امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الخاتمة : في عظمة الله عزّوجلّ

الخاتمة

 

في عظمة الله عزّوجلّ

 

 أقول: إنّ ما ذكرنا في كتابنا هذا من المناقب المحيّرة للعقول وجعلناها قطرة بالنسبة إلى ما لم نذكره من مناقب إمكانيّة للأئمّة عليهم السلام مترشّحةٌ من إفاضات اللَّه جلّت عظمته، وينبغي لنا الآن أن نستدلّ على عظمة خالقهم.

 قال الشاعر الفارسي:

 حسن يوسف كس در اين عالم نديد

حسن آن دارد كه يوسف آفريد

 وليس لنا أن نتكلّم ونتجاسر في عظمته - تقدّست أسماؤه - إلّا بما ألهم به الحقّ سبحانه وتعالى، وأوحى إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فإنّ ربّ البيت أدرى بالّذي فيه، مع أ نّهم عليهم السلام يعبّرون عنها بما تاهت به العقول، وقصرت الألسنة عن التعبير عنها. قال الناظم الفارسي:

 

 هزار مرتبه شستن دهان به مشك و گلاب

هنوز نام تو بردن، كمال بى ‏ادبى است

 

 فالحقّ الحقيق أن نقتصر في ذلك على كلماتهم عليهم السلام فقط، وهي كثيرة.

 

 منها: ما روي أ نّه تعالى سمّي «العظيم» لأ نّه خالق الخلق العظيم، وربّ العرش العظيم وخالقه.(1)

 وقد جعل الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب التوحيد باباً مستقلاًّ في ذكر عظمة اللَّه جلّ جلاله.(2)

 ومنها: ما قال الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام في دعائه: »يا من لاتنقضي عجائب عظمته«.(3)

 ومنها: قول أميرالمؤمنين عليه السلام: ولاتقدِّر عظمةَ اللَّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين.(4)

 أقول مستعيناً باللَّه: العظيم المطلق هو اللَّه سبحانه لاستيلائه على جميع الممكنات بالإيجاد والإفناء، وليست عظمته عظمة مقداريّة ولا عدديّة لتنزّهه عن المقدار والمقداريّات، والكمّ والكمّيّات، بل هي عبارة عن كمال الذات والصفات بما لايتناهى عدّة ولا مدّة، وكلّما تأمّلها الإنسان وأجال فيها النظر يجد من كمال قدرته وآثار حكمته جلّ شأنه لاتتناهى قدراً وعرفاناً، بل كلّما غاص العارف المتقرّب إليه في البحر الزاخر من عظمته، وعبر منزلاً من منازلها ازدادت عظمته في نفسه، وعلم منها فوق ما علم أوّلاً، وهكذا حتّى يكمل عقد يقينه بذلك، ويبلغ إلى غاية ما يتصّور له من منازلها، فينادي بالعجز عن معرفته مقرّاً بعلوّ عظمته.

 ولذا قال بعض أهل التحقيق: إنّ عظمته تعالى عبارة عن تجاوز قدره حدود العقول حتّى لايتصوّر الإحاطة بكنهه وحقيقته.(5)

 وقال بعض العارفين: إنّ عظمة الحقّ جلّ وعلا صفة إضافية ثانية له تعالى بالقياس إلى إعتقاد العبد وتصوّره، وإثباته لغيره عزّوجلّ وجوداً، وإلاّ فليس لما سواه في جنب وجوده تعالى وجود حتّى يتّصف بالعظمة بالقياس إليه.

 ويؤيّد هذا الكلام قول الصادق عليه السلام: وهل هناك شي‏ء في جواب من قال: اللَّه أكبر من كلّ شي‏ء، إشارة إلى مقام قدسه عزّوجلّ، بل ورد في تفسير التكبير معنيان.

 الأوّل: قال عليه السلام: اللَّه، أكبر من أن يوصف.(6)

 الثاني: قال عليه السلام: أكبر من أن ينال(7) لكنّ الإنسان يتصوّر لنفسه بقوّته الوهميّة وجوداً مستقلاً وبواسطة وجوده الموهوم أثبت للعالم وأفراده وجوداً مستقلاً يقيس إليها وجود الحقّ فيصفه بالعظمة، ثمّ يقدر ما يظهر قصور وجوده وضعفه وتصوّر الوجودات وضعفها يزيد في نظره عظمة الحقّ، ولهذا قيل: إنّ ظهور الأنسان سبب خفاء الحقّ في هذا العالم فبقدر إنكساره وافتقاره يظهر وجود الحقّ وعظمته وكبريائه.

 ومنها: ما روي عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: إيّاكم والتفكّر في اللَّه، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه.(8)

 ومنها: حكى الزمخشري في ربيع الأبرار قال: قرب إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام طهوره في وقت ورده فوضع يده في الأناء ليتوضّأ، ثمّ رفع رأسه فنظر إلى السماء والقمر والكواكب فجعل يفكّر في خلقها حتّى أصبح وأذّن المؤذّن، ويده في الاناء.

