امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
مستقبل العالم والحرب العالميّة

  مستقبل العالم والحرب العالميّة

  كانت هناك شخصيّات عالميّة معروفة سواء في الماضي أو في الحاضر تتخوّف من فناء العالم وزواله من الوجود ، ويعلمون أنّهم السّبب والعامل الأصلي والحقيقي لوصول الإنسانيّة إلى هذا المصير المحتوم ، وواحد من هؤلاء هو «إينشتاين» .

  يقول «راسل» : إنّ وجود القنبلة النّوويّة والقنبلة الهيدروجيّة - الّتي هي أقوى من الأولى بكثير - أوجدت حالة من الرّعب والوحشة في قلوب النّاس من جديد ، ووضعت النّتائج الّتي وصل إليها العلم في حياة الإنسان موضع الشّكّ والتّساؤل ؛ حتّى أنّ بعضاً من أصحاب القرار – و«إينشتاين» هو واحد منهم - أذعنوا إنّ هناك خطراً جدّيّاً يهدّد الحياة بالفناء فوق هذا الكوكب الأرضي .(30)

  يقول «دكنت دونوئي» : إنّ البشريّة اليوم تتعرّض إلى الفناء الكامل نتيجة إستعمال الأسلحة النّوويّة ، وأدرك الجميع أنّ الطّريق الوحيد للخلاص منوط بتنمية ونشر الأخلاق الرّفيعة الإنسانيّة ، ولأوّل مرّة في التّاريخ البشري يتخوّف الإنسان من العمل الّذي أنجزه بذكائه .(30)

  نعم ؛ إنّ هناك الكثير من السّاسة الأروبيّين يعيشون حالة من الخوف والهلع لما سوف يؤول إليه مصير العالم ومستقبل الإنسان ، ولايعلمون هل سيفنى في النّهاية نتيجة الإستفادة من الأذرار النّوويّة أم لا ؟

  إنّ أحد العوامل المهمّة الّتي تهدّد العالم وتمهّد الأرضيّة المناسبة لحرب عالميّة شاملة ، هي مبيعات الأسلحة المتطوّرة لبلدان ودول مختلفة ؛اً حيث أنّ السّاسة يقدّمون على هذه الخطوة الهدامة من أجل كسب الثّروة والمال والنّفوذ أكثر داخل تلك البلدان .

  ويعدّ بيع الأسلحة العسكريّة إلى البلدان الأخرى ، هو واحد من المصادر المهمّة لدخل البلدان الكبيرة. ولهذا نرى أنّ الأسواق تشهد يوميّاً عرض أسلحة فتّاكة جديدة أقوى بكثير من سابقاتها ، والآن إليكم هذا التّقرير :

  «... لا شكّ في أنّ القنبلتين اللّتين ألقيتا على المدينتين في مدينتي «هيروشيما» و«ناكازاكي» اليابانيّتين في أواخر الحرب العالميّة الثّانية ، قد أوجدتا الكثير من الدّمار والقتل . وأمّا الآن فإنّ هناك قنبلة نتروجينيّة وهي تختلف عن القنبلة النّوويّة لها خصوصيّة القتل فقط ، وليس لها قدرة على التّخريب حتّى بمقدار رأس إبرة .

  إنّ قدرتها الإنفجاريّة قليلة جدّاً ، لأنّ 80% من طاقتها تتحرّر وتخرج على شكل أشعّة نتروجينيّة، وهذه الأشعّة هي السّبب من وراء القتل الحاصل، فهي حينما تنتشر في ميدان الحرب ، فلن تبقي أيّ موجود حيّ مهما كان حجمه .

  ويتحدّث «ساموئل كوهن» عن معايب ومحاسن اختراعه ! فيقول: إنّ القنبلة النّتروجينيّة لها عيبان أساسيّان ، هما :

  الأوّل بما أنّها تبقي المدن والأبنية على حالها من دون تدمير ، فإنّه من الممكن إحتلالها من قبل العدوّ ، أو أنّه يستعمل القنبلة النّوويّة من أجل دمارها .

  والثّاني هو إنّ حدود عملها وتأثيرها هو جميع الموجودات الحيّة بما في ذلك الموجودات الطّفيلية ، وإنّها قادرة - وفي زمان مقداره واحد بالمليون من الثانية - تبديل مدينة كبيرة بأكملها إلى قبر جماعي ، ولايسلم أيّ موجود من ضررها .

  ويضيف هذا العالم! : ولكن حسب إعتقادي فإنّني أرى أنّ القنبلة النتروجينيّة أكثر أخلاقاً من القنبلة النوويّة ؛ لأنّ القنبلة النّوويّة تعتمد فكرتها على عمليّة إنكسار وإنفطار النّواة ، لذا فإنّها علاوة على الدّمار والقتل الّذي تخلفه ، فإنّها تسبّب في إعاقة الكثير من خلق اللَّه سبحانه وتعالى ، بينما القنبلة النّتروجينيّة عملها هو القتل الجماعي ولاتبقي شخصاً معاقاً أو ناقص العضو والخلقة .(31)

  إنّ الحديث المذكور الصّادر من قبل مخترع القنبلة النّتروجينيّة ، ينطوي على الكثير من الحقائق والأمور ، من جملتها : إنّ القتل الجماعي يعدّ من القيّم والمبادئ المتعارف لديهم ، فإذا صنعت قنبلة لاتبقي على أيّ كائن حيّ على الكرة الأرضيّة فهي أخلاقيّة أكثر من غيرها . نعم ؛ هذا هو مبدأ الإنسان الّذي ترك ذكر اللَّه عزّ وجلّ ، وابتعد كلّ البُعد عن القيّم والمبادئ الإلهيّة ! (32)

