امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
باب في فضل محبّي آل محمّد عليهم السلام وشيعتهم

 

باب في فضل محبّي آل محمّد عليهم السلام وشيعتهم(1)

 

 1/652- في المجالس للشيخ المفيد، وأمالي ابن الشيخ: بإسنادهما عن عمران بن الحصين قال: كنت أنا وعمر بن الخطّاب جالسين عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام جالس بجنبه إذ قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «أمَّنْ يُجيبُ المُضطَرَّ إذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السوءَ وَيَجْعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرْضِ أءِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلاً ما تَذَكَّرونَ » (2) قال: فاتنفض(3) عليّ عليه السلام انتفاض العصفور، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنك تجزع؟ فقال: وما لي لا أجزع واللَّه يقول: إنّه يجعلنا خلفاء الأرض، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: لاتجزع واللَّه لايحبّك إلاّ مؤمن ولايبغضك إلّا منافق.(4)

 أقول: وفي الحديث لطائف وأسرار لاتخفى على أهلها.

-------------------------------------------

 2/653- في الخصال: من حديث الأربعمائة قال صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعداءنا بيده فهو معنا في الجنّة في درجتنا، ومن أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعداءنا فهو أسفل من ذلك بدرجة(5)، ومن أحبّنا بقلبه ولم يعنّا بلسانه ولا بيده فهو في الجنّة.

 ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدوّنا في النار، ] ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه فهو في النار(6)]، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار.(7)

 وقال عليه السلام: أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، واللَّه لايحبّني إلّا مؤمن ولايبغضني إلّا منافق.(8)

-------------------------------------------

 3/654- في المحاسن: بكر بن صالح، عن الرضا عليه السلام قال: من سرّه أن ينظر إلى اللَّه بغير حجاب وينظر اللَّه إليه بغير حجاب فليتولّ آل محمّد عليهم السلام، وليتبرّء من عدوّهم، وليأتمّ بإمام المؤمنين منهم، فإنّه إذا كان يوم القيامة نظر اللَّه إليه بغير حجاب، ونظر إلى اللَّه بغير حجاب.(9)

 أقول: المراد بالنظر إليه تعالى: النظر إلى نبيّنا وأئمّتنا عليهم السلام أو إلى رحمته، أو كناية عن غاية العرفان، والمراد من نظره تعالى إليه: لطفه وإحسانه، والمراد من غير حجاب أي من غير واسطة.

-------------------------------------------

 4/655- في تفسير القمّي: عن عمر بن يزيد قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: أنتم واللَّه من آل محمّد، فقلت: من أنفسهم جعلت فداك؟ قال: نعم واللَّه من أنفسهم - ثلاثاً ثمّ نظر إليّ ونظرت إليه، فقال: يا عمر إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول في كتابه: «إنَّ أوْلَى الناسِ بإبراهيم للَّذينَ اتَّبَعُوه وهذا النَبِيّ والَّذينَ آمَنُوا وَاللَّه وَلِيُّ المُؤْمِنين »(10).(11)

-------------------------------------------

 5/656- في المحاسن: عن موسى بن بكر قال: كنّا عند أبي عبداللَّه عليه السلام فقال رجل في المجلس: أسأل اللَّه الجنّة، فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: أنتم في الجنّة فاسألوا اللَّه أن لايخرجكم منها، فقالوا: جعلنا فداك نحن في الدنيا! فقال عليه السلام: ألستم تقرّون بإمامتنا؟ قالوا: نعم، فقال: هذا معنى الجنّة الّذي من أقرّ به كان في الجنّة فاسألوا اللَّه أن لايسلبكم.(12)

-------------------------------------------

 6/657- بشارة المصطفى: بإسناده إلى همام ] بن(13)] أبي عليّ قال: قلت لكعب الحبر: ما تقول في هذه الشيعة شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: يا همام إنّي لأجد صفتهم في كتاب اللَّه المنزل أ نّهم حزب‏اللَّه وأنصار دينه، وشيعة وليّه، وهم خاصّة اللَّه من عباده، ونجباؤه من خلقه، اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنّته، مسكنهم الجنّة في الفردوس الأعلى في خيام الدرّ وغرف اللؤلؤ، وهم في المقرّبين الأبرار يشربون من الرحيق المختوم، وتلك عين يقال لها: تسنيم، لايشرب منها غيرهم.

 وإنّ تسنيماً(14) عين وهبها اللَّه تعالى لفاطمة بنت محمّد زوجة عليّ بن أبي طالب عليهم السلام تخرج من تحت قائمة قبّتها، على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك، ثمّ تسيل فيشرب منها شيعتنا وأحبّاؤنا(15) وإنّ لقبّتها أربع قوائم، قائمة من لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنّة يقال لها: السلسبيل، وقائمة من درّة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها: طهور(16)، وهي الّتي قال اللَّه في كتابه: »وَسَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً «.(17)

 وقائمة من زمرّدة خضراء تخرج من تحتها عينان نضّاختان من خمر وعسل فكلّ عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلاّ التسنيم، فإنّها تسيل إلى علّيّين، فيشرب منها خاصّة أهل الجنّة وهم شيعة عليّ وأحبّاؤه، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ في كتابه: «يُسْقَوْنَ مِنْ رَحيقٍ مَخْتُوم × خِتامُهُ مِسْكٌ وَفي ذلكَ فَلْيَتَنافَسِ المُتَنافِسُون × وَمِزاجُهُ مِنْ تِسْنيم × عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبُون» (18) فهنيئاً لهم.

 ثمّ قال كعب: واللَّه لايحبّهم إلّا من أخذ اللَّه عزّوجلّ منه الميثاق.