 وحكى ذوالنون المصري قال: سمعت شخصاً قائماً في وسط البحر وهو يقول: سيّدي سيّدي أنا خلف البحور والجزائر، وأنت الملك الفرد بلا صاحب ولا زائر، من الّذي آنس بك فاستوحش؟ أم من الّذي نظر إلى آيات قدرتك فلم يدهش؟ أما في نصبك السماء ذات الطرائق، ورفعك الفلك فوق رؤوس الخلائق، وإجرائك الماء بلا سائق، وإرسالك الريح بلا عائق دليل على فردانيّتك.

 أمّا السماوات فتدلّ على صنعتك، وأمّا الفلك فيدلّ على حسن صنعتك ، وأمّا الرياح فنشر من نسيم بركاتك، وأمّا الرعود فتصورت بعظيم آياتك، وأمّا الأرض فتدلّ على عظيم حكمتك، وأمّا الأنهار فتنفجر بعذوبة كلمتك، وأمّا الأشجار فتخبر بجميل صنائعك، وأمّا الشمس فتدلّ على تمام بدائعك.

 ومنها: في الصحيفة الإدريسيّة، قال اللَّه عزّوجلّ: وأدنى شي‏ء من عجائب صنعته إنّ للَّه ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملأ الآفاق وسدّ الآماق، وإنّ له لملكاً نصفه من ثلج جمد، ونصفه من لهب متّقد؛ لا حاجز بينهما، فلا النار تذيب الجمد ولا الثلج يطفى‏ء اللهب المتّقد.

 ولهذا الملك ثلاثون ألف رأس، في كلّ رأس ثلاثون ألف وجه، في كلّ وجه ثلاثون ألف فم، في كلّ فم ثلاثون ألف لسان، يخرج من كلّ لسان ثلاثون ألف لغة تقدّس‏اللَّه بتقديساته، وتسبّحه بتسبيحاته، وتعظّمه بعظماته، وتذكر لطائف فطراته، وكم في ملكه تعالى جدّه من أمثاله ومن أعظم منه.

 يجتهدون في التسبيح فيقصرون، ويدأبون في التقديس فيحسرون، وهذا ما خلا شي‏ء من آياتي وجلالي، إنّ في البعوضة الّتي تستحقرها، والذرّة الّتي تستصغرها من العظمة لمن تدبّرها ما في أعظم العالمين، ومن اللطائف لمن تفكّر فيها ما في الخلائق أجمعين، ما يخلو صغير ولاكبير من برهان عليّ وآية فيّ عظمت عن أن اُوصف وكبرت عن أن اُكيّف، حارت الألباب في عظمتي، وكلّت الألسن عن تقدير صفتي، ذلك أ نّي أنا اللَّه الّذي ليس كمثلي شي‏ء، وأنا العليّ العظيم.(9)

 ومنها: ما في الكافي: بإسناده عن الباقر عليه السلام قال: تكلّموا في خلق اللَّه ولاتكلّموا في اللَّه فإنّ الكلام في اللَّه لايزداد صاحبه إلّا تحيّراً.(10)

 

 ومنها: فيه: بإسناده عن الصادق عليه السلام: يابن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة لغطّاه، تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض، إن كنت صادقاً فهذه الشمس خلق من خلق اللَّه، فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول.(11)

 

 ومنها: ما روى الطريحي قدس سره في مجمعه: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: خلق اللَّه ملكاً تحت العرش فأوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة ثمّ أوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة أخرى، ثمّ أوحى إليه: أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة ثالثة، فأوحى إليه لو طرت حتّى ينفخ في الصور كذلك لم تبلغ الطرف الثاني من العرش، فقال الملك عند ذلك: سبحان ربّي الأعلى وبحمده.(12)

 

 ومنها: في معالم الزلفى قال: روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال: لمّا انتهيت ليلة اُسري بي إلى السماء السابعة رأيت إسرافيل قد جثا لجبهته وقدّم رجلاً وأخّر اُخرى والعرش على منكبه، والصور في فيه بين شدقيه، وقد تهيّأ للنفخ في الصور فما ظننت أن أبلغ حتّى بلغتني النفخة لما رأيت من تهيئته للنفخ.

 وسئل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن إسرافيل فقال: له جناح بالمشرق وله جناح بالمغرب ورجلاه تحت الأرض السابعة السفلى والعرش على منكبه، وأ نّه ليفكر في كلّ يوم ثلاث ساعات في عظمة اللَّه تعالى فيبكي من خوف الجبّار حتّى تجري دموعه كالبحار، فلو أنّ بحراً من دموعه اُذن له أن يسكب لطبق ما بين السماوات والأرض وأ نّه ليتواضع ويصغر حتّى يصير كالوضع.(13)

 

 ومنها: عليّ بن إبراهيم: بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جالس وعنده جبرئيل عليه السلام إذ حانت(14) من جبرئيل نظرة نحو السماء فامتقع(15) لونه حتّى صار كأ نّه كُركُمة(16) ثمّ لاذ برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى حيث نظر جبرئيل عليه السلام فإذا شي‏ء قد ملأ ما بين الخافقين مقبلاً حتّى كان كقاب ] قوسين أو أدنى(17)] من الأرض.

