امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب الثامن : قطرة من بحار مناقب الإمام الهمام جعفر الصادق عليه السلام

 

الباب الثامن

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الهمام مظهر الحقائق

أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق

صلوات اللَّه عليه

 

 1/371- في المناقب: توهّم رجل من الحاجّ أ نّ هميانه سرق، فرأى الصادق عليه السلام يصلّي فلم يعرفه فتعلّق به وقال: أنت أخذت همياني، وكان فيه ألف دينار فحمله إلى منزله ووزن له ألف دينار، وعاد إلى منزله فوجد هميانه فردّ المال إلى الصادق عليه السلام معتذراً فلم يقبل، وقال: شي‏ء خرج من يدي لايعود إليّ.(1)

-----------------------------------------

 2/372- في الكافي: دخل الصادق عليه السلام الحمّام، فقال صاحب الحمّام: أخليه لك؟ فقال عليه السلام: لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخفّ من ذلك.(2)

-----------------------------------------

 3/373- روي: أ نّه عليه السلام يتصدّق بالسكّر لأ نّه أحبّ الأشياء عنده.(3)

-----------------------------------------

 4/374- روي: أ نّه عليه السلام كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فسئل عن ذلك؟ فقال: ما زلت اُكرّر آيات القرآن حتّى بلغت إلى حال كأ نّني سمعتها مشافهة ممّن أنزلها.(4)

-----------------------------------------

 5/375 روى الكشّي عن رجل قال: سألت أبا عبداللَّه الصادق عليه السلام عن ستّة عشر ألف حديث فأجاب.(5)

-----------------------------------------

 6/376- في ثواب الأعمال: عن أبي بصير قال: دخلت على اُمّ حميدة اُعزّيها بأبي عبداللَّه عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها، ثمّ قالت: يا أبامحمّد لو رأيت أباعبداللَّه عليه السلام عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثمّ قال: اجمعوا لي كلّ من بيني وبينه قرابة قالت: فلم نترك أحداً إلّا جمعناه.

 قالت: فنظر إليهم ثمّ قال: إنّ شفاعتنا لاتنال مستخفّاً بالصلاة.(6)

-----------------------------------------

 7/377- في التوحيد للصدوق قدس سره: بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام بعد السؤال عن تفسير اللَّه في ضمن تفسير البسملة قال: الألف آلاء اللَّه على خلقه من النعيم بولايتنا، واللام: إلزام اللَّه خلقه ولايتنا، قلت: فالهاء قال: هوان لمن خالف محمّداً وآل محمّد صلوات اللَّه عليهم.(7)

-----------------------------------------

 8/378 روي عن صفوان بن مهران الجمّال أ نّه قال: دخلت على الصادق عليه السلام فقلت له: جعلت فداك سمعتك تقول: شيعتنا في الجنّة، وفي الشيعة أقوام يذنبون ويرتكبون الفواحش ويشربون الخمور ويتمتّعون في دنياهم!

 فقال: نعم هم أهل الجنّة، إنّ الرجل من شيعتنا لايخرج من الدنيا حتّى يبتلي بسقم أو مرض أو بدين أو بجار يؤذيه أو بزوجة سوء، فان عوفي من ذلك شدّد اللَّه عليه النزع حتّى يخرج من الدنيا ولا ذنب عليه، قلت: فداك أبي واُمّي فمن يردّ المظالم؟(8).

 فقال: إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل حساب خلقه يوم القيامة إلى محمّد وعليّ عليهما السلام فكلّ ما كان من شيعتنا حسبناه من الخمس في أموالهم(9) وكلّما كان بينهم وبين خالقهم استوهبناه لهم، حتّى لايدخل أحد من شيعتنا النار.(10)

 أقول: ذكر صاحب كتاب الوافية الّذي هو من تصانيف الشيخ الأجل إبراهيم ابن سليمان القطيفي قدس سره ثمانية عشر حديثاً بهذا المضمون، ولقد أجاد الشاعر الفارسي:

 دارم از لطف ازل منظر فردوس طمع

گر چه دربانىِ ميخانه فراوان كردم

 سايه‏اى بر دل ريشم فكن اى گنج مراد

كه من اين خانه بسوداى تو ويران كردم

-----------------------------------------

 9/379- في كتاب منهج التحقيق: عن ابن أبي عمير، عن المفضّل قال: قال الصادق عليه السلام: لو اُذن لنا أن نعلّم الناس حالنا عنداللَّه ومنزلتنا عنده لما احتملوا.(11) فقال له: في العلم؟ قال عليه السلام: العلم أيسر من ذلك، إنّ الإمام وكر(12) لإرادة اللَّه عزّوجلّ لايشاء إلّا ما شاء اللَّه.(13)

-----------------------------------------

 10/380- في الإختصاص: عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ الدنيا لتمثّل للإمام في مثل فلقة الجوز، فلايعزب عنه منها شي‏ء(14)، وإنّه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته مايشاء ] فلا يعزب عنه منها شي‏ء(15).[(16)

-----------------------------------------

 11/381- روى ابن قولويه قدس سره: عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث طويل ومنه قلت: جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ قال: يابن بكر، فكيف يكون حجّة على ما بين قطريها وهو لايراهم ولايحكم فيهم؟ وكيف يكون حجّة على قوم غيّب لايقدر عليهم ولايقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدّيا عن اللَّه وشاهداً على الخلق وهو لايراهم؟ وكيف يكون حجّة عليهم وهو محجوب عنهم وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربّه فيهم؟ واللَّه يقول: «وَما أرْسَلْناكَ إلّا كافَّة لِلنّاس »(17) يعني به من على الأرض، والحجّة من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقوم مقام النبيّ، وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الاُمّة، والآخذ بحقوق الناس.(18)

-----------------------------------------

 12/382- في الإختصاص: عن ابن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام إنّ اللَّه تبارك وتعالى توحّد بملكه فعرّف عباده نفسه، ثمّ فوّض إليهم أمره وأباح لهم جنّته، فمن أراد اللَّه أن يطهّر قلبه من الجنّ والإنس عرّفه ولايتنا ومن أراد أن يطمس على قلبه اُمسك عنه معرفتنا.