 قال محمّد بن أبي القاسم: لحريٌّ أن تكتب الشيعة هذا الخبر بالذهب لإيمانهم(19) وتحفظه وتعمل بما تدرك به هذه الدرجات العظيمة، لاسيّما رواية روتها العامّة فتكون أبلغ في الحجّة وأوضح في الصحّة، رزقنا اللَّه العلم والعمل بما أدّوا إلينا الهداة الأئمّة عليهم السلام.(20)

-------------------------------------------

 7/658- في كنز الفوائد: بإسناده إلى عليّ عليه السلام أ نّه قال لمولاه نوف الشامي - وهو معه في السطح - : يا نوف، أرامق(21) أم نبهان(22)؟ قال: نبهان أرمقك يا أميرالمؤمنين قال: هل تدري من شيعتي؟ قال: لا واللَّه.

 قال عليه السلام: شيعتي الذبل الشفاه(23) الخمص البطون(24) الّذين تعرف الرهبانيّة والربّانية في وجوههم، رهبان(25) بالليل، أسد بالنهار الّذين إذا جنّهم الليل(26) إتّزروا على أوساطهم(27) وارتدوا على أطرافهم(28) وصفّوا أقدامهم(29) وافترشوا جباههم(30)، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون(31) إلى اللَّه في فكاك رقابهم؛ وأمّا النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار أتقياء.

 يا نوف، شيعتي الّذين اتّخذوا الأرض بساطاً، والماء طيباً، والقرآن شعاراً، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، شيعتي من لم يهرّ هرير الكلب(32) ولايطمع طمع الغراب، ولم يسأل الناس ولو مات جوعاً، إن رأى مؤمناً أكرمه وإن رأى فاسقاً هجره، هؤلاء واللَّه يا نوف شيعتي، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، اختلف بهم الأبدان ولم تختلف قلوبهم.

 قال: قلت: يا أميرالمؤمنين جعلني اللَّه فداك أين أطلب هؤلاء؟ قال: فقال لي: في أطراف الأرض(33)، يا نوف يجي‏ء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة آخذاً بحجزة ربّه - جلّت ثناؤه - يعني بحبل الدين وحجزة الدين، وأنا آخذ بحجزته وأهل بيتي آخذون بحجزتي، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، فإلى أين؟ إلى الجنّة وربّ الكعبة - قالها ثلاثاً .(34)

-------------------------------------------

 8/659- فيه أيضاً: بالإسناد عن أبي حمزة الثمالي، عن رجل من قومه يعني يحيى بن اُمّ الطويل أ نّه أخبره عن نوف البكالي(35) قال: عرضت لي إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام حاجة فاستتبعت إليه جندب بن زهير والربيع بن خيثم وابن اُخته همّام بن عبادة بن خيثم - وكان من أصحاب البرانس(36) - فأقبلنا معتمدين لقاء أميرالمؤمنين عليه السلام فألقيناه حين خرج يؤمّ المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متديّنين(37) قد أفاضوا في الاُحدوثات(38) تفكُّهاً، وبعضهم يلهي بعضاً.

 فلمّا أشرف لهم أميرالمؤمنين عليه السلام أسرعوا إليه قياماً فسلّموا فردّ التحيّة، ثمّ قال: من القوم؟ قالوا: اُناس من شيعتك يا أميرالمؤمنين، فقال: لهم خيراً، ثمّ قال: يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا، وحلية أحبّتنا أهل البيت؟ فأمسك القوم حياء.

 قال نوف: فأقبلا عليه جندب والربيع فقالا: ما سمة شيعتكم وصفتهم يا أميرالمؤمنين؟ فتثاقل عن جوابهما(39) فقال: اتّقيا اللَّه أيّها الرجلان وأحسنا، فإنّ اللَّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون.

 فقال همّام بن عبادة - وكان عابداً مجتهداً - : أسألك بالّذي أكرمكم أهل البيت وخصّكم وحباكم وفضّلكم تفضيلاً إلاّ أنبأتنا بصفة شيعتكم. فقال عليه السلام: لاتقسم فساُنبّئكم جميعاً وأخذ بيد همّام فدخل المسجد، فسبّح ركعتين(40) وأوجزهما وأكملهما(41) ثمّ جلس وأقبل علينا وحفّ القوم به، فحمداللَّه واثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال:

 أمّا بعد فإنّ اللَّه جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه خلق خلقه فألزمهم عبادته وكلّفهم طاعته، وقسّم بينهم معايشهم، ووضعهم في الدنيا بحيث وضعهم، وهو في ذلك غنيّ عنهم لاتنفعه طاعة من أطاعه، ولاتضرّه معصية من عصاه منهم.

 وساق الراوي كلامه إلى أن قال: ثمّ وضع أميرالمؤمنين عليه السلام يده على منكب همّام بن عبادة وقال: ألا من سأل عن شيعة أهل البيت الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم في كتابه مع نبيّه تطهيراً، فهم العارفون باللَّه، العاملون بأمر اللَّه أهل الفضائل والفواضل(42) منطقهم الصواب، وملبسهم(43) الإقتصاد، ومشيهم التواضع بخعوا(44) للَّه تعالى بطاعته، وخضعوا له بعبادته، فمضوا غاضّين(45) أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم، واقفين أسماعهم على العلم بدينهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالّذي(46) نزلت منهم في الرخاء(47) رضىً عن اللَّه بالقضاء، فلولا الآجال الّتي كتب اللَّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى لقاء اللَّه والثواب، وخوفاً من العقاب.

 عظم الخالق في أنفسهم، وصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة(48) كمن رآها فهم على أرائكها متّكؤن، وهم والنار كمن أدخلها فهم فيها يعذّبون، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأجسادهم نحيفة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة(49) ومعرفتهم(50) في الاسلام عظيمة، صبروا أيّاماً قليلة فأعقبتهم راحة طويلة وتجارة(51) مربحة يسّرها لهم ربٌّ كريم، اُناس أكياس، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها.

