الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الجهل وترك ذكر اللَّه تعالى عاملان لنسيان النفس وإهمالها

الجهل وترك ذكر اللَّه تعالى

عاملان لنسيان النفس وإهمالها

من الطبيعي فقد يوجد معادلة في قضية هذه المعرفة أحد طرفيها أشخاص‏ استطاعوا معرفة أنفسهم وعرفوا ما لها من قيمة حياتية وطرف فيه أشخاص‏ لايعرفون ما لها من عجائب وآثار وجهلوا بالمسائل المعنوية والحياتية، ولهذا نرى أنّهم يتركون النفس للنفس وفقدوا الشعور لتهذيبها وتكاملها، وعليه فقدحرموا من نعمة تلك المعرفة.

يا نفس دنياك تخفي كلّ مبكية

وإن بدا لك منها حسن مبتسّمِ

صلاحُ أمرك للأخلاقِ مرجعه

فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تستقمِ

والنفسُ من خيرها فى خير عافية

والنفسُ من شرّها في مرتع وخِمِ

يقول مولانا أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام:

مَنْ جَهَلَ نَفْسَهُ أَهْمَلَها.(22)

وعلى ضوء ذلك يمكن القول أنّ واحدة من العلل التي تؤدّي إلى نسيان‏ النفس هو الجهل وعدم الإطلاع بالنسبة إلى المسائل الحياتية للنفس، ولا شك‏ فإنّ هناك حقيقية لابدّ من ذكرها إلّا وهي أنّه كلّما زاد علم الإنسان في ظلّ‏ مذهب أهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين فإنّه يحرص كثيراً على التوجّه لتلك ‏المسائل والإهتمام بها أكثر من ذي قبل.

وأمّا المسألة الاُخرى التي تلعب دوراً مهمّاً وأساسياً في نسيان النفس فهي‏ المعصية وترك ذكر البارئ عزّ وجلّ.

وكما يعلم الجميع فإنّ هناك ارتباطاً وثيقاً لايمكن أن ينفصل، وهو أنّ ذكر أهل البيت‏ عليهم السلام يعني ذكر اللَّه جلّ وعلا ونسيانهم يعني نسيان اللَّه، فقد قال الإمام ‏الصادق عليه السلام في خصوص ذلك:

إِذا ذُكِرْنا ذُكِرَ اللَّهِ.(23)

ومن المؤكّد فإنّ ترك ذكر اللَّه عزّ وجلّ وأهل البيت عليهم السلام يجعل الإنسان يخسر الكثير من المسأئل الحياتية المهمّة، ويسلب منه سعادة الإنتفاع من الحقائق‏ المعنوية الكبيرة، وبالتالي يقع في مطب نسيان النفس فيصيبها ما يصيبه من‏ ندامة وخسران.

قال اللَّه سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز:

«وَلا تَكوُنُوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ».(24)

إذن فإنّ المعصية ونسيان ذكر اللَّه وتعاليمه وأحكامه يصابان الإنسان بداء نسيان ‏النفس، ومن هنا ينبغي له العمل على بناء نفسه وتهذيبها، وذلك لأجل معرفة النفس ولأجل تحقيق البناء الصحيح والواقعي لها عليه أن يتجنب كلّ العوامل‏ المساعدة في «نسيان النفس» وترك كلّ ما يتعلّق بذلك، من قبيل الجهل وترك‏ ذكر اللَّه عزّ وجلّ وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.

وخلاصة القول فإنّ العلم والمعرفة وذكر اللَّه وآل اللَّه يجنب الإنسان مسألة «نسيان النفس» وبذلك يصل إلى مرحلة «بناء النفس» وتكاملها ومنها يلج إلى «معرفة النفس» وهو طريق الفلاح والخلاص والفوز في الدارين، والعكس هو الصحيح، فإذا لم يعرف الشخص نفسه، فإنّه يكون قد ابتعد عن سبيل النجاة ودخل في إرهاصات يصعب معرفة عواقبها ونتائجها.

قال مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين الإمام أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام:

مَنْ لَمْ يَعْرِفْ نَفْسَهُ، بَعُدَ عَنْ سَبيلِ النَّجاةِ وَخَبَطَ في الضَّلالِ‏وَالْجَهالات.(25)

ونظراً لعظمة مسألة معرفة النفس نرى أنّ الإمام الباقر عليه السلام يقول عنها:

لا مَعْرِفَةَ كَمَعْرِفَتِكَ بِنَفْسِكَ.(26)


22) شرح غرر الحكم: 178/5.

23) بحار الأنوار: 258/74، عن اُصول الكافي: 186/2.

24) الحشر: 19.

25) شرح غرر الحكم: 426/5.

26) بحار الأنوار: 165/78، عن تحف العقول: 284.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2655
    اليوم : 15808
    الامس : 93074
    مجموع الکل للزائرین : 136348533
    مجموع الکل للزائرین : 94025156