امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة و...

التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة و...

 جاء فی کتاب «الصحیفة المهدیّة» : بناءً على الروايات الواردة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام يلزم علينا أن نتوقّع ظهوره صلوات اللَّه عليه صباحاً ومساءاً .

  ومع الأسف لم يطّلع مجتمعنا إلى الآن على جميع التكاليف في عصر الغيبة ، وما كتب في هذا الموضوع من الكتب الجيّدة قد ذكر فيها بعض وظائف هذا العصر لا كلّها ، ولو عرف الناس من أوّل أيّام الظلمة أحوالهم الضائعة لم يطل عصر الغيبة هكذا .

  وعلى أيّ حال ، لابدّ لكلّ الناس وبالأخصّ الّذين من شأنهم بيان وظائف الناس في عصر الغيبة وقد غفلوا أو تغافلوا ، الحزن والخجل من عملهم .

  هل ينبغي لنا الغفلة عن أمير عالَم الوجود والعالِم بجميع الحوائج في هذه المنظومة وغيرها من المجَرّات السماويّة وهو يعيش في أوساطنا ؟

  هل ينبغي أن تكون أدمغة ميليارات من الناس في حجاب الظلمة لخفاء نور اللَّه ؟ هل ينبغي أن يكون لجميع الناس مرآة تعكس ما في العالم وهي القلب ولكنّهم غافلون عن عظمته ؟

  متى ترجع القلوب إلى حياتها الأصليّة وتعرف الحياة الواقعيّة العالية الإنسانيّة ؟ متى يعرف الناس عظمة قلبهم ومرآة الّتي يشاهدون بها العالم ؟ متى تتحرّك عقول الناس لتصل إلى المقامات العالية العلميّة ؟ متى يترك الناس الظلمة والظلم والتزوير ويصل الناس إلى الحكومة الإلهيّة العادلة العالميّة ؟ متى ... ومتى ...

  هل يمكن وقوع كلّ ذلك إلّا في حكومة مولانا صاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه ؟ فلِمَ لانحسّ عظمة عصر ظهوره و لِمَ لانشكو من ظلمة هذا الزمان ، و لِمَ لانطّلع على مستقبل العالم(113) ، و لِمَ لانعمل بتكاليفنا في أيّام الغيبة ؟!

 

 

  الإعتياد بعصر الغيبة !

  وجواب كلّ هذه الأسئلة هو أنّنا قد إعتدنا بعصر الغيبة وظلمتها والظلم فيها ! فصرنا مجذوبين إلى الظلم والظلمة ومعتادين به ، لأنّ للعادة قدرة قويّة تجذب الإنسان من غير قصد إلى المحاسن أو المساوي .

  إعتياد الإنسان بأيّ شي‏ء كان يجرّه إليه كفطرته وطبيعته بحيث كأنّه لا إرادة له على خلافه وقد جعل اللَّه تعالى هذه القدرة في العادة حتّى تجرّ الإنسان إلى المحاسن بغير قصد ومشقّة ويجتنب عن أعمال السوء ، ولهذه الجهة عدّ الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام العادة طبيعة ثانية للإنسان وقال : العادة طبع ثانٍ .(شرح غرر الحکم : 1 / 185)

  هذه الجملة مع اختصارها تشتمل على حقائق مهمّة ؛ وبناءاً على ما قاله عليه السلام كما أنّ الإنسان يتحرّك لمقتضياته الفطريّة الطبيعيّة كذلك يتحرّك على ما اعتاد عليه .

  فعلى الإنسان أن يستفيد من هذه القدرة العظيمة في الأهداف الصحيحة العالية ويجتنب أن يلوّث نفسه بالعادات السيّئة .

  مع الأسف إنّ مجتمع العالميّة لعدم وجود القيادة الصحيحة وعدم القدرة على سوق المجتمع نحو الفضائل الأخلاقيّة والخصال العالية الإنسانيّة ، قد صار معتاداً بعادات غير صحيحة شخصيّة واجتماعيّة .