 أمّا الليل فصافّون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً(52) يعظون أنفسهم بأمثاله ويستشفون لدائهم بدوائه تارة، وتارة يفترشون جباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، ويمجّدون جبّاراً عظيماً ويجأرون إليه جلّ جلاله في فكاك رقابهم، هذا ليلهم.

 فأمّا النهار، فحلماء علماء بررة أتقياء، براهم(53) خوف باريهم فهم أمثال القداح(54) يحسبهم الناظر إليهم مرضى وما بالقوم من مرض، أو قد خولطوا وقد خالط القوم من عظمة ربّهم وشدّة سلطانه أمر عظيم، طاشت(55) له قلوبهم، وذهلت منه عقولهم، فإذا استقاموا من ذلك بادروا إلى اللَّه تعالى بالأعمال الزاكية، لايرضون له بالقليل ولايستكثرون له الجزيل.

 فهم لأنفسهم متّهمون، ومن أعمالهم مشفقون(56) إن زكّي(57) أحدهم خاف ممّا يقولون وقال: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربّى أعلم بي، اللّهمّ لاتؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً ممّا يظنّون، واغفر لي ما لايعلمون فإنّك علّام الغيوب وساتر العيوب.

 هذا(58) ومن علامة أحدهم أن ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين(59) وإيماناً في يقين، وحرصاً على علم، وفهماً في فقه، وعلماً في حلم، وكيساً(60) في رفق وقصداً في غنى، وتجمّلاً(61) في فاقة، وصبراً في شدّة، وخشوعاً في عبادة، ورحمة للمجهود(62) وإعطاء في حقّ، ورفقاً في كسب، وطلباً في حلال، وتعفّفا في طمع(63) وطمعاً في غير طبع - أي دنس(64) - ونشاطاً في هدى، واعتصاماً في شهوة، وبرّاً في استقامة، لايغيرّه ما جهله(65) ولايدع احصاء ما عمله، يستبطئ نفسه في العمل وهو من صالح عمله على وجل، يصبح وشغله الذكر، ويمسي وهمّه الشكر، يبيت حذراً من سنة الغفلة، ويصبح فرحاً لما أصاب من الفضل والرحمة.

 إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما إليه تشره(66) رغبته فيما يبقى، وزهادته فيما يفنى، قد قرن العمل بالعلم، والعلم بالحلم، يظلّ دائماً نشاطه، بعيداً كسله، قريباً أمله، قليلاً زلله، متوقّعاً أجله، خاشعاً قلبه، ذاكراً ربّه قانعةً نفسه، عازباً(67) جهله، محرزاً دينه، ميّتاً داؤه(68) كاظماً غيظه، صافياً خلقه، آمناً منه جاره، سهلاً أمره، معدوماً كبره، بيّناً صبره، كثيراً ذكره، لايعمل شيئاً من الخير رياء ولايتركه حياءً، الخير منه مأمول والشرّ منه مأمون.

 إن كان بين الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، قريب معروفه، صادق قوله، حسن فعله، مقبل خيرة، مدبر شرّه، غائب مكره، في الزلازل وقور(69) في المكاره صبور، في الرخاء شكور، لايحيف(70) على من يبغض، ولا يأثم(71) فيمن يحبّ، ولا يدّعي ما ليس له، ولايجحد ما عليه.

 يعترف بالحقّ قبل أن يشهد به عليه، لايضيع ما استحفظه(72) ولاينابز(73) بالألقاب، ولايبغى على أحد، ولايغلبه الحسد، ولايضارُّ بالجار، ولايشمت بالمصاب، مؤدّ للأمانات، عامل بالطاعات، سريع إلى الخيرات، بطي‏ء عن المنكرات، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه.

 لايدخل في الاُمور بجهل، ولايخرج من الحقّ بعجز، إن صمت لم يعيه الصمت وإن نطق لم يعيه اللفظ، وإن ضحك لم يعل به صوته، قانع بالّذي قُدّر له لايجمح(74) به الغيظ، ولايغلبه الهوى، ولايقهره الشحّ، يخالط الناس بعلم، ويفارقهم بسلم، يتكلّم ليغنم، ويسأل ليفهم، نفسه منه في عناء.

 والناس منه في راحة، أراح الناس من نفسه وأتعبها لآخرته(75) إن بغي عليه صبر ليكون اللَّه تعالى هو المنتصر له، يقتدي بمن سلف من أهل الخير قبله، فهو قدوة لمن خلف من طالب البرِّ بعده، أولئك عمّال اللَّه ومطايا(76) أمره وطاعته، وسرج أرضه وبريّته، أولئك شيعتنا وأحبّتنا ومنّا ومعنا ألا ها(77) شوقاً إليهم.

 فصاح همّام بن عبادة صيحة وقع مغشياً عليه، فحرّكوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة اللَّه عليه فاستعبر الربيع باكياً وقال: لأسرع ما أودت(78) موعظتك يا أميرالمؤمنين بابن أخي، ولوددت لو أ نّي بمكانه.

 فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: هكذا(79) تصنع المواعظ البالغة بأهلها، أما واللَّه لقد كنت أخافها عليه فقال له قائل: فما بالك أنت(80) يا أميرالمؤمنين! فقال: ويحك إنّ لكلّ واحد أجلاً لايعدوه(81) وسبباً لن يجاوزه، فمهلاً لاتعدُ لها، فإنّما نفثها على لسانك الشيطان.

 قال: فصلّى عليه أميرالمؤمنين عليه السلام عشيّة ذلك اليوم، وشهد جنازته ونحن معه.

