امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
العلم ، بعيداً عن فهم العالم

  العلم ، بعيداً عن فهم العالم

  2 - إنّ مقاييس ، الثّانية ، والسّانتيمتر ، غرام تستعمل في إستخراج القوانين الّتي تحكم المادّة لايمكن استخدامها لأجل فهم ودرك حقيقة الجاذبيّة ، النّفس ، الرّوح ، العقل ، وغيرها من الحقائق والأمور غير المادّيّة.

  لذا فقد بقيت حقيقة الجاذبيّة خافية عند علماء الفيزياء ، وكذا حقيقة الكهربائيّة أو المغناطيسيّة أو الطّاقة ؛ سواء أكانت طاقة حراريّة أم طاقة كهربائيّة أم طاقة حركيّة أم طاقة ذرّيّة.

  وصّرح واعترف علماء الفيزياء عن عجزهم في فهم كلّ أمر متعلّق بظاهرة غير عادّيّة ، حتّى فهم حقيقة نفس مكونات المادّة ؛ لأنّ المادّة في النّهاية ترجع إلى الذّرّة، والذّرّة هي مجموعة من القوى الكهربائيّة الموجبة (يعني البروتون)، والقوى السالبة (يعني الكترون)، وقوى أخرى يبقى العلم يرفع رآية الإستسلام أمامها إلى الأبد ، ويظلّ غير قادر على معرفة آثارها.(52)

  3 - لم يستطع علم الفيزياء إلى اليوم الإجابة على هذا السّؤال وهو : كيف يمكن تبديل نور المصباح الّذي هو من الطاقة إلى المادّة ؟ فإذا استطاع الإجابة وقدّم الجواب المقنع والكافي له ، فإنّ العلم سيقفز قفزة كبيرة ونوعيّة ، ويتوصّل إلى علوم ألف سنة في لحظة واحدة ، باعتبار أنّ سرّ علم الفيزياء وسرّ عظمة الخلقة يكمن وراء معرفة كيفيّة تحويل الطّاقة إلى مادّة .

  لا شكّ في أنّ عمليّة تبديل المادّة إلى طاقة هو أمر عادي ، وعادتاً ما تتبدّل في اللّيل والنّهار في المصانع والطّائرات والسّفن والسّيارات والبيوت وحتّى في أجسامنا ، ولكن لم نتمكّن إلى يومنا هذا من تبديل الطّاقة إلى مادّة ، ولانعلم كيفيّة تبديلها في عالمنا اليوم .(53)

  4 - إنّنا وبعد مرور ستة وعشرين قرناً من الزّمن ومع وجود كلّ هذا التّطوّر الحاصل في علم الفيزياء وعلم «أستروفيزياء» يعني علم معرفة فيزياء النّجوم ، لم نتقدّم ولو خطوة واحدة في معرفة مبدأ العالم من النّاحية الفيزيائيّة (اللّحاظ الجسدي) ، ولم نتجاوز حدود النّظريّة الّتي طرحها أحد فلاسفة القرن السّادس قبل الميلاد ، والّذي جاء بها من اليونان.

  من المعلوم في أنّ الذّرّة الهيدروجينيّة هي أصغر عناصر الذّرّة الموجودة في الطّبيعة ، ولها الكترون وبروتون ، فيدور الإلكترون ويتحرّك حول أطراف البروتون ، ولم تتمكّن أيّة نظريّة إلى الآن من توضيح القانون العلمي لتبديل الشّي‏ء الأولى والّذي غير قابل للوصف إلى الإلكترون والبروتون .

  وهذا معناه عدم وصول أيّ عالم من العلماء إلى قانونها العلمي ، فظلّت البشريّة متحيّرة من الّذي يتكوّن : البروتون أوّلاً أم الإلكترون أو الإثنان ، أم الأوّل الّذي يحمل طاقة موجبة والثّاني الّذي يحمل طاقة سالبة يتكونان في وقت وآن واحد؟ أو أنّ الّذي يحدث هو المزاوجة والحدوث من شي‏ء واحد غير قابل للوصف الأولي؟

  وأمّا ما قيل في خصوص هذا الموضوع ومنذ القرن التّاسع عشر الميلادي وإلى زماننا الحاضر لايعدو أو يخرج عن كونه نظريّاً ، ونحن ليس لدينا المعلومة الكافية عن لحاظ معرفة العالم إلاّ من قبل الشّعب اليوناني وذلك في الفترة الّتي سمّيت «آناكزيماندر» .(54)

  وعلى ضوء وما جاء في هذا المواضيع، نتطرّق إلى ذكر بعض النّقاط المهمّة:

  1 - بما أنّ جميع العلوم أحدها مرتبط بالآخر فإنّ الخطأ الّذي يحدث في أحد فروع العلم لايكون مانعاً في حصول التّخبّط والتّوقّف فيه فقط ، وإنّما سوف تتأثّر بقيّة الفروع الأخرى في ذلك .

