امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الدّخول إلى عالم الملكوت من صفات عصر الظّهور

 الدّخول إلى عالم الملكوت

من صفات عصر الظّهور

  وكما أشرنا سابقاً فإنّ الناس في عصر الظّهور جميعاً هم أصحاب عقيدة سليمة ، ويحملون كلّ معاني الشّرف والصّلاحيّة ، وإلى جانب ذلك فلديهم كلّ مقوّمات الصّلاح رجالاً ونساءاً ، باعتبار أنّ الحكومة هي للصّالحين ، فترشد إلى الصّلاح والخير والحثّ على القيام بالأعمال الصالحة .

  القرآن الكريم يصرّح عن هذا الموضوع فيقول : إِنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ .(19)

  وفي هذا السّياق نشير إلى أنّ واحدة من الخصائص المهمّة والرّئيسة في الدّولة الكريمة للإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه هي عمليّة إصلاح وهداية المجتمع .

  وهذا الأمر ناتج بعد إنهدام وزوال عوامل الفساد والضّلال وإحلال البدائل الخاصة بالهداية والرّشاد الّتي تحدّ من ظهور الإنحراف ، وهذا التّغيّر الحاصل في طبيعتهم سيؤدّي بالتّأكيد إلى إتّجاههم صوب الرّشد والتّعالي ، ولهذا فسوف يتشكّل المجتمع الإنساني من أمّة صالحة ، يتسابقون فيه إلى الأعمال الحسنة والصّالحة .

  وفي هذه الحالة تفتح أبواب العالم الملكوتي لهم للدخول ومشاهدة عالم الملكوت الباطني ، باعتبار أنّ هذا الموضوع من ضروريّات وأولويّات العمل الصّالح والحسن .

  ومن الطبيعي فإنّ العمل الصّالح يحدث تغيّراً وتحوّلاً في وجود الإنسان ، ويفتح له جميع الأبواب الموصدة .

  وكما جاء في صحيفة النّجاة للنّبيّ إدريس عليه السلام : وبالعمل الصالح ينال ملكوت السّماء .(20)

  وعلى ما يبدو ، فإنّ ما توصل إليه العالم في مجال الفضاء والسّماء هو غيض من فيض في الجانب المادّي ، وليس الجانب الملكوتي منه ؛ ولكن في عصر الظّهور وبما أنّ العمل الصّالح ينشر ظلاله بين كلّ أوساط النّاس وتقلع جذور الأعمال القبيحة والطّالحة من أساسها فستنال البشريّة بعملها عالم الملكوت والسّماء والفضاء .

  إذن ؛ إنّ المجتمع الإنساني في ذلك الوقت سيكون مجتمعاً ملكوتيّاً ، وسيتمتّع بخصائص عظيمة تتناسب مع عظمة ذلك العصر المتطوّر والمزدهر .

  ندعو اللَّه سبحانه وتعالى أن يعجل في ظهور مولانا صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ، والإسراع في وصول ذلك الزّمان ، الّذي تصل فيها الإنسانيّة إلى أعلى درجات الكمال والحضارة .

  ففي هذه الدولة المباركة للإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه تظهر للإنسانيّة جميع عجائب عالم الخلقة ، ويتمكّن الجميع النّظر إلى الحقائق الّتي لم يروها سابقاً ، وكشف الكثير من الدّقائق المعرفيّة ، ويأتي هذا بالطّبع بسبب طهارة ونقاوة أبصارهم وغضّها عن المحارم .

  يقول النّبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : غضّوا أبصاركم ، ترون العجايب.(21)

  وهذا الأمر حاصل بالطّبع باعتبار أنّ عجائب وأسرار عالم الوجود موجودة في إطار عالم الغيب والشهادة ، ومع أنّ هناك الكثير من العجائب والأسرار في عالمنا الظّاهري ولكن إذا ما قورنت مع حقائق العالم الباطني فإنّها قليلة ونسبة لاتقارن .

  إنّ رؤية حقائق عالم الخلقة والقضايا الكونيّة الظّاهرة وغير الظّاهرة إنّما يتحقّق شريطة أبعاد العين عن النّظرة المحرّمة وصيانتها ، وإنهاء أيّ وسيلة من وسائل التّعلّقات الإنسانيّة .

  فإذا استطاع الإنسان إزالة الأسباب الكامنة وراء حصول التعلّقات الدّنيويّة وعدم الإنجرار وراء المظاهر الخداعة لها ، وتطهير قلبه من جميع الشّوائب ، فإنّه يستطيع إلى النّظر إلى حقائق الخلقة وعجائب الكون .

  يقول الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في خصوص هذا الأمر :

  لولا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني ‏آدم ، لنظروا إلى الملكوت.(22)

  وعلى ضوء هذا ، ففي اليوم الّذي يهلك فيه إبليس والشّياطين ولايوجد لوساوسهم شي‏ء ، فذلك اليوم الّذي يصفي فيه اللَّه قلوب الإنسانيّة ، وتمتلئ نوراً ومحبّة ، عندها سينظروا إلى العالم الملكوتي النّوراني ، وتزداد قلوبهم صفاءً ونورانيّةً .


19) سورة الأنبياء ، الآية 105 .

20) بحار الأنوار : 465/95 .

21) مصباح الشّريعة : 9 .

22) بحار الأنوار : 59/70 .

 

 

 

 

 

    بازدید : 8085
    بازديد امروز : 64125
    بازديد ديروز : 92670
    بازديد کل : 132764406
    بازديد کل : 91990243