 ثمّ قال: يا مفضّل واللَّه ما استوجب آدم أن يخلقه اللَّه بيده وينفخ فيه من روحه إلّا بولاية عليّ عليه السلام، وما كلّم اللَّه موسى تكليماً إلّا بولاية عليّ عليه السلام ولا أقام اللَّه عيسى بن مريم آية للعالمين إلّا بالخضوع لعليّ عليه السلام، ثمّ قال: أجمل الأمر، ما استأهل خلق من اللَّه النظر إليه إلّا بالعبوديّة لنا.(19)

-----------------------------------------

 13/383- العيّاشي: قال: قيل للصادق عليه السلام: جعلت فداك إنّا نسمّي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟ فقال: اي واللَّه، وهل الدين الّا الحبّ، قال اللَّه تعالى: «إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبعُوني يُحْبِبْكُم اللَّه وَيَغْفر لَكم ذُنوبَكم»(20).(21)

-----------------------------------------

 14/384- في الأمالي والكافي: عن الصادق عليه السلام قال: ولايتنا ولاية اللَّه الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلّا بها.(22)

-----------------------------------------

 15/385- في المشارق: قال الصادق عليه السلام لملأ من الشيعة بعد أن سلّم عليهم: إنّي واللَّه اُحبّ ريحكم وأرواحكم، فأعينونا بورع واجتهاد.

 واعلموا أ نّ ولايتنا لاتنال إلّا بالورع، فأنتم شيعة اللَّه، وأنتم أنصار اللَّه، وأنتم السابقون الأوّلون والسابقون الآخرون، في الدنيا إلى ولايتنا وفي الآخرة إلى الجنّة، قد ضمنّا لكم الجنّة بضمان اللَّه وضمان رسوله، فتنافسوا في فضائل الدرجات، وأنتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات، كلّ مؤمنة حوراء عيناء، وكلّ مؤمن صدّيق.(23)

-----------------------------------------

 16/386- روى محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات قال: إنّ رجلاً من علماء اليمن حضر مجلس أبي عبداللَّه عليه السلام فقال له: يا أخا أهل اليمن عندكم علماء؟ قال: نعم، قال: فما بلغ من علم عالمكم؟ قال: يسير في ليلة مسيرة شهرين يزجر(24) الطير، ويقفو الأثر.

 فقال له أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ عالم المدينة أعلم من عالمكم! فقال اليمني: فما بلغ من علم عالم المدينة؟ قال: يسير في ساعة من النّهار مسيرة الشمس سنة، حتّى يقطع اثني عشر ألف عالماً(25) مثل عالمكم هذا(26)، ما يعلمون أ نّ اللَّه خلق آدم ولا إبليس، قال: فيعرفونكم؟ قال عليه السلام: نعم، ما افترض عليهم إلّا ولايتنا والبراءة من عدوّنا(28).(27)

-----------------------------------------

 17/387- في البحار: عن فضائل الشيعة عن الصادق عليه السلام أ نّه قال لشيعته: دياركم لكم جنّة، وقبوركم لكم جنّة، للجنّة خلقتم، وإلى الجنّة تصيرون.(29)

-----------------------------------------

 18/388- عن الصادق عليه السلام أ نّه قال: إنّ الرجل ليحبّكم وما يدري ما تقولون(30) فيدخله اللَّه الجنّة، وإنّ الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون، فيدخله اللَّه النار.(31)

-----------------------------------------

 19/389- روى الصدوق قدس سره: عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبداللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يبعث اللَّه شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب وعيوب، منضرة(32) وجوههم مستورة عوراتهم، آمنة روعاتهم، قد سهلت لهم الموارد، وذهبت عنهم الشدائد يركبون نوقاً من ياقوت، فلا يزالون يدورون خلال الجنّة، عليهم شرك(33) من نور يتلألأ، توضع لهم الموائد ولايزالون يطعمون والناس في الحساب.(34)

-----------------------------------------

 20/390- في فضائل الآيات والبرهان: عن يونس بن زهير، عن أبان قال: سألت أباعبداللَّه عليه السلام عن قوله تعالى: «فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَة»(35)، فقال: يا أبان، هل بلغك من أحد فيها شي‏ء؟ قلت: لا، فقال: نحن العقبة ] الّتي تفكّ رقاب الملوك(36)] فلايصعد إلينا إلّا من كان منّا.

 ثمّ قال: يا أبان، ألا أزيدك فيها حرفا خيرٌ لك من الدنيا وما فيها؟ قلت: بلى قال: «فَكُّ رَقَبَة»(37)، الناس مماليك النار كلّهم غيرك وغير أصحابك ففكّكم اللَّه منها، قلت: بماذا فكنّا منها؟ قال: بولايتكم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام  ]وبنا فكّ اللَّه رقابكم من النار(39).[(38)

-----------------------------------------

 21/391- بصائر الدرجات: عن الصادق عليه السلام قال: إنّ الكرّوبيّين قوم من شيعتنا من الخلق الأوّل جعلهم اللَّه خلف العرش، لو قسّم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثمّ قال: إنّ موسى عليه السلام لمّا سأل ربّه ما سأل، أمر واحداً من الكرّوبيّين فتجلّى للجبل وجعله دكّاً.(40)

-----------------------------------------

 22/392- حدّث الخطيب الحاجّ الشيخ مهدي الخراساني الواعظ الشهير ليلة الجمعة سابع جمادي الاولى سنة تسع وستّين وثلاثمائة بعد الألف في مسجد الأنصاري قدس سره في النجف الاشرف على المنبر، عن آية اللَّه الحاجّ شيخ جعفر التستري يروي وهو على منبره في كربلا المشرّفة:

 إنّ مولانا الإمام الصادق عليه السلام عند شخوصه(41) إلى المنصور ببغداد كان مستطرقاً على ضفة(42) دجلة فاستقبله شيخ من شيعته وقال له: عرّفني نفسك، قال له الامام عليه السلام: أتريد أن تعرفني؟ قال: نعم، فأمر عليه السلام من معه من أصحابه أن يلقوه في دجلة ففعلوا، فطفق الرجل يصرخ ويعجب ممّا لقيه تجاه ما طلب، وهو يطفو(43) ويرسب(44) في الماء حتّى أخرج نفسه بالسباحة، وهو يظهر العجب.

