الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
درس من هذه الرّواية

درس من هذه الرّواية

  إنّنا ومن خلال قراءتنا الرّواية يتبادر إلى أذهاننا سؤالاً واستغراباً مثيراً وهو : كيف استطاع ذلك الطفل الّذي أحكم فى قلبه الإرادة الصلبة ، والعزم الأكيد للدّفاع والذّوب عن الولاية من ترويض حصان جموح عجز الجميع عن ترويضه؟!

  وللإجابة نقول بكلّ تأكيد : إنّنا كذلك بإمكاننا كبح جماح النفس ، وذلك من خلال درك عظمة ولاية أهل البيت‏ عليهم السلام ، والإيمان بها ، وجعلها في أعماق وجودنا ؛ كما استطاع الطّفل ذلك .

  ولا شكّ فإنّ من أهمّ العلامات الدالّة على معرفة مقام الولاية المتعالي لأهل بيت الوحي والرّسالة عليهم السلام ، هو حصول نوع من التحوّل والتّغيير في داخل أعماق الإنسان الأمر الّذي يجعله يقوم بالكثير من الأفعال والأعمال الّتي يبقى الكثيرون عاجزين عن إنجازها أو القيام بها .

  وبالطّبع فإنّ المرحلة الأولى من معرفة مقام أهل البيت عليهم السلام تتجسّد في إيجاد تحوّل في مقوّمات أفكار وعقائد الإنسان ، وحصول إرهاصات التّغيّر فيها بصورة تتمكّن من منحه خصوصيّة تجعل أفكاره تختلف عن الآخر بشكل محسوس وملموس بالنسبة إلى الاُمور والقضايا الماديّة والمعنويّة .

  ونظراً لاستمراره وديمومته واتّخاذه منهج الأفكار الرّحمانيّة والعقائد الرّبّانيّة الّتي حصلت لديه ، فإنّه يسير في طريق التّكامل . والمحصّلة النهائيّة تكون إيجاد كامل التحوّل ليس على مستوى وجانب الفكر والعقيدة ؛ بل يتعدّاه ليشمل الإرادة والرّغبات ، ولذا تراه يقوم بأفعال خارقة للعادة لايستطيع أبناء جلدته القيام بها وتطبيقها بشكل عملي وواقع ملوس ، ولعلّ الشّرط الأوّل والأخير في حصول كلّ ذلك هو نيل رضا الخالق المعبود وخلفائه في أرضه وسمائه أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام .

  وعادةً ما يستغرق هذا التّحوّل مدّة طويلة في بعض الأشخاص ، وأحياناً يأخذ فترة وجيزة لدى البعض الآخر .

  إنّ الرّواية الّتي أوردناها هي بشارة إلى جميع أفراد المجتمع الشيعي ، ويستطيع حتّى أؤلئك الأطفال القيام بالكثير من القضايا الإعجازيّة حين التمكّن من درك مقام الولاية وحفرها بكلّ معانيها ومفاهيمها في أعماق وجودهم .

  ونستنبط من الرّواية المذكورة نتيجة نهائيّة هي : إنّ الإيمان واعتقاد الإنسان ويقينه في عظمة مقام ولاية أهل البيت عليهم السلام ، يجعله يصل إلى الأهداف الّتي يراهن عليها حيث ما يلبث يتفوّق على الآخرين حتّى وإن كان الشّخص في عمر الطّفولة - كما ورد في الرّواية - وحصوله على شهادة رفيعة من قبل الإمام عليه السلام ، ومنحه لقب المؤمن ، ومعنى ذلك قطعه المراحل الإيمانيّة الإنسانيّة الكاملة .

 


 

    زيارة : 3376
    اليوم : 41627
    الامس : 58112
    مجموع الکل للزائرین : 130229641
    مجموع الکل للزائرین : 90295160