  حينما أدانوا الصّناعات المتطوّرة والتّقنية الجماعيّة ، فإنّهم أدانوا العلم أيضاً حتّى قال «برتراندراسل» مقولته الدّالة على القنوط واليأس حول العالم : «نحن نعيش في عصر يمكن أن يكون عصر فناء نوع البشر ، فإذا وقع فإنّ العلم هو الّذي يتحمّل أعباء ومسؤوليّة ذلك .»(33)

  في مطلع سنة 1960 م أعرب الأعداء عن قلقهم المفرط حيال خيبة الأمل الّتي إنتشرت بشكل واسع بين الشّباب المثقف الواعي ونظرتهم بالنّسبة إلى العلم ، وكيف أصابهم الإرهاق والنّصب جراء المصائب النّاشئة من إنتشار كلّ هذه التّفنيات الحديثة .(34)

  «إستطاعت الحضارة الغربيّة تلويث العلم ، وجعلته ينصب ضمن قوالب تحقّق أهدافها ومصالحها غير الإنسانيّة والرّخيصة ، فجاءت بالدّيمقراطيّة كغطاء لتتستر عن أهدافها غير المعلنة والخفيّة . لذا فقد حان الأوان في التّفكير الجادّ عن عاقبة هذه الحضارة ، والتّعرّف ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين إلى الأسباب الّتي أدّت إلى شعور الإنسان بجهل نفسه ، وعدم الإعتدال والتّعاسة الّتي تواجهه والعمل على حلّها وإزالتها .

  وهذا الأمر لايحصل من خلال أبعاد العلم الصّحيح عن السّاحة وتغييبه وإحلال التّوهّمات محلّه ، وإنّما يحدث بواسطة الحكمة العقلائيّة وتربيّة علماء مسئولون وواعون . لذا يجب علينا النّزول من البروج العالية للعلم والتّواضع وأن نضع نصب أعيننا توفير الإحتياجات الإنسانيّة والإجابة على كلّ ما يجول في خواطرها ، وذلك من خلال أنابيب الإختبار.»(35)

  ومنذ بداية سنة 1945 م وما بعدها فإنّ العالم وضع على كفّ عفريت ، وأصبح مرّات ومرّات يعيش على حافة الدّمار والفناء ، وقد سببت وجود الأسلحة النّوويّة إلى إحساس سكّان العالم بالخوف دوماً ، وهذه المخاوف لم تردع القائمين على صناعتها ، فلتنافس جاري على قدم وساق في مجال تجهيز وتقوية الجيوش العالميّة بتلك الأسلحة ممّا يقرّب الأرض من خطر التدمير أكثر فأكثر .

  وفي وسط هذه القدرات العسكريّة والأحداث السياسيّة السّاخنة وقبل عشرات السّنوات، وحينما كانت الدّول تهدّد أحدها الأخرى خرجت شخصيّتان علميّتان ورفعا رآية المخالفة للأسلحة النّوويّة ، وكانا من قبل قد لعبا دوراً فعّالاً في تهيئتها ، وهما «آلبرت إينشتاين» و«لئوا سنريلارد» .

  وفي سنة 1962 م حذر علماء الفيزياء من مغبة القيام بالتّجارب النّوويّة ، وأعلنوا بشكل رسمي أنّ هناك أكثر من 200000 آلاف طفلٍ معلول ومشوه جاء إلى الدّنيا في غضون سنة واحدة نتيجة تلك التّجارب .

  إنّ «السزيوم 137» النّاتج عن تلك الإنفجارات النّوويّة له تأثير مباشر على جيّنات الجنين ، وأقلّ تأثير له هو ولادة أطفال بستّة أصابع ، أو رجل واحدة ، أو يدين مشوهتين .

  وأعلن بعض من العلماء الكبار من أمثال «زان روستان» والدّكتور «دلوني» والبروفسور «مولر» الحاصل على جائزة نوبل في الأحياء ، رسميّاً قلقهم من هذه النّاحية ، وحذروا أنّه في حالة تكرار تلك التّجارب فإنّ البيئة ستتعرّض إلى أخطار جسيمة وفادحة .

  وبعد هذا التّصريح تضامن معهم العديد من علماء العالم ، وإستجابة الكثير من دول لهذا النّداء الإنساني ، ونتيجة التقليل من التّرسانات النّوويّة الّذي حدث في الآونة الأخير فقد تنفّس العالم السّعداء .

  وفي سنة 1962 م نظم المئات من العلماء المتخصّصين والمعروفين في علم الأحياء إجتماعاً تحت شعار «الجميع سيموتون نتيجة الإشعاعات النّوويّة إذا ...» ، وحذّر في هذا الإجتماع عالم الطبيعيّات الفرنسي المعروف «زان روستان» قائلاً : «ستمطر الموادّ المشعّة الموت الزّؤام على الأحياء ، وتجلب معها جيلاً من المجانين والمعلولين والعمي والصمّ» .(36)

  «ولا شكّ في أنّ الجيل الّذي سيأتي بعد القصف النّووي لايتعدّى حجمه أكبر من كف اليد .


30) آية الكرسي ، رسالة التّوحيد السماويّة : 213 .

31) جريدة كيهان : صفحة 5 5 شهر شهريور 1360 ش .

32) معالم الإنسان الكامل من وجهة نظر المذاهب : 465 .

33) العلم ، القدرة ، العنف : 87 .

34) الضّمير اللاّواعي في علم النّفس : 73 .

35) الضّمير اللاّواعي في علم النّفس : 79 .

36) تاريخ الإنسان المجهول : 169 .

 

 

 

 

 

    بازدید : 7963
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 91351
    بازديد کل : 132818830
    بازديد کل : 92017466