 ثمّ قال: يا محمّد إنّي رسول اللَّه إليك اُخيّرك أن تكون ملكاً رسولاً أحبَّ إليك أو تكون عبداً رسولاً، فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه، فقال جبرئيل: بل كن عبداً رسولاً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: بل أكون عبداً رسولاً.

 فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثمّ رفع الأخرى فوضعها في الثانية، ثمّ رفع اليمنى فوضعها في الثالثة، ثمّ هكذا حتّى انتهى إلى السماء السابعة، بعد(18) كلّ سماء خطوة، وكلّما ارتفع صغر حتّى صار آخر ذلك مثل الصرّ(19) فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى جبرئيل وقال: لقد رأيتك ذعراً وما رأيت شيئاً كان أذعر لي من تغيّر لونك!.

 فقال: يا نبيّ اللَّه لاتلمّني، أتدري من هذا؟ قال: لا، قال: هذا إسرافيل حاجب الرب، ولم ينزل من مكانه منذ خلق اللَّه السماوات والأرض، فلمّا رأيته منحطّاً ظننت أ نّه جاء بقيام الساعة، فكان الّذي رأيت من تغيّر لوني لذلك، فلمّا رأيت ما اصطفاك اللَّه به رجع إليّ لوني ونفسي، أما رأيته كلّما ارتفع صغر، إنّه ليس شي‏ء يدنو من الربّ(20) إلّا صغر لعظمته. إنّ هذا حاجب الربّ، وأقرب خلق اللَّه منه واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلّم الربّ تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثمّ ألقاه(21) إلينا، فنسعى به في السماوات والأرض، وإنّه لأدنى خلق الرحمان منه، وبيني وبينه سبعون حجاباً من نور، تقطع دونها الأبصار ما لايعدّ ولايوصف، وإنّي لأقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام.(22)

 

 ومنها: ما في بعض الأخبار: ليس لحملة العرش كلام إلّا أن يقولوا: قدّوس اللَّه القويّ ملأت عظمته السماوات والأرض.(23)

 

 ومنها: ما في الصحيفة السجّاديّة قوله عليه السلام: - مشيراً إلى اللَّه سبحانه - : فلك العلوّ الأعلى فوق كلّ عال إلى آخره.(24)

 أقول: وهو سبحانه وتعالى كذلك، إذ هو مبدأ كلّ موجود وخالقه، حسّي وعقلي ولا يتصوّر النقصان فيه بوجه ما، وله الفوق المطلق في الوجود العاري عن الإضافة إلى شي‏ء، وعن إمكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه.

 

 ومنها: ما رواه الصدوق قدس سره، عن الصادق عليه السلام قال: جاءت زينب العطّارة الحولاء إلى نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وبناته، وكانت تبيع منهنّ العطر، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم  ]يوماً إلى منزله(25)] وهي عندهنّ فقال لها: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول اللَّه قال: إذا بعت فأحسني ولاتَغُشّي، فإنّه أتقى وأبقى للمال، فقالت: ما جئت(26) بشي‏ء من بيعي، وإنّما جئتك أسألك عن عظمة اللَّه تعالى، فقال: جلّ جلال اللَّه، ساُحدّثك عن بعض ذلك.

 ثمّ قال: إنّ هذه الأرض بمن فيها ومن عليها عند الّتي تحتها كحلقة(27) في فلاة قيّ(28) وهاتان ومن فيهما ومن عليهما عند الّتي تحتهما كحلقة في فلاة قيّ، والثالثة حتّى انتهى إلى السابعة.

 ثمّ تلا هذه الآية «خَلَق سَبْعَ سموات وَمِنَ الأرْضَ مِثْلَهُنَّ »(29) والسبع ومن فيهنّ ومن عليهنّ على ظهر الديك كحلقة في فلاة قيّ، والديك له جناحان، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ورجلاه في التخوم، والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي.

 ثمّ تلا هذه الآية «لَهُ ما فِي السموات وَما فِي الأرْض وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَرى» (30) ثمَّ انقطع الخبر.(31)

 والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيها ومن عليها عند السماء ] الاُولى(32)] كحلقة في فلاة قيّ، وهذا كلّه والسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند الّتي فوقها كحلقة في فلاة قيّ، وهذا وهاتان السماءان عند الثالثة كحلقة في فلاة قيّ، وهذه الثلاث ومن فيهنّ ومن عليهنّ عند الرابعة كحلقة في فلاة قيّ، حتّى انتهى إلى السابعة، وهذه السبع ومن فيهنّ ومن عليهنّ عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قيّ، وهذه السبع والبحر المكوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قيّ.

 ثمّ تلا هذه الآية «وَيُنَزِّلُ مِن السماءِ مِنْ جِبال فيها مِن بَرَد» (33) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة قيّ، وهي سبعون ألف حجاب يذهب نورها بالأبصار، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والحجب عند الهواء الّذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسيّ كحلقة في فلاة قيّ.

 ثمّ تلا هذه الآية »وَسِعَ كُرْسِيُّه السموات وَالأرْض وَلايَؤُودُه حِفْظُهُما وَهُو العَلِيُّ العَظيم «(34) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قيّ.

