امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الباب السايع : قطرة من بحار مناقب باقر علم النبيين محمّد بن علي عليه السلام

 

الباب السابع

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

باقر علم النبيّين محمّد بن عليّ بن الحسين

عليه صلوات المصلّين

 

 1/351- في رجال الكشّي: سأله محمّد بن مسلم عن ثلاثين ألف حديث فأجابه.(1)

--------------------------------------

 2/352- في مكارم أخلاقه: اعترف الرجل الشامي المبغض له بحسن خلقه وقوله: أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ فاختلافي إليك لحسن أدبك.(2)

 وقال له نصراني: أنت بقر!؟ قال: لا، أنا باقر قال: أنت ابن الطبّاخة قال: ذاك حرفتها، قال: أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة قال: إن كنت صدقت غفر اللَّه لها، وإن كنت كذبت غفر اللَّه لك، فأسلم النصرانيّ.(3)

--------------------------------------

 3/353- قال في وصفه أبوه السجّاد صلوات اللَّه عليه: إنّه الإمام وأبو الأئمّة، معدن الحلم، وموضع العلم يبقره بقراً، واللَّه لهو أشبه الناس برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.(4)

--------------------------------------

 4/354- روي عن الباقر عليه السلام قال: لو وجدت لعلمي الّذي آتاني اللَّه عزّوجلّ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرائع من الصمد، وكيف لي ولم يجد جدّي أميرالمؤمنين عليه السلام حملة لعلمه.(5)

 وقال له قتادة فقيه أهل البصرة: واللَّه لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عبّاس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك! فقال له أبوجعفر عليه السلام: أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي بيوت أذن اللَّه أن ترفع - الآية(7). - (6)

 وكذا ارتعدت فرائص جابر بن عبداللَّه الأنصاري قدّامه بحيث قلت كلّ شعرة في بدنه، وكذلك عكرمة على ما رواه المجلسي قدس سره.(8)

--------------------------------------

 5/355 في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة رضوان اللَّه تعالى عليهم: عن جابر بن يزيد الجعفي في حديث طويل نذكر منه ما يناسب الباب وقال للباقر عليه السلام: الحمدللَّه الّذي منّ عليّ بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفّقني لطاعتكم وموالاة مواليكم ومعاداة أعدائكم.

 قال صلوات اللَّه عليه: يا جابر، أتدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلاً ثمّ معرفة المعاني ثانياً، ثمّ معرفة الأبواب ثالثاً ثمّ معرفة الأنام(9) رابعاً، ثمّ معرفة الأركان خامساً ثمّ معرفة النقباء سادساً ثمّ معرفة النجباء سابعاً وهو قوله تعالى: «قُلْ لَوْ كانَ البَحْرُ مِداداً لِكَلماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحْر قَبْل أنْ تَنْفَد كَلماتِ رَبّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِه مَدداً »(10) وتلا أيضاً: «وَلَوْ أ نَّما فِي الأرْض مِنْ شَجَرَةٍ أقْلامٌ وَالبَحْرُ يَمُدُّه مِن بَعْدِه سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّه إنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ »(11).

 يا جابر، إثبات التوحيد ومعرفة المعاني! أمّا إثبات التوحيد: معرفة اللَّه القديم الغائب الّذي لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وهو غيب باطن ] ستدركه(12)] كما وصف به نفسه.

 وأمّا المعاني: فنحن معانيه ومظاهره(13) فيكم، اخترعنا من نور ذاته، وفوّض إلينا اُمور عباده، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء اللَّه، وإذا أردنا أراد اللَّه ونحن أحلّنا اللَّه عزّوجلّ هذا المحلّ، واصطفانا من بين عباده، وجعلنا حجّته في بلاده. فمن أنكر شيئاً وردّه فقد ردّ على اللَّه جلّ اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله.

 يا جابر، من عرف اللَّه تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد، لأنّ هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى: «لاتُدْرِكُه الأبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصار »(14) وقوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْ‏ءٌ وَهُوَ السميعُ البَصير»(15) وقوله تعالى: «لايُسْئلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُون» (16).

 قال جابر: يا سيّدي ما أقلّ أصحابي؟ قال عليه السلام: هيهات، هيهات، أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قال: يابن رسول اللَّه كنت أظنّ في كلّ بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كلّ قطر ما بين الألف والألفين، بل كنت أظنّ أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها.

 قال عليه السلام: يا جابر، خالف ظنّك وقصّر رأيك، أولئك المقصّرون وليسوا لك بأصحاب.

 قلت: يابن رسول اللَّه ومن المقصّر؟ قال: الّذين قصّروا في معرفة الأئمّة، وعن معرفة ما فرض اللَّه عليهم من أمره وروحه، قلت: يا سيّدي وما معرفة روحه؟

 قال عليه السلام : أن يعرف كلّ من خصّه اللَّه بالروح فقد فوّض إليه أمره، يخلق باذنه ويحيي بإذنه ويعلم تعبير(17) ما في الضمائر، ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أ نّ هذا الروح من أمر اللَّه تعالى، فمن خصّه اللَّه تعالى بهذا الروح فهو كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن اللَّه، يسير من المشرق إلى المغرب ] بإذن اللَّه[ في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض يفعل ما شاء وأراد.

