وزن القدح ودفعه إلى الاُخرى فقال عليه السلام: احلبي فيه فحلبت فيه، ثمّ وزنه، فقال عليه السلام لصاحبة اللبن الخفيف: خذي ابنتك، ولصاحبة اللبن الثقيل: خذي ابنك.

 ثمّ التفت إلى عمر فقال: أما علمت أنّ اللَّه تعالى حطّ المرأة عن الرجل، فجعل عقلها وميراثها دون عقله وميراثه، وكذلك لبنها دون لبنه.

 فقال عمر: لقد أرادك الحق يا أبا الحسن ولكن قومك أبوا فقال: خفض عليك أبا حفص «إنَّ يَوْمَ الفَصْل كانَ ميقاتاً »(414).(415)

 

 157/250- في أمالي الصدوق رضى الله عنه: عن محمّد بن القاسم الاسترآبادي، عن عبدالملك بن أحمد بن هارون، عن عمّار بن رجاء، عن يزيد بن هارون، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول اللَّه أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين فأسرع الكرّة(416) وأعظم الغنيمة حتّى قد حسده أهل ودّه وأوسع قراباته وجيرانه.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرةً وعظماً ازداد صاحبه بلاءً فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلّا بمن جاد بماله في سبيل اللَّه، ولكن ألا اُخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرّة، وأعظم منه غنيمة، وما اُعدّ له من الخيرات محفوظة له في خزائن عرش الرحمان؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه.

 فقال رسول اللَّه: اُنظروا إلى هذا المقبل إليكم، فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رثّ الهيئة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قسّم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنّة له.

 قالوا: بماذا يا رسول اللَّه؟ فقال: سلوه يخبركم عمّا صنع في هذا اليوم، فأقبل عليه أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا له: هنيئاً لك ما بشّرك به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فماذا صنعت في يومك هذا حتّى كتب لك ما كتب؟ فقال الرجل: ما أعلم أ نّي صنعت شيئاً غير أ نّي خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني، فقلت في نفسي: لأعتاضنّ منها النظر إلى وجه عليّ بن أبي‏طالب عليه السلام فقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: النظر إلى وجه عليّ عبادة.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أي واللَّه عبادة، وأيّ عبادة، إنّك يا عبداللَّه ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك، فاعتضت منه النظر إلى وجه عليّ وأنت له محبّ ولفضله معتقد، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل اللَّه و لتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم اللَّه من النار بشفاعتك.(417)

 أقول: وقد كان أفتى بعض أساتيدنا العظام قدّس اللَّه أسرارهم بهذا الخبر في استحباب النظر إلى ضريحه المقدّس ببيان أسلفناه في ذيل الخبر الثاني والعشرين بعد المائة فراجع.

 

 158/251- في كتاب الفضائل للشيخ الفقيه أبوالفضل شاذان بن جبرئيل القمّي رحمه الله أ نّه قال: جاء في الخبر أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام كان ذات يوم هو وزوجته فاطمة عليها السلام يأكلان تمراً في الصحراء إذاً تداعبا بينهما بالكلام.

 فقال عليّ عليه السلام: يا فاطمة؛ إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحبّنى أكثر منك فقالت: واعجبا منك يحبّك أكثر منّي وأنا ثمرة فؤاده وغصن من أغصانه وليس له ولد غيري؟! فقال عليّ عليه السلام: يا فاطمة، إن لم تصدّقينى فامضي بنا إلى رسول اللَّه أبيك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

 قال: فمضيا إلى حضرته صلى الله عليه وآله وسلم فتقدّمت فقالت: يا رسول اللَّه، أيّما أحبّ إليك أنا أم عليّ؟ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أنت أحبّ وعليّ أعزّ منك، فعندها قال سيّدنا ومولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ألم أقل لك إنّي(418) ولد فاطمة ذات التقى، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة خديجة الكبرى.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا ابن الصفا، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة سدرة المنتهى.

 قال عليه السلام: وأنا فخر الورى.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة من دنى فتدلّى وكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا ولد المحصنات.

 قالت فاطمة عليها السلام: أنا بنت الصالحات والمؤمنات.

 قال عليّ عليه السلام: أنا خادمي جبرئيل.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا خاطبني في السماء راحيل، وخدمتنى الملائكة جيلاً  بعد جيل.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا وُلدت في المحلّ البعيد المرتقى.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا زُوّجت في الرفيع الأعلى وكان ملاكي في السماء.

 قال عليّ عليه السلام: أنا حامل اللواء، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة من عرج به إلى السماء.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا ابن صالح المؤمنين، قالت فاطمة: وأنا ابنة خاتم النبيّين.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الضارب على التنزيل، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا صاحبة التأويل.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا شجرة تخرج من طور سينين.

 ]قالت فاطمة عليها السلام: وأنا الشجرة الّتي يؤتي اُكلها كلّ حين.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا مكلّم الثعبان.(419)]

 قالت فاطمة: وأنا الشجرة الّتي تخرج اُكلها أعني الحسن والحسين.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا المثاني والقرآن الحكيم، قالت فاطمة: وأنا ابنة النبيّ الكريم.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا النبأ العظيم، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة الصادق الأمين.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الحبل المتين، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة خير الخلق أجمعين.

 قال عليّ عليه السلام: أنا ليث الحروب، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا من يغفر اللَّه به الذنوب.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا المتصدّق بالخاتم، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة سيّد العالم.

 قال عليّ عليه السلام : أنا سيّد بني هاشم، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة محمّد المصطفى.

 قال عليّ عليه السلام: أنا الامام المرتضى، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة سيّد المرسلين.

 قال عليّ عليه السلام: أنا سيّد الوصيّين، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة النبيّ العربي.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الشجاع الكميّ(420)، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة أحمد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا البطل الأورع، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة الشفيع المشفّع.

 قال عليّ عليه السلام: أنا قسيم الجنّة والنار، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة محمّد المختار.

 قال عليّ عليه السلام: أنا قاتل الجانّ، قالت فاطمة عليه السلام: أنا ابنة رسول الملك الديّان.

 قال عليّ عليه السلام: أنا خيرة الرحمان، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا خيرة النسوان.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا مكلّم أصحاب الرقيم، قالت فاطمة عليها السلام: أنا ابنة من اُرسل رحمة للمؤمنين وبهم رؤوف رحيم.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الّذي جعل اللَّه نفسي نفس محمّد حيث يقول في كتابه العزيز: «وَأنْفُسَنا وَأنْفُسَكُم ».(421)

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا الّذي قال فيّ: «وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأبْناءَنا وَأبْناءَكُم».(422)

 قال عليّ عليه السلام: أنا علّمت شيعتي القرآن.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا يعتق اللَّه من أحبّني من النيران.

 قال عليّ عليه السلام: أنا شيعتي من علمي يسطرون.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا من بحر علمي يغترفون.

 قال عليّ عليه السلام: أنا اشتقّ اللَّه اسمي من اسمه فهو العالي وأنا عليّ.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا كذلك، فهو فاطر وأنا فاطمة.

 قال عليّ عليه السلام: أنا حياة العارفين، قالت فاطمة عليها السلام: أنا مسلك نجاة الراغبين.

 قال عليّ عليه السلام: أنا كنز الغنى، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا كلمة الحسنى.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الحواميم، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة الطواسين.

 قال عليّ عليه السلام: أنا بي تاب اللَّه على آدم في خطيئته، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا بي قبل اللَّه توبته.