 ثمّ تلا هذه الآية: «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» (35) ما تحمله الأملاك إلّا بقول لا إله إلّا اللَّه ولاحول ولاقوّة إلّا باللَّه.(36)

 أقول: اشتمال الحديث على الديك والحوت تحت الأرض ممّا هو بظاهره في عصرنا خلاف الوجدان حيث سيروها وساروا حولها ولم يجدوا شيئاً ممّا ذكر ولاينافي اعتباره لأ نّه يمكن حمله على معاني معقولة، وجعلها إشارة ورموزاً إلى الأسباب الروحيّة المسخّرة لهذه القوى الطبيعيّة.

 ومنها: ما روى الصدوق أيضاً: بإسناده عن جابر بن يزيد قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن قوله عزّوجلّ: »أفَعَيينا بالخَلْقِ الأوَّل بَلْ هُمْ في لَبْسٍ مِنْ خَلْق جَديد «.(37)

 قال عليه السلام: يا جابر، تأويل ذلك أ نّ اللَّه عزّوجلّ إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وأسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار، جدّد اللَّه عزّوجلّ عالماً غير هذا العالم وجدّد خلقاً(38) من غير فحولة ولا إناث، يعبدونه ويوحّدونه، وخلق لهم أرضاً غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلّهم، لعلّك ترى أ نّ اللَّه عزّوجلّ إنّما خلق هذا العالم الواحد! وترى أ نّ اللَّه عزّوجلّ لم يخلق بشراً غيركم؟ بلى واللَّه لقد خلق اللَّه تبارك وتعالى ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم واُولئك الآدميّين.(39)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: مسنداً عن زيد بن وهب قال: سئل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن قدرة اللَّه تعالى جلّت عظمته، فقام خطيباً، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال:

 إنّ للَّه تبارك وتعالى ملائكة لو أنّ ملكاً منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظيم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلّفت الجنّ والإنس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة اُذنيه، ومنهم من يسدّ الاُفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه ومنهم من السماوات إلى حجزته، ومنهم من قدمه على غير قرار في جوّ الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه، ومنهم من لو اُلقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو اُلقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك اللَّه أحسن الخالقين - الخبر - .(40)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: مسنداً عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّ للَّه تبارك وتعالى ملائكة ليس شي‏ء من أطباق أجسادهم إلاّ وهو يسبّح اللَّه عزّوجلّ ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لايرفعون رؤوسهم إلى السماء ولايخفضونها إلى أقدامهم من البكاء والخشية للَّه عزّوجلّ.(41)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: عن أبيه أ نّه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللَّه بن بكير، عن زرارة، عن أبي‏عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ ملكاً عظيم الشأن كان في مجلس له، فتكلّم في الربّ تبارك وتعالى ففقد فما يدرى أين هو.(42)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: بأسانيده المفصّلة عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ خلق العرش أرباعاً، لم يخلق قبله إلّا ثلاثة أشياء: الهواء، والقلم والنور، ثمّ خلقه من أنوار مختلفة، فمن ذلك النور: نور أخضر، اخضرّت منه الخضرة، ونور أصفر، اصفرّت منه الصفرة، ونور أحمر احمرّت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار.

 ثمّ جعله سبعين ألف طبق، غلظ كلّ طبق كأوّل العرش إلى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق إلّا يسبّح بحمد ربّه ويقدّسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة، ولو اُذن للسان منها فأسمع شيئاً ممّا تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار ولأهلك ما دونه.

 له ثمانية أركان، على كلّ ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلّا اللَّه عزّوجلّ، يسبّحون اللّيل والنهار لايفترون، ولو حسّ شي‏ء ممّا فوقه ما قام لذلك طرفة عين. بينه وبين الإحساس ] حجب(43)] الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثمّ العلم وليس وراء هذا مقال.(44)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: بأسانيده المفصّلة عن عاصم بن حميد قال: ذاكرت أباعبداللَّه عليه السلام فيما يروون من الرؤية فقال: الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسيّ جزء من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب، والحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور الستر، فإن كانوا صادقين فليملؤا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب.(45)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا اُسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل عليه السلام مكاناً لم يطأه جبرئيل قطّ فكشف لي فأراني اللَّه عزّوجلّ من نور عظمته ما أحبّ.(46)

 ومنها: الحديث المشهور: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ للَّه تعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره.(47)

 أقول: ولشرّاح الحديث في تأويله كلام طويل، ومجمله: إنّ الحجاب في حقّه تعالى محال فلايمكن فرضه إلّا بالنسبة إلى العبد، وتحقيق الحجب إنّ للطالب له مقامات كلّ منها حجاب له قبل الوصول إليه، ومراتب المقامات غير متناهية وحصرها في سبعين ألف لا يدرك إلاّ بنور النبوّة، أو المراد بالسبعين معنى الكثرة فإنّ السبعين جارٍ مجرى المثل وسبحات - بضمّ السين والباء - قال الزمخشري في الفائق: هي جمع سبحة كغرفة وغرفات، وهي الأنوار الّتي إذا رآها الراؤون من الملائكة سبّحوا وهلّلوا لما يروعهم من جلال اللَّه وعظمته.