 قال الراوي عن نوف: فصرت إلى الربيع بن خيثم فذكرت له ما حدّثني نوف فبكى الربيع حتّى كادت نفسه أن تفيض(82)، وقال: صدق أخي، لاجرم أنّ موعظة أميرالمؤمنين عليه السلام وكلامه ذلك منّي بمرأى ومسمع، وما ذكرت ما كان من همّام بن عبادة يومئذ وأنا في بلهنية(83) إلّا كدّرها ولا لشدّة إلّا فرَّجها.(84)

-------------------------------------------

 9/660- الشيخ أبوجعفر الطوسي قدس سره: بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلى سليمان الديلمي، عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام قال: قلت لسيّدي أبي‏عبداللَّه عليه السلام ما معنى قول اللَّه عزّوجلّ: »وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُور إذْ نادَيْنا «(85)؟ قال: كتاب كتبه اللَّه عزّوجلّ قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورقة آس، فوضعها على العرش.

 قلت: يا سيّدي وما في ذلك الكتاب؟ قال: مكتوب »يا شيعة آل محمّد أعطيتكم قبل أن تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تعصوني، وعفوت عنكم قبل أن تذنبوا، من جاءني بالولاية أسكنته جنّتي برحمتي«.(86)

 ورواه محمّد بن العبّاس مثله.(87)

-------------------------------------------

 10/661- في جامع الأخبار وكشف الغمّة: عن الصدوق بأسانيده، عن جابر بن عبداللَّه الأنصارى رحمه الله قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام من نور، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا وسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا ووحّدنا فوحّدوا.

 ثمّ خلق اللَّه السماوات والأرضين وخلق الملائكة، فمكثت الملائكة مائة عام لاتعرف تسبيحاً ولاتقديساً ولاتمجيداً، فسبّحنا وسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة لتسبيحنا، وقدّسنا فقدّست شيعتنا فقدّست الملائكة لتقديسنا، ومجّدنا فمجّدت شيعتنا فمجّدت الملائكة لتمجيدنا، ووحّدنا فوحّدت شيعتنا فوحّدت الملائكة لتوحيدنا، وكانت الملائكة لاتعرف تسبيحاً ولاتقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا، فنحن الموحّدون حين لا موحّد غيرنا، وحقيق على اللَّه تعالى كما اختصّنا واختصّ شيعتنا أن ينزلنا أعلى علّيّين.

 إنّ اللَّه سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون(88) أجساماً(89) فدعانا فأجبناه، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر اللَّه.(90)

-------------------------------------------

 11/662- في الإكمال والعيون: في رواية اُبيّ بن كعب بأسانيده عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في خلقة الأئمّة عليهم السلام إلى أن قال: فركب اللَّه عزّوجلّ في صلبه نطفة مباركة زكيّة، وأخبرني جبرئيل عليه السلام إنّ اللَّه تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفراً، وجعله هادياً مهديّاً وراضياً مرضيّاً، يدعو ربّه فيقول في دعائه:

 «يا دان(91) غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاءً ولهم عندك رضىً، واغفر ذنوبهم، ويسِّر اُمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر الّتي بينك وبينهم، يا من لايخاف الضيم(92) ولاتأخذه سنة ولا نوم، اجعل لي من كلّ ] همّ و[ غمّ فرجاً«، من دعا بهذا الدعاء حشره اللَّه عزّوجلّ أبيض الوجه مع جعفر بن محمّد عليهما السلام إلى الجنّة.(93)

-------------------------------------------

 12/663- في المحاسن: عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: دخلنا على الصادق عليه السلام أنا والمعلّى بن خنيس فقال: يا عقبة، لايقبل اللَّه من العباد يوم القيامة إلاّ هذا الّذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - قال:

 ثمّ اتّكأ وغمز إليّ المعلّى أن سله فقلت: يابن رسول اللَّه إذا بلغت نفسه هذه فأيّ شي‏ء يرى؟ فردّد عليه بضعة عشرة مرّة: أيّ شي‏ء يرى؟ فقال في كلّها: يرى لايزيد عليها، ثمّ جلس في آخرها فقال:

 يا عقبة، قلت: لبّيك وسعديك، فقال: أبيت إلّا أن تعلم؟ فقلت: نعم يابن رسول اللَّه ] إنّما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك(94)] وكيف بك يابن رسول اللَّه كلّ ساعة؟ وبكيت، فرقّ لي. فقال: يراهما واللَّه، قلت: بأبي أنت واُمّى من هما؟ فقال: ذاك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام.

 يا عقبة، لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتّى تراهما، قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا، بل يمضي أمامه، فقلت له: يقولان شيئاً جعلت فداك؟ فقال: نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عند رأسه، وعليّ عليه السلام عند رجليه فيكبّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: يا وليّ اللَّه أبشر، أنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنّي خير لك ممّا تترك من الدنيا.

 ثمّ ينهض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيقدم عليه عليّ عليه السلام حتّى يكبّ عليه فيقول: يا وليّ اللَّه أبشر، أنا عليّ بن أبي طالب الّذي كنت تحبّني، أما لأنفعنّك.