  وللعادات الإجتماعيّة قدرة أكثر من العادات الشخصيّة بحيث تقدر أن تجرّ الإنسان بسهولة إلى ما اعتاد المجتمع عليه .

  ومن العادات السيّئة الإجتماعيّة الّتي قد ابتلى المجتمع بها وصار أسيراً في قيودها ، هي الإعتياد بما يجري على الناس والصبر عليه بحيث لايتفكّر في المستقبل ولايتأمّل في المنجى الجائي !

  مع أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكذا أهل بيته عليهم السلام ببياناتهم حول مسألة «الإنتظار» وتشويق الناس إليها قد أعلنوا أنّه لايصحّ التحرّق والصبر عليها وببياناتهم ساقوا الناس إلى المستقبل المشرق .

  ومع الأسف إنّ الّذين كانت وظيفتهم أن يبيّنوا هذه المسألة للناس قد قصّروا في وظيفتهم ولم يسعوا في الوصول إلى المستقبل المشرق ، فدام عصر الغيبة هكذا !

  و إلى الآن نجد أنّ أكثريّة أفراد المجتمع معتادون على الغفلة عن ظهور وليّ اللَّه الأعظم أرواحنا فداه وورثوها - بدليل قانون الوراثة - عن أعقابهم وفي النتيجة فمجتمعنا متوقّف عن الحركة إلى الدرجات العالية ؛ مع أنّ الإنسان إذا ترك عاداته الغير الصحيحة وتحلّى بالخصال الإنسانيّة يرتقى إلى الدرجات العالية .

  قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام : بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات .  (شرح غرر الحکم : 3/ 229)

  فلابدّ لمجتمعنا أن يعيش في حالة الإنتظار والدعاء لظهور منجى العالم مولانا صاحب الأمر عجّل اللَّه فرجه ويترك عادته القديمة وهي الغفلة عن وجود ظلمة عصر الغيبة ! ويدعو - من أعماق وجوده - اللَّه تعالى أن يعجّل في ظهور الحكومة العادلة المهدويّة .

 

 

  غيّروا أساليبكم الفكريّة !

  مع رفرفة روحيّة وتغيير أساليبكم الفكريّة أوجدوا تحوّلاً مهمّاً في أنفسكم وابتعدوا عن الّذين لا تفاوت عندهم بين ظهور صاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه وغيبته واعلموا يقيناً كما أنّ الغفلة عن الأب الظاهري ذنب عظيم ؛ كذلك الغفلة عن الأب المعنوي ذنب أعظم ولها عاقبة مظلمة .

  فإن لم تشعروا إلى الآن بتفاوت بين ظهور الإمام المنتظر عجّل اللَّه فرجه وغيبته ولم تتفكّروا في ظهوره الّذي هو واهب الحياة ، و إن كنتم إلى الآن لم تدعو لتعجيل ظهوره القيّم ، ولم تعلموا أنّ في ذمّتكم وظيفة مخصوصة بالنسبة إلى صاحبكم و إمام زمانكم ؛ فالآن إذ علمتم الحقيقة في أنّ على ذمّة الناس في عصر الغيبة وظائف ثقيلة ، فأنجوا أنفسكم وتلافوا مع همّة عالية جدّيّة أوقاتكم الماضية ، ووضعوا أقدامكم في صراط الإنتظار .

  فعلينا أن نعلم أنّ محبّته ورأفته الشديدة لمحبّي مقام الولاية توجب العفو والغفران عن الغفلة الماضية ، وقلبه الرحيم يجري قلم العفو عن غفلاتنا .

ألم يقل يوسف النبيّ على نبيّنا وآله وعليه السلام لإخوانه - مع كمال ظلمهم له - :

«لا تَثْريبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ » .(116)

  واعلموا يقيناً أنّ الروح العظيم الإنساني لم يخلق لأن يتعلّق بالمادّيات والمسائل الرخيصة بل خلق لأن ينجذب إلى المسائل الإلهيّة بمعرفته اللَّه تعالى وخلفائه والاُمور المعنويّة .