 وقال غيره: هي محاسنه تعالى وبهاؤه، لأ نّك إذا رأيت الوجه قلت: سبحان اللَّه، والمراد بالوجه الذات، وبما انتهى إليه بصره جميع المخلوقات، لأنّ بصره محيط بجميعها أي لو زالت الموانع من رؤيته لاحرق نوره وجلاله جميع المخلوقات لضعف تركيبهم كما اندكّ الجبل وخرّ موسى صعقاً.(48)

 ومنها: ما روى الصدوق قدس سره: بإسناده عن زيد بن وهب قال: سئل أميرالمؤمنين عليه السلام عن الحجب فقال: أوّل الحجب سبعة، غلظ كلّ حجاب منها مسيرة خمسمائة عام، وبين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام، والحجاب الثاني سبعون حجاباً، بين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام، ] وطوله خمسمائة عام(49)] حجبة كلّ حجاب منها سبعون ألف ملك، قوّة كلّ ملك منهم قوّة الثقلين، منها ظلمة، ومنها نور، ومنها نار، ومنها دخان، ومنها سحاب، ومنها برق، ومنها مطر ومنها رعد، ومنها ضوء، ومنها رمل، ومنها جبل، ومنها عجاج، ومنها ماء، ومنها أنهار. وهي حجب مختلفة، غلظ كلّ حجاب مسيرة سبعين ألف عام.

 ثمّ سرادقات الجلال وهي ستّون سرادقاً في كلّ سرادق سبعون ألف ملك، بين كلّ سرادق وسرادق مسيرة خمسمائة عام، ثمّ سرادق العزّ، ثمّ سرادق الكبرياء، ثمّ سرادق العظمة، ثمّ سرادق القدس، ثمّ سرادق الجبروت، ثمّ سرادق الفخر، ثمّ سرادق النور الأبيض، ثمّ سرادق الوحدانيّة وهو مسيرة سبعين ألف عام في سبعين ألف عام، ثمّ الحجاب الأعلى وانقضى كلامه وسكت عليه السلام. فقال له عمر: لابقيت ليوم لا أراك فيه يا أباالحسن.(50)

 ومنها: في الحديث إنّ جبرئيل عليه السلام قال: للَّه دون العرش سبعون حجاباً لو دنونا من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربّنا.(51)

 ومنها: ما في الحديث القدسي: الكبرياء(52) ردائي، والعظمة إزاري.(53)

 أقول: وبلغني على ما نقل عن بعض العارفين(54): أ نّهما صفتان للَّه اختصّ بهما وضرب الرداء والإزار مثلاً أي لايشركني في هاتين الصفتين مخلوق، كما لايشرك الإنسان فيما هو لابسه من الإزار والرداء أحد. وذلك من مجازات العرب وبديع استعاراتها يكنون عن الصفة اللازمة بالثوب، يقولون: شعار فلان الزهد، ولباسه التقوى وفيه تنبيه على أ نّ الصفتين المذكورتين لايدخلهما المجاز كما يدخل في ألفاظ بعض الصفات مثل الرحمة والكرم، ومثله في التوجيه: «العزّ رداء اللَّه والكبرياء إزاره».(55)

 ومنها: ما في مناجات الذاكرين للسجّاد عليه السلام. «إلهي لولا الواجب من قبول أمرك لنزّهتك من ذكري إيّاك، على أنّ ذكري لك بقدري لا بقدرك».(56)

 ومنها: ما في أدعيته صلوات اللَّه عليه أيضاً: «عجزت عن نعته أوهام الواصفين» إلى آخرها(57)، ومعلوم أنّ كلّ ما له مثل أو صورة مساوية له فهو ذو ماهيّة كلّية وهو تعالى لا ماهيّة له، ولا مثل لذاته.

 ومنها: عنه صلوات اللَّه عليه أيضاً: «لا اُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».(58)

 ومنها: ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «هو فوق ما يصفه الواصفون» والجمع المحلّى باللام يفيد العموم.

 ومنها: ما في دعاء الجوشن :«يا من في السماء عظمته».

 وقال بعض العرفاء: من حيث عظمة مقداره، فإنّ الشمس الّتي ترى من بعد بقدر اُترجة إذا كانت أضعاف كرة الأرض كما بيّن في علم الهيئة، فما ظنّك بمقدار فلكه ثمّ بالأفلاك المحيطة بفلكه، ثمّ بمقدار سمك الفلك الأعظم، ومن حيث ديمومة وجوده في مقابلة الفساد، ومن حيث فعّاليّته وحركته. ومن حيث عدم إتّصافه بالتضادّ الموجب لتفاسد بعض ببعض، ومن حيث كثرة أنواره الّتي لاتطفأ، ومن حيث كثرة ملائكته الّتي قال فيها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

 أطّت السماء(59) وحقّ لها ان تئطّ، ما فيها موضع قدم إلّا وفيها ملك راكع أو ساجد(60) ومن حيث مؤثّريّته فيما دونه ولو بنحو الإقتضاء، ومن حيث سرعة حركته ولاسيّما حركة الفلك الأقصى، إذ قالوا: إنّه يتحرّك في الثانية ألفاً وسبعمائة وثلاثين فرسخاً من مقرّه، أو ألفين وأربعمائة فرسخ من مقرّه على الخلاف، واللَّه أعلم بما يتحرّك محلّ به.