 فأمر الإمام عليه السلام: أن يلقى في دجلة مرّة ثانية ففعل به ذلك، والغيظ محتدم فيه وكلمات التعجّب منه يعقب بعضها بعضاً، حتّى خرج من هذه المرّة أيضاً وهو يعاتب الإمام ويستغرب منه هذا الفعل، والإمام عليه السلام أمر به مرّة ثالثة فاُلقي في الماء وقد ضعف عن السباحة، فالتطمت به الأمواج حتّى توسّط النهر.

 فلمّا رأى الإمام عليه السلام عجزه عن السباحة والخروج، مدّ يده الكريمة وهو على الجرف(45) وأخرج الرجل وهو متوسّط دجلة، فأوقع نفسه على الإمام عليه السلام وأظهر أ نّه عرفه.

 ثمّ سُئل الرجل عن كيفيّة ذلك؟ فقال: إنّه لمّا عجز عن السباحة، وأيقن بالهلاك انقطع إلى اللَّه فنادى يا اللَّه وهو طاف في وشك الرسوب، هناك انكشف له الغطاء فرأى جعفر بن محمّد عليه السلام مالئاً ما بين المشرق والمغرب فلم ير بينهما غيره وهو ينقذه.

-----------------------------------------

 23/393- في نوادر عليّ بن أسباط: عن عبيد بن زرارة و أبوعمر، والكشّي في كتابه - في ترجمة الفضل بن عبدالملك وهو البقباق - عن محمّد بن مسعود قال: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد قال: حدّثني أبو داود المسترقّ عن عبداللَّه بن راشد، عن عبيد بن زرارة - بأدنى مغايرة في بعض الحروف واللفظ مع النوادر - قال: دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام وعنده البقباق - يعني أباالعبّاس - فقلت له: رجل أحبّ بني اُميّة أهو معهم؟ فقال لي: نعم.

 قال: قلت: رجل أحبّكم أهو معكم؟ قال: فقال لي: نعم، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: فالتفت إلى البقباق فوجد منه غفلة، فقال برأسه: نعم.(46)

-----------------------------------------

 24/394- في معالم الزلفى للبحراني قدس سره قال: روي عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: «إنَّ إلَيْنا إيابَهُم × ثُمَّ إنَّ عَلَيْنا حِسابَهُم »(47) قال: إذا حشر اللَّه الناس في صعيد واحد أجّل اللَّه أشياعنا أن يناقشهم في الحساب فنقول: الهنا هولاء شيعتنا. فيقول اللَّه عزّوجلّ: قد جعلت أمرهم إليكم، وقد شفّعتكم فيهم، وغفرت لمسيئهم أدخلوهم الجنّة بغير حساب.(48)

-----------------------------------------

 25/395- أبوجعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا سفيان، عن وكيع، عن الأعمش، عن قيس بن خالد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد رفع منارة مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيده اليسرى وحيطان القبر بيده اليمنى، ثمّ بلغ بهما عَنان السماء. ثمّ قال: أنا جعفر أنا نهر الأغور(49) أنا صاحب الآيات الأقمر، أنا ابن شبير وشبّر.(50)

-----------------------------------------

 26/396- عنه أيضاً قال: حدّثنا عبداللَّه(51) قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك الشمس بيدك؟ فقال: لو شئت لحجبتها عنك فقلت: افعل، فرأيته قد جرّها كما يجرّ الدابّة بعنانها فاسودّت وانكسفت، وذلك بعين أهل المدينة كلّهم حتّى ردّها.(52)

-----------------------------------------

 27/397- عنه أيضاً قال: حدّثنا أبو محمّد، عن وكيع(53)، عن الأعمش، عن قبيصة بن وائل قال: كنت مع الصادق عليه السلام فارتفع(54) حتّى غاب، ثمّ رجع ومعه عذق(55) من رطب فقال: كانت رجلي اليمنى على كتف جبرئيل، واليسرى على كتف ميكائيل حتّى لحقت بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ وأبي عليهم السلام فحيّوني(56) بهذا لي ولشيعتي.(57)

-----------------------------------------

 28/398- عنه أيضاً قال: أخبرني أبوالحسن محمّد بن هارون بن موسى قال: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محمّد النهاوندي قال: حدّثنا أبوعبداللَّه بالأسانيد المفصّلة عن داود الرقّي قال: جاء رجل إلى أبي عبداللَّه عليه السلام فقال له: ما بلغ علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم، فقال الرجل: هذا بحر(58) هل تحته شي‏ء؟

 قال أبو عبداللَّه عليه السلام: نعم، رأى العين أحبُّ إليك أم سمع الاُذن؟ فقال: بل رأي العين، لأنّ الاُذن قد تسمع ما لاتدري ولاتعرف، وما يرى بالعين يشهد به القلب.

 فأخذ بيد الرجل ثمّ انطلق حتّى أتى شاطئ البحر فقال: أيّها العبد المطيع لربّه أظهر ما فيك، فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، و ظهر ماء أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك وألذّ من الزنجبيل، فقال له: يا أبا عبداللَّه جعلت فداك لمن هذا؟

 قال: للقائم عليه السلام وأصحابه، قال: متى؟ قال: إذا قام القائم وأصحابه نفذ(59) الماء الّذي على وجه الأرض حتّى لايوجد ماء فيضجّ المؤمنون إلى اللَّه بالدعاء، فيبعث اللَّه لهم هذا الماء فيشربونه، وهو محرّم على من خالفهم. قال: ثمّ رفع رأسه فرأى في الهواء خيلاً مسرَّجة ملجمة ولها أجنحة فقال: يا أباعبداللَّه ما هذه الخيل؟.

 فقال: هذه خيل القائم عليه السلام وأصحابه، قال الرجل: فاركب شيئاً منها؟ قال: إن كنت من أنصاره، قال: فأشرب من هذا الماء؟ قال: إن كنت من شيعته.(60)

-----------------------------------------

 29/399- في الكافي: عن أبي عبداللَّه عليه السلام يقول لشيعته: منكم واللَّه يقبل، ولكم واللَّه يغفر، إنّه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرّة العين إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - وأومأ بيده إلى حلقه - ثمّ قال: إنّه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام.

