الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الف باء عن الحرم الطّاهر ، وآداب زيارته

الف باء عن الحرم الطّاهر ، وآداب زيارته (1)

    تعتبر الرّوضة الرّضويّة المقدّسة من الأماكن الّتي تجلب السّكينة والطّمأنينة ، وملجأ ومأوى للجميع وشوقاً وأملاً يساور النّاس أينما كانوا ؛ حيث يراودهم حلم ورديّ ليشربوا جرعة واحدة من ماء الحياة المنبعث من سقاية الحرم الطّاهر.

    وبالطّبع ؛ فإذن الدّخول إليها يذرف دموع الفرح لدى كلّ التواقين لتلك الأرض المقدّسة ، ويزيد بالفعل الاُنس مع الإمام الرؤوف عليه السلام في نفس الإنسان وداخل أعماقه . وتنزل قطرات الرّحمة في هذا المكان الشّريف على جميع القادمين برّاً وبحراً وجوّاً ، ويستضيف الإمام عليه السلام الصّغير والكبير في جنّة الولاية والرّوضة الملكوتيّة له.

    وتشكل هذه الأرض الطّاهرة مأوى يؤمّه الجميع ؛ فتقبل المتّقين ذوي القلوب النّزيهة والصّافية والطّاهرة والأشخاص المكروبين والخائفين والعاصين ، وتمهّد لهم جميعاً طريق الإستقامة والهداية والصّلاح والثّبات.

    وتبهر تلك القبّة الذهبيّة الّتي تناطح السّماء ، فتأخذ بأنوارها المشعّة والمضيئة أبصار كلّ إنسان قادم ، فتزيد من دقّات قلبه ، فتجعله ينظر إليها ؛ وكأنّه يقف أمام عظمة لا نظير لها ليتأمّل ويفكّر مليّاً قبل التّشرف وطلب الإذن بالدّخول إلى الضّريح المقدّس والطّاهر ، فتعلّمه دروس التّوبة والإنابة ، وتمنحه حصانة ؛ ليبقى مصوناً من حبال إبليس ، وهو يطوف داخل الرّوضة المقدّسة ، حيث لايرى غير التّقوى سبيله والإيمان زاده.

    وعلينا الإستشعار دوماً وزرع الثّقة والإطمئنان عن رأفة وعطف الإمام ثامن الحجج عليه السلام ، والثّبات بقدم راسخ على هذه العقيدة ، والحديث دوماً عن فضائل وسجايا الإمام عليه السلام ؛ لنزيد من ثمرات وثواب الزّيارة ، وتسجيل وتثبيت أسمائنا في سجلّ أفضل زائريه عليه السلام ، وكلّ هذا لايحصل إلاّ من بعد معرفتنا اليقينيّة حقيقيّة بمكانته ومنزلته عليه السلام.

    وعلينا كذلك الإستفاده ونحن بجوار مرقد الإمام الرّضا عليه السلام من الأنوار البهيّة لولايته عليه السلام ، وصقل أرواحنا وأنفسنا ، وعجنها بالإشعاعات الولائيّة والمظاهر الرّحمانيّة والشّرب من كأس الولاية وتقديم الغالي والنّفيس من أجل الحفاظ على مبادئ ومعتقدات وتعاليم الإمام عليه السلام.

    ويجب كذلك الإستفادة من الينبوع الشّافي والرّقراق للحضرة المباركة ، والّذي هو بدون شكّ أفضل من عين الشّمس نفسها ، وأن نثبت لنا قدم صدق في جنّة الولاية ، وذلك من خلال ترك زخارف الدّنيا وراء ظهورنا واللجوء بعقيدة راسخة وثابتة و صلبة إلى نور ولاية المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ؛ لقضاء حوائجنا والإنتقال بنا من حالة الظّلمة إلى النّور.

    وعلينا أن نحمد البارئ عزّ وجلّ ، ونستغفره كثيراً ونحن في حرم الإمام عليه السلام ، والدّعاء بكلّ وجودنا لتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء ، والتّضرّع لإقامة دولة الإمام المهديّ عجّل اللَّه تعالى فرجه (2) العادلة ، ونجاة الإنسانيّة من الحيرة والتّية ومن الظّروف العصيبة والمؤلمة الّتي تمرّ عليها.

