امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب الخامس : قطرة من بحار مناقب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام

 

الباب الخامس

 

قطرة من بحار مناقب رضيع الوحي

وفطيم العلم والشرف الجليل

الحسين الشهيد سيّدالشهداء

صلوات اللَّه عليه

 

 1/306- في الخرائج: بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: أتى الحسين عليه السلام رجل فقال: حدّثني بفضلكم الّذي جعل اللَّه لكم.

 قال عليه السلام: إنّك لاتطيق حمله، قال: بلى حدّثني يابن رسول اللَّه إنّي أحتمله فحدّثه بحديث، فما فرغ الحسين عليه السلام من حديثه حتّى ابيضّ رأس الرجل ولحيته ونسي الحديث. فقال الحسين عليه السلام: أدركته رحمة اللَّه حيث نسي الحديث.(1)

---------------------------------------

 2/307- روي: أنّ ثلاثة رجال جاؤا إليه صلوات اللَّه عليه وسألوه ذلك فلمّا حدّث أحداً منهم قام طائر العقل ومرّ على وجهه وذهب، وكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئاً(2) وانصرفوا.(3)

---------------------------------------

 3/308- عن كتاب السيّد الجليل الأمير محمّد حسين بن الأمير محمّد صالح سبط المجلسى قدس سره ما هذا لفظه:

 فائدة: من وقائع نيّف وتسعين أ نّه وجدت حصاة في سبيل واد من بلدة تُستر منقوش عليها هذه الكلمات بخطّ أحمر، فأرسلها حاكم البلدة إلى حضرة السلطان سليمان، وأرسلها السلطان إلى جدّي العلاّمة - يعني المجلسي - وقد رآها أكثر الحذّاق من الحكّاكين والصناعة وأصحاب الصناعات وأهل الفطانة، وبالجملة شاهدها أكثر الناس وتأمّلوا في نقشها فلم يجدوها إلّا مجبولة على تلك الحال بحيث لم يكن لتصنّع الصانعين فيها مجال.

 والكلمات المكتوبة عليها هذه: »بسم اللَّه الرحمن الرحيم لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه عليّ وليّ اللَّه، قتل الإمام الشهيد المظلوم الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهما السلام وكتب بدمه بإذن اللَّه وحوله على كلّ أرض وحصاة «وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون »(4).

 قال: ثمّ أمر السلطان بنصبها على الفضّة وتزيينها ببعض الزينة ليعلّقها على عضده.

 ويواطى‏ء هذا الخبر ما نقل شيخنا البهائي: أ نّه وجد في أرض كربلا درّ أحمر مكتوب عليه هاتين البيتين:

 أنا درّ من السماء نثروني

يوم تزويج والد السبطين

 كنت أصفى من اللجين بياضاً

صبغتني دماء نحر الحسين عليه السلام(5)

---------------------------------------

 4/309- روى ابن بابويه قدس سره: بإسناده عن عبداللَّه بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل طوس فقال له: يابن رسول اللَّه ما لمن زار قبر أبي عبداللَّه الحسين بن عليّ عليهما السلام؟

 فقال له: يا طوسي، من زار قبر أبي عبداللَّه الحسين بن عليّ عليهما السلام وهو يعلم أ نّه إمام ] من اللَّه(6)] مفترض الطاعة على العباد غفر اللَّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وقبل شفاعته في سبعين مذنباً، ولم يسأل اللَّه عزّوجلّ عند قبره حاجة إلّا قضاها له، الحديث.(7)

 أقول: معنى غفران الذنوب المتأخّرة توفيقه إلى التوبة وحسن العاقبة كي لا يلزم الترخيص في المعصية القبيح عقلاً.

---------------------------------------

 5/310 في كتاب الفضائل للشيخ الفقيه أبوالفضل شاذان بن جبرئيل القمي رحمه الله قيل: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً ذات يوم وعنده الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام إذ دخل الحسين بن علي عليهما السلام فأخذه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأجلسه في حجره وقبّل بين عينيه وقبّل شفتيه، وكان للحسين عليه السلام ستّ سنين.

 فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه أتحبّ ولدي الحسين عليه السلام؟ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف لا اُحبّه وهو عضو من أعضائي، فقال عليّ عليه السلام: أيّما أحبّ إليك أنا أم حسين؟ فقال الحسين عليه السلام: يا أبة من كان أعلى شرفاً كان أحبّ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأقرب إليه منزلة.

 فقال علي عليه السلام لولده: أتفاخرني يا حسين؟ قال: نعم يا أبتاه إن شئت.

 فقال له الإمام عليّ عليه السلام: يا حسين، أنا أميرالمؤمنين، أنا لسان الصادقين، أنا وزير المصطفى، أنا خازن علم اللَّه ومختاره من خلقه، أنا قائد السابقين إلى الجنّة، أنا قاضي الدين عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أنا الّذي عمّه سيّد ] الشهداء (8)] في الجنّة، أنا الّذي أخوه جعفر الطيّار في الجنّة عند الملائكة، أنا قاضي الرسول، أنا آخذ له باليمين، أنا حامل سورة التنزيل إلى أهل مكّة بأمر اللَّه تعالى، أنا الّذي اختارني اللَّه تعالى من خلقه.