 فيدنو منه عليّ عليه السلام فيقول: يا رسول اللَّه، إنّ هذا كان يحبّنا أهل البيت فأحبّه ويقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل إنّ هذا كان يحبّ اللَّه ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه، ويقول جبرئيل لملك الموت: إنّ هذا كان يحبّ اللَّه ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه وارفق به.

 فيدنو منه ملك الموت - إلى أن قال - : ثمّ يسلّ نفسه سلاًّ(61) رفيقاً ثمّ ينزل بكفنه من الجنّة وحنوطه من الجنّة بمسك أذفر، فيكفّن بذلك الكفن ويحنّط بذلك الحنوط، ثمّ يكسى حلّة صفراء من حلل الجنّة، فإذا وضع في قبره فتح اللَّه له باباً من أبواب الجنّة يدخل عليه من روحها(62) وريحانها.

 ثمّ يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره، ثمّ يقال له: نم نومة العروس على فراشها، وأبشر بروح وريحان وجنّة نعيم وربّ غير غضبان، ثمّ يزور آل محمّد عليهم السلام في جبال رضوى(63) فيأكل معهم من طعامهم ويشرب معهم من شرابهم ويتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم اللَّه فأقبلوا معه يلبّون زمراً زمراً، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحلّ المحلّون(64) وقليل ما يكونون، وهلكت المحاضير(65) ونجى المقرّبون.(66)

 من أجل ذلك قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام: أنت أخي، وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام.(67)

-----------------------------------------

 30/400- عليّ بن إبراهيم: بإسناده عن أبى عبداللَّه عليه السلام أ نّه سئل عن الملائكة أكثر أم بنو آدم؟ فقال: والّذي نفسي بيده لعدد الملائكة في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلّا وفيه ملك يسبّحه ويقدّسه ولا في الأرض شجرة ولا مدرة إلّا وفيها ملك موكّل بها، يأتي اللَّه كلّ يوم بعملها واللَّه أعلم بها.

 وما منهم أحد إلّا ويتقرّب كلّ يوم إلى اللَّه بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبّينا ويلعن أعداءنا ويسأل اللَّه أن يرسل عليهم العذاب إرسالاً.(68)

-----------------------------------------

 31/401- في البحار: روي عن الصادق عليه السلام أ نّه قال له يونس: لولائي لكم وما عرّفني اللَّه تعالى من حقّكم أحبّ إليّ من الدنيا بحذافيرها، قال يونس: فتبيّنت الغضب فيه.

 ثمّ قال: يا يونس قستنا بغير قياس، ما الدنيا وما فيها، هل هي إلّا سدّ فورة، أو ستر عورة؟(69) وأنت لك بمحبّتنا الحياة الدائمة.(70)

 أقول: قد ورد في الحديث النبويّ: ما الدنيا في الآخرة إلّا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليمّ، فلينظر بم يرجع.(71)

-----------------------------------------

 32/402- في الكافي: بإسناده عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّي سمعتك وأنت تقول: كلّ شيعتنا في الجنّة على ما كان فيهم؟ قال: صدّقتك، كلّهم واللَّه في الجنّة، قال: قلت: جعلت فداك إنّ الذنوب كثيرة كبائر.

 فقال عليه السلام: أمّا في القيامة فكلّكم في الجنّة بشفاعة النبيّ المطاع أو وصيّ النبيّ ولكنّي واللَّه أتخوّف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ؟ قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.(72)

-----------------------------------------

 33/403- في الكافي ومحمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن عبداللَّه بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّي اُخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لايتولّونكم ويتولّون فلاناً وفلاناً، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولّونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق! قال: فاستوى أبوعبداللَّه عليه السلام جالساً وأقبل عليّ كالغضبان.

 ثمّ قال: لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من اللَّه، ولا عتب(73) على من دان بولاية إمام عدل من اللَّه. قال: قلت لا دين لاُولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم، لا دين لاُولئك ولا عتب على هؤلاء.

 ثمّ قال: أما تسمع لقول اللَّه عزّوجلّ: »اَللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِن الظُلُماتِ إلَى النُور «(74) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من اللَّه، قال اللَّه: «وَالَّذينَ كَفَرُوا أوْلِياؤُهُم الطاغُوت يُخْرِجُونَهُم مِن النُور إلَى الظُلُمات»(75).

 قال: قلت: أليس اللَّه عنى بها الكفّار حين قال: «والّذين كفروا» قال: فقال: وأيّ نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات؟ إنّما عنى اللَّه بهذا أ نّهم كانوا على نور الإسلام(76) فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من اللَّه خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفّار، فقال: «اُولئِكَ أصْحابُ النارِ هُمْ فيها خالِدُون »(77).(78)

-----------------------------------------

 34/404- في كتاب البشارات: بأسانيده المفصّلة عن حذيفة بن منصور قال: كنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام إذ دخل عليه رجل فقال: جعلت فداك إنّ لي أخاً لايؤتى من محبّتكم(79) وإجلالكم وتعظيمكم غير أ نّه يشرب الخمر.

 فقال الصادق عليه السلام: أما إنّه لعظيم أن يكون محبّنا بهذه الحالة، ولكن ألا اُنبّئكم بشرّ من هذا؟ الناصب لنا شرّ منه، وإنّ أدنى المؤمنين وليس فيهم دنيّ ليشفع في مائتي إنسان، ولو أ نّ أهل السماوات السبع والأرضين السبع، والبحار السبع شفعوا(80) في ناصبيّ ما شفعوا فيه، ألا إنّ هذا لايخرج من الدنيا حتّى يتوب أو يبتليه اللَّه ببلاء في جسده فيكون تحبيطاً لخطاياه حتّى يلقى اللَّه عزّوجلّ ولا ذنب له، إنّ شيعتنا على السبيل الأقوم، ] إن شيعتنا لفي خير[.(81)

 ثمّ قال عليه السلام: إنّ أبي كان كثيراً ما يقول: أحبب حبيب آل محمّد وإن كان مرهقاً(82) ذيّالاً(83)، وأبغض بغيض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً.(84)

-----------------------------------------

 35/405- عليّ بن إبراهيم القمي: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن عمر بن يزيد قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: أنتم واللَّه من آل محمّد، قلت: من أنفسهم جعلت فداك؟ قال: نعم، واللَّه من أنفسهم - قالها ثلاثاً - .

