الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
القبلة السّابعة

القبلة السّابعة

    نعم ؛ وبما أنّه يتشرّف يوميّاً الاف الزّائرين من القارّات السّبعة لزيارة القبلة السّابعة ، وكلّ واحد منهم يتمتّع بآداب ورسوم خاصّة ، ولديه ثقافة معيّنة ؛ ولكنّ الإمام عليه السلام ينظر إلى الجميع نظرة رأفة وعطف واحترام ؛ سواء أولئك الّذين جاءوا إلى زيارته عن قرب ، أو أولئك الّذين قطعوا المسافات الشاسعة ، وواجهوا شتّى الصعاب والمحن ، وعبروا طبقات رستم السّبعة(1) .

    من الطّبيعي أنّ الجميع غير متساوين في الأجر والثّواب ؛ حيث يوجد بالتّأكيد إختلاف بيّن من تحمّل أنواع المصائب والالام ، وبين من جاء إلى الزّيارة بسهولة ويسر . ومع كلّ ذلك فإنّ الجميع تقبل زيارتهم ، وتغلق في وجوههم الأبواب السّبعة لجهنّم ، وأولئك بإذن اللَّه ومشيئته سوف ينعّمون في جنان الخلد ، ويسقون من عيون الجنّة السّبعة(2) .

    ولكن مع كلّ هذا فإنّ الجميع لايحظى بمرتبة واحدة ، فإنّ أولئك الّذين طهّروا قلوبهم ، وعزفوا عن الأرجاس ، وتبرّأوا من الأعداء ، ولجأوا وتمسّكوا باللَّه عزّ وجلّ والعروة الوثقى لأهل البيت عليهم السلام ؛ حيث أصبح مثلهم مثل الأولياء السّبعة(3) ؛ فإنّهم أفضل بكثير من الأخرين ، ولايضاهيهم في هذا الموضوع أحد .

    فتضحى العجائب السّبعة (4) عند أمثال هؤلاء - الّتي أصبحت قلوبهم خالية من الأنداد - شيئاً لايعبأ به ويصبحون غير توّاقين إليها ؛ ولكن تراهم يميلون بكلّهم إلى تلك الرائحة العطرة والزّكيّة الّتي تنبعث من الحضرة المباركة ، وينبهرون بتلك الأنوار المشعّة والمفرّحة الّتي تضي‏ء في فضاء الحرم الطّاهر .

    وإنّ العجائب السّبعة للدّنيا ليست هي الوحيدة الّتي لاتثير إهتمام هؤلاء فحسب ، بل وحتّى سيّدة قلاع السّبعة للسّماء(5) فهي كذلك عاجزة عن إثارة انتباههم واهتمامهم . فهؤلاء هم كنوز طالقان وبقيّة أصحاب الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل الله تعالى فرجه الخلّص الّذين يهزّون الأرض بشدّة يقينهم ونفاذ بصيرتهم من تحت أقدام أعداء ومناوئي الإمام المهديّ أرواحنا لمقدمه الفداء ، وإنّ أكبر قوى العالم ليست بين يديهم إلاّ كلعبة بأيدي الصبيان .

    وبكلّ تأكيد فإنّ استحضار ذكر تلك القلوب الصّلبة لهؤلاء سيمحو من ذاكرتنا وعقولنا قوّة وصلابة الطّاليقون أو اللّحمات السّبعة(6) وإلى الأبد .


1) مثَل يضربه الفرس ، وهو كناية عن الشدائد من الاُمور الّتي تواجه الإنسان.

2) إنّ العيون السّبعة للجنّة - وحسب المنقول - هي : الكوثر، الكافور، الميم ، السّلسبيل ، التّسنيم ، المعين ، الزّنجبيل.

3) أصحاب الكهف والّذي يقال عنهم الأولياء السّبع هم وحسب ما جاء : يمليخا ، مكشلينيا ، مشليتيا ، مرنوش ، دبرنوش، شادنوش و مرطونش .

4) العجائب السّبعة للعالم هي عبارة عن: 1 - أهرام مصر، 2 - مدفن موزول، 3 - تمثال زفس لفيدياس اليوناني، 4 - هيكل أرتميس ، 5 - منارة الإسكندريّة ، 6 - تمثال جبار رودس ، بني عند مدخل خليج رودس وقد دمّرته الزّلازل ، 7 الجنائن المعلّقة في بابل .

5) هي كوكب الزّهرة .

6) الطّاليقون أو اللّحمات السّبعة هي عبارة عن ذلك الفلزّ القويّ المركّب من سبعة فلزّات اُخرى هي : الذّهب والفضّة والنّحاس والقصدير والرّصاص والحديد والخارصين .

 

 

    زيارة : 3400
    اليوم : 44815
    الامس : 58112
    مجموع الکل للزائرین : 130236010
    مجموع الکل للزائرین : 90298348