الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
همّة أولياء اللَّه للوصول إلى التقوى

همّة أولياء اللَّه للوصول إلى التقوى

يجب أن نلتفت إلى نقطة في هذا المضمار، وهي أنّ أولياء اللَّه تعالى‏ وبالإضافة إلى وصولهم الحدّ الأعلى في التقوى والصلاح، فأنّهم يسعون دوماً إلى الحفاظ على الحالات الروحيّة والمعنويّة التي هم عليها، ويكون هدفهم‏ وغايتهم هي إيجاد التقوى في المجتمع أوّلاً بصورة عامّة، ومن ثمّ التوجّه ‏والتركيز على الأشخاص الذين يعيشون حولهم بصورة خاصّة.

فهذه الثلة الصالحة ومن خلال سلوكهم وعملهم يعطون درس التقوى‏ والصلاح إلى من يجالسهم ويعاشرهم وسائر افراد المجتمع، وتكون ‏تطالعاتهم وأمانيهم القلبية هي إيجاد مجتمع صالح وبعيد كلّ البعد عن ‏المعاصي والآثام.

وهذا الأمر ناتج من كون هؤلاء هم ممّن يحملون الرسالة الحقيقيّة التي جاء بها أهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين والهدف الذي تبناه لجعل إسعاد الأمّة، وتحقيق كلّ ما تصبو إليه، ولهذا فإنّ الوظيفة تحتم على الجميع متابعة هؤلاء الأخيار الأبرار والسير على خطاهم في تحصيل عمليّة التقوى والسعي لأجل‏ تطبيق الصلاح وتعميمه على مفاصل المجتمع، والإنفكاك عن الأهواء والملذّات النفسانيّة والشيطانيّة بأيّ قيمة كانت.

إنّ الأتقياء والصلحاء من أبناء الأمة ينصب هدفهم في تجنّب كلّ أغراض‏ الدنيا وأطماعها، ويعتقدون بأنّ غايتهم النهائيّة هي أسمى ورفع وأنبل، بل إنّ ‏الأمر يتعدّى ليشمل استغلال هؤلاء المقام والجاه وبقيّة المناصب الدنيويّة التي‏ نالوها من أجل تسخيرها وتوظيفها للوصول إلى الهدف الغائي لهم، وهو التقوى والصلاح وليس خسرانهما لأجل الجاه والمقام الدنيوي الزائل.

يُسأل من الإمام الصادق‏ عليه السلام عن معنى التقوى فيقول:

... أَنْ لايَفْقِدُكَ اللَّهُ حَيْثُ أَمَرَكَ وَلايَراكَ حَيْثُ نَهاكَ.(104)

ومع وجود مثل هذا الحديث كيف يمكن أن تنسجم المصالح الدنيوية والتي‏ لايمكن لها أن تصمد وتتعايش والوضعيّة المتناقضة التي عليها مع عمليّة التقوى‏ والصلاح؟!


104) بحار الأنوار: 285/70.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2788
    اليوم : 39753
    الامس : 51253
    مجموع الکل للزائرین : 133600138
    مجموع الکل للزائرین : 92448041