 ثمّ نظر إليّ ونظرت إليه فقال: يا عمر، إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول في كتابه: «إنَّ أوْلَى الناسِ بِإبْراهيم لَلَّذينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَبِيّ وَالَّذينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤْمِنينَ »(86).(85)

-----------------------------------------

 36/406- روي عن الصادق عليه السلام: إنّ حبّنا أهل البيت ليحطّ الذنوب عن العباد كما تحطّ الريح الشديدة الورق عن الشجر.(87)

-----------------------------------------

 37/407- أبوجعفر الطبرى: بإسناده عن أبي قناقب(88) الصدوحى قال: رأيت أبا عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام وقد سئل عن مسألة، فغضب حتّى امتلأ منه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبلغ اُفق السماء، وهاجت لغضبه ريح سوداء حتّى كادت تقلع المدينة، فلمّا هدأ هدأت لهدوئه.

 فقال عليه السلام: لو شئت لقلبتها على من عليها، ولكن رحمة اللَّه وسعت كلّ شي‏ء.(89)

-----------------------------------------

 38/408- في المناقب: عن الحسين بن محمّد قال: سخط عليّ بن هبيرة على رفيد فعاذ بالصادق عليه السلام فقال له: إنصرف إليه واقرأه منّى السلام، وقل له: إنّي أجرت عليك مولاك رفيداً فلا تهجه بسوء، فقال: جعلت فداك شاميّ خبيث الرأى فقال: اذهب إليه كما أقول لك.

 قال: فاستقبلني أعرابيّ ببعض البوادي، فقال: أين تذهب؟ إنّي أرى وجه مقتول ثمّ قال لي: أخرج يدك ففعلت، فقال: يد مقتول ثمّ قال لي: أخرج لسانك ففعلت، فقال: امض فلا بأس عليك، فإنّ في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك، قال: فجئت فلمّا دخلت عليه أمر بقتلي، فقلت: أيّها الأمير لم تظفر بي عنوة وإنّما جئتك من ذات نفسي، وهيهنا أمر أذكره لك ثمّ أنت وشأنك فأمر من حضر فخرجوا.

 فقلت له: مولاك جعفر بن محمّد عليهما السلام يقرؤك السلام ويقول لك: قد أجرت عليك مولاك رفيداً فلاتهجه بسوء، فقال: باللَّه لقد قال لك جعفر عليه السلام هذه المقالة واقرأني السلام؟ فحلفت فردّها عليّ ثلاثاً ثمّ حلّ أكتافي وقال: لايقنعني منك حتّى تفعل بي ما فعلت بك.(90)

-----------------------------------------

 39/409- في الخرايج: روي أ نّ داود الرقّي قال: كنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام فقال لي: ما لي أرى لونك متغيّراً؟ قلت: غيّره دَين فاضح(91) عظيم وقد هممت بركوب البحر إلى السند(92) لإتيان أخي فلان.

 قال عليه السلام: إذا شئت فافعل، قلت: يروّعنى عنه أهوال(93) البحر وزلازله، قال: إنّ الّذي يحفظ في البرّ فهو حافظ لك في البحر، يا داود، لولا اسمي وروحي لما اطّردت الأنهار ولا أينعت الثمار ولا اخضرّت الأشجار.

 قال داود: فركبت البحر حتّى إذا كنت بحيث ما شاء اللَّه من ساحل البحر بعد مسيرة مائة و عشرين يوماً، خرجت قبل الزوال يوم الجمعة، فإذا السماء متغيّمة وإذا نور ساطع من قرن السماء إلى جدد الأرض(94) وإذا صوت خفيّ: يا داود هذا أوان قضاء دينك، فارفع رأسك قد سلمت.

 قال: فرفعت رأسي ونوديت: «عليك بما وراء الأكمة(95) الحمراء» فأتيتها فإذا صفائح من ذهب أحمر، ممسوح أحد جانبيه، وفي الجانب الآخر مكتوب: «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْر حِساب» (96) قال: فقبضتها، ولها قيمة لاتحصى.

 فقلت: لا اُحدّث فيها حتّى آتي المدينة، فقدمتها، فدخلت عليه فقال لي: يا داود، إنّما عطاؤنا لك النور الّذي سطع لك، لا ما ذهبت إليه من الذهب والفضّة ولكن هو لك هنيئاً مريئاً عطاء من ربّ كريم، فاحمد اللَّه.

 قال داود: فسألت معتّباً خادمه، فقال: كان في ذلك الوقت الّذي تصفه يحدّث أصحابه، منهم: خيثمة، وحمران، وعبدالأعلى مقبلاً عليهم بوجهه، يحدّثهم بمثل ما ذكرت، فلمّا حضرت الصلاة قام فصلّى بهم.

 قال داود: فسألت هؤلاء جميعاً، فحكوا لي الحكاية.(97)

-----------------------------------------

 40/410- في الخرايج: بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل، نذكر منه ما يتعلّق بالباب، قال راوي الحديث محمّد بن الوليد الكرماني:

 ثمّ قلت: ما لمواليكم في موالاتكم فقال: إنّ أباعبداللَّه عليه السلام كان عنده غلام يمسك بغلته إذا هو دخل المسجد فبينما هو جالس ومعه بغلة إذ أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلنى مكانك وأكون له مملوكاً وأجعل لك مالي كلّه؟ فإنّي كثير المال من جميع الصنوف، إذهب فاقبضه، وأنا اُقيم معه مكانك. فقال: أسأله ذلك.

 فدخل على أبي عبداللَّه عليه السلام فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي وطول صحبتي فإن ساق اللَّه إليّ خيراً تمنعنيه؟ قال: اُعطيك من عندي وأمنعك من غيري، فحكى له قول الرجل فقال: إن زهدت في خدمتنا ورغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك.