    وبكلّ تأكيد فإنّ مدينة مشهد المقدّسة هي نقطة آمال وتطلّعات جميع الخلائق ، ويتسابق هؤلاء لتقديم فروضات الطّاعة والولاء للإمام عليه السلام ، فترى مثلاً خدمة الرّوضة المقدّسة يكرسون جلّ وقتهم وحياتهم لتقديم مختلف الخدمات والمساعدات للزّائرين الكرام ، وحينما يدخل الزّائرون إلى داخل الرّوضة المقدّسة ترتسم على شفاهم الإبتسامة العريضة والبهجة لما تحقّق لهم من توفيق وسداد ، ويهرول الجميع نحو كعبتهم طالباً قضاء الحوائج وحلّ المشكلات ، ويا ليت ؛ الكلّ يطلب ويدعو لظهور الحجّة ابن الحسن عجّل اللَّه تعالى فرجه.

    وأمّا الشّباك الفولاذي ، فهو ملاذ العائذين ، وكهف اللاجئين . ومن بين جنباته يبدأون بالدّعاء والتّوسّل ، وهم في كلّ لحظة يرتقبون وينتظرون رحمة ورأفة الإمام عليه السلام ليجبر ، ومن خلال نظرته العطوفة والرّحيمة قلوبهم المنكسرة وأن يدخل السّرور والفرحة إليهم ، والرّجوع إلى مدنهم وبلدانهم بقضاء حوائجهم الكاملة.

    ويسعى الزّائرون إلى إحياء شعيرة الزيارة بكلّ إخلاص وانقطاع غير متأثّرين بما يحيط بهم أو يشتت أفكارهم من ضجيج الزائرين وأصوات الدّاعين ، وحركاتهم وانتقالهم ذهاباً وإياباً ، فهم في دعاء وتوسّل يستشفعون بالإمام ليكون لهم عوناً في صفاء روحهم وطهارة قلوبهم من درن الدنيا وزخرفها ، لتنعّم بذكر اللَّه تعالى ولذّة مرضاته جاعلين من ذلك زادهم «يَوْمَ لايَنفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ × إِلّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ»(3).

    من الواضح ؛ أنّ رأفة الإمام الرّضا عليه السلام ورعايته تسعد النّفس الإنسانيّة ، وتزيل همومها ، وهي بيان لتجلّي المظاهر الرّحمانية ، ومدرسة متكاملة لتعليم طريق الخلوص ، ومنهج واضح المعالم لبناء النّفس وعدم طغيانها.

    إنّ الحليّ والحلل لاتنفع الزائرين في شي‏ء ، وكذا الحال بالنسبة لزهد المرائي والمتظاهر ، أصحاب القلوب الحيّة النابضة بالإيمان الخالص ، والمملوءة بحبّ الولاية وحدهم الّذين يفلحون وينعمون برضا الإمام عليه السلام.

    وفي ذلك الحرم الطّاهر فإنّ أصحاب المراتب والمناصب الإجتماعيّة أو السّياسيّة أو العسكريّة العليا وعامّة الناس مهما تدنّت مستويّاتهم فهم فيه سواء، ليس لهذا فضل على ذاك ولا أفضليّة عليه، وينظر الإمام عليه السلام إليهم بنظرة واحدة.

    وبما أنّ الإمام عليه السلام مطّلع على كلّ ما يدور في أذهان الجميع من أفكار واُمور ، فإنّه عليه السلام يميّز بين أولئك المتبخترين الأثرياء القادمين إلى زيارته لا لشي‏ء وهم يرتدون أجمل الثّياب وأحسنها ، وبين الأشخاص الفقراء الّذين لايملكون سوى ثيابهم البالية ونواياهم الحسنة ، ولايخفى عنه عليه السلام بواطن هؤلاء جميعاً ، وينال أصحاب القلوب الإيمانيّة المفعمة بحبّ أهل البيت عليهم السلام القسط الأوفر من عناية الإمام عليه السلام وتوجّهاته على الرّغم ما هم فيه من شكل أو مظهر خارجي.

    ويجزم بعض الزّائرين الكرام أنّ أفضل ما يمكن حمله من تلك الدّيار المقدّسة هو الماء الموجود في سقاية الحرم الشّريف ، فتراهم وكأنّهم حَظوا بماء الكوثر والسّلسبيل و... ، وأنّهم حينما يشربون جرعة منه يذكرون عطش ومصيبة سيّد الشّهداء عليه السلام ، فيحمدون اللَّه سبحانه وتعالى على هذه النّعمة الفضيلة.

    ولا شكّ أنّ أبواب الصّحن المبارك مشرعة دوماً ومفتوحة أمام الجميع ، فيتسابقون داخلين إليه للدّعاء في ساحة القدس الإلهي عزّ وجلّ ، والتّوسّل إليه بحجّته في أرضه وسمائه ؛ لشفاء المرضى وقضاء الحوائج ، ويقدّمون ومن خلال الصّلوات والأذكار خالص شكرهم على ذلك . وأمّا العمل الآخر الّذي يقدم عليه هؤلاء ، هو الحديث بشغف وشوق عن كيفيّة حصولهم على الشّفاء وقضاء حوائجهم ، وذلك في كلّ مدينة أو مكان يحلّون فيه ، وبهذه الطّريقة يجعلون قلوب النّاس تطير طرباً وشوقاً وحنيناً باتّجاه الضّريح المقدّس.