 أنا حبل اللَّه المتين الّذي أمر اللَّه تعالى خلقه أن يعصموا به في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَميعاً » (9) أنا نجم اللَّه الزاهر، أنا الّذي تزوره ملائكة السماوات، أنا لسان اللَّه الناطق، أنا حجّة اللَّه تعالى على خلقه، أنا يد اللَّه القويّ، أنا وجه اللَّه تعالى في السماوات، أنا جنب اللَّه الظاهر.

 أنا الّذي قال سبحانه فيّ وفي حقّي: «بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُون × لايَسْبِقُونَه بِالْقَوْل وَهُمْ بأمْرِه يَعْمَلُون » (10) أنا عروة اللَّه الوثقى الّتي لا انفصام لها واللَّه سميع عليم، أنا باب اللَّه الّذي يؤتى منه، أنا علم اللَّه على الصراط، أنا بيت اللَّه ] الّذي(11)] من دخله كان آمناً، فمن تمسّك بولايتي ومحبّتي آمن من النار، أنا قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، أنا قاتل الكافرين، أنا أبواليتامى، أنا كهف الأرامل.

 أنا عمّ يتساءلون عن ولايتي يوم القيامة، وقوله تعالى: «لتُسْئَلُنَّ يَوْمَئذ عَن النَعيم »(12) أنا نعمة اللَّه تعالى الّتي أنعم اللَّه بها على خلقه، أنا الّذي قال اللَّه تعالى فيّ وفي حقّي: «اليَوْم أكْمَلْتُ لَكُم دينَكُم وَأتْمَمْت عَلَيْكُم نِعْمَتي وَرضيتُ لَكُم الإسْلام ديناً »(13) فمن أحبّني كان مسلماً مؤمناً كامل الدين.

 أنا الّذي بي اهتديتم، أنا الّذي قال اللَّه تبارك وتعالى فيّ وفي عدوّي: «وَقِفُوهُم إنَّهُمْ مَسْئُولُون» (14) أي عن ولايتي يوم القيامة، أنا النبأ العظيم، ] أنا[ الّذي أكمل اللَّه تعالى به الدين يوم غدير خم وخيبر، أنا الّذي قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيّ: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» أنا صلاة المؤمن، أنا حيّ على الصلاة، أنا حيّ على الفلاح، أنا حيّ على خير العمل.

 أنا الّذي نزل على أعدائى: «سَألَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع × لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَه دافِع» (15) بمعنى من أنكر ولايتي وهو النعمان بن الحارث اليهودي لعنه اللَّه تعالى، أنا داعي الأنام إلى الحوض، فهل داعي المؤمنين إلى الحوض غيري؟ أنا أبوالأئمّة الطاهرين من ولدي، أنا ميزان القسط ليوم القيامة، أنا يعسوب الدين، أنا قائد المؤمنين إلى الخيرات والغفران إلى ربّي.

 أنا الّذي أصحابي(16) يوم القيامة من أوليائي المبرّؤون من أعدائي، وعند الموت لايخافون ولايحزنون، وفي قبورهم لايعذّبون، وهم الشهداء والصدّيقون، وعند ربّهم يفرحون، أنا الّذي شيعتي متوثّقون أن لايوادّوا من حادّ اللَّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم، أنا الّذي شيعتي يدخلون الجنّة بغير حساب، أنا الّذي عندي ديوان الشيعة بأسمائهم.

 أنا عون المؤمنين وشفيع لهم عند ربّ العالمين، أنا الضارب بالسيفين، أنا الطاعن بالرمحين، أنا قاتل الكافرين يوم بدر وحنين، أنا مردي(17) الكماة(18) يوم اُحد، أنا ضارب ابن عبدود لعنه اللَّه تعالى يوم الأحزاب، أنا قاتل عمرو ومرحب، أنا قاتل فرسان خيبر.

 أنا الّذي قال فيّ الأمين جبرائيل: »لاسيف إلّا ذوالفقار ولا فتى إلّا عليّ« أنا صاحب فتح مكّة، أنا كاسر اللاّت والعزّى، أنا الهادم هبل الأعلى ومنوة الثالثة الاُخرى، أنا الّذي علوت على كتف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكسرت الأصنام، أنا الّذي كسرت يغوث ويعوق ونسراً، أنا الّذي قاتلت الكافرين في سبيل اللَّه، أنا الّذي تصدّق بالخاتم، أنا الّذي نمت على فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ووقيته بنفسي من المشركين، أنا الّذي يخاف الجنّ من بأسي، أنا الّذي به يعبد اللَّه، أنا ترجمان اللَّه، أنا ] خازن(19)] علم اللَّه أنا قاتل أهل الجمل وصفّين بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أنا قسيم الجنّة والنار.

 فعندها سكت عليّ عليه السلام فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسين: أسمعت يا أبا عبداللَّه ما قاله أبوك؟ وهو عشر عشير معشار ما قاله من فضائله، ومن ألف ألف فضيلة، وهو فوق ذلك أعلى.