 ثمّ قال أبوعبداللَّه عليه السلام: أما إنّ هذا في كتاب اللَّه عزّوجلّ، قلت: أين هذا جعلت فداك من كتاب اللَّه؟ قال: في سورة يونس قول اللَّه تعالى هاهنا: «الَّذينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُون × لَهُمُ البُشْرى فِي الحَيوةِ الدنيا وَفِي الآخِرَة لاتَبْديلَ لِكَلِماتِ اللَّه ذلكَ هُوَ الفَوْزُ العَظيم »(95).(96)

 ورواه العيّاشي عن عقبة مثله.(97)

-------------------------------------------

 13/664- في تفسير فرات: في النبويّ، أ نّه قال لعلي عليه السلام: هذا جبرئيل يخبرني عن اللَّه عزّوجلّ: إذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك ركباناً على نوق من نور البرق، يطيرهم في أرجاء(98) الهواء ينادون في عرصة الهواء: نحن العلويّون فيأتيهم النداء من قبل اللَّه: أنتم المقرّبون الّذين لاخوف عليكم ] اليوم(99)] ولا أنتم تحزنون.(100)

-------------------------------------------

 14/665- في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة، لايتيقّن الوصول إلى رضوان اللَّه حتّى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له، وذلك أنّ ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدّة علّته، وعظيم ضيق صدره بما يخلّفه من أمواله، ولما هو عليه من اضطراب أحواله من معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه فلم ينلها، فيقول له ملك الموت: ما لك تجرع غصصك؟ فيقول: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون ] أموالي و[ آمالي.

 فيقول له ملك الموت: وهل يجزع(101) عاقل من فقد درهم زائف ] وقد اعتاض عنه بألف(102)] ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها الّتي تقصر دونها الأمانيّ.

 فيقول له ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك هاهنا وذرّيّتك صالحاً فهم(103) هناك معك أفترضى به بدلاً ممّا هاهنا؟ فيقول: بلى واللَّه.

 ثمّ يقول ملك الموت: اُنظر، فينظر فيرى محمّداً وعليّاً والطيّبين من آلهما في أعلى علّيّين فيقول له: أو تراهم؟ هؤلاء سادتك وأئمّتك، هم هناك جلاّسك وأناسك(104) أفما ترضى بهم بدلاً ممّا تفارق هنا؟ فيقول: بلى وربّي.

 فذلك ما قال اللَّه تعالى: «إنَّ الَّذينَ قالُوا رِبُّنَا اللَّه ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِم المَلائِكَةُ ألّا تَخافُوا وَلاتَحْزَنُوا »(105) فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها ولاتحزنوا على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال، فهذا الّذي شاهدتموه في الجنان بدلاً منهم «وَأبْشِرُوا بِالْجَنّةِ الَّتي كُنْتُم تُوعَدُون» (106) هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم واُناسكم وجلّاسكم(107) ونحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، «وَلَكُم فيها ما تَشْتَهي أنْفُسُكم، وَلَكُم فيها ما تَدَّعُون × نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحيم»(108).(109)

-------------------------------------------

 15/666- الحمويني وهو من أعيان علماء العامّة قال: رأيت بخطّ جدّي شيخ الإسلام بأسانيده المفصّلة عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: معرفة آل محمّد عليهم السلام براءة من النار، وحبّ آل محمّد عليهم السلام جواز على الصراط، والولاء لآل محمّد عليهم السلام أمان من العذاب.(110)

-------------------------------------------

 16/667- موفّق بن أحمد: بأسانيده المفصّلة عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال سلمان رضى الله عنه: كنت ذات يوم عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له: ألا اُبشّرك؟ قال: بلى يا رسول اللَّه قال: هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن اللَّه جلّ جلاله أ نّه قد أعطى محبّيك وشيعتك سبع خصال:

 الرفق عند الموت، والاُنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنّة قبل سائر الناس (من الاُمم) بثمانين عاماً.(111)

-------------------------------------------

 17/668- أمالي ابن الشيخ: بأسانيده المفصّلة عن جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: من أحبّنا للَّه وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبها منه، وعادى عدوّنا لا لإحنة(112) كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفر اللَّه تعالى له.(113)

-------------------------------------------

 18/669- في الإختصاص: بأسانيده عن ابن نباتة قال: أتيت أميرالمؤمنين عليه السلام لاُسلّم عليه فجلست أنتظره، فخرج إليّ، فقمت إليه فسلّمت عليه، فضرب على كفّي ثمّ شبّك أصابعه في أصابعي ثمّ قال: يا أصبغ بن نباتة قلت: لبّيك وسعديك يا أميرالمؤمنين.

 فقال: إنّ وليّنا وليّ اللَّه، فإذا مات وليّ اللَّه كان من اللَّه بالرفيق الأعلى، وسقاه من النهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد وألين من الزبد.

 فقلت: بأبي أنت واُمّي وإن كان مذنباً؟ فقال: نعم وإن كان مذنباً، أما تقرأ القرآن «فاُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّه سَيِّئاتِهِم حَسَنات وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً» (114) يا أصبغ، إنّ وليّنا لو لقى اللَّه وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها اللَّه له إن شاء اللَّه تعالى.(115)

-------------------------------------------

 19/670- فيه أيضاً: بأسانيده عن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللَّه تعالى ليتحمّل عن محبيّنا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان منهم فيها على إضرار وظلم للمؤمنين. فيقول للسيّئات: كوني حسنات.(116)

-------------------------------------------

 20/671- في تفسير فرات: عليّ بن أحمد بن خلف الشيباني معنعناً عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال: بينما النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة أيّام الموسم إذا التفت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام وقال: هنيئاً لك وطوبى لك يا أباالحسن، إنّ اللَّه قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإيّاك فيها سواء فقال: «الْيَوْم أكْمَلْتُ لَكُم دينَكُم وأتْمَمْت عَلَيْكُم نِعْمَتي وَرضيتُ لَكُم الإسْلامَ ديناً» (117) بيوم عرفة ويوم جمعة.