 قلت: يا سيّدي، أوجدني بيان هذا الروح من كتاب اللَّه تعالى وإنّه من أمر خصّه اللَّه تعالى بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم اقرأ هذه الآية: «وَكَذلكَ أوْحَيْنا إلَيْك رُوحاً مِنْ أمْرِنا ما كُنْتَ تَدْري مَا الكتابُ ولا الإيمانُ ولكنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدي بِه مَن نَشاءُ مِنْ عِبادِنا« (18) وقوله تعالى: «اُولئكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإيمانَ وأيَّدَهُمْ برُوح مِنْه » (19) قلت: فرّج اللَّه عنك كما فرّجت عنّي ووفّقتني(20) على معرفة الروح والأمر.

 ثمّ قلت: يا سيّدي صلّى اللَّه عليك فأكثر الشيعة مقصّرون، وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحداً قال: ياجابر، فإن لم تعرف منهم أحداً فإنّي أعرف منهم نفراً قلائل يأتون ويسلّمون ويتعلّمون منّي سرّنا ومكنوننا وباطن علومنا.

 قلت: إنّ فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إنشاء اللَّه تعالى، وذلك أ نّي سمعت منهم سرّاً من أسراركم وباطناً من علومكم ولا أظنّ إلّا وقد كملوا وبلغوا.

 قال: يا جابر، ادعهم غداً وأحضرهم معك، قال: فأحضرتهم من الغد فسلّموا على الإمام عليه السلام وبجّلوه ووقّروه ووقفوا بين يديه.

 فقال عليه السلام: يا جابر، أما إنّهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقيّة، أتقرّون أيّها النفر أ نّ اللَّه تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ولا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه ولايسئل عمّا يفعل وهم يسئلون؟ قالوا: نعم إنّ اللَّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قلت: الحمدللَّه قد استبصروا وعرفوا وبلغوا، قال: يا جابر، لاتعجل بما لاتعلم، فبقيت متحيّراً.

 فقال عليه السلام: سلهم هل يقدر عليّ بن الحسين عليهما السلام أن يصير صورة إبنه محمّد عليه السلام؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا، قال عليه السلام: يا جابر، سلهم هل يقدر محمّد أن يصير بصورتي؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا.

 قال: فنظر إليّ وقال: يا جابر، هذا ما أخبرتك أ نّهم قد بقي عليهم بقيّة فقلت لهم: ما لكم لاتجيبون إمامكم؟ فسكتوا وشكّوا فنظر إليهم وقال: يا جابر، هذا ما أخبرتك به قد بقي عليهم بقيّة.

 وقال الباقر عليه السلام: ما لكم لاتنطقون؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا: يابن رسول اللَّه لا علم لنا فعلّمنا، قال: فنظر الإمام سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى إبنه محمّد الباقر عليه السلام وقال لهم: من هذا؟ قالوا: ابنك، فقال لهم: من أنا؟ قالوا: أبوه عليّ بن الحسين قال: فتكلّم بكلام لم نفهم فاذا محمّد بصورة أبيه عليّ بن الحسين عليهما السلام وإذا عليّ بصورة إبنه محمّد، قالوا: لا إله إلّا اللَّه.

 فقال الإمام عليه السلام: لاتعجبوا من قدرة اللَّه، أنا محمّد و محمّد أنا، وقال محمّد عليه السلام: يا قوم لاتعجبوا من أمر اللَّه، أنا عليّ و عليّ أنا، وكلّنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر اللَّه، أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد و آخرنا محمّد وكلّنا محمّد.

 قال: فلمّا سمعوا ذلك خرّوا لوجوههم سجّداً وهم يقولون: آمنّا بولايتكم وبسرّكم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم.

 فقال الإمام زين العابدين عليه السلام: يا قوم، ارفعوا رؤوسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون، وأنتم الكاملون البالغون، اللَّه اللَّه لاتطّلعوا أحداً من المقصّرين المستضعفين على ما رأيتم منّي ومن محمّد فيشنعوا عليكم ويكذّبوكم، قالوا: سمعنا وأطعنا، فقال عليه السلام: فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا.

 قال جابر: قلت: سيّدي وكلّ من لايعرف هذا الأمر على الوجه الّذي صنعته وبيّنته إلّا أ نّ عنده محبّة ويقول بفضلكم ويتبرّأ من أعدائكم ما يكون حاله؟ قال عليه السلام: يكون في خير إلى أن يبلغوا - الحديث - .(21)

 أقول: إنّ لهذا الخبر صدراً وذيلاً طويلاً طوينا ذيله لعدم مناسبة الباب، وقد أورد أيضاً في عيون المعجزات ما في معناه بأدنى تفاوت في باب معجزات الباقر عليه السلام.(22)

--------------------------------------

 6/356- روى العيّاشي: عن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشياً، فأخرج رجليه وقد تَغلّفتا(23) وقال: أما واللَّه ما جاءني(24) من حيث جئت إلّا حبّكم أهل البيت.