 فقال الحسين عليه السلام: الحمدللَّه الّذي فضّلنا على كثير من عباده المؤمنين وعلى جميع المخلوقين، وخصّ جدّنا بالتنزيل والتأويل والصدق، ومناجاة الأمين جبرائيل، وجعلنا خيار من اصطفاه الجليل ورفعنا على الخلق أجمعين. ثمّ قال الحسين عليه السلام: أمّا ما ذكرت يا أميرالمؤمنين فأنت فيه صادق أمين.

 فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: اُذكر أنت يا ولدي فضائلك، فقال الحسين عليه السلام: يا أبت أنا الحسين بن عليّ بن أبي طالب، واُمّي فاطمة الزهراء، سيّدة نساء العالمين، وجدّي محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سيّد بني آدم أجمعين لا ريب فيه، يا عليّ اُمّي أفضل من اُمّك عند اللَّه وعند الناس أجمعين، وجدّي خير من جدّك وأفضل عند اللَّه وعند الناس أجمعين، وأنا في المهد ناغاني جبرئيل وتلقاني إسرافيل، يا عليّ أنت عند اللَّه أفضل منّي وأنا أفخر منك بالآباء والاُمّهات والأجداد.

 قال: ثمّ إنّ الحسين عليه السلام إعتنق أباه وجعل يقبّله، وأقبل عليّ عليه السلام يقبّل ولده الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام وهو يقول: زادك اللَّه شرفاً وفخراً وعلماً وحلماً ولعن اللَّه تعالى ظالميك يا أباعبداللَّه، ثمّ رجع الحسين إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.(20)

---------------------------------------

 6/311- في كامل الزيارة لابن قولويه قدس سره: عن الصادق عليه السلام قال: كأ نّي بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبّة من ياقوتة حمراء، مكلّلة بالجواهر، وكأ نّي بالحسين بن عليّ عليهما السلام جالساً على ذلك السرير، وحوله تسعون ألف قبّة خضراء وكأ نّي بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه، فيقول اللَّه عزّوجلّ لهم: أوليائي سلوني فطالما اُوذيتم وذللتم واضطهدتم، فهذا يوم لاتسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة، فهذه واللَّه الكرامة.(21)

 أقول: يحتمل أن يكون ذاك في البرزخ وسؤالهم حوائج الدنيا ليس لهم بل لأقربائهم وجيرانهم وللمؤمنين من الأحياء.

---------------------------------------

 7/312- روى بعض مؤلّفي أصحابنا: عن هشام بن عروة، عن اُمّ سلمة قالت: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يلبس ولده الحسين عليه السلام حلّة ليست من ثياب الدنيا. فقلت له: يا رسول اللَّه ما هذه الحلّة؟

 فقال: هذه هديّة أهداها إليّ ربّي للحسين عليه السلام وإنّ لحمتها(22) من زغب(23) جناح جبرائيل، وها أنا اُلبسه إيّاها واُزيّنه بها، فإنّ اليوم يوم الزينة وإنّي اُحبّه.(24)

---------------------------------------

 8/313 النبويّ المشهور: إنّ للحسين عليه السلام في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة.(25)

---------------------------------------

 9/314- في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام: عن الحسين بن عليّ عليهما السلام قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعنده اُبيّ بن كعب، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: مرحباً بك يا أبا عبداللَّه، يا زين السماوات والأرضين، فقال له اُبيّ: وكيف يكون يا رسول اللَّه زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ فقال: يا اُبيّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين بن عليّ عليهما السلام في السماء أكبر منه في الأرض، وإنّه لمكتوبٌ عن يمين عرش اللَّه: «حسين مصباح هدى و سفينة نجاة».(26)

---------------------------------------

 10/315- في علل الشرايع للصدوق قدس سره، وكذا في الكافي: عن الصادق عليه السلام: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يأتي الحسين عليه السلام في كلّ يوم فيضع لسانه في فمه، فيمصّه حتّى يروى فأنبت اللَّه عزّوجلّ لحمه من لحم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبناً قطّ.(27)

 وفي المناقب: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك أربعين يوماً وليلة، فنبت لحمه من لحم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.(28)

---------------------------------------

 11/316- في بعض الكتب الأخلاقيّة: قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن عليّ عليهما السلام فأعجبني سمته ورواؤه(29)، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض فقلت له: أنت ابن أبي تراب فقال: نعم، فبالغت في شتمه وشتم أبيه نعوذ باللَّه فنظر إليّ نظرة عاطف رؤوف.

 ثمّ قال: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، بسم اللَّه الرحمن الرحيم «خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بالْعُرْف وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلين × وَإمّا يَنْزَغَنَّكَ مِن الشَيْطان نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه إنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ × إنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِن الشيْطان تَذَكَّرُوا فَإذا هُم مُبْصِرُون × وِإخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لايُقْصِرُون» (30).

 ثمّ قال لي: خفّض عليك(31) أستغفر اللَّه لي ولك، إنّك لو استعنتنا لأعنّاك، ولو استرفدتنا لرفدناك(32) ولو استرشدتنا لرشدناك.