 هذا جبرئيل يخبرني عن اللَّه تعالى: إنّ اللَّه يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركباناً غير رجال على نجائب رحائلها(118) من النور فتناخ(119) عند قبورهم، فيقال لهم: اركبوا يا أولياء اللَّه، فيركبون صفّاً معتدلاً أنت أمامهم إلى الجنّة، حتّى إذا صاروا إلى الحشر(120) ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة، فتذرى في وجوههم المسك الأذفر، فينادون بصوت لهم: نحن العلويّون فيقال لهم: إن كنتم العلويّين فأنتم الآمنون، ولا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون.(121)

-------------------------------------------

 21/672- عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صافح محبّاً لعليّ عليه السلام غفر اللَّه له الذنوب وأدخله الجنّة بغير حساب.(122)

 

------------------------------------------

1) كان في الأصل هكذا: هذا في العلويّين، وأمّا المحبّين والشيعة فنقتصر أيضاً عليهم بأحاديث.

2) النمل: 62.

3) انتفض: دهش واضطرب، ولعلّ انتفاضته‏عليه السلام كان من استماع ذكر الخلافة لما علم أ نّ الخلافة والحكومة ممّا يتنافس فيه القوم، وهي موضع النزاع والشقاق، فينتج التفرقة والفشل، وكأ نّه يشاهد الدماء المهراقة والقتلى المطروحة على الأرض والفروج المستحلّة في سبيل الرياسة واستيفاء القدرة والقوّة، فلذلك أخذه‏عليه السلام شبه جزع وخيفة، لا من جهة شقة إقامة العدل والعمل بالقسط، فإنّه‏عليه السلام أبو حسنه وابن بجدته، ولذلك ترى رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله وسلم يتسلّاه بأن لايجزع، فإنّ الحقّ في التنازع معه، وأعداؤه ومخالفيه على شتّى فرقهم كلّهم على الباطل، وعلى ذلك لم يخف في اللَّه لومة لائم، فجاهد الناكثين والقاسطين والمارقين. (من هامش أمالي المفيد) .

4) أمالي المفيد: 307 ح5، أمالي الطوسي: 77 ح 21 المجلس الثالث، عنه البحار: 13/41 ح2 وأورده الطبري‏ رحمه الله في بشارة المصطفى: 10.

5) في المصدر: بدرجتين.

6) ليس في المصدر، ولا في البحار: 27.

7) الخصال: 629/2، عنه البحار: 107/10 س 11.

8) المصدر السابق: 633، عنه البحار: 88/27 ح 39.

9) المحاسن: 46 ح 101، عنه البحار: 90/27 ح 42.

10) آل عمران: 68.

11) تفسير القمي: 105/1، عنه مجمع البيان: 458/2، والبحار: 84/68 ح1، تأويل الآيات: 115/1 ح 25.

 أقول: وفي بشارة المصطفى: 68، قال أبو عبداللَّه عليه السلام: يابن يزيد، أنت واللَّه منّا أهل البيت، فقلت: جعلت فداك من آل محمّد عليهم السلام؟ قال: واللَّه من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب‏اللَّه ... ؟

12) المحاسن: 122 ح 105، عنه البحار: 102/68 ح 11.

13) من المصدر، وليس في البحار.

14) هكذا في البحار، وفي المصدر: فإنّ التسنيم.

15) في البحار: شيعتها وأحبّاؤها.

16) في المصدر: طهورا.

17) الإنسان: 21.             

18) المطفّفين: 28 - 25.

19) في البحار: لانمائه.  

20) بشارة المصطفى: 50، عنه البحار: 128/68 ح 59.

21) الرامق: اللاحظ والناظر في الشي‏ء.  

22) النبهان: المنتبه من النوم.

23) الشفة: الجزء اللحمي الظاهر الّذي يستر الأسنان، وهما شفتان، والجمع: شفاه.

 ذَبَل شفاه: أي ضمر وهُزل وذهبت نضارته وطراوته. وقال المجلسي رحمه الله: هي كناية إمّا عن الصوم، أو كثرة التلاوة والدعاء والذكر.  

24) خَمَصَ البطن: خلا وضَمُر.

25) رهبان: الّذي تخلّى عن أشغال الدنيا واعتزل عن أهلها.

26) جنّ الليل: أظلم.

27) أي يشدّون وسطهم بالإزار كالمنطقة ليجمع ثيابهم، وقيل: هو كناية عن الإهتمام في العبادة.

28) أي يلبسون الرداءة أو يشدّونها على أطرافهم ويشتملون بها.

29) صفّ القدمين: وضعهما في الصلاة بحيث يتحاذى الإبهامان ويتساوى البعد بين الصدر والعقب.

30) الإفتراش: البسط على الأرض، وهو وصف لحال سجودهم.

31) يجأرون: يتضرّعون ويستغيثون.

32) هرير الكلب: صوته دون النباح إذا تجهم على الغريب، والمراد أ نّه لايجزع عند المصائب، أو لايصول على الناس بغير سبب كالكلب.

33) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: كأ نّ الراوي يقول: لا أجد بين الناس من اتّصف بتلك الصفات فأين أجدهم؟ قال عليه السلام: في أطراف الأرض، لأ نّهم يهربون من المخالفين تقيّة، أو يستوحشون من الناس لاستيلاء حبّ الدنيا والجهل عليهم حذراً من أن يصيروا مثلهم.

34) كنز الفوائد: 87/1، عنه البحار: 191/68 ح 47.

35) البكالي - بكسر الباء - منسوب إلى بكالة، قرية من اليمن، ونوف البكالي كان حاجب أميرالمؤمنين عليه السلام.

36) قال الجوهري: البرنس: قلنسوة طويلة، وكان النُسّاك يلبسونها في صدر الاسلام.

37) في البحار: مبدّنين، بضمّ الميم وتشديد الدال المفتوحة: أي سماناً ملحّمين كما هو هيئة المترفين بالنعم.   (6) الاُحدوثة: الحديث المضحك أو الخرافة.