 فقال أبوجعفر عليه السلام: واللَّه لو أحبّنا حجر حشره اللَّه معنا، وهل الدين إلّا الحبّ؟ إنّ اللَّه يقول: «قُلْ إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللَّه» (25) وقال: «يُحِبُّونَ مَن هاجَرَ إلَيْهِم » (26) وهل الدين إلّا الحبّ.(27)

--------------------------------------

 7/357- روى الشيخ محمّد بن يعقوب: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: إنّ لنا جاراً ينتهك المحارم كلّها حتّى أ نّه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها، فقال: سبحان اللَّه أو عظم ذاك عليك(28)؟ ألا اُخبرك بمن هو شرّ منه؟ قلت: بلي.

 قال عليه السلام: الناصب لنا شرٌّ منه. أما إنّه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرقّ لذكرنا إلّا مسحت الملائكة ظهره، وغفر اللَّه له ذنوبه كلّها إلّا أن يجي‏ء بذنب يخرجه من الإيمان، وإنّ الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة.

 فيقول: يا ربّ جاري كان يكفّ عنّي الأذى فيشفّع فيه فيقول اللَّه تبارك وتعالى: أنا ربّك وأنا أحقّ بمكافأته منك(29) فيدخله الجنّة وما له من حسنة، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً، فعند ذلك يقول أهل النار: «فَما لَنا مِن شافِعين × وَلاصَديقٍ حَميم × فَلَوْ أنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنين »(30).(31)

 وفي رواية بعد قرائة الآية قال الباقر عليه السلام: واللَّه لقد عظمت رتبة الصديق حيث قدّمه اللَّه على الحميم.(32)

--------------------------------------

 8/358 - في الكافي: عن الحكم بن عتبة قال: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاصّ بأهله(33) إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة(34) له، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يابن رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته. ثمّ سكت، فقال أبوجعفر عليه السلام: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثمّ سكت، حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام.

 ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام وقال: يابن رسول اللَّه أدنني منك جعلني اللَّه فداك، فواللَّه إنّي لاُحبّكم واُحبّ من يحبّكم، وواللَّه ما اُحبّكم واُحبّ من يحبّكم لطمع في دنيا، وإنّي لاُبغض عدوّكم وأبرأ منه، وواللَّه ما اُبغضه وأبراُ منه لوتر(35) كان بيني وبينه، واللَّه إنّي لاُحلّ حلالكم واُحرّم حرامكم، وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني اللَّه فداك؟

 فقال أبوجعفر عليه السلام: إليّ إليّ حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال: أيّها الشيخ إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه رجل فسأله عن مثل الّذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام: إن تمُت ترد على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ والحسن والحسين، وعلى عليّ بن الحسين عليهم السلام ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك(36) وتقرّ عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك هيهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وإن تعش ترى ما يقرّ اللَّه به عينك، وتكون معنا في السنام الأعلى.

 قال الشيخ: كيف يا أباجعفر؟ فأعاد عليه الكلام؟ فقال الشيخ: اللَّه أكبر يا أباجعفر إن أنا متّ أرد على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهم السلام، وتقرّ عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى هيهنا، وإن أعش أرى ما يقرّ اللَّه به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى؟

 ثمّ أقبل الشيخ ينتحب(37) وينشج(38) هاهاها حتّى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبوجعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه(39) وينفضها.

 ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر عليه السلام: يابن رسول اللَّه ناولني يدك جعلني اللَّه فداك، فناوله يده فقبّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر(40) عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام وقال: السلام عليكم، وأقبل أبوجعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا.

 فقال الحكم بن عتيبة: لم أر ماتماً قطّ يشبه ذلك المجلس.(41)

--------------------------------------

 9/359- في تفسير القمي: في قوله تبارك وتعالى: «تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الجَلالِ وَالإكْرام »(42) بأسانيده المفصّلة عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: نحن جلال اللَّه وكرامته الّتي أكرم اللَّه العباد بطاعتنا.(43)

 أقول: ويؤيّده ما روي أ نّه من كبرّ بين يدي الإمام وقال: «لا إله إلّا اللَّه وحده لاشريك له» كتب اللَّه له رضوانه الأكبر، ومن كتب اللَّه له رضوانه الأكبر يجب أن يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم والمرسلين في دار الجلال، فقلت له: وما دار الجلال؟ قال: نحن الدار، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ: «تِلْكَ الدارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لايُريدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْض وَلا فَساداً وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقين» (44) ] فنحن العاقبة يا سعد وأمّا مودّتنا للمتّقين، فيقول اللَّه تبارك وتعالى(45)] «تَبارَك اسْمُ رَبِّك ذِى الجَلال وَالإكْرام» فنحن جلال اللَّه وكرامته الّتي أكرم اللَّه تبارك وتعالى العباد بطاعتنا.(46)

 وممّا ذكرنا ظهر تفسير دعاء البهاء الوارد في سحر ليالي شهر رمضان وظهر أ نّهم عليهم السلام مظهر جلاله وجماله وغيرهما من الصفات الحسنى.