 قال عليّ عليه السلام: أنا سفينة نوح من ركبها نجا، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا اُشاركك في الدعوى.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا طوفانه، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا سورته.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا النسيم المرسل لحفظه.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا منّي أنهار الماء واللبن والخمر والعسل في الجنان.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الطور، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا الكتاب المسطور.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا الرقّ المنشور، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا البيت المعمور.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا السقف المرفوع، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا البحر المسجور.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا علمي علم النبيّين، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة سيّد المرسلين من الأوّلين والآخرين.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا البئر والقصر المشيد، قالت فاطمة عليها السلام: أنا منّي شبّر وشبير.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا بعد الرسول خير البريّة، قالت فاطمة عليها السلام: أنا البرّة الزكيّة.

 فعندها قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لاتكلّمي عليّاً فإنّه ذوالبرهان.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا ابنة من اُنزل عليه القرآن.

 قال عليّ عليه السلام: أنا البطين الأصلع، قالت فاطمة عليها السلام: أنا الكوكب الّذي يلمع.

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: فهو الشفاعة يوم القيامة.

 قالت فاطمة عليها السلام: وأنا خاتون يوم القيامة.

 ثمّ قالت فاطمة لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لاتحام لابن عمّك، ودعني وإيّاه.

 قال عليّ عليه السلام: يا فاطمة، أنا من محمّد عصبته ونخبته، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا لحمه ودمه.

 قال عليّ عليه السلام: أنا الصحف، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا الشرف.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا وليّ زلفى، قالت فاطمة عليها السلام: وأنا الخمصاء الحسناء.

 قال عليّ عليه السلام: وأنا نور الورى، قال فاطمة عليها السلام: وأنا فاطمة الزهراء.

 فعندها قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: يا فاطمة، قومي وقبّلي رأس ابن عمّك، فهذا جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل مع أربعة آلاف من الملائكة يحامون لعلي عليه السلام وهذا أخي راحيل ودردائيل مع أربعة آلاف من الملائكة ينظرون بأعينهم.

 قال: فقامت فاطمة الزهراء عليها السلام فقبّلت رأس الامام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: يا أبا الحسن بحقّ رسول اللَّه معذرةً إلى اللَّه عزّوجلّ وإليك وإلى ابن عمّك، قال: فوهبها الإمام عليه السلام: وقبّلت يد أبيها عليه وعليهم السلام.(423)

------------------------------------------

1) روى السيّد الجزائري رحمه الله في الأنوار، عن عليّ عليه السلام أ نّه قال: علم ما كان وما يكون كلّه في القرآن، وعلم القرآن كلّه في سورة الفاتحة وعلم الفاتحة كلّه في البسملة منها، وعلم البسملة كلّه في بائها، وأنا النقطة تحت الباء.

 وروى البرسي رحمه الله في المشارق: ص 21، عن عليّ عليه السلام: أنا النقطة الّتي تحت الباء.

2) مشارق الأنوار: 38.

3) روى في مصابيح الأنوار: 394/2، عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام قال: كلّ العلوم تندرج في الكتب الأربعة، وعلومها في القرآن، وعلوم القرآن في الفاتحة، وعلوم الفاتحة في بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وعلومها في باء بسم اللَّه.

 وفي رواية اُخرى أ نّه قال: أنا النقطة تحت الباء، يميّز العلوم ويبثّها كما أنّ النقطة تحت الباء تميّزها عمّا يشاركها من التاء والثاء والياء، ويمكن أن يكون المراد بالنقطة الوحدة والبساطة ويكون المعنى أ نّه هو الفرد الّذي لايشاركه أحد في علومه وغرائب أحواله. وقد ذكر في توجيهه وجوهاً، راجع كتاب الإسم الأعظم: 64.  

4) القصص: 35.

5) البرهان: 226/3 ح1، عن تأويل الآيات: 415/1 ح6 ، وأخرج نحوه في البحار: 305/38 س4، عن المناقب: 228/2.

6) أقول: روى السيّد الجزائري في الأنوار: 30/1، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ إنّ اللَّه تعالى قال لي: يا محمّد، بعثت عليّاً مع الأنبياء باطناً ومعك ظاهراً.

7) في الأصل: لأ نّه.               

8) القصص: 35.

9) مشارق أنواراليقين: 81 ، عنه البرهان: 226/3 ح2.

10) مشارق أنوار اليقين: 85 ، عنه مدينة المعاجز: 142/1 ح 81 ، وأورده في الأنوار النعمانية: 31/1.                      

11) في البرهان: فطلت.

12) مشارق أنوار اليقين: 85 ، عنه البرهان: 226/3 ح4، ومدينة المعاجز: 142/1 ح 82 .

13) الجواهر السنيّة: 210: وفي ذيل الحديث نقل كلام البرسي رحمه الله في جواب المنكرين الّذين يقولون: كيف يقول اللَّه لعليّ هنيئاً مريئاً؟ وقال: قد قال اللَّه لجميع عباده المؤمنين هنيئاً مريئاً في قوله: «كُلُوا وَاشْرَبوا هَنيئاً بما كُنْتم تَعْمَلون» وفي قوله: «فإنْ طِبْن لَكُم عَن شَي‏ء مِنْه نَفساً فَكُلوهُ هَنيئاً مَريئا» فكيف يجوز أن يقال ذلك لآحاد المؤمنين ولايجوز أن يقال مثله لأميرالمؤمنين عليه السلام. راجع مشارق الأنوار: 174، ذكر الحديث بتمامه، وأخرجه عنه في البحار: 58/76 ح1، ومدينة المعاجز: 445/2 ح 670.

14) أخرجه في الجواهر السنيّة عن الجزء الرابع من كنز الفوائد للكراجكي، ورواه البرسي في المشارق: 67، وابن شاذان في مائة منقبة: 43 المنقبة العشرون، عنه غاية المرام: 585 ح 76، ومدينة المعاجز: 438/2 ح 662.

15) درجتهم، البحار.

16) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 58/2 ح 216، عنه البحار: 79/27 ح 16، مسند الرضا عليه السلام: 130/1 أربعين منتجب الدين: 63، إرشاد القلوب: 52/2 (ذيل الحديث)، وروى في أسنى المطالب: 59 عن شريك بن عبداللَّه قال: إذا رأيت الرجل لايحبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام فاعلم أنّ أصله يهوديّ.

17) مائة منقبة: 78 منقبة 46، عنه البحار: 166/27 ح 91، وغاية المرام: 512 ح 19، إرشاد القلوب: 82/2 (نحوه).

18) والحديث كما في المشارق: 66 - ورواه عنه في جواهر السنيّة: 234 - هكذا: روى صاحب الكشّاف من الحديث القدسي عن الربّ العليّ أ نّه قال: «لاُدخلنّ الجنّة من أطاع عليّاً وإن عصاني، ولاُدخلنّ النار من عصاه وإن أطاعني».

19) مشارق الأنوار: 66، والظاهر أنّ التوضيح بعد ذكر الحديث من كلام البرسي رحمه الله.

20) زاد في بشارة المصطفى بعد هذه: ألا ومن أحبّ عليّاً تقبّل اللَّه صلاته وصيامه وقيامه، واستجاب اللَّه له دعاءه.  

21) في البحار: كما بعث اللَّه.

22) الصاخَّةُ: الصيحة تصمُّ الاُذن لشدّتها، والصيحة الّتي تكون يوم القيامة، وفي التنزيل العزيز: «فاذا جاءت الصاخّة × يوم يفرّ المرء من أخيه» أي يوم القيامة.

23) مائة منقبة: 64 منقبة 37، عنه البحار: 114/27 ح 89 .