 فلمّا ولّى عنه دعاه، فقال له: أنصحك لطول الصحبة ولك الخيار، فإذا كان يوم القيامة كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم متعلّقاً بنور اللَّه، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام متعلّقاً برسول اللَّه وكان الأئمّة متعلّقين بأميرالمؤمنين عليه السلام، وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا.

 فقال الغلام: بل اُقيم في خدمتك واُؤثر الآخرة على الدنيا، وخرج الغلام إلى الرجل. فقال له الرجل: خرجت إليّ بغير الوجه الّذي دخلت به، فحكى له قوله وأدخله على أبي عبداللَّه عليه السلام فقبل ولاءه وأمر للغلام بألف دينار، ثمّ قام إليه فودّعه وسأله أن يدعو له ففعل.

 فقال الرجل: يا سيّدي لولا عيالي بمكّة وولدي سرّني أن اُطيل المقام بهذا الباب، فأذن لي وقال لي: توافق غمّاً، ثم وضع بين يديه حُقّاً(98) كان له فأمرني أن أحملها فتأبّيت(99) وظننت أ نّ ذلك موجدة(100) فضحك إليّ وقال: خذها إليك فإنّك توافق حاجة، فجئت وقد ذهبت نفقتنا شطر منها، فاحتجت إليه ساعة قدمت مكّة.(101)

 يقول المؤلّف اللائذ بحرم أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه بلسان الذلّ والفقر: سيّدي ومولاي ما رأيت من الجميل إلّا الجمال والكمال، ولقد أجملت وأكملت لنا نعمة المجاورة ورضيت لنا الولاء، بعد الحمد والشكر للَّه جلّ وعلا نسألك أن تديمها وتزيدها، وهيهات من أن تضيّع من ربّيته، أو تبعّد من أدنيته، أو تشرّد من آويته.

 بقبرك لذنا والقبور كثيرة

ولكن من يحمي الجوار قليل

-----------------------------------------

 41/411- في الكافي: بأسانيده المفصّلة عن حفص بن عايشة قال: بعث أبوعبداللَّه عليه السلام غلاماً له في حاجة، فأبطأ فخرج أبوعبداللَّه عليه السلام على أثره لمّا أبطأ فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروّحه حتّى انتبه، فلمّا انتبه قال له أبوعبداللَّه عليه السلام: يافلان، واللَّه ما ذلك لك تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولنا منك النهار.(102)

-----------------------------------------

 42/412- في كتاب فضائل شاذان بن جبرئيل: روي أ نّ الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان جالساً في الحرم في مقام إبراهيم عليه السلام فجاءه رجل شيخ كبير قد مضى(103) عمره في المعصية، فنظر إلى الصادق عليه السلام فقال: نعم الشفيع إلى اللَّه للمذنبين، ثمّ أخذ بأستار الكعبة وأنشأ يقول:

 بحقّ جلال وجهك(104) يا وليّي

بحقّ الهاشميّ الأبطحيّ

 بحقّ الذكر إذ يوحى إليه

بحقّ وصيّه البطل الكميّ

 بحقّ الطاهرين ابنَي عليّ

واُمّهما ابنة البرّ الزكيّ

 بحقّ أئمّة سلفوا جميعاً

على منهاج جدّهم النبيّ

 بحقّ القائم المهديّ إلّا

غفرت خطيئة العبد المُسي‏ء

 قال: فسمع هاتفاً يقول: يا شيخ كان ذنبك عظيماً، ولكن غفرنا لك جميع ذنوبك لحرمة شفعائك، فلو سألتنا ذنوب أهل الأرض لغفرنا لهم غير عاقر الناقة وقتلة الأنبياء والأئمّة الطاهرين عليهم السلام.(105)

-----------------------------------------

 43/413- في تأويل الآيات: عن الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس سره بإسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: أنتم الصلاة في كتاب اللَّه عزّوجلّ، وأنتم الزكاة وأنتم الحجّ؟

 فقال عليه السلام: يا داود: نحن الصلاة في كتاب اللَّه عزّوجلّ ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحجّ، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة اللَّه ونحن قبلة اللَّه، ونحن وجه اللَّه، قال اللَّه تعالى: »فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه «(106) ونحن الآيات ونحن البيّنات.

 وعدوّنا في كتاب اللَّه عزّوجلّ: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطّاغوت والميتة والدّم ولحم الخنزير.

 يا داود، إنّ اللَّه خلقنا فأكرم خلقنا وفضّلنا وجعلنا اُمناءه وحفظته وخزّانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضداداً وأعداءاً فسمّانا في كتابه وكنّى عن أسمائهم، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه و إلى عباده المتّقين.(107)

-----------------------------------------

 44/414- في أمالي الشيخ: بإسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه السلام فقال له: يا سماعة من شرّ الناس؟ قال: نحن يابن رسول اللَّه قال: فغضب حتّى احمرّت وجنتاه، ثمّ استوى جالساً وكان متّكئاً فقال: يا سماعة من شرّ الناس؟ فقلت: واللَّه ما كذبتك يابن رسول اللَّه نحن شرّ الناس عند الناس لأ نّهم سمّونا كفّاراً ورافضة، فنظر إليّ ثمّ قال:

 كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون: «ما لَنا لانَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرار» (108) يا سماعة بن مهران، إنّه من أساء منكم إساءة مشينا إلى اللَّه تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفّع، واللَّه لايدخل النار منكم عشرة رجال، واللَّه لايدخل النار منكم خمسة رجال واللَّه لايدخل النار منكم ثلاثة رجال، واللَّه لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات وأكمدوا(109) عدوّكم بالورع.(110)

-----------------------------------------

 45/415- في المستدرك: عن سبط الشيخ الطبرسي في مشكوة الأنوار نقلاً من كتاب المحاسن عن أخي حمّاد البشير قال: كنت عند عبداللَّه بن الحسن وعنده أخوه الحسن بن الحسن فذكرنا أبا عبداللَّه عليه السلام فنال منه، فقمت من ذلك المجلس فأتيت أباعبداللَّه عليه السلام ليلاً، فدخلت عليه وهو في فراشه، قد أخذ الشعار فخبّرته بالمجلس الّذي كنّا فيه وما يقول حسن.