--------------------------------------

 10/360- روى المفيد قدس سره في الإختصاص قال: حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: حدّثني أبوجعفر عليه السلام سبعين ألف حديثاً - وفي نسخة اُخرى تسعين ألف حديثاً - لم اُحدّث بها أحداً أبداً.

 قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك وإنّك حملتني وقراً عظيماً بما حدّثتني به من سرّكم الّذي لا اُحدّث به أحداً، وربّما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبيه الجنون، قال: يا جابر، فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبّان(47) فاحفر حفيرة ودلّ رأسك فيها، ثمّ قل: حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا.(48)

 أقول: هذا مقام الرجل، مع ذلك قال له أبوجعفر عليه السلام: فإذا ورد عليك يا جابر شي‏ء من أمرنا فلان له قلبك فأحمد اللَّه، وإن أنكرته فردّه إلينا أهل البيت، ولاتقل: كيف جاء هذا؟ و كيف كان؟ أو كيف هو؟ فإنّ هذا واللَّه هو الشرك باللَّه العظيم.(49) وليس ذلك إلّا لعظم أسرارهم عليهم السلام.

--------------------------------------

 11/361- في المناقب: عن الباقر عليه السلام أ نّه سأله جابر عن قول اللَّه تبارك وتعالى: «وَكَذلكَ نُري إبْراهيمَ مَلَكُوتَ السمواتِ وَالأرْض وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنين» (50) فرفع عليه السلام بيده(51)] وقال: ارفع رأسك قال: فرفعته فوجدت السقف متفرّقاً ورمق ناظري في ثلمة حتّى رأيت نوراً حار عنه بصري فقال: هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات، وانظر إلى الأرض ثمّ ارفع رأسك، فلمّا رفعته رأيت السقف كما كان ثمّ أخذ بيدي وأخرجني من الدار وألبسني ثوباً وقال: غمّض عينيك ساعة.

 ثمّ قال: أنت في الظلمات الّتي رأى ذوالقرنين، ففتحت عيني فلم أر شيئاً، ثمّ تخطّا خطاً وقال: أنت على رأس عين الحياة للخضر عليه السلام ثمّ خرجنا عن ذلك العالم حتّى تجاوزنا خمسة، فقال: هذا ملكوت الأرض ثمّ قال: غمّض عينيك وأخذ بيدى فإذا نحن في الدار الّتي كنّا فيها، وخلع عنّي ما كان البسنيه فقلت: جعلت فداك كم ذهب من اليوم؟ فقال: ثلاث ساعات.(52)

 أقول: نقل البحراني قدس سره في البرهان رواية شريفة في تفسير هذه الآية لايخلو ذكرها من فائدة مهمّة، قال قدس سره: قد ورد أ نّه قوّى اللَّه بصره لمّا رفعه دون السماء حتّى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين، فالتفت فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فهمّ بالدعاء عليهما، فأوحى اللَّه إليه:

 يا إبراهيم، اكفف دعوتك عن إمائي وعبادي فإنّي أنا الغفور الرحيم الجبّار الحليم، لاتضرّني ذنوب عبادي كما لاتنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك فاكفف دعوتك عن عبادي وإمائي، فإنّما أنت عبد نذير لا شريك في المملكة، ولا مهيمن عليّ ولا على عبادي.

 وعبادي معي بين خلال ثلاث: إمّا تابوا إليّ فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم، وإمّا كففت عنهم عذابي لعلمي بأ نّه سيخرج من أصلابهم ذرّيّات مؤمنون فأرفق بالآباء الكافرين وأتأنّي بالاُمّهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم فإذا تزايلوا حلّ بهم عذابي وحاق بهم بلائي، وإن لم يكن هذا ولا هذا فإنّ الّذي أعددته لهم من عذابي أعظم ممّا تريد به، فإنّ عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي.

 يا إبراهيم، فخلّ بيني وبين عبادي فإنّي أرحم بهم منك، وخلّ بيني وبين عبادي فإنّي أنا الجبّار الحليم العلّام، اُدبّرهم بعلمي واُنفذ فيهم قضائي.(53)

 وقد روى الخبر أيضاً المحدّث القمي قدس سره قال: وفعل ذلك أي كشط الأرض ومن عليها وعن السماء ومن فيها، والملك الّذي يحملها، والعرش ومن عليه لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولأميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام.(54)

--------------------------------------

 12/362- في تفسير فرات: عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري قال: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام وعنده زياد الأحلام، فقال أبوجعفر عليه السلام: يا زياد، ما لي أرى رجليك متفلّقتين؟(55) قال: جعلت لك الفداء جئت على نضوٍ لي(56) عامة(57) الطريق وما حملني على ذلك إلّا حبّي لكم وشوقي إليكم، ثمّ أطرق زياد مليّاً.

