الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
إجابة الدّعاء تحت قبّته ‏عليه السلام

إجابة الدّعاء تحت قبّته ‏عليه السلام

من خصائص مولانا أبي عبدالله الحسين‏ عليه السلام اجابة الدعاء تحت قبّته؛ فقد روي:

أنّ الله سبحانه وتعالى عوّض الحسين ‏عليه السلام من قتله - بأربع خصال جعل ‏الشّفاء في تربته وإجابة الدّعاء تحت قبّته والأئمّة من ذرّيّته وأن لا يعدّ أيّام‏ زائريه من أعمارهم.(1)

ويلزم لنا ان نعلم انّ الدّعاء من أعظم المسائل الدينية بحيث لولا دعائنا لا ينظر الله تعالى إلينا.

ومن أهمّ آداب الدّعاء للدّاعي ان يدعو الله بحيث يجيب الله تعالى دعائه فعلى ‏الدّاعي ان يعلم مقتضيّات اجابة الدّعاء وموانعها كي يترك الموانع ويسعى في‏ تحصيل المقتضيّات لإجابة الدعاء حتّى ينظر الله تعالى إليه ويجيب دعائه.

وأحسن ما يوجب لعموم الدّاعين تحصيل المقتضي ورفع المانع لان ينظر الله تعالى إليه ويجيب دعائه، دعائه تحت قبّة مولانا الإمام الحسين‏ عليه السلام. لانّ دعاء الدّاعي تحت قبّته الشريفة لا يردّ وان كان الدّاعي مذنباً أو لم يكن في اجابة دعائه‏ مصلحة أو كان في دعائه موانع أخرى. وكذلك يجيب الله دعائه‏ عليه السلام وان لم يكن ‏المقتضى موجوداً في دعائه.

هذا معنى قوله‏ عليه السلام:

وجعل الإجابة تحت قبّته.

اي يجيب الله تعالى دعاء الدّاعي تحت قبّته مطلقاً وإن لم يكن المقتضي ‏لإجابة دعائه موجوداً أو لم يكن المانع لإجابته مفقوداً.

وقد يسئل بعض الزّائرين: انّا دعونا الله تعالى في حرمه الشريف تحت قبّته‏ السامية ولكنّ الله تعالى لم يجب دعائنا ولم يقض حاجاتنا فما هو السرّ في عدم ‏اجابة دعائنا؟

نقول في جواب السؤال:

نذكر مثالاً لتوضيح المطلب: قد يسئل السائل عنّا شيئاً فنعطيه ما سأله أو أكثر ممّا سئله وقد نعطيه أقلّ ممّا سئله وقد لا نعطيه شيئاً أصلاً.

وهكذا الدّاعي قد يسئل الله تعالى حاجة فيعطيها الله تعالى نفس الحاجة أو أحسن منها، وقد  يعطيها أقلّ ممّا سئله، وقد لايجيب دعائه أصلاً لأمور مختلفة أمّا لأكل الدّاعي مال الحرام أو لذنوبه أو لعدم صلاحية دعائه لنفسه أو لعدم‏ صلاحية دعائه لكون دعائه مضرّاً لغيره أو يكون دعائه مخالفاً لنظام الجامعة وأمثال ذلك ممّا يقتضي عدم إجابة دعائه. أمّا من كان في الحائر الشريف ودعا تحت قبّته الشريفة فلا يمكن ان يردّ دعائه على حسب هذه الرواية الّتي فيها: جعل ‏إجابة الدّعاء تحت قبّته.

وفي توضيح ذلك نقول: كلّ من دعا الله تعالى تحت قبّته يجاب دعوته بأكثر منها أو مثلها أو أقلّ منها مع السرعة أو مع تأخير الزمان في الإجابة ولا يمكن عدم ‏اجابة دعاء الدّاعي تحت قبّته الشريفة وان كان دعائه غير صالح للإجابة لانّ الله ‏تعالى بحرمة مولانا أبي عبدالله الحسين‏ عليه السلام وقبّته السامية وإن لم يجب نفس ما دعا له الدّاعي ولكن لا يردّه أصلاً ويعطيه شيئاً آخر يكون بصلاح الدّاعي والله ‏العالم بحقايق الأمور.

واعلم أيّها القارئ الكريم انّ رأفة مولانا أبي عبدالله الحسين ‏عليه السلام تشمل لكلّ ‏من كان زائره ‏عليه السلام لأنّ رأفته‏ عليه السلام عامّه قد تصل حتّى إلى الأعداء.

 


(1) عدّة الدّاعي ونجاح الساعي: 69.

 

 

    زيارة : 3517
    اليوم : 27806
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129060754
    مجموع الکل للزائرین : 89620385