امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الحكومة العالميّة للجميع

  الحكومة العالميّة للجميع

  نبيّن هنا موضوعاً مهمّاً ومثيراً سيجلب أنظار العشّاق والمغرمين بعصر الظّهور المشرق ، وهو : إنّ إستنباط الأشخاص وفهمهم من عالميّة حكومة الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه هو أنّه لاتوجد حكومة أخرى تحكم في أصقاع العالم سوى حكومة الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وستكون هي الحكومة الأوحد من أقصاه إلى أقصاه .

  ولكن يجب القول أنّه بالإضافة إلى عدم وجود أيّ قدرة مهما كانت عظمتها وقوّتها قادرة على مواجهة ومنازلة حكومة الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وأنّها الحكومة الوحيدة الّتي تمسك بزمام الأمور في العالم ، فإنّ العلم والمعرفة يغطي كلّ مساحاته ، وتحكم العدالة أركانه وتقلع كلّ نقيصة أو محروميّة من جذورها .

  وفيها تلغى المحسوبيّات فلايمكن لكل مخلوق ومهما كان لديه من نفوذ وصلاحيّات المقايضة والمزايدة على أقرباه وأهله ، ولايوجد فيه مكان لأبناء الطّبقات الإستقراطيّة ففيه الجميع متساون كأسنان المشط ، فيعمّ الرّفاه والأمان وتقسم الثّروات والأموال بين الأفراد بالتّساوي .

  ومن الخصائص الأخرى الموجودة فيه هي قضيّة التّعليم وعموميّته بين جميع الأفراد ، والإستفادة العامّة من الإمكانيّات المتاحة ، وإنتشار الخير وصلاح .

  ولأجل بيان قضيّة عموميّة توزيع الإمكانيّات والثّروات بين شرائح المجتمع والإستفادة منها ، نتطرّق هنا إلى شرحها بشكل أكثر تفصيلاً :

  وكما تعلمون فإنّ المال والثّروة والثّقافة والعلم والقدرات والإمكانيّات لاتقسم ولاتوزع بين الشّعوب العالم بالشّكل الصّحيح والمطلوب والعادل ، حيث هناك فئة خاصّة في كلّ دولة وبين بقيّة الشّرائح المختلفة هي الّتي تحتكر المال والثّروة والقدرة ، ويعاني القسم الأعظم من البقيّة الباقية الحرمان والفقر المدقع .

  ونشاهد إعمال سياسات التّميّز العنصري والفواصل الطبقيّة في كلّ العالم ، فلذا تنحصر الإمكانيّات والثّروات في شرائح معيّنة .

  ولكنّ العالم لن يكون على هذه الشاكلة أبداً ، ففي عصر الظّهور تزول عمليّة التميّز العنصري من الوجود والفواصل الطّبقيّة ، وتتساوى كلّ شرائح المجتمع، وتصبح العدالة والتّقوى السّمة المميّزة والبارزة للمجتمعات الإنسانيّة .

  ويمكن الوصول من خلال ما عرضناه إلى النّتيجة التّالية : إنّ العلوم والمعارف والخير والصّلاح ستستعيد موقعها الرّيادي بين أوساط النّاس ويأخذ الجميع منها بشكل متساوي ، ومن يقرأ في أدبيّات ذلك العصر يراه متقاطعاً تماماً مع ما هو موجود في عصر الغيبة المظلم ، حيث تنعّم فئة مشخّصة من الإستفادة والإنفراد بالقطاع الصّناعي المتطوّر ، وتسحق بقيّة الفئات الاُخرى وتحرم حتّى من أبسط وسائل العيش السّليم .

  ومن أجل سدّ هذه النّقيصة سيأخذ التّرافد العلمي والمعرّفي على عاتقه مسؤوليّة الإتيان بكلّ وسيلة متطورّة جديدة ، وإبطال مفعول كلّ الوسائل القديمة ليحضى الجميع بالصّناعات الحديثة ، ولكن إذا فرضنا إنّ هناك وسيلة صناعيّة معيّنة قادرة على العطاء والحفاظ على خصوصيّتها المتطوّرة في زمان الظّهور ، فلا مانع من الإستفادة منها ، باعتبار أنّ ذلك العصر هو عصر الخير لجميع النّاس ، إذن ؛ وانطلاقاً من هذا المعنى فإنّنا لسنا ضدّ الصّناعات الحديثة ، ولكنّنا نعتقد أنّها تناسب عصرنا هذا وليس عصر الظّهور المشرق .