 ثمّ قال: جعلت لك الفداء إنّي ربّما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأ نّي آيس، ثمّ أذكر حبّي لكم وانقطاعي إليكم.

 قال: يا زياد، وهل الدين إلّا الحبّ والبغض؟ ثمّ تلا عليه السلام هذه الآيات الثلاث فكأ نّها في كفّه «وَلكنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إلَيْكُمُ الإيمانَ وَزيَّنَهُ في قُلُوبِكُم» الآية(58) وقال: «يُحبُّونَ مَنْ هاجَرَ إلَيْهِمْ » (59) قال: «إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم اللَّهُ وَيَغْفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ» (60).

 ثمّ قال: أتى رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنّي اُحبّ الصوّامين ولا أصوم، واُحبّ المصلّين ولا اُصلّي، واُحبّ المتصدّقين ولا أتصدّق.

 فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت، أما ترضون أن لو كانت فزعة(61) من السماء فزع كلّ قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وفزعتم إلينا.(62)

--------------------------------------

 13/363- في مجالس المفيد قدس سره: بالأسانيد المعتبرة عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أباجعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «فَاُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّه سَيِّئاتِهِمْ حَسَنات وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً » (63) فقال عليه السلام: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب فيكون اللَّه تعالى هو الّذي يتولّى حسابه لايطّلع على حسابه أحداً من الناس، فيعرّفه ذنوبه حتّى إذا أقرّ بسيّئاته.

 قال اللَّه عزّوجلّ للكتبة: بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس، فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة؟ ثمّ يأمر اللَّه به إلى الجنّة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصّة.(64)

--------------------------------------

 14/364- في سابع البحار: روي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: «وَإنّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى» (65) قال عليه السلام: إلى ولايتنا.(66)

--------------------------------------

 15/365- روى الشيخ قدس سره في مجالسه: بإسناده عن أبي بصير عن خيثمة قال: سمعت الباقر عليه السلام يقول: نحن جنب اللَّه، ونحن صفوة اللَّه، ونحن خيرة اللَّه ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن اُمناء اللَّه عزّوجلّ، ونحن حجج اللَّه، ونحن حبل اللَّه ونحن رحمة اللَّه على خلقه، ونحن الّذين بنا يفتح اللَّه وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا ونحن السابقون ونحن الآخرون من تمسّك بنا لحق ومن تخلّف عنّا غرق.

 ونحن قادة الغرّ المحجّلين ونحن حرم اللَّه ونحن الطريق ] الواضح(67)] والصراط المستقيم إلى اللَّه عزّوجلّ ] ونحن من نعم اللَّه على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوّة(68)] ونحن موضع الرسالة، ونحن اُصول الدين، و] نحن الّذين(69)] إلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنّة ونحن عرى الإسلام(70).

 ونحن الجسور ونحن القناطير من مضى علينا سبق ومن تخلّف عنّا محق ونحن السنام الأعظم ونحن الّذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث، ونحن الّذين بنا يصرف اللَّه عزّوجلّ عنكم العذاب، فمن أبصرنا ] وعرفنا وعرف حقّنا(71)] وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا.(72)

--------------------------------------

 16/366- في البحار عن المحاسن: ابن نجران والبزنطي معاً عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستّة صور، فيهنّ صورة هي أحسنهنّ وجهاً، وأبهاهنّ هيئة وأطيبهنّ ريحاً وأنظفهنّ صورة.

 قال: فتقف صورة عن يمينه، واُخرى عن يساره، واُخرى بين يديه وأخرى خلفه، واُخرى عند رجليه، وتقف الّتي هي أحسنهنّ فوق رأسه، فإن اُتي عن يمينه منعته الّتي عن يمينه ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الستّ قال: فتقول أحسنهنّ صورةً: من أنتم جزاكم اللَّه عنّي خيراً؟

 فتقول الّتي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول الّتي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول الّتي بين يديه: أنا الصيام، وتقول الّتي خلفه: أنا الحجّ والعمرة، وتقول الّتي عند رجليه: أنا برّ من وصلت من إخوانك، ثمّ يقلن من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً وأطيبنا ريحاً وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل محمّد صلوات اللَّه عليهم أجمعين.(73)

--------------------------------------

 17/367- روى الشيخ قدس سره في أماليه: عن الفحّام قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن مثنّى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: خدمت سيّدنا الإمام(74) أباجعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام ثمانية عشر سنة، فلمّا أردت الخروج ودعته وقلت له: أفدني، فقال بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟ قلت: نعم، إنّكم بحر لاينزف ولايبلغ قعره.