    ومن المؤكّد أنّ أولئك العارفين الّذين عبروا وجاوزوا مناطق عدّة ، وجاءوا بكلّ صدق وإخلاص إلى الضّريح المقدّس والطّاهر للإمام الرّضا عليه السلام ، يعلمون علم اليقين أنّ هذا المكان العظيم قد وطئته القدم المباركة للإمام المهديّ عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وأنّه قد وضع خدّه على هذه التّربة ، وقبّلها على مدى مئات السّنين.

    وتجد إلى جانب القبر الشّريف في كلّ يوم آلافاً من الزّائرين وضيوف الإمام عليه السلام وهم ينتشرون في كلّ طرف وزاوية منه ، ويطهّر ذلك النّور الّذي يشع من القبر الشّريف ضمائرهم وبواطنهم ، فيضمن لهم الجنان والفردوس الأعلى ، ويثبت أسماءهم فيها.

    وتعلم تلك الطّيور القدسيّة الّتي تجلس على الإيوان الذّهبي أنّ طاق كسرى وقصره لايساوي شيئاً أمام هذا الإيوان العظيم ، وأنّ جبل طور - ومع كلّ عظمته وهيبته - ليس له اُبهّة ومكانة وعظمة ومرتبة طوس الرّضا عليه السلام ، وليست الحجلة والطّيهوج وحدهما ؛ وإنّما كلّ طائر أينما  كان يتوّق ويتمنّى التحليق والطّواف حول السّقاية المباركة.

    ويعتقد بعض العارفين والزّهّاد أنّ النّصر في هذا المكان العظيم هو نصر للمعنويّات والرّوحيّات ، ويصل أصحاب القلوب المستعدّة - وفي ظلّ رعاية الإمام عليه السلام - إلى مرحلة الظّهور والخروج من الظّلمات إلى النّور.

    وأمّا الصّحن العتيق الّذي فيه تلك السّقاية الجميلة ، فإنّه يحيي في القلوب والضّمائر مواقف صاحب راية كربلاء أبي الفضل العبّاس عليه السلام ، وكيف أنّه عليه السلام امتنع في يوم عاشوراء عن شرب جرعة من الماء وهو في شدّة عطشه وظمئه وكيف أنّه حافظ على الرّاية إلى آخر قطرة من دمه الزّاكي ، وكيفيّة قتاله وشجاعته الّتي لاتوصف في محاربة معسكر ابن زياد اللّعين.

    ويعلم كلّ من يزور الإمام عليه السلام عن غربته ومعاناته ، وما جرى عليه من مصائب وويلات ، وبذلك فقد أصبح شريك كلّ غريب ، لهذا فقد تراه عليه السلام يجلّي عن القلوب غبار الغمّ والهمّ والكرب ، ويبدلها إلى سرور وفرح.

    ويدعو كلّ من يتشرّف إلى زيارة الإمام ثامن الحجج عليه السلام إلى فرج وظهور الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ، والفتح والعاقبة الحسنة ، وأيضاً يتوسّل لطلب النّجاة والخلاص من فتن آخر الزّمان ، وما يجري من اُمور وقضايا في مرحلة الغيبة المظلمة.

    وتشتهر مدينة مشهد بالقدسيّة ، ومن هذا المنطلق يجب على الزّائرين والمجاورين والسّاكنين فيها المحافظة ومراعاة هذا الجانب ، والسّعي بكلّ الإمكانيّات لقطع دابر الفساد والمعصية منها ، وعلى النّساء والرّجال التقيّد وإتباع أحكام الشّرع ، والعمل على عدم تجاوزها ، خاصّة النّساء وذلك بعدم إظهار محاسهنّ أمام الرّجال.

    وأمّا الأشخاص ذوو القلوب الطّاهرة الّذي يعملون في الكشوانيّة - والّذين لايكلّون ولايعجزون بتاتاً - فهم يملكون مفاتيح كنوز القرب ، فتراهم يقدّمون تحيّاتهم الحارّة والمعبّرة إلى قوافل طالبي الكمال ، ويحترمون جموع الزّائرين ، ولايتوانون عن إبداء أيّ خدمة لهم.