  هل ينبغي للّذي يمكن له الإرتباط مع إمام العصر أرواحنا فداه كالسيّد بحر العلوم والشيخ الأنصاري أعلى اللَّه مقامهما أن يملأ روحه من الأفكار الماديّة ويقيّد وجوده بقيود الغفلات ؟ هل ينبغي للّذي يقدر أن يطير على فضاء المعرفة بأهل البيت عليهم السلام أن يكسر جناحه ويجعل نفسه في سجن الدنيا وسيلة للعب الشياطين .

  هل ينبغي أن يعرف مفاسد عصر الغيبة افراد قليل فقط من ميليارات نفوس في سطح العالم ؟

  لِمَ لايعلم كلّ الناس قيمة نفسه ولِمَ لايعلم أنّه لا قيمة له إلّا مع توجّهه إلى اللَّه و إلى وليّه ؟

  إن كان لم يمكن للناس النيل إلى تك المرتبة وهي تختصّ بأشخاص مخصوصة، فلِمَ لم نكن من هذه العدّة . قال الشاعر بالفارسيّة :

 كاروان رفت و تو در خواب و بيابان در پيش

 كى روى ؟ ره ز كه پرسى ؟ چه كنى ؟ چون باشى؟

 

 

 

  إلى أمير عالم الوجود

  إعلموا يقيناً أنّ من طلب الإمام المنتظر أرواحنا فداه صادقاً وخدم في صراطه صلوات اللَّه عليه ودعا لتعجيل ظهوره وسعى فيه ، ففي النهاية يهدى إلى الطريق وتفتح له الكوّة . فعلى هذا لاترفعوا أيديكم عن الخدمة في الغيبة الّتي هي كحبل وضعه الأعداء على عنق أوّل مظلومٍ في العالم علىّ أميرالمؤمنين عليه السلام وربطوا به يداه والغيبة قيّدت يدا الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه .

  فمع سعيكم لمقدّمات ظهوره أرواحنا فداه ينقطع خيط من حبل غيبته . واطمئنّوا أنّ من ضحّى بحياته في طريق إمامه صلوات اللَّه عليه ولم يكن في شكّ من الأمر ؛ يقع منظوراً لمولاه ويسرّ الإمام أرواحنا فداه خاطره بكلام أو خبر أو نظر ويرضى قلبه . إذ لايمكن أن يطلب الإنسان الحقيقة ويقدم في طريقها ولاينال في العاقبة كلّها أو بعضها .

  قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من طلب شيئاً ناله أو بعضه .(شرح غرر الحکم : 5 / 305)

  اعتقدوا يقيناً و إن كان الآن عصر الغيبة ولم يصل زمان إظهار ولاية الإمام المنتظر وقدرته صلوات اللَّه عليه أنّ مولانا صاحب الأمر هو قطب دائرة الإمكان وأمير عالم الوجود وولايته المطلقة تشمل كلّ العالم .

  نقرأ في زيارته : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ .(راجع الی الصحیفة المهدیة باب الزیارات)

  كلّ من في عالم الوجود في عصر الغيبة الظلمانيّة وكذا في عصر ظهوره اللامع يعيش في ظلّ وجوده المقدّس ، وكلّ العالَم مديون لإمامته وولايته وليست فقط الذرّات الماديّة في العالم بل أكابر العالمين الّذين لهم نفخة عيسويّة هم تابعون له ويتبعون أوامره بل أنّ عيسى روح اللَّه وصل إلى مقام كريم ببركته وبركات آبائه الطاهرين وليس هو فقط في عصر الظهور تحت لواء إمامته وولايته بل الآن أيضاً هو تابع له . نقرأ في زيارته أرواحنا فداه : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ .(راجع الی الصحیفة المهدیة باب الزیارات)

  فهذا المقام أي مقام الولاية ليس مخصوصاً بعصر ظهوره اللامع ، بل الآن أيضاً في مكانته العظيمة يفتخر الأتباع بانظوائهم تحت لواء إمامته صلوات اللَّه عليه .