  لذا فإنّ الخطأ الّذي يرتكبه أحد العلماء فإنّ ضرره لايقتصر على ذلك الفرع من العلم ؛ بل يتعدّها ويصبح مانعاً وعائقاًً أمام عجلة التّحرّك والتّطوّر لبقيّة العلوم الأخرى والمرتبطة بذلك العلم .

  2 - ربّما يكون هناك علماء في عصر الغيبة أو قبلها لهم نفوذ واسع بين تلامذتهم وبقيّة شرائح المجتمع ، لذا فمن الواضح وقوع هؤلاء جميعاً تحت تأثيرهم ونفوذهم ، وهذا يعني القبول بكل آرائهم ونظريّاتهم بصدر رحب ورضى نفس ، واستمرار تلك الآراء والنّظريّات إلى عدّة أجيال وقرون ، ونتيجة التّأثّر الحاصل بالشّخصيّة تلك والّذي هو بالطّبع في غير محلّه ، ستظلّ تتوارث التّلاميذ وتلاميذ التّلاميذ و... آرائه ونظريّاته .

  وقد يصل التّأثير أحياناً إلى حدّ أنّ الطّالب أو أحد الأفراد حتّى وإن توصّل إلى الخطأ الّذي وقع به الأستاذ فلاتحصل لديه الشّجاعة الكافية لإبرازه والبوح به ؛ لأنّه يعلم إنّ إظهاره يعني الوقوع تحت رحمة وغضب وتنفّر البقيّة الباقية ، ممّا يسبّب إلى رسم علامات الإستفهام ضدّه وإفتعال الضّجّة وبالتّالي سقوط شخصيّته والنّيل من كرامته ، ولهذا السّبب يمتنع من إظهار عقيدته وفكرته الصّحيحة ، وهذه حقيقة موجودة على مرّ التّاريخ .

  3 - وأحياناً توجد هناك بعض الأديان والمذاهب المنحرفة تساند وتقف إلى جانب بعض العلوم والعقائد الّتي لا أساس لها ، وتسلب من الآخرين جرأة وشجاعة إبراز المعارضة لتلك العقائد الخاطئة ، وذلك بواسطة النّفوذ الّذي تفرضه على النّاس ؛ كما حدث ذلك عندما أيّدت الكنيسة المسيحيّة نظريّة «أرسطو» .

  ففي هكذا موارد فإنّ الدّين المنحرف والعلم الأسطوري يتّحدان معاً ، للحيلولة دون تطوّر وتقدّم المجتمع ووصوله إلى الحقيقة .

  4 - إنّ الأخطاء الّتي وقع بها العلماء وإستغلالها من قبل الحكّام المستكبرين مضافاً إلى محدوديّة العلم ، كلّها عوامل ضاغطة شكلت منظومة قويّة أمام تبديل العالم المحروم إلى مدينة فاضلة .

  5 - بما أنّ العلوم ومصادر المعرفة تكون شاملة وعامّة في عصر الظّهور المشرق وتأخذ من مصادرها الحقيقيّة ، لذا سوف تغيب العلوم الأسطوريّة ، وتعيش البشريّة ضمن أطار حكومة ودين عالمي واحد ، ويغذيها مذهب التّشيّع الحقّ ، الأمر الّذي يؤدّي إلى التّجنّب والإبتعاد عن تلك العلوم وزوال كلّ الأديان والمذاهب المنحرفة والباطلة .

  وبذلك ستنكشف حقيقة الدّين المنحرف والعلم الأسطوري ، وترفع الأقنعة عن تلك الوجوه الكريهة ، وتطلع الإنسانيّة على كلّ الأخطاء الّتي وقع فيها الماضون ، وبه ستشع أنوار علومه البهيّة ، وستزول تلك الخفافيش الّتي تهاب النّور والضّياء من عالم الوجود .


52) طريق التّكامل : 89/5 .

53) العقل المفكّر للعالم الشيعي : 344 .

54) العقل المفكّر للعالم الشيعي : 112 .

 

 

 

 

 

    بازدید : 7775
    بازديد امروز : 38869
    بازديد ديروز : 92670
    بازديد کل : 132714013
    بازديد کل : 91964984