 قال عصام: فتوسّم منّي الندم على ما فرط منّي فقال: «لاتَثْريبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْم يَغْفِرُ اللَّه لَكُم وَهُوَ أرْحَم الراحِمين» (33) أمن أهل الشام أنت؟ قلت: نعم، فقال: شنشنة(34) أعرفها من أخزم(35)، حيّانا اللَّه وإيّاك، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك، تجدني عند أفضل ظنّك إنشاء اللَّه تعالى.

 قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت، و وددت لو ساخت بي، ثمّ سللت منه لواذاً وما على الأرض أحبّ إليّ منه ومن أبيه.(36)

---------------------------------------

 12/317- روى صاحب كتاب المختصر: عن الباقر، عن أبيه عليهما السلام قال: صار جماعة من الناس بعد الحسن إلى الحسين عليهما السلام فقالوا له: أعندك عجائب أبيك الّتي كان يريناها؟ فقال لهم: تعرفون أبي؟ قالوا: كلّنا نعرفه، فرفع لهم ستراً ] كان على باب بيت(37)] ثمّ قال: ] اُنظروا في البيت، فنظروا(38)] فقالوا: هذا أميرالمؤمنين ونشهد أ نّك خليفة اللَّه.(39)

---------------------------------------

 13/318- روى محمّد بن الحسن الصفّار: بإسناده عن الباقر عليه السلام قال: خرجت مع أبي إلى بعض أمواله، فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه، فجعلت أسمعه وهو يقول: جعلت فداك ثمّ تساءلا طويلاً، ثمّ ودّعه أبي ، وقام الشيخ فانصرف، وأبي ينظر خلفه حتّى غاب شخصه عنه، فقلت لأبي: من هذا الشيخ الّذي سمعتك تعظّمه في مساءلتك؟ قال: يا بنيّ هذا جدّك الحسين عليه السلام(41).(40)

 وروى نظيره أيضاً عن أبي إبراهيم عليه السلام، عن أبيه أ نّه خرج مع أبيه ورأى شيخاً كذلك وسأله عنه، قال: هذا أبي.(42)

---------------------------------------

 14/319- روى الشيخ الفقيه الأقدم أبو محمّد الحسن بن عليّ بن شعبة من مقدّمي أصحابنا صاحب كتاب تحف العقول: أ نّه جاء الحسين عليه السلام رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال عليه السلام: يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة وأت بها ساُسرّك إنشاء اللَّه، فكتب إليه:

 يا أبا عبداللَّه، إنّ لفلان عليّ خمسمائة دينار، وقد ألحّ بي فكلّمه ينظرني إلى ميسرة، فلمّا قرأ الحسين عليه السلام الرقعة دخل إلى منزله، فأخرج صرّة فيها ألف دينار وقال له: أمّا خمسمائة فاقض بها دينك، وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلاّ إلى أحد ثلاثه: إلى ذي دين، أو مروّة، أو حسب.(43)

 أقول: يا أبا عبداللَّه، إنّ المؤلّف أيضاً: يستعين بكم على عظائم اُموره دنيويّة واُخرويّة من بحار فضلكم، فإنّك صاحب الدين وبكم تفتخر المروّة والحسب.

 ولقد اقتدى عليه السلام بأبيه صلوات اللَّه عليه في أمر السائل أن يكتب حاجته، فإنّه روي أنّ رجلاً أتى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له: يا أميرالمؤمنين، إنّ لي إليك حاجة فقال: اُكتبها في الأرض فإنّي أرى الضرّ فيك بيّناً، فكتب في الأرض: إنّي فقير محتاج.

 فقال عليّ عليه السلام: يا قنبر إكسه حلّتين فأنشأ الرجل يقول:

 كسوتني حلّة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك عن حسن الثنا حللاً

 إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

ولست تبغي بما قد نلته بدلا

 إنّ الثناء ليحيي ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

 لاتزهد الدهر في عرف(44) بدأت به

فكلّ عبد سيجزى بالّذي فعلا

 فقال عليه السلام: اعطوه مائة دينار، فقيل له: يا أميرالمؤمنين لقد أغنيته، فقال: إنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنزلوا الناس منازلهم، ثمّ قال عليه السلام: إنّى لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولايشترون الأحرار بمعروفهم.(45)

---------------------------------------

 15/320- روي: أ نّه وجد على ظهر الحسين عليه السلام يوم الطفّ أثر فسألوا زين العابدين عليه السلام عنه، فقال: هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.(46)

---------------------------------------

 16/321- في كتاب التعازي للسيّد الشريف أبي عبداللَّه محمّد بن عليّ بن الحسن بن عبدالرحمن العلوي قال: كان الحسن عليه السلام يعظم الحسين عليه السلام حتّى كأ نّه هو أسنّ منه، قال ابن عبّاس: وقد سألته عن ذلك؟ فقال: سمعت الحسن عليه السلام وهو يقول: إنّي لأهابه كهيبة أميرالمؤمنين عليه السلام.(47)

---------------------------------------

 17/322- قد سبق في الحديث الرابع والثلاثين من باب مناقب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ألا وإنّ الحسين عليه السلام باب من أبواب الجنّة، من عانده حرّم اللَّه عليه ريح الجنّة.(48)