38) 

39) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 547/2، تثاقله عليه السلام عن جوابه، لأ نّه عليه السلام علم أنّ المصلحة في تأخير الجواب وكأ نّه حضر المجلس من لايحبّ أن يجيب - وهو حاضر - . ولعلّه بتثاقله عليه السلام يشتدّ شوق همّام إلى سماع الموعظة، ولعلّه من باب تأخير البيان إلى وقت الحاجة، لا عن وقت الحاجة. وقال ابن ميثم في شرح النهج: 364 تثاقله عليه السلام لخوفه على همّام كما يدلّ عليه قوله عليه السلام: أما واللَّه لقد كنت أخافها عليه.

40) في النهاية: قد يطلق التسبيح على صلاة التطوّع والنافلة.

41) أي أوجزهما كمّاً وأكملهما كيفاً.

42) الفواضل: الأيادي الجسيمة أو الجميلة.

43) الملبس - بفتح الباء - : ما يلبس.

44) بخع له: تذلّل له وأطاع وأقرّ.

45) غضّ بصره: كفّه وخفضه.

46) في الأصل: كالّذين. وقال ابن ميثم: يحتمل أن يكون المراد بالّذي: الّذين، فحذف النون كما في قوله تعالى: «وَخُضْتُمْ كَالَّذي خاضُوا » التوبة: 69، أي نزلت في البلاء كالنزول الّذي نزلت في الرخاء.        

47) الرخاء - بالفتح - : سعة العيش.

48) فهم والجنّة:روي «والجنّة» بالنصب فيكون الواو بمعنى مع، وروي بالرفع على أ نّه معطوف على «هم».

49) العفّة: كفّ النفس عن المحرّمات، بل عن الشبهات والمكروهات أيضاً.

50) في البحار: ومعونتهم.

51) تجارة: عطف بيان للرّاحة.

52) يرتّلونه: في بعض المصادر يرتّلونها، فالضمير يرجع لأجزاء القرآن، وفي معنى الترتيل قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّه حفظ الوقوف وأداء الحروف.

53) برى العود أو الحجر: نَحَته أي قشره. وبرى الجوع الانسان: هزله.

54) القداح: جمع قِدح وهو السهم قبل أن يراش وينصّل.

55) طاش: اضطرب.

56) الإشفاق: الخوف. اشفاقهم من السيّئات وإن تابوا منها، لإحتمال عدم قبول توبتهم، ومن الحسنات لإحتمال عدم القبول.

57) التزكية: المدح.

58) هذا: أي خذ هذا، وهو فصل في الكلام شايع.

59) الحزم - بالفتح - : ضبط الأمر، والأخذ فيه بالثقة، والحذر من فواته وكأنّ المعنى أ نّه لايصير حزمه سبباً لخشونته، بل مع الحزم يداري الخلق ويلاينهم.

60) الكيْس: الفطانة.

61) التجمّل: التزيّن، والتجمّل في الفاقة: سلوك مسلك الأغنياء والمتجمّلين في حال الفقر وذلك بترك الشكوى إلى الخلق وعدم إظهار الفاقة للناس.

62) المجهود: الوسع والطاقة.

63) كأنّ في بمعنى «عن» أو بمعنى «مع»، فالمراد الطمع من اللَّه.

64) كأ نّه من كلام الراوي، وفي النهاية: الطبع - بالتحريك - : الدنس وأصله من الدنس والوسخ يغشيان السيف ثمّ استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار والآثام.

65) لايغيّره ما جهله: أي من عيوبه، والأظهر: لايغرّه ثناء من جهله.

66) شره - كفَرحَ - : غلب حرصه.  

67) عازباً: غائباً.  

68) وفي الكافي بدل هذه الجملة: «ميتة شهوته».

69) الزلازل: الشدائد، والوقور: من الوَقار، وهو الحلم والرزانة.

70) الحيف: الجور والظلم.

71) ولايأثم: المراد بالإثم الميل عن الحقّ، والغرض أ نّه لايترك الحقّ للعداوة والمحبّة إذا كان حاكماً.

72) ما استحفظه: أي ما أودع عنده من الأموال و الأسرار.

73) المنابزة والتنابز: التعاير والتداعي بالألقاب.

74) جمح الرجل: ركب هواه فلايمكن ردّه.  

75) في الأصل: لاخوته.

76) المطايا: جمع المطيّة وهي الدابّة تمطو أي تسرع في مسيرها.

77) ألا ها: ألا حرف تنبيه، وها إمّا اسم فعل بمعنى خذ، أو حكاية عن تنفّس طويل تحسّراً على عدم لقائهم.

78) أود: أعوج. وآد الشي‏ء حاملَه: أثقله وأجهده، أو حناه من ثقله.

79) هكذا: في محلّ النصب نائب للمفعول المطلق لقوله «تصنع» والتقديم للحصر، والمشار إليه نوع من التأثير صارفي همّام سبب موته.

80) فما بالك: أي ما حالك حيث لم يفعل العلم بتلك الصفات أو ذكرها أو سماعك من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل بهمّام.

81) هذا جواب أميرالمؤمنين عليه السلام، وذكر بعض المحقّقين أ نّه أجابه عليه السلام بالإشارة إلى السبب البعيد وهو الأجل المحتوم به القضاء الإلهي، وهو جواب مقنع للسامع مع أ نّه حقّ وصدق، وأمّا السبب القريب الفرق بينه وبين همّام ونحوه لقوّة نفسه القدسيّة على قبول الواردات الإلهيّة وتعوّده بها وبلوغ رياضته حدّ السكينة عند ورود أكثرها وضعف نفس همّام عمّا ورد عليه من خوف اللَّه ورجائه وأيضاً فإنّه عليه السلام كان متّصفاً بهذه الصفات لم يفقدها حتّى يتحسّر على فقدها.

82) في الأصل: أن تقبض.