 رواه الصدوق رحمه الله في فضائل الشيعة: 45 ح1، عن أبي رجاء، عن نافع، عن ابن عمر بأدنى تفاوت، عنه البحار: 221/7 ح 133، و277/34 ذ ح 55.

 وأخرجه الطبري في بشارة المصطفى: 37 بإسناده عن قتيبة بن سعيد، عن حمّاد بن زيد، عن عبدالرحمان السراج، عن نافع، عن ابن عمر (مثله) وزاد في آخره: قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء: كان حمّاد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول: هو الأصل لمن يقرّ به.

 ورواه في تأويل الآيات: 865/2 ح1 وبعد ذكر الحديث يقول: اُنظر ببصر البصيرة إلى راوي الحديث الشريف كيف عدل عن حبّ أهل الإجلال والتشريف، وأتبعه أهل الشقاق والنفاق والتبديل والتحريف وجنود إبليس أجمعون.

24) أعلام الدين: 450، عنه البحار: 162/27 ح 11، ورواه في الزهد: 86 ، والخصال: 430/2 ح 10، وروضة الواعظين: 346، ومشكاة الأنوار: 79.

25) الروضة: 9، عنه البحار: 250/39 ح 14.

26) الشورى: 13.                                

27) «» بين المعقوفين ليس في البحار.

28) كبكب فلاناً: قلّبه وصرعه.

29) في البحار: ممّا.          

30) فاصل، البحار.

31) أيّده، البحار.  

32) عند، البحار.         

33) عن، البحار.                        

34) الدعامة: عماد البيت الّذي يقوم عليه.

35) تأويل الآيات: 871/2 ، عنه البحار: 55/40 ح 90، ومدينة المعاجز: 395/2 ح 624 وأخرج قطعة منه في البحار: 174/8 ح 22 عن تفسير فرات: 133، وأورده في المحتضر: 77 وغاية المرام: 608 ح8 .

36) تفسير القمي: 367/1، عنه البحار: 160/26 ح6، و429/35 ح2.

 أقول: وفي الحديث اشارة الى آيتين في القرآن العزيز، الاوُلى: في سورة الرعد: 43 «قُلْ كَفى بِاللَّه شَهيداً بَيْني وَبَيْنَكم وَمَن عِنْدَه عِلْمُ الكتاب»، والثانية: في سورة النمل: 40 «وَقال الَّذي عِنْدَه عِلمٌ مِن الكتاب أنَا آتيكَ بِه قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إليْكَ طَرْفُك».

37) كما يأتي في ص 144 ح 22.

38) اُمّ أميرالمؤمنين عليه السلام.

39) القِماط: خرقة عريضة يلفّ بها المولود.  

40) نَتَره: قذفه في شدّة، شقّه.

41) الأديم: الجلد.

42) مناقب ابن شهراشوب: 287/2، عنه البحار: 274/41 ح1، ومدينة المعاجز: 35/2 ح 375 وأورده البهبهاني رحمه الله في الدمعة الساكبة: 21/2 ضمن حديث طويل (نحوه).

43) غمزها: جسّها، أي شدّها وضغطها.  

44) حيدرة: الأسد.           

45) المناقب: 287/2.

46) في البحار: ثمّ أتيتها.

47) صفوة الأخبار: (مخطوط)، عنه البحار: 9/42 ح11، ومدينة المعاجز: 75/2 ح 409.

48) أمالي الصدوق: 427 ح6 المجلس الخامس والخمسون، عنه البحار: 162/39 ح1، ومدينة المعاجز: 123/1 ح 70، وأورده في علل الشرايع: 143 ح9.

49) البيّنة: 5.               

50) في البحار: وهو الدين الحنيفيّة المحمّديّة.

51) السمْحَة: مؤنّث السمح. يقال: شريعة سَمْحَة: فيها يُسر وسهولة.

52) لم يرتب، خ.

53) البقرة: 45.

54) في القاموس: النواصب وأهل النصب المتديّنون ببغض عليّ عليه السلام لأ نّهم نصبوا له أي عادوه.

 وقال الطريحي في مجمع البحرين، النصب: المعاداة، يقال: نصبت فلاناً إذا عاديته، ومنه الناصب وهو الّذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام أو مواليهم لأجل متابعتهم لهم.

 أقول: وفي الحديث عن الباقر عليه السلام قال: لو أنّ كلّ ملك خلقه اللَّه عزّوجلّ وكلّ نبيّ بعثه اللَّه وكلّ صدّيق وكلّ شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه اللَّه جلّ‏وعزّ من النار ما أخرجه‏اللَّه أبداً.  

55) الحجّ: 45.

56) البيّنة: 5.

57) يشقّ، البحار.

58) الرعد: 7.

59) الرعد: 11 - 8.

60) الهدّة: صوت وقوع الشي‏ء الثقيل، وفسّرها بالخسف.

61) يس: 1 و 2.

62) القلم: 1.

63) طه: 1 و2.

64) الفاتحة: 6.

65) النبأ: 2 و3.          

66) المؤمن: 15.

67) الطلاق: 10 و 11.

68) قوم، خ.                    

69) الرحمن: 19 و20.

70) الأنبياء: 23.          

71) نوّرت، البحار.

72) في البحار: خرقت.

73) البحار: 7 - 1/26 ح1، مشارق الأنوار: 160.

74) في البحار: وعليّ واقف رافع رأسه.

75) المحتضر: 107، عنه البحار: 383/25 ح 37.

76) في البحار: خفافاً.

77) مشارق الأنوار: 77، عنه البحار: 154/26 ح 43، وأخرجه في البحار: 140/26 ح 11 نحوه عن بصائر الدرجات: 259 ح1، عنها مدينة المعاجز: 175/2 و176 ح 479 و480.

78) البقرة: 115.  

79) راجع البحار: 191/24 باب 53 أ نّهم عليهم السلام جنب اللَّه ووجه اللَّه.

80) هكذا في البحار، وفي المصدر: ولأفعل.

81) هكذا في البحار، وفي المصدر والمحتضر: كالممتري.

82) في المصدر والمحتضر: غير مكشوف.

83) إرشاد القلوب: 416/2، عنه البحار: 221/26 ح 47، وأخرجه في البحار: 28/27 ح 10 عن المحتضر: 107.

84) في الخصال: من العلل.

85) المحاسن: 47/1 ح 107، عنه البحار: 1452 ح 10، و227/26 ح2، الخصال: 625/2 عنه البحار: 97/62 ذ ح 13، تفسير فرات: 137، عنه البحار: 61/68 ضمن ح 113.

86) الشَنْفُ: القُرط. وقد يخصّص الشنف بما يعلّق في أعلى الاُذن، والقرط بما يعلّق في أسفلها.

87) السفير: الرسول، والمصلح بين قومين.

88) كنز الفوائد: 57/2، عنه البحار: 292/26 ح 52، تأويل الآيات: 504/2 ح4، عنه مدينة المعاجز: 31/2 ح 372، والبرهان: 61/4 ح 12.

89) أمالي الصدوق: 270 ح2 المجلس الثانى والثلاثون، عنه البحار: 55/27 ح9، وأورده الطبري في بشارة المصطفى:150 و176.

90) بخيبر، خ.

91) التَعْس: الشّر. ويقال: تعساً له: دعاءٌ عليه.

92) أمالي المفيد: 270 ح2، عنه البحار: 196/22 ح10، و79/27 ح 19، و87/38 ح8 ، ورواه الطبري في بشارة المصطفى: 48.