---------------------------------------

 18/323- في مدينة المعاجز، قال البحراني قدس سره: ولم يبق ملك في السماء إلّا ونزل على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يعزّيه بولده الحسين عليه السلام ويخبره بثواب ما يعطى من الزلفى والأجر والثواب يوم القيامة، ويخبرونه بما يعطى من الأجر زائره والباكي عليه، والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك يقول، اللهمّ اخذل من خذله واقتل من قتله ولاتمتّعه بما أمّله في الدنيا وأصله حرّ نارك في الآخرة.(49)

---------------------------------------

 19/324- عن طاووس اليماني: أنّ الحسين بن عليّ عليهما السلام كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره، لأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يقبّل جبينه ونحره، وإنّ جبرئيل نزل يوماً فوجد الزهراء عليها السلام نائمة والحسين عليه السلام في مهده يبكي، فجعل يناغيه ويسلّيه حتّى استيقظت.(50)

 أقول: وإلى كلام اليماني أشارت زوجته الرباب رضوان اللَّه عليها في رثائها إيّاه:

 إنّ الّذي كان نوراً يستضاء به

بكربلاء قتيل غير مدفون(51)

---------------------------------------

 20/325- عن معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام قال: إنّه عليه السلام كان يدعو لزوّار الحسين عليه السلام يقول: اللهمّ يا من خصّنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة وحمّلنا الرسالة وجعلنا ورثة الانبياء، وختم بنا الاُمم السالفة، وخصّنا بالوصيّة، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر الحسين بن عليّ صلوات اللَّه عليهما، الّذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافئهم عنّا بالرضوان، وأكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الّذين خلّفوا بأحسن الخلف، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلقك و شديد، وشرّ شياطين الإنس والجنّ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثروا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

 اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم على خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافاً عليهم(52) فارحم تلك الوجوه الّتي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود الّتي تقلّبت على قبر أبي عبداللَّه عليه السلام وارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمةً لنا، وارحم تلك القلوب الّتي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا، اللّهمّ إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى تروّيهم من الحوض(53) يوم العطش.

 فما زال صلوات اللَّه عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد فلمّا انصرف قلت له: جعلت فداك لو أنّ هذا الّذي سمعته منك كان لمن لايعرف اللَّه لظننت أنّ النّار لاتطعم منه شيئاً أبداً، واللَّه لقد تمنّيت أ نّي كنت زرته ولم أحجّ، فقال عليه السلام لي: ما أقربك منه فما الّذي يمنعك من زيارته؟

 ] ثمّ قال:[ يا معاوية لاتدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه فقال: يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض لاتدعه لخوف أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان بيده أما تحبّ أن يرى اللَّه شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول اللَّه وعليّ وفاطمة والأئمّة عليهم السلام؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.(54)

---------------------------------------

 21/326- أورد الخطيب في تاريخ بغداد: عن النقاش أبي بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد المقري الموصلي، بإسناده عن ابن عبّاس قال: كنت عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فخذه الأيسر إبنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن عليّ عليهما السلام تارةً يقبّل هذا، وتارةً يقبّل هذا، إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام بوحي من ربّ العالمين.

 فلمّا سري عنه قال: أتاني جبرئيل من ربّي فقال لي: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤ عليك السلام ويقول لك: لست أجمعهما لك، فأفد أحدهما بصاحبه، فنظر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين عليه السلام فبكى.

 ثمّ قال: إنّ إبراهيم اُمّه أمة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، واُمّ الحسين عليه السلام فاطمة، وأبوه عليّ ابن عمّي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنت أنا عليه، وأنا اُؤثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته بإبراهيم.

 قال: فقبض بعد ثلاث فكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلاً قبّله وضمّه إلى صدره ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بإبني إبراهيم.(55)

---------------------------------------

 22/327- الترمذي من علماء السنّة: عن يعلى بن مرّة وكذا العلّامة المجلسي رحمه الله في جلاء العيون عنه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ اللَّه من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط.(56)

 أقول: معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنا من حسين يحتمل أن يراد: أنا وحسين خلقنا من نور واحد، أو أن يراد معنى لطيف يفسّره ] الحديث الآتي[.

---------------------------------------

 23/328- في العيون: عن الرضا عليه السلام قال: لمّا أمر اللَّه تعالى إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل عليه السلام الكبش الّذي أنزله عليه، تمنّى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح إبنه إسماعيل عليه السلام بيده وأ نّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الّذي يذبح أعزّ ولده عليه بيده، فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.

 فأوحى اللَّه عزّوجلّ إليه: يا إبراهيم، من أحبُّ خلقي إليك؟ قال: يا ربّ ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فأوحى اللَّه عزّوجلّ إليه: يا إبراهيم هو أحبّ إليك أو نفسك؟ قال: بل هو أحبّ إليّ من نفسي، قال: فولده أحبّ إليك أو ولدك؟ قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا ربّ بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

 قال: يا إبراهيم، إنّ طائفة تزعم أ نّها من اُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ستقتل الحسين إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك فتوجّع قلبه وأقبل يبكي.