 فقال: يا جارية ضعي لي ماء فاُتي به فتوضّأ وقام في مسجد بيته فصلّى ركعتين ثمّ قال: يا ربّ إنّ فلاناً أتاني بالّذي أتاني عن الحسن، وهو يظلمني، وقد غفرت له فلا تأخذه ولا تقايسه(111) يا ربّ. قال: فلم يزل يلحّ في الدعاء على ربّه، ثمّ التفت إليّ فقال: انصرف رحمك اللَّه فانصرفت ثمّ زاره بعد ذلك.(112)

 

---------------------------------------

1) مناقب ابن شهراشوب: 274/4 باختلاف يسير في الألفاظ، عنه البحار: 23/47 ذ ح 26.

2) الكافي: 503/6 ح 37، عنه البحار: 47/47 ح 69.

3) الكافي: 61/4، عنه البحار: 53/47 ح 86 ، الدعائم: 111/2 ح 361، عنه البحار: 298/66 ح2، والمستدرك: 370/16 ح1.

4) فلّاح السائل: 107، عنه البحار: 58/47 ح 108.

5) اختيار معرفة الرجال: 386/2 ح 276 و391 ح 280.

6) ثواب الأعمال: 228، عنه البحار: 19/83 ح 31، و234/84 ح 10.

7) التوحيد: 230 ح3، عنه تأويل الآيات: 24/1 ح2، والبرهان: 44/1 ح6، والبحار: 231/92 ح 12، وعن المعاني: ص3 ح2.

8) في الأصل: فقلت: لابدّ من ردّ المظالم.

9) في البحار: فكلّ ما كان على شيعتنا حاسبناهم ممّا كان لنا من الحقّ في أموالهم.

10) الروضة في الفضائل: ح 185، عنه البحار: 114/68 ح 33.

11) في البحار: لما احتملتم.   

12) الوكر: عشّ الطائر.  

13) المحتضر: 128، عنه البحار: 385/25 ح 41.

14) في الأصل كما في البصائر: فما تعرض لشي‏ء منها.

15) من البصائر.

16) الإختصاص: 212، بصائر الدرجات: 408 ح3، عنهما البحار: 367/25 ح 11، وينابيع المعاجز: 185.                

17) سبأ: 28.

18) كامل الزيارات: 541 ضمن ح2، عنه البحار: 375/25 ضمن ح 24، والبرهان: 351/3 ح2.

19) الإختصاص: 244، عنه البحار: 294/26 ح 56.

20) آل عمران: 31.

21) العيّاشي: 167/1 ح 28، عنه البحار: 95/27 ح 58، و130/104، والبرهان: 277/1 ح 10.

22) أمالي المفيد: 142 ح9، عنه البحار: 262/100 ح 15، أمالي الطوسي: 671 ح 19 المجلس السادس والثلاثون، عنه البحار: 136/27 ح 133، بصائر الدرجات: 75 ح9، عنه البحار: 281/26 ح 30، الكافي 437/1 ح3.

23) مشارق الأنوار: 48، الكافي: 213/8 ح 259، عنه البحار: 80/68 ح 141، والبرهان:347/2 ح 141، فضائل الشيعة: 51 ح 8 ، تفسير فرات: 549 ح4، عنهما البحار: 203/7 ح 90، والبرهان: 453/4 ح6، إرشاد القلوب: 101.

24) في النهاية: الزجر للطير: هو التيمّن والتشأّم والتفأّل لطيرانها.

25) في الأصل والبرهان: ألف عالم.

26) إلى هنا ذكره المؤلّف رحمه الله.

27) أقول: ما كان الأصل مطابقاً مع المصادر ونحن ذكرناه كما في البصائر.

28) بصائر الدرجات: 401 ح 15، الإختصاص: 313، عنهما البحار: 369/25 ح 14، وأورده البحراني في البرهان: 48/1 ح 16، و493/2 ح6 عن البصائر، وفي مدينة المعاجز: 84/6 ح 296.

29) فضائل الشيعة: 72 ح 34، عنه البحار: 360/8 ح 26، و144/68 ذ ح 90.

30) قال المجلسي‏رحمه الله في بيان ذلك: ظاهره المستضعفون من العامّة، فإنّ حبّهم للشيعة علامة استضعافهم، ويحتمل المستضعفون من الشيعة أيضاً أي ما يدري ما تقولون من كمال معرفة الأئمّةعليهم السلام.

31) فضائل الشيعة: 75 ح 39، عنه البحار: 360/8 ح 27، و136/27 ح 136، معاني الأخبار: 73 ح 40، عنه البحار: 25/68 ح 47، و159/72 ح7.

32) مبيضّة، خ.

33) في الأصل والبحار: شراك.

34) عنه تأويل الآيات: 330/1 ح 16، والبرهان: 72/3 ح4، وأخرجه في البحار: 184/7 ح 35 عن المحاسن: 135/1 ح 166.                      

35) البلد: 11.                  

36) ليس في المصادر.

37) البلد: 13.                  

38) ليس في المصادر.

39) تأويل الآيات: 799/2 ح5، عنه البرهان: 465/4 ح 8 ، والبحار: 281/24 ح2، عن تفسير فرات: 558 ح2.

40) بصائر الدرجات: 69 ح2، عنه البحار: 342/26 ح 12، والبرهان: 35/2 ح5 .

41) شخوصه: خروجه.                   

42) الضفا: الجانب والناحيته.

43) يطفو: يعلو.                                                   

44) رسب في الماء: غاص إلى أسفل.

45) الجُرف: شقّ الوادي إذا حفر الماء في أسفله.

46) الكشّي: 336 ح 617، عنه البحار: 113/68 ح 29، نوادر عليّ بن أسباط من اُصول الستّة عشر: 18.

47)  الغاشية: 26 و 25.

48) معالم الزلفى: 178، تأويل الآيات: 788/2 ح6، عنه البرهان: 456/4 ح7، والبحار: 50/8 ح 56.

49) الأزخر، خ. الأغور: العميق، والأزخر: الممتلئ.

50) نوادر المعجزات: 137 ح2، دلائل الإمامة: 248 ح2، عنه مدينة المعاجز: 214/5 ح4.

51) في الأصل: عمّار.