93) أمالي الصدوق: 679 ح 29 المجلس الخامس والثمانون، عنه البحار: 77/27 ح8 ، ورواه في فضائل الشيعة: 48 ح4، عنه البحار: 69/8 ح 17، و158/27 ح6، و305/39 ح 119، وأخرجه في تأويل الآيات: 866/2 ح3، وفي بشارة المصطفى: 71 (نحوه).

94) رشف الماء ونحوه: مصّه بشفتيه.

95) الروضة: 144، عنه البحار: 104/27 ح 74.

96) غير مكترث: بلا مشقّة وحزن ومبالاة.  

97) هزّه: حرّكه بشدّة.  

98) الاسراء: 66 .  

99) علل الشرايع: 142/1 ح7، عنه البحار: 151/27 ح 20، و174/39 ح 16، و236/63 ح 80 ، ورواه في مدينة المعاجز: 215/2.

100) صحيح الترمذي: 635/5 ح 3717 ط بيروت، مسند أحمد: 292/6، صحيح مسلم: 60/1 العمدة: 218، عنها الإحقاق: 238/7، و223/17.

101) أذود: أدفع وأطرد.

102) قال الجزري في النهاية: هذا مثَل، وذلك أنّ الابل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتّى تخرج عنها.  

103) في البشارة: وبيدي لواء الحمد.

104) أمالي الطوسي: 48 ح 30 المجلس الثاني، عنه البحار: 157/27 ح2، كشف الغمّة: 140/1 عنه البحار: 269/39 ذ ح 43، وأخرجه الطبري في بشارة المصطفى: 73، والديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: 137/2.

105) الخصال: 582 ح7 من أبواب السبعين، عنه البحار: 3/8 ح3، أخرجه في إرشاد القلوب: 137/2، والمحتضر: 126.

106) مشارق الأنوار: 17.

107) أمالي الصدوق: 688 ح 19 المجلس السادس والثمانون، معاني الأخبار: 102 ح1، الخصال: 640/2 ح17، عنها البحار: 111/43 ح 23، وأورده الكليني رحمه الله في الكافي: 460/1 ح8، عنه الوافي: 747/3 ح7، ومدينة المعاجز: 338/2، ورواه الطبري في دلائل الإمامة: 93 ح 27 ونوادر المعجزات: 92 ح 11، وفيها: بمائتين وعشرين ألف عام. وأخرجه البرسي رحمه الله في المشارق: 50 مع اختلاف، وكان في الأصل كما ذكره البرسي رحمه الله، ونحن نقلناه عن الأمالي.

108) في المصدر: علامة.

109) مشارق الأنوار: 54.

110) يس : 12.

111) مشارق الأنوار: 55 .

112) مشارق الأنوار: 56 .

113) في البحار: القربة، وفي ذيل الحديث قال رحمه الله: ليلة القربة إشارة إلى ليلة بدر حيث ذهب ليأتي بالماء، ومناقبه سلام جبرئيل عليه في ألف من الملائكة، وميكائيل في ألف، وإسرافيل في ألف.

114) هكذا في المشارق، وفي الأمالي: والّذي نفس ابن عبّاس بيده لو كانت بحار الدنيا مداداً والأشجار أقلاماً.

115) مشارق الأنوار: 58، أمالي الصدوق: 651 ح 15 المجلس الثاني والثمانون بإختلاف يسير، عنه البحار: 7/40 ح 17.

116) هو من شعراء أهل البيت‏عليهم السلام، وروي عن الصادق‏عليه السلام أ نّه قال له: أنت سيّد الشعراء، وكان همّه‏رحمه الله نظم فضائل أميرالمؤمنين‏عليه السلام ونشره، وحكي عنه أ نّه قال: من جاء بفضيلة لعليّ بن أبي طالب‏عليه السلام لم أقل فيها شعراً فله فرسي.  

117) العفرنا: الأسد.

118) القنص: المصيد.

119) الغيل: موضع الأسد.

120) بشارة المصطفى: 53، أمالي الطوسي: 201 ح 41 الجزء السابع، عنه البحار: 315/47 ح6.

121) الخَوَل: عطيّة اللَّه من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الأتباع والحشم.

122) زجّ: رُمي.

123) مشارق الأنوار: 61.

124) مشارق الأنوار: 68، وأورد الديلمي في إرشاد القلوب: 83/2 )نحوه(.

125) مشارق الأنوار: 68، يوجد ذيل الحديث في أمالي الصدوق: 684 ح3 المجلس 86 ، وروضة الواعظين: 111، ومدينة المعاجز: 362/2 ح 606، وأخرجه في البحار: 122/8 ح 13 عن الأمالي، وبين المعقوفين ليس فيه ولا في الروضة.  

126) مشارق الأنوار: 69.        

127) المؤمنون: 1.

128) مشارق الأنوار: 75.

129) مشارق الأنوار: 109، روضة الواعظين: 112، بشارة المصطفى: 155، ورواه الديلمي في إرشاد القلوب: 68/2 س 15.

130) من كلام البرسي رحمه الله.

131) هكذا، وفي المصدر والبحار: لمّا جاءت صفيّة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكانت أحسن الناس وجهاً.

132) المنيع: الحصن الّذي يتعذّر الوصول إليه.

133) مشارق الأنوار: 110، عنه البحار: 40/21 ح 37، ومدينة المعاجز: 425/1 ح 286، وفي ص 380 ح 247 منه ما يناسبه، فراجع.

134) رواه عن الفضائل لابن شاذان: 70 باختصار.

135) الكثيب: التلّ.

136) الملك: 27.

137) الكافي: 267/8 ح 392، عنه البحار: 282/7 ح4، والوافي: 730/3 ح6 ، والبرهان: 364/4 ح2، وأورده في المحتضر: 156، وتأويل الآيات: 706/2 ح9.

138) إبراهيم: 36.

139) مشارق الأنوار: 114، عنه البحار: 169/25 ح 38.

140) يس: 82 .

141) الزمر: 69 .

142) المشارق: 140 و 139.

 144و 143) المشارق: 140 و 139.

145) النور: 35.

146) إرشاد القلوب: 138/2، مائة منقبة: 77 ح 45، عنه البحار: 9/27 ح 21، ومدينة المعاجز: 406/2 ح 631 .      

147) التوبة: 105.

148) راجع البحار: 333/23 باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام.

149) مشارق الأنوار: 149.

150) مختصر بصائرالدرجات: 34 س2، عنه البحار: 47/53 ضمن ح 20، والبرهان: 1149/3 ح9.

151) يحتمل كونه مصحّف سليم بن قيس، كما في المشارق.

152) مشارق الانوار: 149.

153) أمالي الصدوق: 57 ح7 المجلس الثاني، عنه البحار: 37/39 ح7، ومدينة المعاجز: 352/2 ح 596، وأنوار النعمانيّة: 24/1، وروضة الواعظين: 110.

154) الزمر: 35.

155) مشارق الأنوار: 151، الدمعة الساكبة: 56/2 إلى قوله عليه السلام فما أصبرهم على النار، والظاهر أ نّ بعد هذه الجملة من كلام البرسي رحمه الله.

156) لأنّ كلّ شي‏ء يرجع إلى أصله. وأعداء عليّ عليه السلام إنّما اكتسبوا أعمال الصالحة لمخالطة طينتهم مع طينة المؤمنين. كما ورد في بعض الأخبار، راجع البحار: 225/5 باب الطينة والميثاق.

157) مشارق الأنوار: 155، وأخرج )نحوه( في البحار: 210/7 ح 104، فراجع.

158) مشارق الأنوار: 155، وأورد في البحار: 59/37 ح 28، عن المناقب: 326/3 س6 )نحوه(.

159) أمالي المفيد: 21 ح2 المجلس الثالث، عنه البحار: 111/68 ح 24.