 فأوحى اللَّه تعالى إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل - لو ذبحته بيدك - بجزعك على الحسين عليه السلام وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ: «وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظيم» (57) ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.(58)

 أقول: على هذا التأويل المذكور إنّ الحسين عليه السلام في عالم أصلاب آبائه الطاهرين قد قبل الشهادة وكونه فداء لجدّه إسماعيل، لبقاء نور جدّه محمّد المصطفى وأبيه عليّ المرتضى واُمّه فاطمة الزهراء وأخيه الحسن المجتبى وأولاده الطاهرين عليهم السلام فعلى هذا كلّما بلغنا من اللَّه عزّوجلّ من النعم الظاهريّة والفيوضات الإلهيّة والبركات المعنويّة كلّها من الحسين عليه السلام ولعلّ هذا هو السرّ في إستحباب زيارته عليه السلام في الأيّام الشريفة ولياليها، لأ نّه هو العلّة الغائية لبقاء الدين من جهة حفظ صاحبه في عالم الأصلاب تارة، وقبوله في حياته تلك المصائب العظام اُخرى وتعظيماً للدين المقدّس ودفعاً وردعاً لأباطيل السابقين.

---------------------------------------

 24/329- في البحار: عن الأصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: سيّدي أسألك عن شي‏ء أنا به موقن وأ نّه من سرّ اللَّه وأنت المسرور إليه ذلك السرّ فقال: يا أصبغ، أتريد أن ترى مخاطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي دون(59) يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الّذي اردت.

 قال: قم، فإذا أنا وهو بالكوفة، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتدّ إليّ بصري، فتبسّم في وجهي، ثمّ قال: يا أصبغ إنّ سليمان بن داود اُعطي الريح «غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْر »(60)، وأنا قد اُعطيت أكثر ممّا اُعطي سليمان فقلت: صدقت واللَّه يابن رسول اللَّه.

 فقال: نحن الّذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لأ نّا أهل سرّاللَّه، ثمّ تبسّم في وجهي وقال: نحن آل اللَّه، وورثة رسوله فقلت: الحمدللَّه على ذلك. ثمّ قال لي: اُدخل فدخلت، فإذا أنا برسول اللَّه محتبئ(61) في المحراب بردائه، فنظرت فإذا أنا بأميرالمؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب(62) الأعسر(63) فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يعضّ على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك ] عليكم لعنة اللَّه ولعنتي(65).[(64)

---------------------------------------

 25/330- قال أنس: كنت عند الحسين عليه السلام فدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان، فقال لها: أنت حرّة لوجه اللَّه، فقلت: تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟ قال: كذا أدّبنا اللَّه، قال: «وَإذا حُيّيتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأحْسَن مِنْها أوْ رُدُّوها » (66) وكان أحسن منها عتقها.(67)

-------------

 ثمّ إنّي أختم هذا الباب بذكر أبيات أخذناها من غرر الوجيه الاُستاذ الدكتور رسا الخراساني في ميلاده المقدّس.

 پرده، چون ماه من از چهره تابنده گشود

ماه رويان جهان را ز دل آرام ربود

 حوريان گو كه بريزند ز دامنها مشك

حوريان گو كه بسوزند بمجمرها عود

 عاشقان گو كه بصد عزّت و اجلال رسيد

موكب خسرو خوبان كه بر او باد درود

 سر زد از گلشن زهرا گل نوخاسته‏اى

كه خدا باد نگهدار وى از چشم حسود

 سيّمين روز ز شعبان چو بر آمد خورشيد

سيّمين شمس ولايت ز اُفق چهره گشود

 روز ميلاد همايون حسين بن على است

باد بر اهل جهان مقدم پاكش مسعود

 ميوه شاخه توحيد، گل گلشن فيض

مظهر غيرت و مردانگى و رحمت و جود

 كوكب صبح سعادت، مه ايوان جلال

خسرو ملك فصاحت، شه اقليم وجود

 صولت حيدرى از چهره پاكش پيدا

جلوه احمدى از نور جمالش مشهود

 سينه، گنجينه الطاف و عنايات و كرم

چهره، آئينه آيات خداوند ودود

 عصمت از فاطمه آموخت، شجاعت ز علىّ

صبر و احسان ز حسن، حسن خصال از محمود

 همچو يوسف چو قدم بر سر بازار نهاد

ماه مجلس شد و بر رونق بازار فزود

 پيش پيكان بلا، سينه سپر ساخت ولى

پيش دشمن سر تسليم نياورد فرود

 كيست اين كوكب تابان كه پى تهنيتش

ز طربخانه افلاك، رسد بانك سرود؟

 كيست اين غنچه خندان كه ز انفاس خوشش

هر دم آيد زفضا بوى خوش عنبر و عود؟

 كيست اين لاله خونين كه ز هفتاد و دو داغ

بفلك مى‏رودش ز آه دل سوخته دود؟

 اين حسين است كه از مهر جهان افروزش

محو خورشيد جمالش شده ذرّات وجود

 نيست جز درگه او اهل ولا را مأمن

نيست جز كعبه او اهل صفا را مقصود

 كس بجز ميوه توفيق از آن شاخه نچيد

كس بجز نكته توحيد از آن لب نشنود

 جلوه چون كرد در آفاق تجلّى حسين

ظلمت كفر ز آئينه اسلام زدود

 چون گدا جبهه بر آن درگه شاهانه بساى

كه در آن بارگه افكنده شهان سر بسجود

 خوشه از خرمن توفيق «رسا» چيد كسى

كه ره دوستى آل على را پيمود

 خسروا خسته دلان را بنگاهى، بنواز

كه بود عاشق مسكين بنگاهى خشنود

 