83) البلهنية - بضمّ الباء - : الرخاء وسعة العيش، وفي بعض المصادر: هنيئة.

84) كنز الفوائد: 89/1، أمالي المفيد: 78، عنه البحار: 192/68 ح 48، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: 162/7، والصدوق رحمه الله في الأمالي: 665 ح2 المجلس الرابع والثمانون، وفضائل الشيعة: 96 ح 35 (نحوه)، وأورده السيّد الرضي في نهج البلاغة: الخطبة 193، وسليم بن قيس في كتابه: 238.

 أقول: استفدت من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في ذكر الهامش، ونقلته عن مواضع من البحار.

85) القصص: 46.

86) تأويل الآيات: 417/1 ح 11، عنه البحار: 296/26 ح 62 .

87) تأويل الآيات: 417/1 ح 10، عنه البحار: 296/26 ح 61، والبرهان: 227/3 ح1، ورواه فرات في تفسيره: 316 ح 426 (نحوه)، عنه البحار: 362/13 ح 80 ، و266/24 ح 30، ورواه المفيد في الإختصاص: 109 بإسناده عن أبي سعيد المدائني (نحوه) عنه البحار: 64/68 ح 116.

88) تكون، خ.  

89) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: أي قبل أن نحلّ الأبدان العنصريّة.

90) جامع الأخبار: ص9، عنه البحار: 343/26 ح 16، كشف الغمّة: 458/1، عنه البحار: 80/37 ح 49، وأخرجه في ج 131/27 ح 122 (مثله) عن كتاب منهج التحقيق.

91) في الإكمال: يا ديّان.

92) الضيم: الظلم.

93) كمال الدين: 266 ضمن ح 11، عنه البحار: 206/36 ضمن ح 8 ، عيون الأخبار: 62 59/1 عنه البحار: 185/94 ح1.

94) بدل ما بين المعقوفتين في الكافي: إنّما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك.

 قال العلّامة المجلسي رحمه الله: في قوله: »إنّما ديني مع دمي« المراد بالدم الحياة، أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيّاً، فإذا ذهب دمي أي متّ كان ذلك أي ترك الطلب.

 أو المعنى: أ نّه إنّما يمكنني تحصيل الدين ما دمت حيّاً، فقوله: فإذا ذهب دمي استفهام انكاري أي بعد الموت كيف يمكنني طلب الدين.

 وعلى نسخة الكافي: «إنّما ديني مع دينك» أي إنّ ديني إنّما يستقيم إذا كان موافقاً لدينك، فإذا ذهب ديني - لعدم علمي بما تعتقده - كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي.

95) يونس: 64 و 63.

96) المحاسن: 133 ح 158، عنه البحار: 185/6 ح 20.

 97) العيّاشي: 125/2 ح 33، عنه البحار: 186/6 ذ ح 20، ورواه في الكافي: 128/3 ح1، عنه البحار: 237/39 ح 23، والبرهان: 189/2 ح1.  

98) أرجاء: جمع الرجا: الناحية.

99) ليس في المصدر.

100) تفسير فرات: 120 ضمن ح 127، عنه البحار: 237/7 ضمن ح 8 .

101) يحزن، خ.  

102) هكذا في التأويل، وفي المصدر: واعتياض ألف.  

103) فهو، خ.

104) الجلّاس: جمع الجليس، والاناس - جمع الانس - : من تأ نّس به.

106 و 105) فصّلت: 30.

107) إلى هنا يكون في المصدر والبحار، وزاد في تأويل الآيات ما بعده.

108) فصّلت: 32 و31.

109) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 239 ح 117، عنه البحار: 176/6 ح2، و26/24 ح4، والبرهان: 111/4 ح 12، والمحتضر: 22، وأخرجه في تأويل الآيات: 537/2 ح 11 )مثله(.

110) فرائد السمطين: 256/2 ح 525، ينابيع المودّة: 263.

111) رواه الصدوق في الأمالي: 416 ح 15 المجلس الرابع والخمسون، عنه البحار: 9/68 ح4 وأخرجه في ص 11 ح9 بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، عن الخصال: 402/2 ح 112 (نحوه) وذكر في ذيله بيان، ورواه البرسي رحمه الله في المشارق: 150، وفيه: بأربعين عاماً.

112) الاحنة: الحقد.

113) أمالي الطوسي: 156 ح 11 المجلس السادس، عنه البحار: 54/27 ح7، وأخرجه في بشارة المصطفى: 90، عنه البحار: 106/27 ح 77، إرشاد القلوب: 77/2، غاية المرام: 592 ح 35.

 أقول: روى البرقي رحمه الله في المحاسن: 124 ح 120 عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: من أحبّنا لا لدنيا يصيبها منّا وعادى عدوّنا لا لشحناء كانت بينه وبينه أتى اللَّه يوم القيامة مع محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم وعليّ عليهما السلام.

114) الفرقان: 70.

115) الإختصاص: 60، عنه البحار: 280/34 ح 1024.

116) أمالي الطوسي: 164 ح 26 المجلس السادس، عنه البحار: 100/68 ح5.

117) المائدة: 3.

118) الرحائل: جمع الرحالة: السرج من جلود.

119) أناخ الجمل: أبركه.

120) في المصدر والبحار: الفحص، والفحص كلّ موضع يسكن.

121) تفسير فرات: 120 ح 126، عنه البحار: 133/36 ح 86 .

122) مائة منقبة: 69 المنقبة التاسعة والثلاثون، عنه البحار: 115/27 ح 90، وأورده الخوارزمي في المناقب: 316 ح 317، وللحديث صدر ما ذكره المؤلّف رحمه الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 6722
    بازديد امروز : 6464
    بازديد ديروز : 72005
    بازديد کل : 129162063
    بازديد کل : 89677512