160) مشارق الأنوار: 157، عنه مدينة المعاجز: 127/1 ح 73.

161) المرْطُ: كساءٌ من خزّ أو صوف أو كتّان يؤتزر به.

162) مشارق الأنوار: 172، عنه مدينة المعاجز: 430/1 ح 290.

163) مشارق الأنوار: 173، عنه مدينة المعاجز: 431/1 ح 291.

164) ما وجدناه في مشارق الانوار، عنه البحار: 384/22 ح 21، ومدينة المعاجز: 257/1 ح 163 و418/2 ح 647، عن المناقب: 301/2، ورواه السيّد البحراني رحمه الله في المعالم الزلفي: 105.

165) مشارق الأنوار: 174، عنه البحار: 57/76 ح1.

166) العجلة: الآلة الّتي تحمل عليها الأثقال.

167) مشارق الأنوار: 181.

168) مشارق الأنوار: 216، عنه مدينة المعاجز: 11/2 ح 355.

169) مشارق الأنوار: 218، وفي ذيله شرح وتوضيح للحديث، فراجع.

170) ص: 69 .                   

171) النمل: 40.           

172) الرعد: 43.

173) النجم: 18.         

174) مشارق الأنوار: 218.

175) الدَرَقَة: التُرس من جلدٍ ليس فيه خشب ولا عقب.

176) مشارق الأنوار: 218، عنه مدينة المعاجز: 11/2 ح 356، وأخرجه ابن شهراشوب في المناقب: 299/2.

177) مشارق الأنوار: 220، عنه مدينة المعاجز: 446/2 ح 672.  

178) عنه البحار: 48/68 س5 .

179) مشارق الأنوار: 82 ، عنه مدينة المعاجز: 47/2 ح 394، والبحار: 259/41 ح 20، وأورده في الخرائج: 862/2 ح 79 مفصّلاً، عنه مدينة المعاجز: 508/1 ح 328، ورواه في مختصر البصائر: 118.

180) مناقب ابن شهراشوب: 43/2.

 أقول: روى البرسي رحمه الله في مشارق الأنوار: 79 و220، عن ابن عبّاس عنه عليه السلام أ نّه شرح له في ليلة واحدة من حين أقبل ظلامها حتّى أسفر صباحها وطفى مصباحها في شرح الباء من بسم‏اللَّه ولم يتعدّ إلى السين، وقال: لو شئت لأوقرت أربعين بعيراً من شرح بسم‏اللَّه.

181) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 220، عنه البحار: 79/27 ح 16.

182) في البحار: هنِّؤوني.

183) وللحديث تتمّة لم يذكرها المؤلّف رحمه الله.

184) أمالي الطوسي: 104 ح 15 المجلس الرابع، عنه البحار: 317/16 ح7، و157/38 ح 133. وأورده ابن شاذان رحمه الله في الفضائل: 168، والطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 41، والاربلي رحمه الله في كشف الغمّة: 308/1، والصدوق رحمه الله في الخصال: 293/1 ح 57، والشيخ حسن بن سليمان في المحتضر: 108، والديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: 78/2 س1.

185) الحُضْرُ: عَدْوٌ ذو وثب.

186) العَجُز: مؤخّر الشي‏ء.

187) أمالي الصدوق: 178 ح4 المجلس الرابع والعشرون، تفسير القمي: 644، عنه البحار: 326/7 ح2، وأخرج الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 21، وابن شهراشوب رحمه الله في المناقب: 158/2 (نحوه).               

188) الفتح: 2.

189) تأويل الآيات: 591/2 ح1، البرهان: 195/4 ح7. وفي المشارق: 126، قال ابن عبّاس: إنّ اللَّه حمّل رسوله ذنوب من أحبّ عليّاً من الأوّلين والآخرين إكراماً لعليّ عليه السلام فيحملها عنهم إكراماً لهم فغفرها اللَّه إكراماً لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

190) تأويل الآيات: 593/2 ح4، عنه البحار: 273/24 ح 57.

191) تأويل الآيات: 593/2 ح5، عنه البحار: 137/27 ح 138.

192) في البحار: 27 عاص. وفي 68 يكون عارفاً.

193) لأوليائنا، خ.

194) تأويل الآيات: 594/2 ح6، عنه البحار: 137/27 ح 139، وأخرجه في 148/68 ح 96 عن كتاب زيد النرسي: 51 .

195) يونس: 41.

196) ق: 24.

197) ولج: دَخل.

198) المخدع: الحجرة في البيت.

199) الهلع: الجزع، وفي القرآن الكريم: «إنَّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» أي شديد الجزع.

200) ينشئ، خ.

201) ق: 24.

202) تأويل الآيات: 610/2 ح7، عنه البحار: 73/36 ح 24، وأخرجه في البرهان: 226/4 ح 14.

203) غاية المرام: 687 ح 14.

204) لم يتوهّم، خ.

205) ق: 37.

206) تأويل الآيات: 612/2 ح8 ، عنه البحار: 161/36 ح 142، وأخرجه في البرهان: 228/4 ح3، عن مناقب ابن شهراشوب: 302/1.

207) فرائد السمطين: 68/2.

208) المطفّفين: 18.

209) أمضّه الأمر: أحرقه وشقّ عليه.

210) شجاهُ الأمر: حزنه.

211) أفظعتني، خ.                 

212) بين المعقوفين ليس في البحار.

213) في البحار: كما يغبط أحدكم على فراشه كأقرّ ما كانت عينه بموته.

 وفي التأويل والبرهان: كما يغطّ. غطّ في نومه: أي صات وردّد النفس في خياشيمه.

214) تأويل الآيات: 776/2 ح8 ، عنه البحار: 194/42 ح 11، والبرهان: 439/4 ح5 .

215) في البحار: رباح.

216) في التأويل والبحار: وحجل في قيوده. والحجل كما في النهاية: 204/1: أن يرفع رجلاً ويقفز على الاُخرى من الفرح.                      

217) في البحار والتأويل: اللبن.

218) ليس في البحار والتأويل.

219) تأويل الآيات: 868/2 ح6، عنه البحار: 289/39 وفي ص 254 ح 25، عن المحاسن: 114 ح 70 بسند آخر عن الصادق عليه السلام (نحوه).

220) كشف الغمّة: 106/1، ورواه السيّد في الطرائف: 155، عنه البحار: 312/38 ح 14، وأخرجه الخوارزمي في المناقب: 78 ح 61، عنه البحار: 386/18 ح 94.

221) كما روي بمضمونه في زيارة الجامعة: من والاكم فقد والى اللَّه، ومن عاداكم فقد عادى اللَّه.

222) البحار: 40/110 و41، وأخرجه في 78/68 ح 140 و227/74 ح22، و256/92 س4 عن تفسير الإمام عليه السلام: 49، وأورده في 54/27 ح8 ، و236/69 ح1، عنه وعن علل الشرايع: 140 وعيون أخبار الرضا عليه السلام: 226/1 ح 41، وأمالي الصدوق: 57 ح7 المجلس الثاني.

223) السالفتين: صفحتا العنق عند معلّق القرط.

224) افتر الرجَل: ضحك ضحكاً حسناً.

225) الهناة: الداهية.

226) في الأمالي: عليّاً.             

227) ذبالة: الفتيلة الّتي تُسرج.

228) من المصدر والأمالي.

229) كشف الغمّة: 414/1، أمالي الطوسي: 627 ح7 المجلس الثلاثون، عنه البحار: 241/39 ح 29، و312/47 ح4، ومدينة المعاجز: 120/3 ح 783، ورواه الأميني رحمه الله في الغدير: 274/2، وللحديث تتمّة.  