 وقال آخر:

 تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب

بمدحك بين الناس أقصر قاصر

 إذا طاف قوم في المشاعر والصفا

فقيرك ركني طائفا ومشاعر

 وإن ذخر الأقوام نسك عبادة

فحبّك أوفى عدّتي وذخائري

 وقال غيره:

 ويا عجبا منّي اُحاول وصفه

وقد فنيت فيه القراطيس والصحف

 ووصفه مولانا وإمامنا المهديّ صلوات اللَّه عليه في زيارة الناحية المقدّسة بقوله:

 وفيّ الذمم، رضيّ الشيم، ظاهر الكرم، مجتهداً في العبادة في حندس الظلم(68) قويم الطرائق، كريم الخلائق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليم رشيد منيب جواد عليم شديد إمام شهيد أوّاه منيب حبيب مهيب.(69)

 كان(70) لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولداً، وللقرآن سنداً، وللاُمّة عضداً، وفي الطاعة مجتهداً، حافظاً للعهد والميثاق، ناكباً عن سبيل الفسّاق، باذلاً للجهد، طويل الركوع والسجود، زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظراً إليها بعين المستوحشين منها، إلى آخر ما قال فيه صلوات اللَّه عليه.(71)

 وقد ورد أنّ شهادته عليه السلام كانت عوضاً عن ذنوب شيعته ووقاية لهم من النار.

 

-------------------------------------

1) الخرائج: 795/2 ح5 ، عنه مختصر البصائر: 108، وإثبات الهداة: 195/5 ح 30.

2) جواباً، خ.

3) الخرائج: 795/2 ح4 مسنداً ومفصّلاً، عنه مختصر البصائر: 107.

4) الشعراء: 227.

5) كشكول البهائي كما في «رياض المدح والرثاء» للشيخ سليمان البلادي البحراني: ص 221 عنه «فاطمة الزهراء عليها السلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم»: 468.

6) ليس في البحار.

7) أمالي الصدوق: 684 ح 11 المجلس السادس والثمانون، عنه البحار: 23/101 ح 15.

8) ليس في المصدر.

9) آل عمران: 103.        

10) الأنبياء: 27 و 26.

11) ليس في المصدر.           

12) التكاثر: 8 .

13) المائدة: 3.                  

14) الصافّات: 24.

15) المعارج: 2 و 1.                                                   

16) في المصدر: أصحاب.                        

17) أردى فلاناً: أهلكه، وأسقطه.

18) الكماة: جمع كام، المستور بالدرع والبيضة.               

19) في المصدر: أنا علم اللَّه، أنا عيبة علم رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله وسلم.

20) الفضائل لابن شاذان: 83 ، عنه حلية الأبرار: 123/2 ح6 ، معالى السبطين: 58 .

21) كامل الزيارة: 258 ح3 باب 50، عنه البحار: 116/53 ح 140، و65/101 ضمن ح 53 والمستدرك: 246/10.

22) الّلحْمَةُ: خيوط نسج العرضيّة يلحم بها السَّدي، والسَّدي من الثوب: خلاف اللحمة، وهو ما يمدُّ طولاً في النسيج.  

23) الزَّغَب: صغار الريش والشعر وليّنه.  

24) البحار: 271/43 ح 38.

25) الخرائج: 842/2 ضمن ح 60، عنه البحار: 271/43 ضمن ح 39،ورواه في معالي السبطين: 41.

26) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 59/1 ح 29، عنه البحار: 184/94 ح1، وأخرجه في 204/36 ح 8 ، عن كمال الدين: 264/1 ح 11، وأورده الطبرسي رحمه الله في أعلام الورى: 400، ورواه البحراني في مدينة المعاجز: 51/4 ح 133، والطريحي رحمه الله في المنتخب: 197 وفيه: «إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة».

27) علل الشرايع: 196/1، عنه البحار: 245/43 ضمن ح 20، الكافي: 465/1 ح4، عنه البحار: 198/44 ح 14، وروي الطريحي رحمه الله في المنتخب: 158 (نحوه).

28) مناقب ابن شهراشوب: 50/4.

29) سمته ورواؤه: أي خلقه ومنظره وحركاته وسكناته.

30) الأعراف: 202 - 199.

31) خفّض عليك أمرك: هوّنه، وخفّض عليك جأشك: سكّن قلبك.

32) الرِّفد: العطاء والصلة.

33) يوسف: 92.                  

34) الشَنْشِنة: العادة الغالبة.

35) الأخزم: الحيّة الذكر، هذه الجملة تأتي في المثل، يضرب لمن أشبه أباه في خلقه السيّ‏ء.

36) سفينة البحار: 116/2 خلق، أمالي السبطين: 60.