  على أيّ حال ، إنّ ما قلناه وطرحناه إلى الآن هو عقائد ورأى ذلك الشّخص الّذي يعتقد بأنّ عصر الظّهور هو عصر كشف الأسرار والحقائق ، بناءاً على الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام .

  وهناك فئة أخرى وقفت ضدّ هذا التيار المصلح ، فلزموا على أنفسهم الإنزلاق في مداخل النّفس وأهوائها ، فيرون أنّ إختراعات الكون أصبحت كاملة ، ولاينقصها ويعوزها شي‏ء . فمثل هكذا أفراد - كانوا موجودين منذ زمان بعيد - ظنّوا وقبل أكثر من قرن ونصف أنّ الإنسانيّة حصلت على مبتغاها من الإختراعات ووصلت إلى نهاية المطاف ، وهناك العديد من الأشخاص الّذي تحدث التّاريخ عنهم ، يحملون هذا اللّون من التّفكير الخاصّ ، ونأتي هنا بنماذج منهم :

  قدّم في سنة 1865 المدير العامّ لتسجيل الإختراعات في الولايات المتّحدة الأمريكيّة إستقالته وأعلن : «إنه ليس هناك أيّ مبرّرات مقبولة للبقاء ، إذ لايوجد شي‏ء يمكن إختراعه بعد الآن» .

  إنّ الخبراء الّذين أعطاهم «نابلئون الثّالث» مهام العمل على بعض الإختراعات، فإنّهم أيضاً لايحملون ذرّة من المعرفة الواقعيّة ، حيث أثبتوا بشكل قاطع أنّ المتفجّرات الّتي كان يعمل زنوب كرام على إختراعها من المستحيل أن تعمل .

  وأثبت عالم النّجوم الأمريكي «نيوكومب» وعلى أساس الحسابات الرّيّاضيّة: أنّ عمليّة الطّيران لاتتمّ أبداً باعتبارها «أثقل من الهواء» ، وكان يصرّ حتّى بعد طيران الأخوان «رايت» ويقول : «لا جدوى من إختراع الطّائرة ، إذ لايمكن إستعمالها في المجالات المفيدة».

  وفي نفس هذا الوقت فقد قام مجلس «الأسميسونيان» الّذي يضمّ نخبة من خيرة العلماء بعزل العالم والبرفسور «لانكلي» ؛ لأنّه تجرّأ وأعلن أنّه من الممكن صناعة طائرات قادرة على العمل بمحرّكات إنفجاريّة .

  وفي سنة 1887 م لخص العالم الكيمياوي الكبير «مارسلين برتولو» كلّ ما يحمله هؤلاء الّذين فقدوا الثّقة حتّى بأنفسهم حين قال : «من هنا فصاعداً سنشهد عالماً بدون أيّ سرّ وحقيقة» .(19)

  وعلى أساس كلّ هذا فإنّ هؤلاء لايعلمون أنّ عصر الظّهور هو عصر التّطوّر والإزدهار غير الطّبيعي، حيث لايخرجون عن دائرة الوضع الحالي الّذي نعيشه .

  إنّ ما ذكرناه هو نموذج من النّسيج الفكري والعقائدي للأشخاص الّذين يؤمنون بأنّ العالم من النّاحية العلميّة والصّناعيّة قد وصل إلى أعلى مستوى منه.

  نعم ؛ قد كانت هذه التّخرّصات والتّوهّمات والمزاعم موجودة في القرن الماضي ، ويوجد أيضاً اُناس في زماننا الحاضر يضعون ثقتهم بتلك الآراء الباطلة ، ويعتقدون أنّها عين الصواب .


19) سنة 2100 وصف القرن المقبل : 19/2 .

 

 

 

 

    بازدید : 7967
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 84802
    بازديد کل : 132805759
    بازديد کل : 92010917