230) بشارات الشيعة: 31 مخطوط.

231) غاية المرام: 514.

232) قال البرسي رحمه الله في المشارق: 217، لأنّ عليّاً عليه السلام هو النور القديم المبتدع قبل الأكوان والأزمان، المسبّح للَّه ولا فم هناك ولا لسان، أليس كان في عالم النور قبل الأزمان والدهور أليس كان في عالم الأرواح قبل خلق الأجسام والأشباح، أما سمعت قصّة الجنّي إذ كان عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالساً، فأقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فجعل الجنّي يتصاغر لديه تعظيماً له وخوفاً منه فقال: يا رسول اللَّه إنّي كنت أطير مع المردة إلى السماء قبل خلق آدم بخمسمائة عام فرأيت هذا في السماء فأخرجني وألقاني إلى الأرض، فهويت إلى السابعة منها، فرأيته هناك كما رأيته في السماء.

 ثمّ قال: أيّها السامع لهذه الآثار، لاتبادر إلى التكذيب والإنكار، فإنّ الشمس إذا أشرقت يراها أهل السماء كما يراها أهل الأرض وليست الشمس أعظم ممّن خلقت من نوره سائر الأنوار.

233) أورد المحدّث النوري رحمه الله في نفس الرحمان: 27 (نحوه).

234) روى السيّد الجزائري في أنوار النعمانيّة: 15/1 عن بستان الكرامة (مثله).

235) قطعة من زيارة الجامعة الكبيرة عن الامام الهادى عليه السلام.

236) دخل ، خ.

237) من البحار، وليس في الفضائل.   

238)  في البحار: يتبرّكون به.

239) الروضة: 2، الفضائل: 92، عنه البحار: 121/39 ح3، ومدينة المعاجز: 373/1 ح 240، الأنوار النعمانيّة: 18/1، درّ بحر المناقب: 2 )مخطوط) عنه إحقاق الحقّ: 171/6.

240) البقرة: 45.

241) هكذا في المصدر، وفي الأصل: برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وبيان المؤلّف ذيل الحديث مبنيّ على وجود الباء.

242) تفسير فرات: 60 ح 21، عنه البحار: 348/35 ح 27.

243) الروضة: 133 ح 92، عنه البحار: 299/39 ح 105، وفي حديث آخر عنه عليه السلام: ولايتي لآبائي أحبّ إليّ من نسبي، ولايتي لهم تنفعني من غير نسب، ونسبي لاتنفعني بغير ولاية، مشكاة الأنوار: 232.

244) الروضة: 140 ح 118، عنه البحار: 8 ط حجر ص 153، وأورده في المشارق: 166 (نحوه).

245) للسيّد وليّ اللَّه بن نعمة اللَّه الحسيني الرضوي الحائري كان من معاصري والد الشيخ البهائي رحمه الله.

246) أي خاضوا في الأخبار السيّئة وذكر الفتن.

247) الأحزاب: 25.               

248) مدينة المعاجز: 9/2 ح 354.

249) قال المؤلّف رحمه الله: النحب: النذر، اُستعير للموت لأ نّه كنذر لازم في الرقبة.

250) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب: 23، «مِنَ المُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّه عَلَيْه فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَن يَنْتَظِر وَما بَدَّلُوا تَبْديلاً».

251) هكذا في البرهان، وفي الكافي: وما طلعت شمس ولا غربت إلّا طلعت عليه.

252) ونور، خ.

253) البرهان: 303/3 ح7، عن الكافي: 306/8 ح 475.

254) في البحار: عصيتم.

255) اُوفّرها، خ.

256) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 136 ح 70، عنه البحار: 66/38 ح6، والبرهان: 337/3 ح3 وتأويل الآيات: 468/2 ح 2) .

257) الليل: 12.

258) الأحزاب: 25.

259) البرهان: 471/4 ح4، البحار: 398/24 ح 122.

260) نوادر المعجزات: 62 ح 27.

261) في المختصر: آخذ ميثاقه.

262) أوصيته، خ.

263) بصائر الدرجات: 514 ح 36، عنه البحار: 377/18 ح 82، و38/40 ح73، و180/94 ح7 وأخرجه في 68/53 ح 65 عن مختصر بصائرالدرجات: 63.

264) بصائر الدرجات: 411 ح5، عنه البحار: 154/39 ح 11، وغاية المرام: 527 ح 11، وأخرجه في الإختصاص: 322.

265) في المصدر: سيفه سوطه.

266) في المصدر والبحار: الزجل، أي صوت الرعد.

267) بصائرالدرجات: 412 ح 10، عنه البحار: 155/39 ح 16، وغاية المرام: 528 ح 16.

268) سعف بحاجة فلان: قضاها له.

269) مناقب ابن شهراشوب: 200/3 (نحوه).

270) المِسْحُ: الكساء من شعر.

271) الدهر: 30.

272) غيبة الطوسي: 159، عنه البحار: 336/25 ح 16، و50/52 ح 35. وأخرجه في 253/50 ح7، و117/70 ح5، و163/72 ح 20، و302/79 ح 12 قطعات من الحديث.

273) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 110، عنه البحار: 28/42 ضمن ح 8 .

274) في المصدر: جمع، وفي البحار: وجمع.

275) في المصدر: دُعي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ودُعي أميرالمؤمنين عليه السلام.

276) ليس في المحتضر، وفي المصدر: ثمّ يصعدان عندها.

277) من المحتضر.

278) الكافي: 159/8 ح 154، عنه البحار: 337/7 ح 24، والوافي: 526/5 ح 19، والبرهان: 455/4 ح1، وأخرجه في 316/27 ح 14 عن المحتضر: 155.

279) في البحار: يتدرّج، وفي المصدر: يندرج.

280) هكذا في الفضائل، وفي المصدر: منذ كذا وكذا.

281) عطشت، خ.

282) اليقين: 72 ب 92، الفضائل: 162، الروضة: 36، عنها البحار: 235/41 ح6.

283) أمالي الطوسي: 94 ح 55 المجلس الثالث، عنه البحار: 197/39 ح 8 .

284) فضائل الشيعة: 68 ح 27، عنه البحار: 180/7 ح 20، و27/68 ح 50، وبصائر الدرجات: 84 ح5.

285) الخوارزمي في المناقب: 72 ح 49، عنه مناقب ابن شهراشوب: 32/2، وينابيع المودّة: 133 وكشف الغمّة: 103/1، وغاية المرام: 580 ح 26، وإرشاد القلوب: 50/2، وأخرجه في البحار: 335/38 ضمن ح 10 عن مناقب ابن شهراشوب، وفي 110/39 ح 17 عن كشف الغمّة، ورواه ابن شاذان في مائة منقبة: 132 المنقبة الرابعة والستّون.

286) واجتباه، خ.

287) التيارة، خ. في لسان العرب: 97/4 يقال: قطع عرقاً تياراً أي سريع الجرية.

288) نزلنا، خ.   

289) الحاكم، خ.  

290) في المصدر والبحار: لهم.

291) الصافّات: 62.

292) تفسير الإمام العسكرى عليه السلام: 127، عنه البحار: 59/8 ح 82، و106/68 ح 20، وتأويل الآيات: 90/1 ح 78، والبرهان: 64/1 ح1، وحلية الأبرار: 155/2 ح1.

293) أمالي الطوسي: 330 ح 107 المجلس الحادي عشر، عنه البحار: 246/39 ح2.

294) فضائل ابن شاذان: 148 س5، الروضة في الفضائل: 27، عنهما البحار: 46/40 ح 83، مناقب الخوارزمى: 324، عنه مدينة المعاجز: 365/2 ضمن ح 607.