37و 38)  من الخرائج.

39) الخرائج: 811/2 ح 20، عنه مختصر البصائر: 110، ومدينة المعاجز: 75/3 ح 39، ورواه في المحتضر: 14.

40) أقول: لايطابق هذا النصّ مع ما في البصائر بل متّحد مع الخرائج. وكان الأحسن أن يقول المؤلّف في أوّل الحديث: روى الراوندي.

41) بصائر الدرجات: 282 ح 18، عنه المحتضر: 12، والبحار: 231/6 ح 42، و304/27 ح8 ورواه في الخرائج: 819/2 ح 30، عنه مختصر البصائر: 111، والأيقاظ من الهجعة: 220 ح 23.

42) بصائر الدرجات: 274 ح3، الخرائج: 817/2 ح 27.

 أقول: قال الشيخ المفيد قدس سره في كتاب المقالات ص 45، في أحوال الأئمّة عليهم السلام بعد الوفاة: إنّهم ينقلون من تحت التراب فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنّة اللَّه تعالى، فيكونون فيها أحياء يتنعّمون إلى يوم الممات.

43) تحف العقول: 245، عنه البحار: 118/78.

44) العرف: المعروف.

45) أمالي الصدوق: 347 ح 12 المجلس السادس والأربعون، عنه البحار: 34/41 ح7 و407/74 ح2، المستدرك: 345/12 ح 25، إرشاد القلوب: 136، معالي السبطين: 65.

46) مناقب ابن شهراشوب: 66/4، عنه البحار: 190/44 ح3.

47) معالي السبطين: 59، عن سفينة البحار: 613/1 .

48) مائة منقبة: 22، تقدّم ص 87 ح 34 بتخريجاته.

49) مدينة المعاجز: 438/3 ضمن ح9، منتخب الطريحي: 63، مقتل الخوارزمي: 162/1، معالي السبطين: 49.

50) منتخب الطريحي: 198، البحار: 187/44 ذ ح 16، مناقب ابن شهراشوب: 75/4 )صدر الحديث(، عنه البحار: 194/44 ضمن ح7.

51) سفينة البحار: 613/1، معالي السبطين: 59، المنتخب للطريحي: 198.

52) خلافاً منهم على من خالفنا، خ.

53) كذا في ثواب الأعمال، وفي كامل الزيارة: حتّى نوافيهم على الحوض.

54) ثواب الأعمال: 95، كامل الزيارة: 228 ح 336، عنه البحار: 51/101 ح1، والمستدرك: 232/10.

55) تاريخ بغداد: 204/2، مستدرك الحاكم: 290/2، ذخائر العقبى: 150، الطرائف: 202 ح 289 عنه البحار: 1453/22 ح7، مناقب ابن شهراشوب: 81/4، عنه البحار: 261/43 ح2، وأورده في مدينة المعاجز: 57/4 ح 137 عن الطرائف، وأخرجه الطريحي رحمه الله في المنتخب: 51 .

56) فردوس الأخبار: 158/2 ح 2805، عنه البحار: 316/43، رواه الطبراني في معجم الكبير: 22/3 ذ ح 2589، والترمذي في صحيحه: 195/13، وابن ماجه في سننه: 64/1، وأحمد في المسند: 172/4، وابن شهراشوب في المناقب: 71/4، عنه البحار: 296/43 ح 51، وأورده الإربلي في كشف الغمّة: 6/2، عنه البحار: 261/43 ح1، وأخرجه في مصابيح السنّة: 195/4 ح 4833، عنه حلية الأبرار: 127/3 ح 17، إعلام الورى: 317، إرشاد المفيد: 280، معالي السبطين: 56 .

57) الصافّات: 107.

58) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 166/1 ح1، عنه الجواهر السنيّة: 251، وتأويل الآيات: 497/2 ح 12 والبرهان: 30/4 ح6، والبحار: 225/44 ح6 وله بيان، ورواه الطريحي رحمه الله في المنتخب: 32.

59) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: المراد بأبي دون: أبوبكر، عبّر به عنه تقيّةً، والدون: الخسيس.

60) سبأ: 12.

61) احتبى بالثوب: اشتمل.

62) التلابيب جمع التلبيب: ما في موضع اللَبب من الثياب، ويعرف بالطوق.

63) الأعسر: الشديد أو الشؤم، والمراد به إمّا أبوبكر أو عمر. )قاله المجلسي رحمه الله (.

64) من المصدر والبحار.

65) مناقب ابن شهراشوب: 52/4، عنه البحار: 184/44 ضمن ح 11.

66) النساء: 86 .  

67) كشف الغمّة: 31/2، عنه البحار: 195/44.

68) في الأصل: متهجّداً في الظلم.

69) هكذا في الأصل، وفي البحار: حليماً شديداً، عليماً رشيداً، إماماً شهيداً، أوّاهاً منيباً، جواداً مثيباً، حبيباً مهيباً.  

70) في البحار: كنت.          

71) البحار: 239/101.

 

 

 

 

    بازدید : 14557
    بازديد امروز : 27560
    بازديد ديروز : 108362
    بازديد کل : 186712985
    بازديد کل : 138263850