 ثمّ إنّه ليس المراد بمعرفته سبحانه إلاّ معرفة كونه موجوداً قيّوماً متّصفاً بالصفات الحسنى مقدّساً عمّا لايليق بجنابه الأسنى، وأمّا كنه ذاته وحقيقة صفاته فأمر مستحيل.

 بيان ذلك: إنّ طريق معرفة الشي‏ء أحد أمور ثلاثة: إمّا بمشاهدته وحضوره عند العارف، ولايمكن ذلك إلاّ بفناء هويّته الممكن، واندكاك جبل أينيّته، ولم يتيسّر لأحد من الأنبياء والأئمّة فضلاً عن غيرهم.

 وإمّا بمعرفة علله وأسبابه، ويقال له برهان لمّي كما قال الحكيم المتأ لّه السبزواري:

 برهاننا بالآن واللام قسم

علم من العلّة بالمعلول لم

 وعكسه إنّ ولم أسبق

وهو بإعطاء اليقين أوثق

 وقال بعض المحقّقين: إنّ هذا الطريق أي اللم، لا أثر له في ساحة قدسه جلّ شأنه لأ نّه بسيط صرف، لاتركيب فيه أصلاً لا ذهناً ولا خارجاً، واجب لذاته مبدئ لجميع ما سواه، وإليه تنتهي الآثار، فلا فاعل له خارجاً عن ذاته، ولاسبب له داخلاً في ذاته، تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً.

 ولذا قد أحال هذا الطريق بعض أساتذتنا، ونحن بسطنا الكلام في تصويره في كتابنا المسمّى بدلائل الحقّ، وفّقنا اللَّه لطبعه إنشاءاللَّه.

 وإمّا بمعرفة آثاره ومعلولاته، ويقال له: برهان إنّي، والعلم الحاصل منه غالباً علم ناقص لايعلم به خصوصيّة ذات المعلوم، إذ غاية ما يستفاد منه أن يقال: إنّا إذا نظرنا إلى أجزاء العالم ووجود الحوادث والحركات على أتقن وجه وأحكمه علمنا أنّ للوجود خالقاً قيّوماً أزليّاً واحداً لاشريك له ولاشبيه، عالماً قادراً موصوفاً بالصفات الحسنى، والأمثال العليا، والكبرياء والآلاء، ولايحصل لك من ذلك إلاّ علم ضعيف لايكاد يمازجه أيقان، حتّى لو وقعت في أدنى شبهة جعلت تتلوّن بكلّ من تتوّهم أ نّه ينجيك منها.

 وهذا بخلاف ما حصل لإبراهيم الخليل صلوات اللَّه عليه فإنّه كان علماً ثابتاً ويقيناً جازماً حتّى قاله الروح الأمين - حين رمي بالمنجنيق، فكان في الهواء مائلاً إلى النّار - : ألك حاجة؟ قال: أمّا إليك فلا.(61)

 فإعراضه عنه في تلك الحالة وإلتجاؤه إلى ربّه ليس إلّا لأ نّه رأى أنّ كلّ ما سواه مفتقر إليه، خاشع لديه، خاضع بين يديه، مقهور لعزّته، مغلوب لقدرته، بل لم ير ملاذاً وموجوداً سواه، ولا ملجأ إلّا إيّاه.

 وبيان هذا الطريق بنحو الإختصار بلا إحتياج إلى لزوم الدور والتسلسل وبطلانهما هو أن يقال: إنّ الموجود ينقسم إلى غنيّ، وهو مالايحتاج في تحصّله إلى الغير، وإلى فقير وهو الّذي يحتاج إلى الغير، فإن كان الغني موجوداً فهو وإلاّ إستحال وجود الفقير، وحيث أ نّ الوجودات الفقيرة موجودة فالغنيّ موجود لامحالة، وهذا حكم عقليّ غير قابل للتخصيص.

 إذ من البديهي أنّ ما بالعرض دائماً ينتهى إلى ما بالذات، وهذا هو السرّ في إلقاء نظر الخليل صلوات اللَّه عليه إبتداء إلى الغير، وعليه شواهد من الآيات والأخبار قد ذكرناها في كتابنا دلائل الحقّ، فتبيّن أنّ معرفة حقيقة ذاته، وماله من كمال صفاته أمر غير ممكن الحصول، ولا للعقول إليه سبيل(62) سواء في ذلك الملائكة المقرّبون والأنبياء المرسلون والأئمّة المطهّرون.