295) الفضائل لابن شاذان: 104، الروضة: 5 ، عنهما البحار: 337/37 ح 77، ومدينة المعاجز: 71/1 ح 21، وحلية الأبرار: 13/2 ح4، غاية المرام: 26 ح 31.

 أقول: وفي حديث آخر عن حذيفة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: سمّي عليّ أميرالمؤمنين وآدم بين الروح والجسد. البحار: 77/40.  

296) خطّاً، خ.

297) بين المعقوفين في مائة منقبة هكذا: فيه فكاكه من النار من الرجال والنساء، بعوض حبّ عليّ بن أبي طالب وفاطمة ابنتي وأولادهما عليهم السلام.

298) تاريخ بغداد: 210/4 ح 1897، مائة منقبة: 166 المنقبة الثانية والتسعون، عنه البحار: 117/27 ح 96.      

299) في البحار: فبطلت.

300) محبّ لي، خ.             

301) في المصدر: لاتحرق في النار.

302) في المصدر: شيعتنا اُمناء.

303) فضائل لابن شاذان: 74، عنه البحار: 43/42 ح 16، ومدينة المعاجز: 258/1 ح 165، والدمعة الساكبة: 160/2.       

304) بين المعقوفين ليس في البحار.

305) في البحار: من شكّ فيك فقد هلك، ومن تمسّك بك سلك سبيل النجاة.

306) في البحار: موضوع.

307) منفردة، خ.

308) في البحار: فتأمّلت.

309) مدينة المعاجز: 244/1 ح 155.

310) و312 ) مدينة المعاجز: 549/1 ح 351، المحتضر: 74 - 71، عنه البحار: 33/27 ح5 ، وأورده المحدّث النوري في نفس الرحمان: 119 - 117.

311) في البحار: ثمّ أعادها إلى صدره.                .

313) على ثبير، خ.

314) الإختصاص: 318، بصائر الدرجات: 407 ح9، عنهما البحار: 70/19 ح 21، والبرهان: 127/2 ح9.

315) في مدينة المعاجز: آخران.

316) في المصدر: مقدار مائتي منّ. وفي مدينة المعاجز: مائة منّ.

317) الحمّارة - بتخفيف وتشديد الراء - : شدّة الحرّ.                              

318) القيظ: صميم الصيف.

319) في المصدر: مناد، وكذا ما بعده.

320) تفسير الإمام العسكرى عليه السلام: 108، عنه البحار: 27/42 ضمن ح7، ومدينة المعاجز: 118/2 ح 439، والبرهان : 58/1 ح2، وأخرجه في المشارق: 155 عن ابن عبّاس ذيل الحديث.

321) مائة منقبة: 54، بشارة المصطفى: 79، عنه البحار: 138/38 ح 99.

322) الإنشقاق: 19.                  

323) ليس في المصادر.  

324) الانشقاق: 20.

325) البرهان: 444/4 ح 9، مدينة المعاجز: 405/2 ح 629، حلية الأبرار: 158/2 ح4.

326) هكذا في الخرائج، وفي المصدر: يتلوّن في اليوم.

327) مدينة المعاجز: 460/2 ح 679، الخرائج: 569/2 ح 25، عنه البحار: 18/42 ح4.

328) في البحار: البئر المختلف فيه إلى.

329) في البحار: ربيب.

330) هكذا في البحار، وفي الأصل: إلّا ونشهدها.

331) البحار: 300/42 ذ ح 78، ومدينة المعاجز: 60/3 ح 724.

332) في البحار: سبعين ألف ألف ملك.

333) مائة منقبة: 148 المنقبة الثمانون، عنه البحار: 118/27 ح 98.

334) في المصدر: كفّار.

335) هكذا في الأصل والبحار، وفي المصدر: أقرب منها، وأن أمرّ في غير ذلك الموضع وإن كنت لم أعبدها قطّ.

336) الخرائج: 741/2 ح 57، عنه البحار: 18/42 ح5 ، ومدينة المعاجز: 148/3 ح 804 .

337) تأويل الآيات: 818/2 ح4، عنه البحار: 97/25 ح 71، والبرهان: 487/4 ح 25، ومدينة المعاجز: 449/2 ح 674 .

338) البحار: 76/68 ح 136 وقال رحمه الله في ذيل الحديث: لعلّ المعنى أ نّه لمّا علم اللَّه من أرواحهم أ نّهم يحبّون عليّاً وأقرّوا في الميثاق بولايته، طيب مولد أجسادهم.

339) قال في النهاية: 137/4: الأنزع الّذي ينحسر شعر مقدّم رأسه ممّا فوق الجبين، وفي صفة عليّ عليه السلام: الأنزع البطين: كان أنزع الشعر له بطن، وقيل: معناه: الأنزع من الشرك، المملوء البطن من العلم والإيمان.

340) أمالي الطوسي: 293 ح 17 المجلس الحادي عشر، عنه البحار: 101/68 ح9، وأخرجه في عيون أخبار الرضا: 47/2 ح 182 عن الرضا عن آبائه عليهم السلام، عنه البحار: 79/27 ح 13 و52/35 ح 6 ، ورواه الديلمي في إرشاد القلوب: 83/2، والقندوزي في ينابيع المودّة: 270.

341) النجم: 9 و 8.                 

342) فاُري، خ.

343) تأويل الآيات: 625/2 ح 8 ، عنه البحار: 410/18 ح 122، والبرهان: 250/4 ح 11، وأخرجه في البحار: 302/18 ح 6 ، عن المحتضر: 125.

344) الإختصاص: 105، عنه البحار: 315/8 ح 95، ومدينة المعاجز: 122/1.

345) السجدة: 17.                

346) السجدة: 18.

347) الثاقب في المناقب: 255 ح3، عنه مدينة المعاجز: 220/1 ح 137، ورواه في فرائد السمطين: 185/1 باختلاف، والفضائل: 163.

348) مائة منقبة: 42 المنقبة التاسعة عشر، عنه غاية المرام: 585 ح 75، ومدينة المعاجز: 36/3 ح 700، وأخرجه في إرشاد القلوب: 49 و140، والمناقب المرتضويّة: 202، وأرجح المطالب: 463 و525، وكشف الغمّة: 103/1 جميعاً عن المناقب للخوارزمي: 71 ح 47، وأورده في البحار: 275/39 عن الكشف.

349) المحاسن: 47 ح 107، عنه البحار: 145/2 ح 10، و227/26 ح2.

350) الدعائم: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: الحمّى من فيح جهنّم...، عنه البحار: 103/62 ح 34.

351) قال المؤلّف رحمه الله: قوله: وضعتها عن المعتلّ: اُريد تخفيفها كيفاً، أو عن الحائض والنفساء وإلّا لاتسقط الصلاة عن غيرهما بحال، كما في الخبر.

352) الفضائل: 147، الروضة: 27 (مخطوط)، عنهما البحار: 46/40 ح 83 ، مدينة المعاجز: 363/2 ح 608.

353) الزوبعة: هيجان الرياح وتصاعدها إلى السماء.

354) في العيون والفضائل: عطرفة بن شمراخ، أحد بنى نجاح.

355) في الفضائل: شيخ.

356) ليس في الفضائل.         

357) تنظّره: تأمّله بعينه.

358) صرت، خ.

359) في المصدر: المنافقين، وفي الفضائل: على قومه، وفي الدمعة الساكبة: 93/2 كما في المتن.

360) اليقين في إمرة أميرالمؤمنين عليه السلام: 70 - 68 الباب التسعون، عنه البحار: 168/39 ح9، عيون المعجزات: 39 - 37، عنه البحار: 89/18 ح4، و90/63 ح 45، وحلية الأبرار: 97/2 ح 8 الفضائل لابن شاذان: 60. والجملة الأخيره ما وجدتها في النسخ.

