الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
خدّام الإمام الرّضا عليه السلام

خدّام الإمام الرّضا عليه السلام

  لقد طلب الإمام الرّؤوف عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام في آخر ساعات حياته الكريمة - وهو يتلوى من ألم السمّ - من جميع خدّامه الجلوس معه على سفرة الطعام .

  وكان عليه السلام في طيلة حياته المباركة يتعامل معهم بكلّ لطف ومحبّة والآن تراه عليه السلام يتخذّ نفس المنهج ، فيعامل خدّامه الّذين حصلوا على وسام الشّرف في الخدمة في حضرته المباركة ، فيفيض عليهم من كرمه ولطفه.

  ويتحمّل خدّامه ‏عليه السلام وظيفة حسّاسة وإضافيّة بالنسبة إلى الإلتزام والتحلّي بالأخلاق الرّفيعة الّتي كان عليها الإمام ‏عليه السلام ، وجعلها قدوة لهم في كلّ صغيرة وكبيرة.

  فإنّ معرفة هذه المحطّة من حياة الإمام الرّضا عليه السلام يعطيهم دافعاً قويّاً على العطاء والخدمة إلى كلّ من يتشرّف إلى ذلك المكان المقدّس ، والإستمرار عليها بأفضل وجه ممكن.

  وأحد الوظائف والمسؤوليّات الملاقاة على عاتقهم هو : عدم الوقوع في مطبات العصبيّة والحدية والعنف - الّتي لم تكن يوماً من سمة وأخلاق الإمام الرّضا عليه السلام قطعاً - والعمل على إرشاد الناس، واستقبالهم بأذرع مفتوحة، وأحضان دافئة، ووجوه بشوشة.

  وعليهم أن يغوروا في صفحات التاريخ ودراسة حياة الإمام الرّضا عليه السلام بكلّ تفاصيلها حتّى يتعرّفوا جيّداً على مقامه الشّامخ ومنزلته الرفيعة ، ويفهموا ويعوا في أيّ مكان شريف وضعوا أقدامهم.

  وعليهم أيضاً أن يدركوا أنّ كلّ شبر من هذا المكان المقدّس كان وعلى مدى المئات من السنين مكاناً لزيارة الإمام الحجّة بن الحسن أرواحنا لمقدمه الفداء ، وتواجده المبارك ، وكذلك عليهم أن يعلموا أنّ من بين الزوّار الّذين يأتون لزيارة الإمام الرّضا عليه السلام ، هو الإمام المهديّ عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف ، وبقيّة الأئمّة الأطهارعليهم السلام ، وأولياء اللَّه الصّالحين ، ومن هذا المنطق فعليهم التحلّي واستعمال الطريقة المثلى ؛ مخافة إهانة أحد أولياء اللَّه ، وذلك من خلال أتباع السلوك غير الحسن.

  بالإضافة إلى ذلك ، فإنّ من ألقاب الإمام الرّضا عليه السلام هو الإمام الرؤوف ، فهو عليه السلام ينظر إلى جميع زوّاره بنظرة عطف ومحبّة ورأفة ، ويصفح حتّى على أولئك المذنبين ، ويقبل توبة التّائبين ، إذن فإنّ الواجب يختم على الخدمة الكرام النظر إلى جميع من يتشرّف ويزور الإمام ‏عليه السلام باحترام ووقار.

  وعليهم كذلك رعاية جانب آخر وهو : تقديم النّصح والإرشاد حسب ما يتطلّبه الموقف والظرف ؛ باعتبار أنّ الزّوار القادمين إلى زيارة الإمام عليه السلام يحملون مختلف الجنسيّات، وهم قادمون من زوايا العالم، وكلّ واحد منهم لديه ثقافات وعادات وتقاليد خاصّة به يتبعها ، وأنّ التّعامل مع هؤلاء بحديّة وعصبيّة يترك أثراً سلبيّاً في نفوسهم .

  إنّ جميع الزوّار ينظرون إلى خدمة الإمام الرّضا عليه السلام نظرة احترام وتقدير ، فهم وبطبيعة الحال يتوقّعون سلوكاً متبادلاً من الإحترام والتوقير ؛ فعليهم أن يتعاملوا مع الزّائرين الأعزّاء بشكل لاتتكدّر خواطرهم ، وهم أو يحمّلونهم غصصاً ومرارات وذكريّات أليمة عن زيارتهم.

  ونستنتج من ذلك كلّه هو : إنّ الوظيفة الخطيرة الّتي اُنيطت إليهم تطلب منهم التحلّي بكلّ أنواع الصّبر والتّحمّل ، وضبط النّفس ، وإدراك حقيقة مفادها : أنّ جميع الزوّار هم ضيوف أعزّاء وكرام على الإمام الرّضا عليه السلام ، لذا عليهم التعامل معهم بالشّكل الّذي يرتضيه الإمام ‏عليه السلام ويحبّه.

  ولاننسى أن نذكر أنّ خدّام وزوّار الإمام الرّضا عليه السلام عليهم تهذيب وتطهير أفكارهم وسلوكهم جيّداً ليس في داخل الحرم المبارك فحسب ؛ وإنّما قبل الإتيان والتّشرّف بالزّيارة والخدمة ؛ فإن كانوا قد ارتكبوا خطأً فعليهم العمل على تصحيحه ، وذلك بواسطة القيام بالأعمال الصّالحة والحسنة.

  وهناك أمر آخر على الخدمة وضعه نصب العين وهو : أنّ الإمام ‏عليه السلام لايقبل أحداً يتحلّى بوسام وشرف الخدمة إلاّ أن يكون أهلاً لها ومخلصاً ومن أعوانه وأنصاره ، ونظراً لهذه الحقيقة ، فإنّ الإمام ‏عليه السلام يتوقّع منهم أن يقدّموا الكثير من التضحيّات والعطاءات ، وحينئذ ينظر إليهم صلوات اللَّه عليه وسلّم نظرة أكثر شموليّة ، وعلى الزّائرين مراعاة هذه النّقطة ، وتقديم آيات التّقدير والإمتنان والشّكر لهم.

 

 


 

    زيارة : 3306
    اليوم : 0
    الامس : 52689
    مجموع الکل للزائرین : 130251757
    مجموع الکل للزائرین : 90306222