 ] كما قال أعرف الخلق: «سبحانك ما عرفناك حقّ معرفتك»(63). وقال أيضاً: إنّ اللَّه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وإنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما أنتم تطلبونه، فلاتلتفت إلى من يزعم أ نّه قد وصل إلى كنه الحقيقة المقدّسة بل أحثّ التراب في فيه، فقد ضلّ وغوى وكذب وافترى، فإنّ الأمر أرفع وأطهر من أن يتلوّث بخواطر البشر، وكلّ ما تصوّره العالم الراسخ فهو عن حرم كبريائه بفراسخ، وأقصى ما وصل إليه الفكر العميق فهو غاية مبلغه من التدقيق(64)] ولقد أجاد من قال:

 واللَّه لا موسى ولا عيسى المسيح ولا محمّد علموا

ولا جبريل وهو إلى محلّ القدس يصعد

 كلّا ولا النفس البسيطة لا ولا العقل المجرّد

من كنه ذاتك غير أنّك واحد الذات

 

وقال الشاعر الفارسي:

 اى برون از وهم و قال و قيل من

خاك بر فرق من و تمثيل من

 

 وقال آخر:

 كس ندانسته كه منزلگه معشوق كجاست

آن قدر هست كه بانگ جرسى مى‏ آيد

 

 وفي بعض الروايات: إنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما أنتم تطلبون ولن يجدوه(65). أين التراب وربّ الأرباب فسبحان من لم يجعل للخلّص سبيلاً إلى معرفته إلّا بالعجز عن إدراك جماله وجلاله، وسبحان من احتجب بغير حجاب، وتقدّس عن إدراك العقول والألباب.

 وما نقلناه وإن كان قليلاً من كثير بل قطرة من بحار إلّا أنّ فيه الكفاية لمن طلب الرشاد والهداية ومال عن طريق العناد والغواية.

 وأسأل اللَّه العفو عمّا اتفّق فيه من الزلل وعن جميع ذنوبنا والمرجوّ من إخواننا الناظرين فيه أن يذكرونا بخير، ولاينسونا بالدعاء عند ما ينتفعون بشي‏ء من مطالب هذا الكتاب.

 واتّفق الفراغ من تأليفه وتصنيفه في الخامس والعشرين من ذي القعدة من شهور سنة ستّين وثلثمائة بعد الألف هجريّة.

 

 

------------------------------------------

1) البحار: 208/4 س4.

2) التوحيد: 275 باب 38.

3) الصحيفة السجّاديّة: الدعاء الخامس، دعاؤه عليه السلام لنفسه ولأهل ولايته.

 وقال العلّامة المجلسي رحمه الله في بيان قوله عليه السلام: «لاتنقضي عجائبه» أي كلّما تأمّل الإنسان يجد من آثار قدرته و عجائب صنعته ما لم يكن وجده قبل ذلك، ولاينتهي إلى حدّ، وأ نّه كلّ يوم يظهر من آثار صنعه خلق عجيب وطور غريب يحار فيه العقول والأفهام.

4) نهج البلاغة: الخطبة 91 تعرف بخطبة الأشباح، عنه البحار: 106/57 ح 90.

5) قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في معنى اللَّه اكبر: اللَّه أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته و جلاله.

 وفي الدعاء: وحارت أبصار ملائكتك المقرّبين، وذهلت عقولهم في فكر عظمتك.

 وفي دعاء آخر: لايبلغ الواصفون كنه عظمتك.

6) الكافي: 117/1، عنه البحار: 366/84 ح 20، معاني الأخبار: 10، عنه البحار: 219/93 ح2، المحاسن: 188 ح 226.

7) البحار: 345/18 ضمن ح 345.

 قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث: أتدرون ما يقول المؤذّن؟ إلى أن قال: فلقوله «اللَّه اكبر» معان كثيرة، وذكر وجوهاً كثيرة في معناه. راجع البحار: 131/84 ح 24.

8) الكافي: 93/1 ح7.

9) البحار: 458/95 الصحيفة الخامسة.

10) الكافي: 92/1 ح1، روضة الواعظين: 37.

11) الكافي: 93/1 ح 8 .

12) مجمع البحرين: 1190/2. أورد المجلسي رحمه الله في البحار: 34/58 ح 54 (نحوه) عن روضة الواعظين وأخرج في 184/59 ح 27 حديث آخر (نحوه) عن اكمال الدين.

13) الوضع: قيل هو طائر أصغر من العصفور.

14) حان: آنَ، وحان حينه أي قرب وقته.

15) امتُقِعَ لونُه: تغيّر من حزن أو فزع أو مرض.

16) الكُركُمة: الزعفران.

17) ليس في المصدر والبحار.

18) من البحار، وليس في المصدر، وفي البرهان: يعد.

19) الصرّ: طائر كالعصفور وأصغر.

20) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: يدنو من الربّ أي موضع مناجاته.

21) في المصدر: يلقيه.

22) تفسير القمي: 27/2، عنه البحار: 250/59 ح 8 ، والبرهان: 451/2 ح1.

23) البحار: 19/58 ح 25.

24) الصحيفة السجّاديّة: من دعائه عليه السلام في يوم الفطر رقم الدعاء: 46.

25) ليس في التوحيد.

26) في‏الكافي: ما أتيت.

27) في الكافي: كحلقة ملقاة، وكذا ما بعدها.

28) من القواء وهي الأرض القفر الخالية.  