 قال: يا جابر، بلّغ شيعتي عنّي السلام وأعلمهم أ نّه لا قرابة بيننا وبين اللَّه عزّوجلّ ولايتقرّب إليه إلّا بالطاعة له.

 يا جابر، من أطاع اللَّه وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى اللَّه لم ينفعه حبّنا.

 يا جابر، من هذا الّذي يسأل اللَّه فلم يعطه، أو توكّل عليه فلم يكفه، وأوثق به فلم ينجه؟

 يا جابر، أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلّا دابّة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها؟ أو كثوب لبسته؟ أو كجارية وطأتها؟

 يا جابر، إنّ الدنيا عند ذوي الألباب كفي‏ء الظلال، لا إله إلّا اللَّه إعزاز لأهل دعوته، والصلاة بيت الاخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق، والصيام والحجّ تسكين القلوب، والقصاص والحدود حقن الدماء، وحبّنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا اللَّه وإيّاكم من الّذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.(75)

 أقول: ويمكن الجمع بين قوله: »ومن عصى اللَّه لم ينفعه حبّنا« وبين ما مرّ من الأخبار الكثيرة الصريحة في نفع هذا الحبّ مع المعاصي(76) وقد ذكرنا عدّة منها في باب مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام بأن يقال: إنّ في الرواية إشارة إلى أ نّ قوماً فهموا الترخيص للمعاصي والتأمين المطلق، بعد كونهم من أهل الجنّة لأهل بيت العصمة ولذلك نفى النفع عنهم.

 أو يقال: بعدم انتفاعهم بالنسبة إلى الإبتلاءات الدنيويّة والبرزخيّة، وأمّا بالنسبة إلى أحوال يوم القيامة فينفع لهم كما اُشير إلى هذا التفصيل ما في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي، في قوله تعالى: «فَيَوْمَئِذٍ لايُسْئَلُ عَن ذَنْبِه » (77) قال: من تولّى أميرالمؤمنين عليه السلام وتبرّأ من أعدائه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه، ثمّ دخل في‏الذنوب ولم يتب في الدنيا عذّب لها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة.(78)

 أو يقال: التعبير عنه اُخذ عنوانا مشيراً إلى الخارج، بكون بعض المعاصي غالباً مستلزماً لسلب الموضوع وعدم بقاء الحبّ كما نصّ بذلك ما ورد في تفسير الإمام عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال:

 يا عباد اللَّه، فاحذروا الإنهماك في المعاصي والتهاون بها، فإنّ المعاصي يستولى بها الخذلان على صاحبها، حتّى يوقعه فيما هو أعظم منها، فلايزال يعصي ويتهاون ويخذل ويوقع فيما هو أعظم ممّا جنى، حتّى يوقعه في ردّ ولاية وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ودفع نبوّة نبيّ اللَّه، ولايزال أيضاً بذلك حتّى يوقعه في دفع توحيد اللَّه، والإلحاد في دين اللَّه.(79)

 ويؤيّده الحديث الثاني والثلاثين من الباب الثامن وقال الباقر عليه السلام: ما عرف اللَّه من عصاه وأنشد:

 تعصي الإله وأنت تظهر حبّه

هذا لعمرك في الفعال بديع

 لو كان حبّك صادقاً لأطعته

إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع(80)

--------------------------------------

 18/368- في كتاب البشارة: بأسانيده المفصّلة عن الثمالي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إنّ اللَّه سبحانه يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم على ما كان من الذنوب والعيوب ووجوههم كالقمر ليلة البدر، مسكنة روعاتهم، مستورة عوراتهم قد اُعطوا الأمن والأمان، يخاف الناس ولايخافون، ويحزن الناس ولايحزنون يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ وقد ذلّلت من غير رياضة، أعناقها من ياقوت أحمر، ألين من الحرير لكرامتهم على اللَّه.(81)

--------------------------------------

 19/369- في كتاب المحتضر: روي عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ خلق أربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له: يابن رسول اللَّه عدّهم بأسمائهم فمن هؤلاء الأربعة عشر نوراً؟

 فقال عليه السلام: محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم، ثمّ عدّهم بأسمائهم.

 ثمّ قال: نحن واللَّه الأوصياء الخلفاء من بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ونحن المثاني الّتي أعطاها اللَّه تعالى نبيّنا محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ونحن شجرة النبوّة، ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ] ومصابيح العلم[ وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، وموضع سرّ اللَّه ووديعة اللَّه في عباده، وحرم اللَّه الأكبر، وعهده المسؤول عنه، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد اللَّه، ومن خفره(82) فقد خفر ذمّة اللَّه وعهده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا.

 نحن الأسماء الحسنى الّتي لايقبل اللَّه من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا، ونحن واللَّه الكلمات التّى تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، إنّ اللَّه تعالى خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه على عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة، ووجهه الّذي يؤتى منه، وبابه الّذي يدلّ عليه وخزّان علمه، وتراجمة وحيه، وأعلام دينه، والعروة الوثقى، والدليل الواضح لمن اهتدى.

 وبنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار(83) وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبِدَ اللَّه تعالى، ولولانا ما عرف اللَّه، وأيم اللَّه لولا كلمة(84) سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولاً يعجب منه، أو يذهل منه الأوّلون والآخرون.(85)

 قال الشيخ المفيد: ولم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهما السلام من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الأدب ما ظهر عن أبي جعفر عليه السلام.(86)

 وقال ابن حجر مع نصبه وشدّة عداوته في الصواعق في حقّه عليه السلام: هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وذكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة اللَّه، وله من الرسوخ في مقامات العارفين ما تكلّ عنها السنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لاتحتملها هذه العجالة انتهى كلامه.

 ومن مواعظه عليه السلام في الحِكَم قال: الكمال كلّ الكمال التفقّه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة.(87)

 وقال عليه السلام: من لم يجعل اللَّه له في نفسه واعظاً فإنّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً.(88)

 وقال عليه السلام: من اُعطي الخُلق والرفق فقد اُعطي الخير والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه اللَّه.(89)

--------------------------------------

 20/370- روى الزهري قال: دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السلام في مرضه الّذي توفّي فيه فدخل عليه محمّد ابنه عليه السلام فحدّثه طويلاً بالسرّ، فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحسن الخلق.(90)

 

------------------------------------------------------

1) رجال الكشّي: 163 ح 276، الإختصاص: 196.

2) أمالي الطوسي: 41 ح 71 المجلس الرابع عشر، عنه البحار: 233/46 ح1، والظاهر أ نّ المؤلّف رحمه الله أخرجه بهذه العبارة عن سفينة البحار: 118/2 خلق.

3) مناقب ابن شهراشوب: 207/4 س5 ، عنه البحار: 289/46 ذ ح 12.

4) كفاية الأثر: 31، عنه البحار: 388/36 ح3، ومنتخب الأثر: 248 ح3.

5) البحار: 225/3 ضمن ح 15.

6) والآية في سورة النور: 36، «في بُيُوت أذِنَ اللَّهُ أنْ تُرْفَع وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُه».

7) الكافي: 256/6، عنه البحار: 155/10 ضمن ح4، و329/23 ح 10، و357/46 ضمن ح 11 وأورده الديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: 324/2.

8) البحار: 258/46 ضمن ح 59 عن المناقب: 182/4.

9) الإمام، خ.

10) الكهف: 109.

11) لقمان: 27.

12) من البحار.

13) في الأصل: ظاهرة.

14) الأنعام: 103.

15) الشورى: 11.

16) الأنبياء: 23.

17) في البحار: ويعلم الغير.

18) الشورى: 52.

19) المجادلة: 22.                                

20) في البحار: وقفتني.

21) البحار: 13/26 ضمن ح2.

22) عيون المعجزات: 78.

23) هكذا في المصدر والبحار، ولكن في الأصل: تفلّقتا، ويحتمل أن يكون هذا هو الصحيح، تفلّق أي تشقّق.            

24) في البحار: ما جاء بي.

25) آل عمران: 31.               

26) الحشر: 9.

27) العيّاشي: 167/1 ح 27، عنه البحار: 95/27 ح 57، والبرهان: 277/1 ح9.

28) في المصدر والبحار: وأعظم ذلك.

29) في المصدر والبحار: أحقّ من كافي عنك.

30) الشعراء: 102 - 100.

31) الكافي: 101/8 ح 72، عنه البحار: 56/8 ح 70، والبرهان: 185/3 ح2، تأويل الآيات: 391/1 ح 15.

32) في البرهان بعد ذكر الرواية السابقة ذكر روايتين عن الصادق عليه السلام قال: لقد عظمت منزلة الصديق حتّى أ نّ ... .               

33) غاصّ بأهله: ممتلئ‏ بهم.

34) العَنزَة: أطول من العصا وأقصر من الرمح في أسفلها زجّ كزجّ الرمح.

35) الوتر: الجناية الّتي يجنيها الرجل على غيره.

36) يبرد فؤادك: تفرح فؤادك، والعرب تعبّر عن الراحة والفرح والسرور بالبرد.

37) الانتحاب: رفع الصوت بالبكاء. 

38)  النشيج: الصوت المتردّد في الصدر.

39) حملاق العين: باطن أجفانها الّذي يسودّها الكحل، وجمعه حماليق.

40) حسر: انكشف.

41) الكافي: 76/8 ح 30، عنه الوافي: 799/5 ح3، والبحار: 361/46 ح3، وأورد الديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: 298/2 (نحوه).

42) الرحمن: 78.

43) تفسير القمي: 346/2، عنه البحار: 196/24 ح 20، والبرهان: 272/4 ح1.

44) القصص: 83 .                       

45) من المصدر، وليس في الأصل والبرهان.

46) بصائر الدرجات: 312 ضمن ح 12، عنه البحار: 397/24 ح 116، والبرهان: 298/4 ح2.