361) شرح نهج البلاغة: 375/3، عنه البحار: 91/40 س9.

362) شرح نهج البلاغة: 210/13.

363) مائة منقبة: 150 المنقبة الثالثة والثمانون، ورواه الخوارزمى عنه في المناقب: 319، وعنه غاية المرام: 587 ح 88 ، وأورده في المشارق: 68 عن كتاب الأربعين (نحوه)، وإرشادالقلوب: 83/2 .

364) الصافّات: 165 و166.

365) في الإرشاد: من ماء الجنّة.

366) ليس في التأويل والإرشاد، وفي البرهان: موقن.

367) من المصدر.               

368) إلى هنا في الإرشاد.

369) للنجاة، خ.

370) تأويل الآيات: 501/2 ح 20، عنه البحار: 88/24 ح4، و29/35 ح 25، والبرهان: 39/4 ذ ح3 وحلية الأبرار: 11/2 ح3، وأخرجه في البحار: 345/26 ح 18، عن إرشاد القلوب: 298/2.                                    

371) قرب الإسناد: 123، عنه البحار: 223/76 ح3، و325 ح2.

372) هكذا في البحار، وفي المصدر: وعين اللَّه وجنب اللَّه.

373) التوحيد: 164 ح1 وله بيان، عنه البحار: 198/24 ح 25.

374) هكذا في البحار، وفي المصدر: ثلاثمائة.

375) مائة منقبة: 163 المنقبة الثامنة والثمانون، عنه البحار: 349/26 ح 22، وغاية المرام: 19 ح 21.

376) ماست: تبخترت.

377) مائة منقبة: 165 المنقبة التسعون، عنه غاية المرام: 587 ح 90.

378) الخوارزمي في المناقب: 316 ح 317، عنه غاية المرام: 583 ح 47، ورواه ابن شاذان في مائة منقبة: 69 المنقبة التاسعة والثلاثون، عنه البحار: 115/27 ح 90، وأخرجه في إرشاد القلوب: 82/2 .    

379) ليس في بعض المصادر.

380) أمالي الصدوق: 195 ح9 المجلس الحادي والأربعون، جامع الأخبار: 115، عيون الأخبار: 135/2 ح1، معاني الأخبار: 353 ح1، عنها البحار: 246/39 ح1، والدمعة الساكبة: 102/2 أورده في تأويل الآيات: 93/1 ح 83 عن أمالي الصدوق، ورواه الطوسي في أماليه: 363/1 المجلس الثاني عشر، عنه البحار: 247/39 ح3.

381) أمالي الصدوق: 523 ح7 المجلس الرابع والتسعون، عنه البحار: 247/39 ح4.

382) في المصدر والبحار: للناس.

383) مناقب ابن شهراشوب: 156/2، عنه البحار: 202/39.

384) في البحار: قدمه، وفي المصدر: ثمّ باس قدمه.

385) مناقب ابن شهراشوب: 87/2، عنه البحار: 69/41.

386) مناقب الخوارزمي: 75 ح 56، عنه مصباح الأنوار: 127 (مخطوط) وينابيع المودّة: 91.

 رواه ابن شيرويه الديلمي في فردوس الأخبار: 227/2 ح 2725 عن معاذ (مثله)، عنه كشف الغمّة: 93/1، وإرشاد القلوب: 48/2، والبحار: 304/39 ضمن ح 118، وينابيع المودّة: 239 وص 252، أورده منتجب الدين في أربعينه: 44 ح 19، وابن شاذان في الفضائل: 100 والروضة: 2 و3 عن ابن عبّاس (مثله)، عنها البحار: 266/39 ح 40.

387) هكذا في البحار، وفي المصدر والبشارة: الخليل.

388) أمالي الطوسي: 295 ح 27 المجلس الحادي عشر، عنه البحار: 247/39 ح6، وأورده الطبري في بشارة المصطفى: 187.

389) أمالي الصدوق: 560 ح 7 المجلس الثاني‏والسبعون، عنه البحار: 55/27 ح9، ورواه الطبري في بشارة المصطفى: 150 و176.

390) في تأويل الآيات: وإنّه ليس عبد من عبيداللَّه يقصّر في حبّنا.        

391) الأحزاب: 4.

392) في تأويل الآيات: كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه.

393) في نسخة: يعرف، وفي اُخرى: يمتحن.

394) أي جمع الناس علينا، من ألّب الإبل والجيش: جمعهم.

395) أمالي الطوسي: 148 ح 56 المجلس الخامس، عنه البحار: 83/27 ح 24، ورواه الإربلي رحمه الله في كشف الغمّة: 385/1، والسيّد شرف الدين رحمه الله في تأويل الآيات: 446/2 ح1، عنه البحار: 317/24 ح 23، والبرهان: 290/3 ح1، وأورده الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 87 .

396) وخيرالآخرين، خ.

397) مائة منقبة: 88 المنقبة الخامسة والخمسون، عنه البحار: 315/27 ح 13.

398) أمالي الصدوق: 363 ح4 المجلس الثامن والأربعون، عنه البحار: 97/38 ح 16.

399) مائة منقبة: 57 المنقبة الحادية والثلاثون، عنه البحار: 113/27 ح 88 ، وغاية المرام: 45 ح 52 وص 166 ح 53.

400) سبيل الرشاد، خ.

401) مائة منقبة: 59 المنقبة الثانية والثلاثون، عنه غاية المرام: 18 ح 14، وص 45 ح 53.

402) دنوت من ربّي فكنت منه كقاب قوسين أو أدنى، وكلّمني بين جبلي العقيق، خ.

403) أقسمت بعزّتي على نفسي إنّي حرّمت النار على المتختّم بالعقيق إذا تولّى، خ.

404) مائة منقبة: 168 المنقبة الثالثة والتسعون، عنه غاية المرام: 7 ح 13.

405) أمالي الصدوق: 493 ح 13 المجلس الثالث والستّون، عنه البحار: 163/39 ح2، وأورده الفتّال رحمه الله في روضة الواعظين: 120.

406) تأويل الآيات: 494/2 ح4، عنه البحار: 331/7 ح 12، و110/27 ح 82 ، وأخرجه في البرهان: 17/4 ح6، عن مناقب ابن شهراشوب: 152/2.

407) تأويل الآيات: 221/1 ح 15، مختصر البصائر: 125، مشارق الأنوار: 112، وأورده في المحتضر: 165، ومدينة المعاجز: 439/2 ح 663.

 409و408) من مائة منقبة، وليس في البرهان.

410) مائة منقبة: 55 المنقبة التاسعة والعشرون، البرهان: 440/4 ح 10، غاية المرام: 586 ح 78.

411) الرحمن: 39.

412) تفسير القمي: 345/2، عنه البحار: 246/6 ح 77، والبرهان: 268/4 ح1.

413) القيامة: 36.

414) النبأ: 17.

415) سفينة البحار: 435/2.

416) الكرّة: الرجوع.

417) أمالي الصدوق: 443 ح1 المجلس الثامن والخمسون، عنه البحار: 197/38 ح5 ، وأورده الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 57 والسيّد شرف الدين في تأويل الآيات: 866/2 ح5 .

418) في المصدر: أنا.

419) ليس في المصدر.

420) الكميّ: الّذي قتل الشجعان.

422 و421) آل عمران: 61.

423) فضائل ابن شاذان: 80 .

 

 

 

 

    بازدید : 8225
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 64799
    بازديد کل : 129134721
    بازديد کل : 89657377