29) الطلاق: 12.           

30) طه: 6.

31) في الكافي: ثمّ انقطع الخبر عند الثرى.

32) ليس في التوحيد.

33) النور: 43.

34) البقرة: 255.

35) طه: 5. إلى هنا في الكافي: 153/8 ح 143.

36) التوحيد: 275 ح1، عنه البحار: 83/60 ح 10 وفي ذيله بيان ودفع اشكال، فراجع.

37) ق: 15.

38) في المصدر: عالماً.

39) الخصال: 652 ح 54، التوحيد: 277 ح2، عنهما البحار: 321/57 ح3، والبرهان: 219/4 ح2.

40) التوحيد: 277 ح3، الخصال: 400 ح 109، عنهما البحار: 178/59 ح 13، والبرهان: 143/3 ح1، وأخرجه في روضة الواعظين: 44 )مثله(.

41) التوحيد: 280 ح6، عنه البحار: 182/59 ح 22، والبرهان: 142/3 ح4.

42) التوحيد: 458 ح 19، المحاسن: 187 ح 219، عنه البحار: 265/3 ح 28.

43) ليس في التوحيد.

44) التوحيد: 325 ح1، عنه البحار: 25/58 ح 42.

45) التوحيد: 108 ح3، عنه البحار: 44/4 ح 22 وله بيان، فراجع.

46) التوحيد: 108 ح4، عنه البحار: 38/4 ح 15.

47) البحار: 31/76 س5.

48) راجع البحار: 45/58، وفيه توضيح أكثر ممّا ذكر.  

49) ليس في البحار.

50) الخصال: 401 ذ ح 109، التوحيد: 201 ، عنهما البحار: 39/58 ح1، وأخرجه في روضة الواعظين: 45.   

51) البحار: 45/58 س3.

52) الكبرياء: هي الترفّع عن الانقياد، وذلك لايستحقّه غير اللَّه، قال تعالى: «وَلَهُ الكِبْرِياءُ في السماوات وَالأَرْض» أي أ نّها خاصّ صفتي ولاتليق إلّا بي، فأمّا العبد الضعيف الذليل المملوك العاجز الّذي لايقدر على شي‏ء فمن أين تليق به الكبرياء؟

53) الرداء: هو الثوب الّذي يلقى على المناكب ويلفّ به أعالي البدن، والإزار: ما كان يلفّ به أسافل البدن من السرّة إلى الركبتين أو الساقين.

 قال الجزري في النهاية: ضرب الرداء والإزار في الحديث مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء، أي ليستا كسائر الصفات الّتي قد يتّصف بها الخلق مجازاً كالرحمة، وشبّههما بالإزار والرداء لأ نّ المتّصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان، ولأ نّه لايشاركه في ردائه وإزاره أحد، فكذلك اللَّه لاينبغي أن يشركه فيهما أحد. (عنه البحار: 152/1، و210/73، و302/87).

54) راجع البحار: 210/73 و211.

55) ومثله الحديث الآخر: تأ زّر بالعظمة، وتردّى بالكبرياء، وتسر بل بالعزّ.

56) البحار: 151/94 المناجاة الثالثة عشر.

57) ومثلها كثيرة في الأدعية.

 منها: الهي أنت الّذي عجزت الأوهام عن الإحاطة بك. البحار: 172/90 و297.

 ومنها: لم تحط بك الأوهام فتوجد متكيّفاً محدوداً... وعجزت الأوهام عن الإحاطة بك. البحار: 223/100.

 ومنها: عجزت الأوهام عن كيفيّتك. البحار: 263/98 س4.

58) وجدت هذه العبارة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، راجع البحار: 267/90 سطر الأخير، و87/91 سطر الأخير، و159/93 س2.

 وفي حديث: سجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال في سجوده: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا اُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. البحار: 170/85 ح7.

59) قال في النهاية: الأطيط صوت الأقتاب، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي أنّ كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتّى أطّت. وهذا مثل وايذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثَمّ أطيط، وإنّما هو كلام تقريب اُريد منه تقرير عظمة اللَّه. (عنه البحار: 199/59 ذ ح 69).

60) البحار: 202/59 ح 81.

61) البحار: 36/12 ح 14.

62) في الحديث: لايدرك بالعقل، لأ نّه فوق مرتبة العقل. البحار: 146/3.

63) أقول: وفي مقابله روايات تدلّ على أنّ حقّ المعرفة ممكن.

 منها: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، ما عرف اللَّه حقّ معرفته غيري وغيرك. البحار: 84/39 س 12.

 ومنها: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف الطالقان: إنّ للَّه تعالى بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا اللَّه حقّ معرفته، وهم أنصار المهدي عليه السلام في آخر الزمان. البحار: 229/60 ح 56.

64) بين المعقوفين ذكره المجلسي رحمه الله في البحار: 292/69 نقلاً عن الشيخ البهائي رحمه الله.

65) البحار: 341/26 ح 11، عن البصائر (نحوه).

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 7115
    بازديد امروز : 13424
    بازديد ديروز : 72005
    بازديد کل : 129175910
    بازديد کل : 89691430