47) الجبّان: الصحراء .   

48) الإختصاص: 61، عنه البحار: 340/46 ح 30.

49) البحار: 208/2 ح 102.                     

50) الأنعام: 75.

51) هكذا في المناقب، وفي الإختصاص: قال: وكنت مطرقاً إلى الأرض فرفع يده إلى فوق.

52) مناقب ابن شهراشوب: 194/4، عنه البحار: 268/46 ذ ح 65، وروى المفيد في الإختصاص: 317 (نحوه)، عنه البرهان: 532/1 ح9.

53) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 513، عنه البرهان: 532/1 ح 11، وأخرجه في البحار: 278/9 ضمن ح2، عنه وعن الإحتجاج: 26/1.

54) رواه الشيخ شرف الدين رحمه الله في تأويل الآيات: 818/2 ح4، عنه البحار: 97/25 ح 71، ومدينة المعاجز: 449/2 ح 674.

55) في القاموس: فلقه: شقّه، وفي رجله فلوق: أي شقوق، وفي المصدر: متعلّقين.

56) النضو - بالكسر - : المهزول من الإبل.

57) في البحار: اُعاتبه الطريق. قال الجوهري: عتب البعير: أي مشى على ثلاث قوائم، وكأنّ المراد أ نّي جئت على بعير مهزول وكنت أحمله وأكلّفه مشي الطريق بالعتبان لما به من العقر. (هامش البحار).                                          

58) الحجرات: 7.

59) الحشر: 9.                  

60) آل عمران: 31.

61) فزعة: مايوجب الفزع والخوف، وفزع إليه: لجأ.

62) تفسير فرات: 428 ح 567، عنه البحار: 63/68 ح 114، الكافي: 79/8 ح 35، عنه البرهان: 206/4 ح1.                 

63) الفرقان: 70.

64) أمالي المفيد: 298 ح 8 ، عنه البحار: 100/68 ح4، ورواه الطوسي رحمه الله في الأمالي: 72 ح 14 المجلس الثالث، عنه تأويل الآيات: 382/1 ح 20، والبحار: 261/7 ح 12، والبرهان: 175/3 ح3، وأخرجه الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 7.  

65) طه: 82 .

66) تأويل الآيات: 316/1 ح 11، عنه البحار: 148/24 ح 26، والبرهان: 40/3 ح5 .

67) ليس في المصدر، وفي البحار: نحن الطريق وصراط اللَّه المستقيم إلى اللَّه.

69و68) من البحار، وليس في المصدر.  

70) في بعض المصادر: ونحن عزّ الإسلام.

71) في المصدر: وعرفنا حقّنا.

72) أمالي الطوسي: 654 ح4 المجلس الرابع والثلاثون، عنه البحار: 248/26 ح 18، وعن المناقب لابن شهراشوب: 206/4، وعن بصائر الدرجات: 62 ح 10، ورواه الحلّي رحمه الله في المحتضر: 128، والديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: 316/2.

73) المحاسن: 232 ح 432، عنه البحار: 234/6 ح 50 .

74) في البحار: سيّد الأنام.

75) أمالي الطوسي: 296 ح 29 المجلس الحادي عشر، عنه البحار: 182/78 ح 8 .

76) أقول: وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 20، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو أبغض عليّاً أهل السماوات والأرضين لأهلكهم اللَّه ببغضه ولو أحبّه الكفّار أجمعون لأثابهم اللَّه عن محبّته بالخاتمة المحمودة بأن يوفّقهم للإيمان ثمّ يدخلهم الجنّة برحمته.

 وفي ص 392 ضمن حديث قدسي قال: لو أحبّ رجل من الكفّار أو جميعهم رجلاً من آل محمّد عليهم السلام وأصحابه الخيّرين لكافأه اللَّه عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والإيمان، ثمّ يدخله الجنّة.

77) الرحمن : 39.

78) تفسير القمي: 660، عنه البرهان: 268/4، والبحار: 246/6 ح 77.

79) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 264 ح 132، عنه البحار: 360/73 ح 83 ، والمستدرك: 336/11 ح6، وتنبيه الخواطر: 102/2.

80) تحف العقول: 294، عنه البحار: 174/78 ح 21.

81) بشارة المصطفى: 46، عنه البحار: 127/68 ح 57.

82) خفره: نقضه.                      

83) ينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه.            

84) في البحار: وصيّة.  

85) المحتضر: 129، عنه البحار: 4/25 ح7.

86) مناقب ابن شهراشوب: 195/4.

87) تحف العقول: 292، عنه البحار: 172/78.

88) تحف العقول: 293، عنه البحار: 173/78.

89) كشف الغمّة: 133/2، عنه البحار: 186/78 ح 23.

90) كفاية الأثر: 319، عنه البحار: 232/46 ح9.

 

 

 

 

 

    بازدید : 7057
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 65798
    بازديد کل : 129136720
    بازديد کل : 89658377