52) نوادر المعجزات: 138 ح5، دلائل الإمامة: 249 ح5، عنه مدينة المعاجز: 215/5 ح7.

53) في الدلائل: عن أبيه.

54) ليس في المصادر.

55) العذق: كلّ غصن له شعب. وفي الأصل: طبق.

56) هكذا في النوادر، وفي الدلائل: فحبوني. حبا فلاناً: أعطاه.

57) نوادر المعجزات: 139 ح7، دلائل الإمامة: 250 ح7، عنه مدينة المعاجز: 216/5 ح9.

58) في الدلائل: بحر ماء هذا.

59) في المصدر: فُقد.

60) دلائل الإمامة: 461 ح 46، عنه مدينة المعاجز: 159/6 ح 347.

61) سلّ الشي‏ء: انتزعه وأخرجه برفق.

62) الروح - بالفتح - : الراحة والرحمة ونسيم الريح.

63) في المصدر والبحار: في جنان رضوى، وفي البحار: 308/27 ح13 بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد عليهم السلام في جبال رضوى فتأكل من طعامهم. الحديث.

64) رجل محلّ: أي منتهك، لايرى للحرام حرمة. وفي الحديث المذكور في هامش السابق: المنتحلون.

65) المحاضير: أي الّذين يستعجلون في طلب الفرج.

66) المقرّبون: على صيغة الفاعل، أي الّذين يرونه قريباً ولايستعجلونه.

67) الكافي: 131/3 ح4، الزهد: 81 ح 219، عنهما البحار: 197/6 ح 51.

68) تفسير القمي: 583، عنه البحار: 210/24 ح7، و176/59 ح7، و78/68 ح 139، والبرهان: 92/4 ح 11.

69) وفي حديث آخر قال عليه السلام: يا ثوري، ما الدنيا وما عسى أن تكون؟ هل الدنيا إلّا اُكلة أكلته، أو ثوب لبسته، أو مركب ركبته؟

70) تحف العقول: 379، عنه البحار: 265/78 ح 177.

71) روضة الواعظين: 440، عنه البحار: 119/73، وأورده في تنبيه الخواطر: 150/1.

72) الكافي: 242/3 ح3، عنه البحار: 267/6 ح 116، والبرهان: 120/3 ح2.

73) العتب - بالفتح - : الغضب، والملامة.

74) البقرة: 257.

75)  البقرة: 257.

76) الظاهر أ نّ الآية في قوم كانوا على الإسلام قبل وفات الرسول فارتدّوا بعده باتّباع الطواغيت وأئمّة الضلال.

77)  البقرة: 257.

78) الكافي: 375/1 ح3، العيّاشي: 138/1 ح 460، عنه البحار: 104/68 ح 18، و135/72 ح 19، غيبة النعماني: 132 ح 14، عن تأويل الآيات: 96/1 ح 87 ، والبحار: 323/23 ح 18. وأخرجه في البرهان: 243/1 ح1، ونور الثقلين: 231/1 ح 107 عن الكافي.

79) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: لايؤتى من محبّتكم: أي لايأتيه الشيطان من جهة محبّتكم، أو لايهلك بسبب ترك المحبّة. وفي المصدر: لايؤلي.      

80) في المصدر: تشفّعوا.  

81) من البحار، وليس في المصدر.

82) الرهق: السفه، وغشيان المحارم. فلان مرهق أي متّهم بسوء و سفه.

83) قال المجلسي رحمه الله: كأ نّ المراد بالذيّال من يجرّ ذيله للخيلاء.

84) بشارة المصطفى: 38، عنه البحار: 126/68 ح 54.

85) آل عمران: 68.

86) القمي: 95، عنه البرهان: 291/1 ح1، ورواه العيّاشي: 177/1 ح 61.

87) ثواب الأعمال: 187، عنه البحار: 77/27 ذ ح9.

88) في نسخة: قباقب، وفي اُخرى: مناقب.

89) نوادر المعجزات: 138 ح4، دلائل الإمامة: 249 ح4، عنه مدينة المعاجز: 215/5 ح6.

90) مناقب ابن شهراشوب: 235/4، عنه البحار: 179/47 ح 27 وللحديث تتمّة. ورواه الكليني في الكافي: 473/1 ح3، عنه الوافي: 790/3 ح3.              

91) فادح، خ.

92) بلاد بين الهند وكرمان وسجستان قصبتها المنصورة.

93) أهوال: جمع الهول: المخافة من الأمر.

94) الجدد - بالتحريك - : المستوي من الأرض.           

95) الأكمة: التلّ.

96) ص: 39.

97) الخرائج: 622/2 ح 23، عنه البحار: 100/47 ح 120.

98) الحُقّ - بضمّ الحاء - : وعاء صغير ذو غطاء يتّخذ من عاج أو زجاج أو غيرهما.

99) أبى الشي‏ء: كرهه ولم يرضَه.

100) وَجَد فلان: حزن. وَجَد عليه، مَوْجِدَةَ: غضب.

101) الخرائج: 390/1 ضمن ح 17، عنه البحار: 87/50 ح3.

102) الكافي: 87/8 ، عنه البحار: 56/47 ح 97.  

103) في المصدر والبحار: فنى.  

104) في البحار: بحقّ جدّ هذا.

105) فضائل ابن شاذان: 66، عنه البحار: 20/94 ح 14.

106) البقرة: 115.

107) تأويل الآيات: 19/1 ح2، عنه البحار: 303/24 ح 14، والبرهان: 22/1 ح9.

108) ص: 62.

109) الكمد - بالفتح والتحريك - : تغيّر اللون وذهاب صفائه، والحزن الشديد، ومرض القلب منه.

110) أمالي الطوسي: 295 ح 28، المجلس الحادي عشر، عنه الوسائل: 197/11 ح 22، والبرهان: 63/4 ح6، والبحار: 117/68 ح 41، تأويل الآيات: 507/1 ح10، عنه البحار: 259/24ح 10.

111) القَيْس: الشدّة.

112) مشكاة الأنوار: 216، عنه البحار: 385/91 ح 16، والمستدرك: 395/6 ح 34.

 

 

 

 

    بازدید : 8407
    بازديد امروز : 27473
    بازديد ديروز : 72005
    بازديد کل : 129203366
    بازديد کل : 89719528