  كلّ النجباء والنقباء وسائر أولياء اللَّه ، الّذين تركوا أنفسهم واخلصوا نيّاتهم ، على قدر قيمتهم عند اللَّه ، قد حصل لهم طريق أو كمّة إلى مقام نورانيّته أي نور عالم الوجود في هذا العصر والزمان ، وأنّ صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه يدفع غربته بهؤلاء الأشخاص الّذين ارتقوا إلى المقامات العالية . ورد في رواية : وما بثلاثين من وحشة .(البحار : 52 / 153)

  وغرضنا من بيان هذه المطالب هو أنّ الغيبة ليست بمعنى قطع إمداداته الغيبيّة عن الموجودات ، وأنّه أرواحنا فداه في هذا الزمان لايساعد أحداً ولايوجد طريق أو كمّة إلى النور ، بل كما قلنا : إنّ الّذين يسعون للوصول إليه مع الصداقة ؛ وفي ظلّ حظّهم عن بحار معارفه صلوات اللَّه عليه يتوقّعون ظهوره في طول حياتهم ، يضيفون على استحكام قلوبهم المحكمة بخبر عنه أو نظر منه إليهم .

  وهكذا نسمع خطاب هذه الشخصيّات المخلصة : « فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِى الْمُقَدَّسِ طُوى»(طه : 12) .

  فاخلعوا نعلكم حتّى تروا كيف أوقعوا الجراح على أرجلكم لتتوقّفوا عن السير إلى أمير عالم الوجود .

  ومع الأسف أنّ بعض الأفراد مضافاً إلى أنّهم لايخلصون نيّاتهم ، يلقون الحصى في نعل غيرهم ويتعبونهم . هؤلاء مع لسانهم الحادّ يلدغون قلوب أحبّائه صلوات اللَّه عليه - لأنّهم للإلقائات الشيطانيّة - يميلون أن يتوقّف الكلّ عن السير في طريقه أرواحنا فداه . كأنّهم لايدرون أنّ العداوة مع صراطه ومع أحبّائه، عداوة مع شخصه الشريف أرواحنا فداه .

  ألم يقل مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام :

  أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوّك، وأعداؤك عدوّك ، وعدوّ صديقك ، وصديق عدوّك .(نهج البلاغة : کلمات القصار : 295)

  بناءً على هذا ؛ ألا تكون العداوة مع أحبّاء الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه مخالفة مع شخصه صلوات اللَّه عليه ؟

  نترك هذا الكلام لأنّه لايناسب مذاق الكلّ ! لأنّ الحصاة والأرض الحصباء في الحال كثيرة وكذا الرمال في الصحاري السخونة والقحط أظهر وجهه الكريه إلى الناس واشتغل فكرهم بالمطر وصلّى بعضهم صلاة الإستسقاء ولكنّه قد مضى عن غيبة الماء المعين مئات السنين وانفصلت أيدى الناس عن ماء الحياة الماديّة والمعنويّة ومع ذلك لايسعون للوصول إليه وهم في فكر المطر مع أنّه ببركته ينزل عليهم .

  ألم نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة : وبكم ينزّل الغيث .

  ولكنّه كنّا هكذا ونكون هكذا ، نسينا الأصل ونتفحّص عن الفرع كما أنّنا نغفل عن مسبّب الأسباب ونذهب إلى تحصيل الأسباب !

 

المصدر : موقع المناجاة ، موقع جامع الاسلامی

نقلا عن کتاب «الصحیفة المهدیّة : 66 - 59»

بازدید : 3248
بازديد امروز : 11933
بازديد ديروز : 112715
بازديد کل : 134661794
بازديد کل : 93099112