    وترشد المآذن الّتي تعلو السّماء الزّرقاء الصّافية التّائهين ، وتعلّم اليائسين والّذين اتّخذوا طريق الإنعزال ، وأولئك الّذين حنتهم ولوتهم المصائب والفجائع دروس الأمل والإرادة والصّلابة من خلال ذلك الإرتفاع وذلك الثّبات والشّموخ . وكذلك تكشف للجميع أنّ العقد المستعصية لاتحلّ إلى في ظلّ الإيمان واليقين والهروب من اليأس والقنوط كما هو المعروف عن شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام الحقيقيّين.

    ولا شكّ ، في أنّ كرم ولطف الإمام الرّضا عليه السلام معروف لدى الجميع ، ومن المتيقّن أنّ الرّوح تستنشق من هذا الضريح المقدّس عبق الرّوح والريحان اللاهوتي ، وتتزيّن باللؤلؤ والياقوت الربّاني ، وبحسب ما نؤمن به ؛ فإنّ مفاتيح الدّنيا والآخرة هما بيده الكريمتين ، لذا علينا أن لانشعر قطّ باليأس والفشل ، ونزرع دوماً في طريق مسيرتنا باقات من الآمال والسّعادة ، ونعمل على دحر كلّ عوامل القنوط والمذلّة اللّذين يعتبران من جنود هوى النّفس وحبائل الشّيطان.

    ونقول وبكلّ تأكيد : إنّ زيارة الإمام عليه السلام هي العصا السّحريّة لحلّ جميع المشاكل والمعضلات ، وهي نقطة مشرقة ومضيئة تسطع في نفوس القادمين من كلّ صوب وحدب ؛ حيث يحمل هؤلاء في قلوبهم بشائر الإيمان والتّقوى واليقين ، ووصلوا إلى غاياتهم السّامية ، ووضعوا أوسمة لطف الإمام الرّضا عليه السلام على صدورهم.

    وفي هذا الوقت نشاهد النّقّارة تخبر الزّائرين ومجاوري الحرم الطّاهر بطلوع وغروب الشّمس الّتي تجلب معها الكثير من المآسي والويلات في أيّام الغيبة المظلمة ، ولكن سيصل ذلك اليوم المبارك الّذي فيه الخلاص منها جميعاً ، ويعلو من ذلك المكان المقدّس نداء «نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَريب» ، وحينئذ تصل فيه الحكومة والولاية بيد الصّالحين.

    ويجب على الزّائر - وبقدر المستطاع - أن تكون لديه حالة الحضور عند التّشرّف والزّيارة ، وحتّى الخروج من الحضرة المباركة ، والتّجنّب عن كلّ أشكال الوسواس والظّنّ والشّكّ، والطلب من الإمام عليه السلام التّوفيق لخدمة ولاية أهل البيت‏ عليهم السلام.

    إنّ رحمة الإمام الرّضا عليه السلام ورأفته تشع على رؤوس النّاس ، بحيث يأخذ الجميع من أشعّتها غير المتناهية والسّرمديّة ؛ وعلى هذا الأساس يجب أن تتمركز الحواسّ ، لكيلا تتشتّت الأفكار ، وتشرّق وتغرّب العقول.

    وينبغي أن نضع نقطة مهمّة نصب أعيننا وهي : أنّه عندما أذعن وأقرّ أولياء اللَّه وأنبياؤه عليهم السلام بولاية أهل البيت عليهم السلام ؛ فإنّهم أرادوا بذلك نصرة دين اللَّه وإعلاء كلمة التّوحيد.

    وعلى الزّائرين الكرام في الختام التّوسّل بالإمام عليه السلام وطلب معونته ومساعدته ، على أن يجعلهم من أنصار وأعوان الإمام الحجّة بن الحسن عجّل اللَّه تعالى فرجه ؛ ويكونون في صفوف أؤلئك الّذين ينصرون دين اللَّه سبحانه وتعالى.


1) نقل المؤلّف تحت هذا العنوان اثنين وثلاثين جزءاً من الكلام عن الحرم الطّاهر وآداب زيارته ، ووضع في كلّ جزء ثمان كلمات - باسم الإمام الرضا عليه السلام - في بداية كلّ كلمة حرف من حروف ألف باء في الفارسيّة . وانصرفنا عن هذا الاُسلوب الجيّد في الترجمة لعدم وجود الحروف الفارسيّة في كلام العرب .

2) وهو اسم لكتاب قام المؤلّف بكتابته حول تفتح آفاق العقل والفكر ، وتطوّر العلم والمعرفة ، وحصول التنمية الإقتصاديّة و... في الحكومة المستقبليّة للعالم ، ويحتوي ذلك الكتاب على نقاط جديدة ومهمّة وحياتيّة .

3) سورة الشعراء ، الآية 88 و 89 .

 

 

 

 

    زيارة : 3424
    اليوم : 41363
    الامس : 58112
    مجموع الکل للزائرین : 130229113
    مجموع الکل للزائرین : 90294896